الكابتن ناظم الحمد: برامج تدريب فريدة على مستوى العالم تخرج طيارين مع خبرة 1500 ساعة طيران معتمدة
62% من مقاعدنا الدراسية لعام 2024 حجزت في أول شهرين من السنة
كانت الانطلاقة عام 2008، حينما تأسست أكاديمية الطيران (T3Aviation Academy). وعلى الرغم من المنافسة، استطاعت (T3Aviation Academy) وخلال فترة وجيزة أن تفرض نفسها ندا ومنافسا قويا في قطاع التدريب، وتثبت قوتها في تأهيل وتدريب الطيارين والطواقم العاملة في الطائرات والمطارات، بل باتت الأكاديمية رائدة في مجال التدريب بمنطقة الشرق الأوسط ككل، وأحد أكبر المزودين لرخصة (MPL) على مستوى العالم، مقدمة مخرجات مؤهلة تحتضنها كبريات شركات الطيران والمطارات في العالم.
«أخبار الخليج» كانت لها وقفة وجولة في (T3Aviation Academy) التي تحتضنها إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث التقينا رئيسها التنفيذي الكابتن ناظم الحمد، البحريني الذي يقودها باقتدار منذ سنوات، وكانت له بصماته البارزة في برامج التطوير والتدريب التي شهدتها الأكاديمية.
كان تميّزه قد بدأ منذ تخرجه عام 1994 من كلية الطيران في اسكتلندا حين استحق الجائزة التقديرية لتفوقه، وبدأ مشواره كطيار في شركة طيران الخليج حوالي 12 عاما، قبل أن ينتقل إلى العربية للطيران منذ تأسيسها طيارا ومدربا وإداريا، ثم تولى قيادة (T3Aviation Academy) منذ ست سنوات.
مؤسسة متكاملة
يحدثنا الرئيس التنفيذي الكابتن ناظم الحمد عن (T3Aviation Academy) قائلا: «بالفعل تعد الأكاديمية اليوم من أهم أكاديميات الطيران في المنطقة، وحتى الآن استطعنا تخريج أكثر من 800 طيار احتضنتهم شركات طيران محلية وإقليمية وعالمية، فمثلا لدينا طيارون متخرجون من الأكاديمية يعملون الآن في شركات بأمريكا الجنوبية والشمالية وإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط والهند وأستراليا وغيرها.
كما تحتضن الأكاديمية متدربين من حوالي 80 جنسية، ولكن الفئة الأغلب هم الطيارون المتدربون من الشرق الأوسط والدول العربية وشرق آسيا، إلى جانب متدربين من أوروبيين وأستراليا وغيرها».
{ وما الذي يميز (T3Aviation Academy) عن غيرها؟
** ما يميز أي أكاديمية بالمقام الأول هو قوة البرامج التدريبية التي تقدمها وتنوعها ومواكبتها لاحتياجات القطاع. ويمكن القول إن (T3Aviation Academy) لا تتميز بالمنطقة فحسب، وليس من المبالغة أو المفاخرة إذا ما قلنا إننا نتميز على مستوى العالم.
فمثلا نحن الأكاديمية الوحيدة التي تمتلك برنامجا يخرج الطيار ولديه 1500 ساعة طيران معتمدة ضمن التدريب. وتكون هذه الساعات على طائرات إيرباص 320 وإيرباص 321. وهذا ما لا توفره أي أكاديمية أخرى. كما أن هذا البرنامج مفتوح لجميع الجنسيات في العالم.
وبشكل عام تتميز الأكاديمية بالممازجة بين المعرفة الأكاديمية، وقياس الكفاءة لدى المتدربين، وامتلاك الخبرة العملية في الوقت نفسه. وهذا ما يجعل الطيار المتخرج جاهزا للطيران من جميع النواحي.
وفي الوقت نفسه نحرص دائما على إضافة برامج تدريبية جديدة ومتجددة تواكب ما يحتاج إليه سوق العمل في قطاع الطيران. وبالتالي لم تعد (T3Aviation Academy) مجرد أكاديمية لتخريج الطيارين، بل باتت مؤسسة تدريب متكاملة تقدم برامج تدريبية متعددة وتزود الشركات والمطارات والإدارات بالكفاءات المؤهلة.
وضمن استراتيجية التطوير والتوسع، أضيفت برامج أخرى متعددة خاصة بعد الجائحة. مثل برامج تدريب Type Rating المخصص للطيارين الذي يرغبون في التدريب على طائرات أخرى خاصة إيرباص التي تلاقي شعبية متزايدة من قبل شركات الطيران لما تتمتع به من مواصفات أمان واقتصادية وراحة.
ولدينا تدريبات تدعم الطيارين مثل برنامج متخصص للغة الإنجليزية للطيارين بشكل مبتكر جدا ولأول مرة في الوطن العربي، وهو يشابه التوفل والايلتس ولكنه مخصص للطيارين، ويمكن للمتدرب أن يقدم امتحانا في دولة أخرى من خلال غرفة زجاجية مخصصة ومراقبة بالكاميرات من دون الحاجة إلى الحضور إلى الأكاديمية. ونعد نحن الأكاديمية الأولى في المنطقة التي اعتمدت برنامجا خاصا لقياس الحرفية في اللغة الإنجليزية.
كما توفر الأكاديمية برنامج (Flight Dispatcher License Program) أو ما يعرف بإعداد (المرحلين) والذي يشمل نوعين، الأول هو مرحّل الطائرة (الذي يعمل في شركات الطيران ويخطط الرحلات من البداية إلى النهاية بما في ذلك تحديد ظروف الجو والوقود والطاقم وغيرها) والثاني هو مرحل الرحلات الذي يعمل في المطار ويشرف على عملية صعود المسافرين ونقل الحقائب ووصولا إلى إغلاق باب الطائرة استعدادا للطيران.
إلى جانب عدة برامج متخصصة مثل التدريب على العمليات الأرضية، نظم إدارة السلامة ودورات IATA والدورات التأسيسية لطواقم الطائرات والتي تؤهلهم لاجتياز اختبارات ومتطلبات العمل ضمن طواقم الطائرات) وغيرها من البرامج التدريبية الداعمة لقطاع الطيران.
علما بأن التدريب في قطاع الطيران يختلف عنه في كثير من القطاعات الأخرى، فأي برنامج تدريبي يجب أن يصمم بمواصفات خاصة ويجب أن يثبت كفاءته وأن يجتاز الامتحانات والاشتراطات والقوانين الدولية والمحلية، وهذا ما يمثل تحديثا كبيرا لأي أكاديمية.
من جانب آخر، استطعنا خلال السنوات الثلاث الماضية من تكوين فريق يضم احترافيين وخبراء ومدربين وكتاب ومراجعين لتأليف مجموعة متكاملة من الكتب التي يحتاجها كل طيار للحصول على مختلف أنواع الرخص، وتعد هذه الكتب مميزة وحصرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. فللأسف هناك نقص وندرة في الكتب المتخصصة بدراسة الطيران بالمنطقة. واستطاعت (T3Aviation Academy) أن تحدث نقلة نوعية في هذا الجانب، وهو إنجاز كبير في مجال الطيران بشكل عام والأكاديمية بشكل خاص.
تكلفة ذات عائد استثماري
{ يؤكد خبراء الطيران أن القطاع مازال يصطدم بتبعات الجائحة والإجراءات الصارمة التي يضعها كثير من الدول فإلى أي مدى تخلص قطاع التدريب من هذه التبعات؟
** لله الحمد، ونتيجة لتميز البرامج التي تقدمها (T3Aviation Academy)، استطعنا أن نتجاوز التحديات التي عشناها في الفترة السابقة مع الجائحة. وأبسط مثال على ذلك أن 62% من المقاعد الدراسية المخصصة لعام 2024 حجزت بالكامل في أول شهرين من العام، علما بأننا خصصنا 146 مقعدا جديدا هذا العام.
{ ولكن ألا تبقى تكلفة التدريب على الطيران هي التحدي الأكبر، وخاصة مع ما طرحه خبراء القطاع في النسخة الـ 11 لقمة العرب للطيران من توقع ارتفاع تكلفة الطيران إلى الضعف خلال الأعوام القليلة القادمة إذا استمرت الظروف الحالية؟
** نعم هناك توقعات بارتفاع أسعار وتكاليف الطيران لأسباب عديدة منها النقص في الأيدي العاملة وارتفاع أسعار الوقود والخدمات والضرائب وغيرها. وبالطبع الأكاديميات جزء من المنظومة التي تتأثر بهذا الارتفاع.
ولكن من الضروري هنا أن نشير إلى مسالة مهمة تتعلق بتكلفة التدريب على الطيران، فالصورة الشائعة أن هذا التدريب مكلف جدا، ولكن لو قارناه بتخصصات أخرى مثل الطب والهندسة فإنه لا يعتبر مكلفا أبدا خاصة من حيث المردود الاستثماري.
فأنت قد تدرس تخصصا معينا في جامعة أوروبية يكلفك 50 ألف دينار. وبعد أربع سنوات تحصل على مرتب متوسط. ولكن قد تدفع 65 ألف دينار للتدرب في الطيران مدة عامين ونصف، تم تحصل على مدخول يعد أعلى بكثير من متوسط الدخل.
فلا ننكر أن التكلفة عالية في قطاع الطيران لأننا نعتمد على برامج تدريبية مكلفة وأجهزة محاكاة وطائرات ومدربين عالميين، ولكن على المدى البعيد يكون العائد مجديا.
{ هل يعني ذلك أن المنطقة بحاجة مستمرة إلى طيارين جدد؟
** نعم هناك حاجة إلى الطيارين وإلى المتدربين في قطاع الطيران، بل هناك نقص كبير في هذا الجانب لاسيما بعد العودة المفاجئة والسريعة بعد الجائحة، ثم أن هناك عددا كبيرا ممن كان يعمل في هذا القطاع عزف عن العودة لأسباب عدة مثل التخوف والقلق كون مجال الطيران من أكثر المجالات تأثرا في الجائحة، وهناك أعداد كثيرة اتجهت إلى وظائف أو مشاريع واستثمارات أخرى غير الطيران.
لذلك هناك تحديات تحول دون توفير الأعداد المطلوبة من الطيارين والفنيين. وهو ما يجعل أكاديميات الطيران تتحمل مسؤولية التواصل مع المجتمع واستثمار الفعاليات والمعارض والفرص للتوعية والتعريف بالفرص الكبيرة التي يقدمها قطاع الطيران. وهذا ما نعمد إليه فعلا في الأكاديمية. ومن خلال تجاربنا نجد أن هناك الكثير من الأفراد يحلمون أن يعملوا في مجال الطيران ولكنهم يواجهون تحديات مختلفة، أو لديهم صورة خاطئة عن عمل الطيران. ودورنا هنا هو التوعية وتصحيح هذه الصورة الخاطئة أو الغموض.
فما نأمله فعلا أن نجد أعدادا أكبر من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، وما نتمناه هو توفير الدعم المدروس للمتدربين في مجال الطيران. فكثير من الدول عالميا توفر دعما قويا في هذا القطاع. وهذا ما نحتاجه في المنطقة.
ومن التجارب المميزة هنا هو الدعم الذي حظي به حوالي 50 طيارا في البحرين عام 2016. وبات عدد كبير منهم يعمل في طيران الخليج وآخرون في شركات أخرى.
أضف إلى ذلك أن هذا القطاع حساس بشكل كبير، ولابد من توفير الكفاءات المؤهلة للعمل فيه، خاصة مع النمو الكبير الذي يشهده مجال الطيران في المنطقة والذي يعد هو الأكبر في العالم، والإحصائيات العالمية تؤكد أن الشرق الأوسط سيكون مركز الطيران في العالم ويشهد نسبة عالية من صفقات الطيران الجديدة ونمو الشركات وغيرها. وبالطبع مع هذا النمو ستتزايد التحديات.
مواصفات الطيار
{ في رأيك، ما المواصفات التي يجب أن تتوفر في الشخص ليكون مؤهلا للعمل كطيار؟
** من حيث القوانين والاشتراطات، قد يختلف الأمر باختلاف الدول والأكاديميات، ولكن إجمالا يتطلب الأمر أولا اجتياز فحص طبي يشمل الطول والوزن والنظر ودقات القلب وغيرها، فمثلا أغلب شركات الطيران تشترط ألا يقل عن 160 سنتمترا.
كما يجب أن يجتاز المتدرب تسعة امتحانات تشمل ثلاثة امتحانات أكاديمية في الرياضيات والفيزياء واللغة الإنجليزية. وشخصيا اعتبر اللغة الإنجليزية هي الأكثر أهمية من ذلك كله لأنها اللغة المعتمدة للتخاطب في جميع مجال الطيران. ويضاف إلى ذلك امتحانات أخرى تتعلق بمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، ومستوى الذكاء والمنطق العقلي من الناحية اللغوية والإدراكية والتحليلية والخيالية، حيث تجرى ستة امتحانات في امتحان واحد تقيس هذه الجوانب.
وهناك امتحان خاص لقياس سرعة التجاوب بين اليد والمخ والنظر، لأن هذا التجاوب مهم جدا لعمل الطيار، حيث نقيس المدة بين النظر والتفكير واتخاذ القرار والتحرك، حيث إن ذلك يجب أن يتم في جزء من الثانية، ليس هذا فحسب وإنما نضعه تحت ضغط للتحقق من قدرته على التعامل والتجاوب، وفي الوقت نفسه وخلال التعرض للضغط نسأله عن مسائل رياضية بسيطة مثل الجمع للتحقق من قدرته على إجراء الحسابات. كما يتم قياس الذاكرة اللحظية مثل تكرار السؤال نفسه للتحقق من تذكره الإجابة.
{ ماذا عن الصفات الشخصية؟
** لابد أن يتميز بالجدية بشكل عام، ويكون ناضجا ويعرف بوضوح لماذا يدخل مجال الطيران، وملما بالصعوبات أو التحديات التي قد يواجهها. كما يجب أن يكون محبا للقراءة والثقافة، ويمتلك مهارات التواصل الاجتماعي. ومن المهم أيضا أن يكون متوازنا، فلا يكون مغامرا إلى درجة المخاطرة، وبالمقابل لا يكون انطوائيا. فعمل الطيران يحتاج إلى الجرأة في اتخاذ القرارات ولكن من دون مغامرة خطرة، أي تكون الجرأة مدعومة بعمل وقراءة وتدريب وخبرة ودراسات.
{ في تصريحات سابقة أشرتم إلى أن من التحديات التي تواجه أكاديميات الطيران بالمنطقة بما في ذلك (T3) هي توفير أجهزة المحاكاة، هل لا يزال هذا الأمر يمثل تحديا بالنسبة إليكم؟
** بالفعل يمثل توفير أجهزة المحاكاة تحديا لأكاديميات الطيران. ولكن بفضل الله استطعنا في دولة الإمارات أن نخطو خطوات كبيرة في هذا الجانب، فخلال الفترة الماضية تم إضافة حوالي خمسة أجهزة، وهناك عدد منها في الفترة القادمة. وهذا ما يسهم في التغلب على هذه الإشكالية، علما بأن الشركات والأكاديميات تتبادل الخبرات في هذا الجانب.
{ وما تحديات المرحلة القادمة في رأيك؟
** أعتقد أن التحدي الأكبر هو النقص في بعض الكفاءات والخبرات في قطاع تدريب الطيران حول العالم. فهناك عدة مجالات في قطاع الطيران وكل منها يحتاج إلى مدربين متخصصين مثل مدربين في مختلف أنواع الطائرات النفاثة ومدربين أرضيين ومدربي طائرات خفيفة. ولكننا قادرون على تجاوز ذلك بعون الله كما تجاوزنا تحديات نقص أجهزة المحاكاة.
كما أن وجود بعض القوانين القديمة يمثل تحديات للقطاع، حيث تحتاج إلى إعادة النظر فيها ومناقشتها مع مراكز التدريب بما يتوافق مع التطورات المتسارعة. فهناك دول تقدمت في هذا المجال وخطت خطوات كبيرة، ولكن بعض الدول لا تزال للأسف متمسكة بأنظمة وقوانين قديمة لم تعد تناسب الوضع الحالي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك