الفلسطينيون أحبطوا المخطط الإسرائيلي لتهجيرهم
جيش الإعلاميين الفلسطينيين أفشل الرواية الإسرائيلية
مستقبل القضية الفلسطينية يتوقف على ما سنفعله كفلسطينيين وعرب
أكد د. نبيل عمرو السياسي الفلسطيني ومستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الثقافية والإعلام أن مخطط الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة أحبطه الفلسطينيون الذين أكدوا تمسكهم بأرضهم ورفضوا الخروج منها على الرغم مما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، مشددا على أن التهجير كان هو الهدف الخفي الذي كان يسعى إليه الاحتلال منذ اليوم الأول لحربه على غزة.
جاء ذلك خلال ندوة استضافها مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث مساء أمس بحضور عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية بمملكة البحرين، التي أدارتها الكاتبة سميرة رجب.
وأشاد بدور الإعلام الفلسطيني في فضح الممارسات الإسرائيلية أمام العالم، قائلا إن كل مراسلي الحرب في غزة هم من شباب غزة الذين استطاعوا أن يعبروا عن عبقرية الأداة الإعلامية في كشف الحقائق أمام العالم، مؤكدا أنهم نجحوا في إسقاط الراوية الإسرائيلية للأحداث في السابع من أكتوبر والتي لم تدم أكثر من أسبوع واحد فقط.
وأضاف أن الجيش الشجاع من الإعلاميين الفلسطينيين تمكن من افشال الراوية الإسرائيلية، وأحدث تغييرا ملموسا في جميع دول الاعلام وكذلك في حدوث خلافات داخل الإدارات الامريكية والغربية عما يجري في غزة والضفة، بل إن البعض يقول إن أحداث غزة قد تكون أحد أسباب سقوط الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات الأمريكية القادمة.
وأشار إلى أن الراوية الفلسطينية أنقذتها قوة أداء الاعلام الفلسطيني في مواجهة الأكاذيب الإسرائيلية التي حاولت دعشنة المقاومة، معتبرا أنه لا يوجد أحد في العالم حاليا يردد الرواية الإسرائيلية.
وشدد د. نبيل عمرو على أن الوعي العالمي حاليا اتحد حول حتمية قيام الدولة الفلسطينية لضمان الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أهمية استثمار هذا الموقف حتى لا يتبخر هذا النجاح.
وقال مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الثقافية والاعلام إن ما تحقق يحملنا كفلسطينيين جميعا مسؤولية كبيرة فيما بعد الحرب من أجل عملية سياسية تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية واصفا ذلك بالجهاد الأكبر.
وعدّد عمرو النقاط المطلوبة في المرحلة القادمة بعد انتهاء الحرب، التي تتركز في ضرورة العمل على إعادة إعمار غزة بعد حجم الدمار الهائل الذي طال بيوت ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان غزة، وهو ما يتطلب مشروع مارشال تشارك فيه جميع دول العالم بما فيها الدول العربية من أجل توفير المأوى لهؤلاء السكان.
وشدد على أهمية ما أسماه وحدة الوطن، لأننا نريد بلدا موحدا، والسلطة الفلسطينية تحتاج إلى تحسين وهذا شأن فلسطيني، وعلى الفلسطينيين دور في ترتيب البيت الفلسطيني.
وأوضح د. نبيل عمرو أن الحديث عن اليوم التالي في غزة يهدف في المقام الأول إلى صرف النظر عن إيقاف الحرب، معتبرا أن هذا الحديث هو هروب إلى الأمام لإفساح المجال لإسرائيل لتحقيق أهدافها، مؤكدا أن الاحتلال طرح أهدافا مستحيلة لحربه في غزة.
وأكد أن ما حدث في فلسطين هو زلزال بكل ما في الكلمة من معنى، لكن أهم المكاسب التي تحققت منه هو أن إسرائيل لم تعد المكان الآمن في عيون كل يهوديي العالم، حتى أن إسرائيل باتت تضع إجراءات مشددة لمنع الهجرة المضادة منها.
وتطرق إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر عديدة منها عمليات النزوح الداخلي من المستوطنات، وكذلك أهالي الرهائن المحتجزين في غزة الذين باتوا يشكلون ضغطا في إسرائيل، بالإضافة إلى أن إسرائيل خسرت ما يقرب من 200 مليار دولار خسائر اقتصادية.
وأشار إلى أن نتنياهو لا يريد دولة فلسطينية وخصومه مترددون، ولكن الأحداث أكدت أنه إذا أرادت إسرائيل أن تكون عضوا في الشرق الأوسط فيجب أن تقبل بقيام الدولة الفلسطينية، منوها في هذا الإطار بالموقف السعودي الحاسم الذي ربط بين أي خطوات تجاه إسرائيل بموقفها من الدولة الفلسطينية.
وأكد د. نبيل عمرو أهمية وجود موقف عربي موحد يقول للأمريكيين والأوروبيين إنه لا يمكن استقرار الشرق الأوسط من دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي 1967، موضحا أن المرحلة القادمة هي مرحلة العملية السياسية الأكثر تعقيدا وصولا إلى تحقيق الهدف المنشود.
وبشأن موقف السلطة الفلسطينية أوضح أن صورة السلطة الفلسطينية خلال هذه الحرب كانت باهتة، لأنها بنت دورها على الاتفاقيات السلمية التي اقامتها مع إسرائيل برعاية أمريكية وغربية، لكنهم تنصلوا من أداء دورهم في هذه الاتفاقيات.
وأشار إلى أن النضال الوطني ليس كله بندقية فقط وليس مفاوضات فحسب، مشيرا إلى أن الأنظار كلها تتجه إلى غزة، رغم أن الضفة الغربية تقوم أيضا بعمل أسطوري في ظل الإمكانيات المتاحة والظروف الصعبة التي تعيشها، لافتا إلى أن هناك أكثر من 300 شهيد سقطوا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم.
ولفت د. نبيل عمرو إلى أن اتفاقيات أوسلو أسهمت في عودة مليون فلسطيني إلى داخل فلسطين، لم يكونوا قادرين على العودة لولاها.
وشدد على أهمية دعوة الفلسطينيين جميعا إلى التوحد في إطار واحد، لافتا إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية كيان لديه الشرعية الدولية، ويمكن للجميع الانضواء فيها.
ونوه إلى أن القضية الفلسطينية موجودة في قلب كل فلسطيني يقف ولا يتنازل عن حقه في هذه الأرض.
وتطرق د. نبيل عمرو إلى الدور المصري، مؤكدا أن مصر تعتبر غزة وفلسطين عمقا استراتيجيا لها، وسيكون للعرب في مقدمتهم مصر دور في مساعدة الفلسطينيين على ترتيب الأوضاع في غزة.
وأكد د. نبيل عمرو أن الظروف تهيأت لقيام دولة فلسطينية، وهذا يتطلب دورا فلسطينيا وعربيا ودوليا لتحريك هذا الأمر، مشيرا إلى أن العالم بدأ يطرح مبادرات للسلام في الآونة الأخيرة.
واختتم عمرو حديثه قائلا إن مستقبل القضية الفلسطينية يتوقف على ما سنفعله نحن كفلسطينيين وعرب من أجل تحويل الحق الفلسطيني إلى حل فلسطيني.
بدورها لفتت الكاتبة سميرة رجب في بداية اللقاء إلى أهمية الندوة التي تأتي في ظل ظروف صعبة يعيشها أهلنا في غزة وفلسطين، منددة بالصمت العالمي على ما يجري من حرب وحشية تعتبر امتدادا للحروب المستمرة على مدار أكثر من 75 عاما من عمر القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن الصحفي الفلسطيني حقق انتصارا في هذه الحرب، مؤكدة أهمية هذا الانتصار الإعلامي في توصيل الصورة الحقيقية للأحداث بعيدا عن التضليل الإعلامي الذي هو ديدن الإعلام الغربي، معتبرة أنه لولا الإعلام الفلسطيني لما وصلت القضية إلى محكمة العدل الدولية.
ونددت بقيام الاحتلال بقتل 120 صحفيا في غزة، واستمرار ملاحقته لهم، مؤكدة أنه رغم كل هذه الظروف كانوا أكثر قوة وتأثيرا من الإعلام الصهيوني بكل أدواته، وهو ما يؤكد أهمية الإعلام كسلاح في الحرب والسلم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك