لا يمكن للقطات الأخيرة التي رافقت مباراة النهائي الثالث من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة والذي جمع فريقي دار كليب والأهلي أن تجعلنا نغمض العينين عن الإيجابيات والمكاسب التي سجلها النزال، والذي أشاد به القاصي قبل الداني. هل هناك أحد يمكنه أن ينكر أن الفريقين كانا عند مستوى الحدث والمسؤولية وقدما أقصى ما يملكون من جهد وعطاء حتى والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة؟ هل هناك من لم ير اللوحة الفنية الجميلة الحضارية التي رسمها أنصار اللونين البنفسجي والأصفر في مدرجيهما؟ وهل يمكن لأي حصيف أن يتغافل عن الأداء التحكيمي المميز الذي قدمه حكما المباراة على مدار الأشواط الخمسة إذا ما استثنينا (الفنشنك) الذي انتهت عليه المواجهة؟ هل يمكن الضرب بتنظيم المباراة هو الآخر عرض الحائط؟ صحيح كنا جميعا نمنّي النفس أن يكون الختام مسكا، غير أن الرياح أتت على خلاف ما تشتهي السفن، ومن هذا المنطلق نقدر ردة الفعل، غير أن الإساءة لا محل لها من الإعراب في الميادين الرياضية التي وجدت أساسا للتنافس الشريف.
مسألة قانونية
لن نتطرق إلى الإشكال الذي شهده الشوط الفاصل، والذي شغل الجميع، وأقام الدنيا ولم يقعدها، ونترك الكلام فيه للقانونيين وأصحاب الفهم والمتخصصين، وأهل مكة أدرى بشعابها، وعندما قلنا رأينا في «وقتنا المستقطع» حيال ما حصل، فكلامنا هناك ليس من صميم القانون، وإنما هو أقرب إلى الفكر والفكرة والاقتراح لا غير.
62 خطأ مباشرا و27 حائط صد
استغرقت المباراة خمسة أشواط، وبالأرقام شهدت 62 خطأ مباشرا كان نصيب دار كليب منها 36، والأهلي 26، وكان الإرسال في مقدمة الأخطاء إذ أخطأ الفريقان 32 مرة، 17 لدار كليب، و15 للأهلي.
وتفوق الأهلي على مستوى حائط الصد المباشر الذي منحه 17 نقطة مقابل 10 حوائط صد لدار كليب منحته 10 نقاط.
فارق الـ6 نقاط
تقدم دار كليب في الشوط الأول 17-11 وهذا الفارق لم يأت اعتباطا، وإنما وراءه 11 خطأ مباشرا من الأهلي، وأداء مكشوف ومقروء وبطيء وإرسال غير مؤثر سهل كل ذلك مأمورية دار كليب، وإذا ما نظرنا إلى نتيجة الشوط 25-22 لصالح دار كليب نعرف إلى أي مدى كان فارق الأخطاء مؤثرا، وكان اللعب المفتوح هو العنوان الأبرز لأداء الفريقين.
هذا ما توقعناه
قلنا في صبيحة يوم المباراة خلال تقديمنا لها إنه من المنتظر أن يعول الأرجنتيني «إليقيتا» على محترفه «ماركو» كلاعب ضمن التشكيل الأساس، وهذا ما حصل، والمدرب له مبرراته التكتيكية، فإذا كان لاعب منتخب الجبل الأسود غير مؤثر هجوميا غير أن له دورا في استقرار الكرة الأولى على الرغم من الاهتزاز في مناسبات، وقلنا ضمن ما قلنا إن دار كليب في القرعة سيختار الإرسال للاستفادة من إمكانات محمد يعقوب والبرازيلي كايو، وكان محمد يعقوب هو من نفذ الإرسال الأول في المباراة وأضاعه.
الأهلي يتقدم ويخسر
حدث هذا في الشوط الثاني، كان بإمكان الأهلي أن يعود إلى جو المباراة ابتداء من الشوط الثاني بدلا من الشوط الثالث، إذ لم يستثمر الأهلاوية أفضليتهم التي أعطتهم التقدم في النتيجة 14-12 و17-13 والفضل يعود إلى حائط الصد، غير أن دار كليب عرف كيف يستدرج الأهلي ويأخذ الشوط منه مستفيدا من خيار غير موفق من صانع ألعابه حسين الحايكي، وكانت النتيجة للأهلي 24-23 عندما وجه كرته لماركو في مركز 4 في الوقت الذي كان علي إبراهيم في مركز 2، قبل أن يضع محمد يعقوب بصمته على الشوط بإرساله «لوب» الذي خادع به الأهلاوية، وتركهم يتفرجون عليه وهو يسقط في ملعبهم.
أفضلية للأهلي
سجل الشوط الثالث أفضلية للأهلي الذي حافظ على تقدمه في النتيجة حتى نهاية الشوط 21-14، وشهدت النتيجة 16-10 للأهلي مشاركة لاعبه سيد محمد العبار بدلا من زميله ماركو.
وواصل الأهلي أفضليته في الشوط الرابع منذ البداية لتصل النتيجة إلى 24-21 وتوقع الكثير أن يعيد البرازيلي كايو سيناريو النهائي الأول عندما أنهى الشوط الأول بأربعة إرسالات حاسمة، غير أن كايو أراح الأهلاوية وأهدر الإرسال، فدار كليب في هذا الشوط ارتكب 9 أخطاء مباشرة مقابل 2 للأهلي، وإذا عرف السبب بطل العجب.
«إليقيتا» يتساءل
وجه الأرجنتيني «إليقيتا» ثلاثة أسئلة بعد المباراة لمن يهمهم الأمر، السؤال الأول: لماذا لم يتحدث أحد عن كيفية إنهاء الحكام لنهائي البطولة؟
والسؤال الثاني: لماذا أفسدوا حفلاً رياضياً كبيراً كان يقام في الملعب؟
والسؤال الثالث: الخطأ الكبير الذي وقعوا فيه ظهر في كل مكان، لماذا لا يتم الحديث عنه؟
دموع «كاكاروتو»
خلال حديثنا مع البرازيلي «كاكاروتو» مدرب دار كليب بعد المباراة، لم يستطع البرازيلي أن يتغلب على إيقاف دموعه التي اختلطت بفرحته، وعندما قلنا له: كان لك أن تفرح لا أن تحزن فقال: أنا فرح، وقضيت ثلاث سنوات في البحرين وعملنا جميعا بجدية وزملائي في الجهاز الفني المحترف قدموا لي الدعم، وسآخذ معي راية بلادي إلى البرازيل كل ذلك أثار عواطفي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك