تغطية: أمل الحامد
تصوير: محمد سرحان ورضا جميل
احتفت الأوساط الفكرية والثقافية في مملكة البحرين بالذكرى الأولى لرحيل الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة طيب الله ثراه، تقديراً وعرفانًا للمؤرخ والمفكر الراحل، باعتباره إحدى الشخصيات الوطنية التي ساهمت في إثراء العمل الوطني والثقافي والفكري والأكاديمي في مملكة البحرين وخارجها.
جاء ذلك خلال أُمسية (قراءة في فكر خالد بن خليفة في التاريخ والثقافة والأدب والتسامح والإدارة) أقامها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بالتعاون مع جمعية وطني البحرين مساء يوم أمس الأول (الثلاثاء) على مسرح مركز عبدالرحمن كانو الثقافي.
واستذكر علي عبدالله خليفة رئيس مجلس إدارة مركز عبدالرحمن كانو الثقافي لقاءاته مع الراحل والتي أثمرت تأسيس منتدى البحرين للكتاب الذي احتضنه مركز عيسى الثقافي برئاسة ورعاية الراحل.
من جانبه، قال فواز سليمان رئيس مجلس إدارة جمعية وطني البحرين إن الراحل الشيخ خالد كان الأنموذج الحي في العطاء والتأثير الفكري والمعرفي.
وفي بداية أمسية الوفاء، قال نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام إن الشيخ الدكتور خالد كان عنواناً وكتاباً مفتوحاً لن تجد بين كلماته وأسطره غير المعاني الحقيقية للحب والتعايش بين البشر، للسلام والتسامح، للعدل والمساواة، للقيم الجميلة والمثل العليا التي عاش وعمل بجهد كبير لترسيخها كمبادئ في المجتمع.
إلى ذلك، قال السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية عضو مجلس الشورى البحريني السابق إن الراحل نقل الصورة الحقيقية للتجربة الديمقراطية في البحرين، مضيفًا أنه كان يحدثنا عن مستقبل التعليم في بلادنا وحريص على تعليم أبنائنا.
من جهته، قال الدكتور منصور سرحان، مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي سابقا وعضو مجلس الشورى سابقا، إن الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أحد رجالات البحرين الكبار، خدم بجدّ وإخلاص طوال حياته في المجالين الأكاديمي والثقافي بصفة خاصة وفي مجال التاريخ بصفة عامة.
وأعرب عن أمله بأن يطلق اسم الراحل على إحدى قاعات مركز عيسى الثقافي تخليدًا لذكراه وإكرامًا لجهوده ومآثره، فقد ضحّى بصحته من أجل خدمة وطنه.
من جهته، أكد الاستاذ الدكتور شوقي الدلال، أكاديمي ومهندس وفلكي نائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، أهمية أن تكون هذه المناسبة انطلاقة جديدة لتجسيد العديد من الأفكار لرفعة الثقافة والعلم في وطننا البحرين، ومن بين هذه الأفكا: تخصيص جائزة سنوية لرواد الفكر والثقافة في مملكة البحرين باسم جائزة الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة.
وعن الظهور الإعلامي المتميز للشيخ خالد، رحمه الله، تحدث المحلل والكاتب الصحفي السيد زهرة، مدير تحرير صحيفة «أخبار الخليج» عن قراءته التحليلية لفكر وتوجهات الشيخ خالد، قائلا إن الشيخ خالد نموذج فريد للمفكر الذي يجمع بين الفكر والعمل، الحريص على ترجمة الأفكار في الواقع الوطني العملي.
وأشار إلى أن الدكتور خالد لديه منظومة من الأفكار المبدعة، أفكار تتعلق بتاريخ البحرين والخليج العربي، وبقضايا العمل الوطني، والقضايا الخارجية، وبتطورات حاسمة في تاريخ البحرين الذي نعيشه، مقترحًا إعداد مركز عيسى الثقافي كتيبا يعرض أهم هذه الأفكار، مؤكدًا أن أكبر تكريم هو حفظ أفكاره ورؤاه الوطنية كي تكون مرشدًا للأجيال الشابة.
وبخصوص أسلوب الراحل الشيخ خالد وطرحه التعليمي والتدريس، تحدث أحد طلابه الأوائل، الإعلامي الاستاذ غازي عبدالمحسن، الذي درس على يديه مادة التاريخ في جامعة البحرين، قائلا إن أهم ما يميز الدكتور خالد آل خليفة هو تواضعه من بين الكثير من الأساتذة والمعلمين، إذ لم نشعر بأن الواقف أمامنا يكبرنا سناً، ولم نشاهد تلك النظرة المتعالية في عينيه تجاهنا نحن الطلاب بل كان متواضعاً رحيماً رؤوفاً بنا في بداية مشوارنا الأكاديمي.
وفي ختام الأمسية، قدم الأستاذ الدكتور علي منصور آل شهاب درعا تذكاريا لذوي المغفور له الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، تقديرًا لجهوده في دعم جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون، وقد استلمها الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة شقيق الراحل.
وعلى هامش أمسية الوفاء، قال الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة شقيق الراحل لـ«أخبار الخليج» إن أجمل ما يتركه الإنسان ذكرى طيبة يتذكره بها الناس، لأن هذا ما يبقى للإنسان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك