رحلت عن عالمنا أمس سيدة فاضلة من نساء مملكة البحرين اللائي كان لهن دور فاعل في مسيرة العمل الإنساني والخيري، إنها السيدة عائشة أحمد المؤيد أرملة المرحوم يوسف خليل المؤيد، ووالدة كل من فاروق وليلى وسلوى ومنى وفريد وآمال والمرحوم محمد.
وبحسب «كتاب عائشة المؤيد بنت البيت العود» الذي أعده الكاتب علي صالح، فإن الراحلة من مواليد عام 1926 ووالدها هو أحمد إبراهيم المؤيد والأم هي مريم الصحاف، وكانت عائشة البنت الصغرى في أسرتها، وأتمت زواجها من يوسف خليل المؤيد في عام 1942 وكانت أول بحرينية ترتدي بدلة الزفاف العصرية.
رزقت عائشة المؤيد بسبعة أبناء مع يوسف (فاروق، ليلى، سلوى، منى، فريد، محمد وآمال)، وعاشت وتعايشت مع زوجها حيث نمو تجارته واتجاهه لتجارة الاصباغ ثم الكهربائيات ليكون بذلك أول تاجر بحريني يتجه إلى تجارة الادوات الكهربائية ومن بعدها الإلكترونية، كما طور تجارته في بريطانيا وأصبح مستوردا أساسيا لبعض المكائن البحرية التي تورد إلى السعودية.
ورغم انخراط عائشة المؤيد بالعديد من الجمعيات والمبادرات الخيرية وتقديم المساعدات الثابتة والطارئة، فقد كانت إلى جانب زوجها يوسف في تبني دعم وتأسيس وحدة محمد يوسف المؤيد لعلاج المدمنين على الكحول والمخدرات في عام 1983، والتي اتخذت اسم ابنها محمد الذي اغتالته يد الغدر خلال رحلة عائلية في لبنان. لتكون هذه الوحدة هي الاولى والوحيدة في البحرين التي تعنى بعلاج المدمنين كأحد المشروعات الإنسانية، كذلك مشروع مركز يوسف المؤيد لعلاج الكلى الذي جاء كتبرع بعد وفاة زوجها يوسف لتسهم هذه الوحدة في تخفيف معاناة مرضى الكلى في البحرين. كما حملت احدى الصالات الخيرية في مدينة عيسى اسم عائشة المؤيد، والتي تستقبل المناسبات الاجتماعية المختلفة في سياق تلبية احتياجات الناس في افراحهم واحزانهم، كذلك دار عائشة المؤيد لرعاية كبار السن في المحرق. وفي عام 2013 انتقل العمل الاجتماعي بالنسبة إلى عائشة المؤيد من المبادرات الى العمل المؤسسي حيث تأسست مؤسسة يوسف وعائشة المؤيد للأعمال الخيرية، والتي تسعى بكل جهودها إلى دعم وتعزيز المشاريع الخيرية المتعددة التي تهدف إلى تلبية احتياجات المجتمع في مملكة البحرين.ومن المقولات المأثورة للراحل يوسف المؤيد «في النهاية، جوهر الأعمال والحياة يكمن في رد الجميل للمجتمع».
وتقدم المؤسسة المساعدة المالية الطبية، منح التعليم العالي، المساعدات الاجتماعية، تمكين المرأة والرعاية للأزمات، رعاية البيئة والحيوان، والصحة العامة العقلية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك