نحرص على مدار شهر رمضان المبارك على تقديم حوارات رياضية بطعم رمضاني خفيفة الدسم، مع عدد مختلف من الرياضيين واللاعبين والإداريين والإعلاميين، لنتعرف من جهة على آرائهم، ومن جهة أخرى على سلوكياتهم خلال هذا الشهر الكريم الاستثنائي، وضيفنا اليوم هو الدولي الإماراتي السابق، وملك مايكرفون التعليق على الكرة الطائرة الحالي جعفر الفردان.
1-هل يمكن أن نتعرف على برنامج جعفر الفردان في شهر رمضان بشكل عام وبرنامجه الرياضي بشكل خاص؟
شهر رمضان شهر الخير والبركات، يختلف عن كل الشهور حيث ينقلب، ويصبح فيه الليل نهارا، والنهار ليلا، برنامجي فيه وأنا متقاعد من عملي كمدير مدرسة في وزارة التربية والتعليم في النهار عادة أقوم بتسيير امور البيت من الاحتياجات اليومية كرب أسرة، ومن متابعة شؤون الصيانة المنزلية، أما في الليل فمجلس القرآن الذي أوصانا والدنا به قبل وفاته من أولى أولوياتنا، وزيارة الأقارب والأصدقاء، ومتابعة المباريات الرياضية خصوصا الدوري الاسباني والإنجليزي، والانشغال كمعلق ببطولة (ند الشبا الرمضانية – بطولة ناس – للكرة الطائرة التي بدأت باللاعبين الهواة إلى أن أصبحت واحدة من أفضل البطولات الودية عالميا بفضل توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، أضف لذلك لدي خيمة بجانب منزلي فيها يتجمع الأحبة والأصدقاء ويزورني فيها الرياضيون.
2- كونك لاعب كرة طائرة سابق فكيف تجد مزاولة الحصص التدريبية والمباريات الرسمية في شهر رمضان المبارك؟
عندما كنا لاعبين، كنا نتنقل بين الملاعب في إمارات الدولة للمشاركة في البطولات الرمضانية المتناثرة هنا وهناك بين دبي وأبوظبي والعين ورأس الخيمة حيث كانت الكرة الطائرة هي اللعبة الشعبية الأولى في هذا الشهر الكريم، أما الآن فأحرص على الحصص التدريبية في صالة (الجيم) للمحافظة على اللياقة العامة، وأحرص أيضا على مشاهدة البطولات الرمضانية في الفرجان.
3- هل ينبغي أن يكون هناك انعكاس وتأثير لشهر رمضان المبارك على سلوكيات الرياضيين والجماهير عامة خلال المنافسات الرياضية؟
من المفترض أن يكون لشهر رمضان قدسية خاصة لدى الرياضيين، خصوصا على المستوى السلوكي من اللاعبين، وينسحب ذلك على الجماهير التي أصبح لديها بعد ثقافي ووعي بكل الأحداث، لذلك نرى ذلك جليا في التسابق الجماهيري على الاحتفال والاحتفاء بالمناسبات في المدرجات ورفع الشعارات من خلال تصميم ما يسمى ( بالتيفو ) ونلاحظ تغير للسلوك في ملاعب كرة القدم حتى على مستوى اللاعبين المحترفين غير المسلمين حيث يمارس البعض منهم تجربة الصوم كلاعبينا المسلمين، وبعض زوجات اللاعبين بارتداء الحجاب حرصا على قدسية هذا الشهر الفضيل، أضف لذلك تغير سلوكيات اللاعبين للأفضل في هذا الشهر الكريم الذي يضج بالممارسات الدينية الجميلة.
4 - هل تؤيد استمرار الأنشطة الرياضية الرسمية خلال شهر رمضان المبارك أم توقفها ولماذا؟
بكل تأكيد نعم لاستمرار الأنشطة الرياضية في هذا الشهر الكريم، وتوقفها فقط في ليلة القدر، حتى يتزود اللاعبون والرياضيون والجماهير بهذين الزادين الروحي والعبادي، فهي ليلة الرحمة والمغفرة والبركات التي يستجيب الله سبحانه وتعالى فيها لمن دعاه، وهي ليلة خير من ألف شهر.
5- هل هناك نصائح رياضية تحب أن توجهها للرياضين في هذا الشهر المبارك؟
الرياضي يجب أن يعيش ثقافة رياضية طوال العام أو بما يسمى (لايف ستايل) أي يعيش الرياضة كأسلوب حياة، وليس كمهنة، أو كهواية، أو ممارسة فقط، بل أن يمارس الرياضة ويحث عليها وينصح بها، ويعتني كثيرا بالوجبات الصحية، خصوصا في هذا الشهر الكريم الذي تمتلئ فيه السفرة الخليجية والعربية بأنواع كثيرة ومتنوعة من الوجبات والحلويات الشهية المغرية، التي قد تؤثر على حالته الصحية، خصوصا في حالة الاستغراق في الأكل.
6- هل يحمل جعفر الفردان أي ذكرى رياضية خاصة حدثت له أو لفريقه خلال شهر رمضان؟
الكرة الطائرة كانت تزين الدورات الرمضانية في هذا الشهر الكريم وكانت الملاعب تنصب في كل الأحياء، ويمارس الكل هذه اللعبة المحببة، وكنا ننتقل بين الملاعب، ونشارك في أكثر من بطولة، وأتذكر في سنة 1984 رجعت من بطولة رياضية في العاصمة الحبيبة أبوظبي بعد مباراة انتهت تقريبا في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وصادفنا في طريق العودة الضباب الكثيف حيث لا يمكن أن ترى 5 أمتار أمامك ولا يمكن ان تقود السيارة بسرعة تزيد عن الثلاثين كيلو في الساعة، وكان الوضع خطير جدا، وتأخر بنا الوقت، ولم تكن محطات البترول كما هي اليوم فيها سوبرماركت ومطاعم، بل كانت فقط لملء خزان الوقود، فكان طريق العودة مزعجا وخطيرا، ووصلت أنا وصديقي قبل أذان الفجر بدقائق، ولم يكن أمامنا إلا ثلاث دقائق قبل آذان الفجر كي نتسحر وكنا نأكل من ( القدر ) حتى لا يفوتنا السحور.
وفي بطولة رمضانية أخرى في إحدى إمارات الدولة، كنا نلعب المباراة النهائية، وكان هناك صخب وتشجيع من قبل الجماهير المحتشدة، والفريق الذي نلعب ضده كان وراءه شخصية اعتبارية وحاضرا ومتفاعلا في المباراة، وشهدت المباراة أحداث تحكيمية في الشوط الخامس مؤثرة على الفريقين، لكنها انتهت لصالح فريقي، وما أن انتهت المباراة حتى غضبت الشخصية الاعتبارية، وصار الهرج والمرج بين الجماهير، وقرروا الانتقام منا، وتم تهريبنا بسرعة بالسيارات من المكان، ولم نتسلم مكافآتنا ولا الميداليات بل كانت سلامتنا هي البطولة الحقيقية.
7- هل لديك ميول استثنائية تزاولها خلال شهر رمضان المبارك؟
رمضان يختلف كثيرا قبل الاعتزال، وبعد الاعتزال، ولأن للسن أحكاما، فقد أصبحت المتعة الحقيقية في رمضان عبر التجمع العائلي، وزيارة الأرحام، ولقاء الأصدقاء والأحبة، والتواجد في المجالس الرمضانية، ورحلات صيد السمك التي نستمتع فيها كثيرا، وفي بعض رحلات الصيد، نخرج عصرا نفطر ونتسحر ونمارس الصيد ونعود، وأيضا الاستمتاع بالتواجد في الخيم الرمضانية.
8 - هل تحرص على التردد على المجالس الرمضانية العامة والرياضية بشكل خاص في شهر رمضان؟
نعم أحرص بطريقة يومية على التواجد في المجالس الرمضانية والقرآنية والتواجد أيضا في خيمتي التي يتوافد عليها قرابة أكثر من 50 شخص يوميا، ونتسحر بطريقة جماعية يوميا، ونتابع الأنشطة الرياضية، والمباريات، ونتناقش في شتى أمور الحياة الرياضية والثقافية والاجتماعية والتربوية.
9- هل تؤيد إقامة الدورات الرياضية في الأندية خلال شهر رمضان المبارك؟ ولماذا؟
نعم، أؤيد وبشدة إقامة الدورات الرياضية لأنها بمثابة ملتقيات رياضية واجتماعية للتعارف والتزود بالمعارف الإدارية والرياضية، والالتقاء بالشخصيات الرياضية والإعلامية ودائما ما نخرج بالكثير من المعلومات، كما أقوم بمتابعة الدورات الرمضانية من خلال السوشيال ميديا خصوصا في دول الخليج، أما في الإمارات دائما ما يكون انشغالي ببطولة (ناس) الرمضانية والتي يتابعها جمهور كبير خلف الشاشات في الوطن العربي الكبير.
10- تهنئة خاصة تحب أن توجهها لأسرة الطائرة ماذا تقول فيها؟
أبدأ بتحية شكر وتقدير وامتنان لك الأخ والأستاذ والمعلم (علي ميرزا) الذي نتزود بالكثير من الثقافة الرياضية من خلال ما تطرحه في زاويتك ( وقت مستقطع) وتجعلنا نأخذ وقتا مستقطعا من جدولنا اليومي لنقرأ ما تخطه يداك، وما تسطره على الورق، ويصلنا عبر السوشيال ميديا، وكذلك لصحيفتك الغراء وكل العاملين بها كما أحب أن أوجه تحية إجلال وإكبار للشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحادين العربي والبحريني الرجل الذي يعمل ليلا ونهارا حاملا هموم وشئون وشجون معشوقتنا الكرة الطائرة على عاتقه، كما أرسل خالص تحياتي لأسرة الكرة الطائرة العربية في وطننا العربي الكبير، آملا أن نصل إلى ما نصبو إليه من أحلام وأمان، أما عن أمنياتي الأخيرة فأتمنى أن ترتقي اللعبة في المنطقة العربية كاملة وأن نحرص على مشاركة جميع الدول العربية، وأن تعقد مؤتمرات التطوير لكل فئات اللعبة من تحكيم وتدريب وإدارة وإحصاء وإعلام رياضي وتدريب لمعلقين متخصصين وعقد دورات متخصصة أيضا لتطوير مواقع السوشيال ميديا المتخصصة للعبة وكل ما يطور مفردات اللعبة، وأن نبدأ في توثيق تاريخ كل بطولاتنا العربية والخليجية في مواقع متخصصة تكون تحت مظلة الاتحاد العربي للكرة الطائرة حتى يستطيع من يشاء الحصول على المعلومة بسهولة عن تاريخ الأندية والاتحادات والمنتخبات والبطولات ونستقرئ ما حدث في البطولات الأولى التي بدأت في سبعينات القرن الماضي، ونتعرف على نجومها ومبدعيها وحكامها وأفضل اللاعبين والنتائج وإنجازات وتاريخ الأندية والمنتخبات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك