العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٨ - الأربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

السياحي

تجارة الأقمشة في البحرين.. اهتمام خليجي والمصدر الأول في المنطقة

كتبت‭: ‬زينب‭ ‬إسماعيل

الأربعاء ٢٤ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

 

تصوير‭: ‬محمد‭ ‬عبدالله‭ ‬

 

لأكثر‭ ‬من‭ ‬45‭ ‬عاما‭ ‬يمارس‭ ‬جاسم‭ ‬العرادي‭ ‬تجارة‭ ‬الأقمشة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم،‭ ‬الموقع‭ ‬الأول‭ ‬والرئيس‭ ‬لممارسة‭ ‬هذه‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬الملابس‭ ‬الجاهزة‭. ‬

ورث‭ ‬العرادي‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬من‭ ‬أبيه‭ ‬الذي‭ ‬ورثها‭ ‬بدوره‭ ‬من‭ ‬أجداده،‭ ‬وبدأ‭ ‬بممارستها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1973‭ ‬بعد‭ ‬تخرجه‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬مباشرةً،‭ ‬ليفتتح‭ ‬أول‭ ‬متجر‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الكراشية‭ ‬بسوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم،‭ ‬وذلك‭ ‬بشارع‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬مساحته‭ ‬2‭.‬25‭ ‬متر‭ ‬مربع‭.‬

بقي‭ ‬المتجر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬افتتاح‭ ‬مجمع‭ ‬مدن‭ ‬بنفس‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لينتقل‭ ‬العرادي‭ ‬إلى‭ ‬المجمع‭ ‬ويفتتح‭ ‬متجره‭ ‬الثاني،‭ ‬تلحقه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتاجر‭ ‬التي‭ ‬توزعت‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬المملكة‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬جاسم‭ ‬العرادي‭ ‬وحده‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬السبعينيات،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬يمتلكون‭ ‬متاجر‭ ‬متفرقة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬وخارجها،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬إخوته‭ ‬صادق‭ ‬وإبراهيم‭ ‬وجعفر‭ ‬وسلمان‭ ‬ومهدي‭ ‬وميرزا،‭ ‬وكان‭ ‬عدد‭ ‬الأسر‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمارس‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العائلة‭ ‬يبلغ‭ ‬نحو‭ ‬8‭ ‬أسر‭. ‬أما‭ ‬الآن،‭ ‬فتقلص‭ ‬عدد‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يمارسونها‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬أشخاص‭ ‬فقط‭. ‬ومن‭ ‬أشهر‭ ‬ممارسي‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العائلة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬السبعينات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سلمان‭ ‬ومرتضى‭ ‬وحسن‭ ‬كاظم‭. ‬

 

كانت‭ ‬المنامة‭ ‬العاصمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الأولى‭ ‬لتجارة‭ ‬الأقمشة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬تجارها‭ ‬يستوردون‭ ‬الأقمشة‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬واليابان،‭ ‬والبلد‭ ‬الأخير‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬تصديرا‭ ‬للأقمشة‭ ‬للبحرين‭ ‬حتى‭ ‬الثمانينات،‭ ‬سواء‭ ‬الرجالية‭ ‬أو‭ ‬النسائية‭. ‬وكذا‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬القديم‭ ‬كان‭ ‬يعد‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬والوحيد‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬لبيع‭ ‬الأقمشة‭ ‬حتى‭ ‬وصول‭ ‬تجارة‭ ‬الملابس‭ ‬الجاهزة‭.‬

ويبين‭ ‬العرادي‭ ‬‮«‬كان‭ ‬الناس‭ ‬يترددون‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬لاقتناء‭ ‬الأقمشة‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تفصيل‭ ‬الحرامات‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬الأعياد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التجهيز‭ ‬لملابس‭ ‬العيد‮»‬‭. ‬ويطلق‭ ‬على‭ ‬أقمشة‭ ‬الماضي‭ ‬مسميات‭ ‬خاصة‭ ‬مثل‭ ‬قماش‭ ‬أبونقطة‭ ‬وشعر‭ ‬شاديا‭ ‬وشعر‭ ‬صباح‭ ‬وضرب‭ ‬الخيل‭. ‬

أما‭ ‬اليوم‭ ‬فيستورد‭ ‬تجار‭ ‬الأقمشة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬واندونيسيا‭ ‬والهند،‭ ‬والأخيرة‭ ‬بكميات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬السابق،‭ ‬وبأسعار‭ ‬أعلى‭. ‬

وتحدث‭ ‬العرادي‭ ‬عن‭ ‬تعاون‭ ‬تجار‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬تجار‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استيراد‭ ‬تجارة‭ ‬الأقمشة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬حيث‭ ‬تشترط‭ ‬الشركات‭ ‬المصدرة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استيراد‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬‮«‬وار‮»‬‭ ‬متر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬لون‭ ‬لكل‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الأقمشة،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬السوق‭ ‬البحريني‭ ‬الصغير‭ ‬لا‭ ‬يستوعب‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭. ‬وتلقى‭ ‬الأقمشة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬طلبا‭ ‬خليجيا،‭ ‬لتنوع‭ ‬الخيارات‭ ‬والأشكال‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أنواع‭ ‬الأقمشة‭ ‬منذ‭ ‬الماضي‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬تتغير،‭ ‬فلازالت‭ ‬تباع‭ ‬الأقطان‭ ‬والمخمل‭ ‬والوايل‭ ‬والحرير‭ ‬والشيفون‭ ‬والتور‭. ‬لكن‭ ‬المختلف‭ ‬هو‭ ‬إضافة‭ ‬مواد‭ ‬لتلك‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬الأقمشة،‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬السابق‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يضاف‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬مادة‭ ‬بتاتا،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬اليوم‭ ‬يتم‭ ‬خلط‭ ‬القطن‭ ‬مع‭ ‬البوليستير‭. ‬

ولفت‭ ‬العرادي‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬الغسل‭ ‬الكهربائي‭ ‬لبعض‭ ‬الأقمشة‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬معالمها‭ ‬سريعا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الغسل‭ ‬الجاف‭ ‬أو‭ ‬اليدوي‭ ‬يمنحها‭ ‬عمرا‭ ‬اطولا،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬تعيش‭ ‬قطعة‭ ‬القماش‭ ‬التي‭ ‬تغسل‭ ‬غسلا‭ ‬يدويا‭ ‬لما‭ ‬يقارب‭ ‬20‭ ‬عاما‭.‬

وتطرق‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬اقتناء‭ ‬الأقمشة‭ ‬وتفصيل‭ ‬الملابس‭ ‬خلال‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الملابس‭ ‬الجاهزة‭ ‬المستوردة‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬المقاسات‭ ‬الكبيرة‭ ‬وحتى‭ ‬المحجبات‭. ‬لكن‭ ‬العرادي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬تتقلص‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬لتبقى‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬ضيق‭ ‬بسبب‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬المستورد‭ ‬الجاهز‭ ‬الأقل‭ ‬سعرا‭.‬

ووفقا‭ ‬للعرادي،‭ ‬فإن‭ ‬أعداد‭ ‬الخياطين‭ ‬المهرة‭ ‬من‭ ‬الجالية‭ ‬الآسيوية‭ ‬تراجع‭ ‬خلال‭ ‬وقت‭ ‬الجائحة،‭ ‬بسبب‭ ‬ترك‭ ‬المهنة‭ ‬والسفر‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا