الكشف عن مشروع إعادة التركيبة السكانية للمحرق
دعوات إلى الحفاظ على هوية الإنسان البحريني
مطالبات باستثمار الكنز التاريخي للمدينة وشكاوى من غياب المرافق الصحية بسوق المحرق
المحرق هي مسك ختام المجالس الرمضانية التي تزورها «أخبار الخليج» خلال شهر رمضان الفضيل، تلك المدينة العريقة التي يشع التاريخ بين جنبات شوارعها وفرجانها، وفيها تهفو القلوب إلى الماضي التليد للبحرين.
وفي قلب المحرق يزهو مجلس بن هندي باستقطاب رجالات المحرق في شتى المجالات، الذين لبوا دعوة السيد صالح بن عيسى بن هندي المناعي مستشار جلالة الملك لشؤون الشباب والرياضة والسيد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق، وكان في مقدمة الحضور السيد أحمد بن سلمان المسلم رئيس مجلس النواب، والشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار.
واحتفى رواد المجلس العامر باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، وأعربوا عن تشرفهم باللقاء الرمضاني لجلالته مع أهالي المحافظة، مؤكدين أن المملكة خلال عهد جلالته حققت العديد من الإنجازات، واصفين جلالته بالنوخذة الذي قادة سفينة الوطن إلى بر الأمان.
وشهد المجلس إثارة عدد من القضايا التي تشغل بال أهالي المحرق، على رأسها التركيبة السكانية للمحافظة، وكذلك استثمار المواقع التراثية بها، ودق رواد المجلس ناقوس الخطر بشأن المحافظة على الهوية لدى الأجيال الجديدة.
25 عاما من العطاء
في بداية المجلس، حرص السيد صالح بن هندي على الترحيب بكل من رئيس مجلس النواب ورئيس هيئة الثقافة وبالأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير، مشيدا بحرص الجريدة على متابعة نشاط مجلس عائلة بن هندي وعرض القضايا التي تثار في هذا المجلس.
وبمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، رفع صالح بن هندي باسمه ونيابة عن أهالي المحرق أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام جلالته بهذه المناسبة.
وقال إننا نشكر جلالته على الإنجازات الكبيرة التي عمت أرجاء المملكة خلال عهد جلالته الزاهر الذي اتسم بالعطاء الممتد، مشيرين إلى أن البحرين شهدت طفرة خلال الـ25 عاما الماضية، وعلينا أن نعلم أبناءنا أن يكملوا المسيرة يدا بيد مع قيادتنا الحكيمة.
وأضاف أنه لا يجد إنسانا مثل جلالة الملك في عطائه ومحبته، فهو إنسان بمعنى الكلمة ونحن معه بكل قدراتنا، وهذه المحرق التي يعتز بها.
ودعا الحضور إلى طرح القضايا التي تهم أهالي المحرق في إطار النقد البناء، قائلا: قد نختلف ولكن سقف الاختلاف البحرين، في إطار حبنا للبحرين ولجلالة الملك المعظم ولسمو ولي العهد رئيس الوزراء ولشعب البحرين.
إنجازات في المحافظات الأربع
بدوره رحب السيد سلمان بن هندي بالحضور، مؤكدا أن البحرين ستشهد إنجازات تُفرح المحافظات الأربع، من ضمنها محافظة المحرق التي يشيد بها جلالة الملك المعظم، وخاصة خلال تشرفنا بالزيارة الأخيرة التي قال جلالته عنها إن المحرق المدرسة الوطنية.
ورحب محافظ المحرق برئيس مجلس النواب معبرا عن سعادته بأن يكون رئيس المجلس التشريعي من أبناء المحرق، منوها بوشائج القربى التي تربط عوائل المحرق.
وأشاد بحرص «أخبار الخليج» على اللقاء السنوي مع أهالي المحرق، كما أعرب عن شكره لرئيس هيئة الثقافة الذي يجمعنا سويا حب المحرق، مؤكدا أنهم سيكونون له يد عون في كل مشاريع الثقافة، فالمحرق وتراثها نحن مسؤولون عنه جميعا هيئة الثقافة والمواطن، حتى تبقى بيوتها منارات تحكي قصة الآباء والأجداد.
وكشف محافظ المحرق عن أن اليوم الخميس سيشهد إعادة افتتاح جامع (الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة) في سوق المحرق بعد 5 سنوات من العمل على ترميمه، وذلك بحضور الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حيث ستقام صلاة الظهر في الجامع.
ونوه السيد سلمان بن هندي إلى أهمية ذكرى اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، حيث تحقق على مدار 25 عاما الكثير من الإنجازات، ونرفع شكرنا من خلال هذا المجلس على ما قدمه جلالته على مدار هذه الفترة، لافتا إلى أن الأيام القادمة سوف تشهد الكشف عن مفاجآت سارة للمحرق.
رئيس النواب يدعم مشروع التركيبة السكانية
من جانبه أكد السيد أحمد المسلم رئيس مجلس النواب أهمية المحافظة على التركيبة السكانية للمحرق، منوها بجهود عائلة بن هندي في هذا الإطار، من خلال عودة أهالي المحرق إلى بيوتهم.
ووجّه رئيس مجلس النواب الشكر إلى رئيس هيئة الثقافة على تفاعله في ملف البيوت الآيلة للسقوط بالمحرق، الذي تضرر منه كثير من المواطنين، إذ تم وضع حل لهذه البيوت ماعدا البيوت التي تسعى هيئة الثقافة لاستملاكها كبيوت تراثية والتي يصل عددها إلى 15 بيتا تقريبا.
بدوره أكد الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار أن المشاريع الثقافية لا تكتمل إلا بالحضور المجتمعي، والمحرق مدينة عريقة ذات مكانة رفيعة في نفوس البحرينيين، منوها إلى أن المجالس الرمضانية هي واحدة من أسس الثقافة المجتمعية في مملكة البحرين، لافتا إلى حرص الهيئة على الاستماع إلى آراء أهالي المدن القديمة على مدار العام، ونحن نسمع ونستجيب، وهذا هو سر العمل المستدام.
ونوه بالتواصل القائم مع مجلس النواب من أجل خدمة المواطن، لافتا إلى أن غالبية مطالب أهالي المحرق تتعلق بعقاراتهم، ونحن بدورنا نحاول التسهيل والتيسير في هذا الشأن، مشددا على الدعم اللامحدود من جلالة الملك المعظم وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للجهود التي تخدم المواطنين.
الكنز التاريخي بالمحرق
ونوه د. خالد بومطيع بحرص «أخبار الخليج» على الوجود في مجلس بن هندي سنويا، مؤكدا أنها الجريدة ذات العمق الثقافي والوطني في مملكة البحرين، مشيرا إلى أن المحرق تفتخر بعمقها الثقافي وبالكنز التاريخي الذي تمتلكه المحافظة، معبرا عن الاعتزاز باهتمام جلالة الملك المعظم بمدينة المحرق وتأكيد جلالته الحفاظ على تراث المحرق.
وقال إن المحرق تمتلك كنزا من الثقافة التي يمكن استثمارها في كل النواحي الوطنية والاجتماعية والاقتصادية، إذ إنها يمكن أن تثري الاقتصاد في البحرين، والتركيز على هذا المجال أمر في غاية الأهمية، إذ يعطي مجالا للاستدامة ومواصلة هذا الإرث الثقافي الكبير.
ونوّه سمير الكواري إلى حرص جلالة الملك المعظم على تطوير المحرق، وهو ليس مشروعا سهلا ويتطلب أطقما فنية وميزانيات كبيرة.
خطوات التطوير في الفريج
وتداخل صالح بن هندي قائلا: حضرت اليوم اجتماعا مع وزارة الإسكان لاستعراض خريطة العمل في فريجنا، التي تشمل ثلاث خطوات هي التملك الذي يعد أصعب خطوة تتخذها وزارة الإسكان، ثم عدد المساكن التي سيتم توفيرها، أما الخطوة الأخيرة فهي تتمثل في تشكيل مجلس يتولى تصنيف الأهالي الذين سيعودون إلى المحرق لاستعادة التركيبة السكانية للمحرق.
وأشار إلى أن الثقافة وضعت يدها على 16 بيتا تقريبا، وأصحاب هذه البيوت ينتظرون إجراءات الهيئة، كما أن الإسكان أيضا تنتظر، داعيا الهيئة إلى تسهيل الأمور على المواطنين في هذا الشأن.
سوق المحرق بلا مرافق صحية
ووجّه حديثه إلى رئيس مجلس بلدي المحرق قائلا: إن سوق المحرق يستقبل يوميا 1500 سائح خليجي وغير خليجي ولكن من دون مرافق صحية أو مواقف للسيارات، مشددا على ضرورة إيصال هذا الأمر إلى أصحاب الشأن الذي تكررت المطالبة به على مدار عشر سنوات.
وتطرق إلى أرض البريد التي يمكن أن تغطي احتياجات كثيرة بالمحرق، وتم تقديم مقترح يفيد بأن رجالات المحرق على أتم الجاهزية لتبني هذه المنشأة بحسب المواصفات المطلوبة مع توفير 1500 موقف للسيارات.
وقال صالح بن هندي إنني أخاف أن نورث أبناءنا أمرا مرهقا، فلا يمكن أن تمر 10 سنوات على تنفيذ المشروع، مجددا تأكيده أن وجهاء المحرق على استعداد لحل المعوقات.
وعقّب عبدالعزيز النعار رئيس مجلس بلدي المحرق قائلا: بشأن المرافق الصحية في سوق المحرق فإن الثقافة حددت قطعة أرض لهذا الشأن ونحن سنتولى تنفيذ هذه المرافق بعد حل إشكالية ملكية الأرض التي لا تتبع البلدية، بل هي ملك خاص وجار التواصل مع أصحابها.
أما ما يخص مواقف السيارات فالأرض تابعة لـ«تمكين»، والمخطط لها أن تكون مواقف للسيارات لكنها متروكة للسوق في الوقت الراهن، كما أن البلدية بالتعاون مع هيئة الثقافة تعمل على استملاك عدد من البيوت لتتحول إلى مواقف للسيارات.
وشدد رئيس المجلس البلدي على أن المشكلة تكمن في عدم وجود أماكن لإقامة المرافق الصحية، وكشف عن أنه تم تحديد قطعة أرض ضمن مشروع تطوير شارع الشيخ حمد لإنشاء هذه المرافق.
وكشف النعار أن المجلس البلدي بالتواصل مع وزارة البلديات ووزارة الأشغال تمكن من رصد أكبر ميزانية لتطوير المحرق، سواءٌ على مستوى تحديث شوارع المدينة منها شارع المطار، وكذلك بدء تنفيذ مشروع الجسر الرابع.
وجدد صالح بن هندي تأكيده أن وجهاء المحرق على استعداد لبناء الأرض التابعة لتمكين بدلا من أن تبقى أرضا مهجورة سنوات قادمة.
واقترح رئيس مجلس بلدي المحرق أن يتم دعوة تمكين لعقد لقاء مشترك لحسم هذا الملف.
توثيق الموروث الثقافي
بدوره تحدث د. عبدالعزيز صويلح مؤكدا أن الجميع يدرك أهمية الإرث الثقافي والحضاري للمحرق وللبحرين، والتساؤل كيف يمكن أن نجعل هذا التراث محبوبا عند الأجيال القادمة، داعيا إلى توثيق الموروث الثقافي للبحرين سواء كان معالم أو مباني أو موروثا شفويا، مطالبا بإنشاء قسم متخصص في جامعة البحرين لتدريس حضارة وتراث البحرين، لأن المملكة لديها حضارة قديمة لعبت دورا كبيرا في المنطقة وتفاعلت مع الحضارات الأخرى سواء كانت في العراق القديم أو في الجزيرة العربية أو على الجانب الآخر من الخليج العربي.
وقال صويلح إن المحرق من العلامات البارزة لمملكة البحرين، منوها بجهود جلالة الملك المعظم في الاهتمام بالمدينة.
اليوبيل الفضي وحقوق الإنسان
من جانبه أكد د. مال الله الحمادي عضو مجلس المفوضين بالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان أن اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم في البلاد هو مناسبة لإلقاء الضوء على ما تحقق خلال هذه السنوات من منجزات، لافتا إلى أن البحرين خلال عهد جلالته شهدت نهضة تشريعية من خلال سن العديد من المراسيم بقوانين التي نقلت إلى المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في الديمقراطية على مستوى المؤسسات الدستورية المختلفة سواء مجلسا الشورى والنواب والمحكمة الدستورية وديوان الرقابة المالية والمجلس الأعلى للمرأة.
وأشار إلى أن الجميع عليه أن يفتخر بما تحقق في عهد جلالة الملك المعظم، وخصوصا فيما يتعلق بحقوق الإنسان وإنشاء الآليات الوطنية المختلفة ذات العلاقة بحقوق الإنسان التي حرص جلالته على إنشائها كالمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ووحدة التحقيق الخاصة في النيابة العامة ومفوضية حقوق السجناء وأمانة التظلمات بوزارة الداخلية، وكل هذه الآليات الوطنية تثبت ما يتمتع به جلالة الملك من حس إنساني وحرص على تطبيق مبادئ حقوق الإنسان.
منجزات سباقة
وبمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم بالبلاد تطرق السفير حمد العامر إلى أن البحرين تمر بمرحلة زاخرة وتطور كبير وإنجازات غير مسبوقة، وذلك وفقا لما نراه من مشاريع كبيرة بمختلف محافظات المملكة كافتتاح مطار البحرين الدولي الجديد بالمحرق، وكذا مركز البحرين الدولي للمؤتمرات والمعارض الجديد بالجنوبية وغيرها من المشاريع الأخرى.
وأوضح العامر أن المملكة حققت الكثير من المنجزات في ملف حقوق الإنسان، ووفرت امتيازات عديدة لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل، مشيرا إلى مبادرات العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، تلك المبادرات السباقة للبحرين على المستويين الإقليمي والدولي.
ونوّه السفير حمد العامر بالاستعداد الذي أبداه السيد صالح بن هندي والسيد سلمان بن هندي للمساهمة في مشاريع المحرق، متسائلا لماذا لا يتم دعوة القطاع الخاص لتمويل بعض المشاريع في المحافظة؟ مشيرا إلى أنه توجد شركات على استعداد للاستثمار في هذه المشاريع ذات المردود المالي، لافتا إلى أن مشاركة القطاع الخاص سوف تسهم في تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع التي تحتاج إليها المدينة.
استغلال المساجد لعلاج مشكلة نقص دورات المياه
من جانبه تطرق الشيخ صلاح الجودر إلى البيوت التراثية في مدينة المحرق القديمة، منوها إلى أن لديه خطابا من هيئة الثقافة منذ 2019 بشأن بيت الشيخ عبداللطيف بن علي الجودر قاضي المحرق من عام 1927 في فريج بن هندي، وهو من البيوت التراثية، فما هو مصير هذا البيت؟ على الثقافة أن تحدد إذا كانت تنوي الاستفادة من هذه البيوت أو لا، حتى يتحرك مشروع تطوير المحرق.
وأشار إلى معاناة فئات كبار السن والنساء والأطفال من عدم وجود مرافق صحية في سوق المحرق، ولا يجب انتظار سنوات لتنفيذ ذلك، وعلينا الاستفادة من تجارب دول أخرى كتركيا التي تلزم المساجد بفتح دورات المياه على مدار اليوم، إذ يجب أن يتم الاتفاق مع إدارة الأوقاف على استخدام مرافق المساجد الثمانية الموجودة في هذه المنطقة المكتظة بالسكان والزوار بوجود أحد العمال وتحصيل مقابل لاستغلال هذه المرافق.
الجذب السياحي
وقال محمد الجزاف إن التراث في المحرق يفرض نفسه على كل اللقاءات بالمدينة، معبرا عن الفخر بقرار جلالة الملك المعظم اتخاذ قصر الشيخ عيسى الكبير مقرا للحكم، وهو دليل واضح على أن البيوت التراثية بالمحرق ذات قيمة وأهمية يجب الاستفادة منها في جذب السياح للمدينة.
وأشار إلى أن دول المنطقة باتت تعمل على الجذب السياحي من خلال استغلال التراث وإعادة بناء المواقع التراثية بها، ولكن نلحظ أن هناك بعض المواقع التراثية بالمحرق غير مفتوحة للجمهور، مشددا على أن المدينة غنية بالمواقع التراثية، وأتمنى أن نعيد النظر في كيفية استغلال المواقع التراثية بالمحرق كعنصر جذب للسياحة.
الدعوة لإعادة بناء قصر الشيخ حمد
من جانبه أكد د. إبراهيم مطر أن البحرين تعيش عصرها الذهبي خلال العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم، ذلك العصر الذي شهد الاهتمام بالمناطق التراثية في المملكة وفي المحرق، داعيا إلى ضرورة إعادة بناء قصر الشيخ حمد الذي تمت إزالته في الثمانينيات، وكان موقعه بالقرب من جامع الشيخ حمد، مؤكدا الأهمية التاريخية لهذا القصر الذي شهد مجلسه في 13 ديسمبر 1919 انطلاقة التعليم في البحرين والخليج العربي برمته، وهذه حقيقة موثقة تاريخيا، إذ اجتمع نائب الحاكم حينها مع وجهاء المحرق وقرأ عليهم خطابا من المغفور له الشيخ عيسى بن علي بالبدء في التعليم في البحرين.
وتابع أن هذا المجلس هو موقع أثري مهم في تاريخ البحرين، ويجب العمل على إعادة بنائه أسوة بالتجارب الأخرى في مدينة المحرق، ووضع الوثائق التاريخية المتعلقة بالتعليم.
الهوية والتركيبة السكانية
وطرح عيسى هجرس عدة نقاط حيوية في اللقاء، بدأها بتأكيد حكمة جلالة الملك المعظم في تجاوز العديد من التحديات التي شهدتها مملكة البحرين على مدار السنوات الخمس والعشرين الماضية، قائلا إن جلالته أنقذ سفينة البحرين في أوج العواصف، وذلك لأن جلالته إنسان تشرَّب الحكمة وهو حاكم ابن حاكم حفيد حاكم، وهو فريد من نوعه، ونحن نناطح به القيادات العالمية في ظل ما تم إنجازه على جميع المستويات.
وأضاف أن جلالة الملك يملك رؤية استشرافية في شتى المجالات، واصفا جلالته بأنه الفارس الذي وجد نفسه أسرع من الجواد الذي يمتطيه، ولا خوف على البحرين في وجود رجل من هذا النوع، وهذا الملك نحبه لأنه يحبنا ويعمل لأجل الوطن، ونشر التسامح في البلاد، ونرى اليوم كل الطوائف تمارس شعائرها في ظل الحرية الدينية والتسامح والتعايش الذي توافر في عهد جلالة الملك.
وكشف هجرس عن هاجس يقلقه بشأن المستقبل، قائلا إننا ونحن نشيد بمواقع المحرق التراثية هناك حلقة مفقودة من القلادة، ألا هي هوية المحرقي وهوية النشء الجديد، وهل الأجيال الجديدة لديهم هذا الحس بقيمة التراث الوطني ووثائقنا التاريخية، محذرا من أن المدارس الأجنبية تسهم في خلق جيل مسخ، يتكلم باللغة الأجنبية ويتصرف بمفاهيم هذه اللغة ولا يعرف شيئا عن تراثه، متسائلا هل هذا الجيل بعد 20 عاما ستعني المحرق القديمة أو الألعاب الشعبية له شيئا؟
وقال: لننتبه من خطورة التعليم الخاص الذي يفقد النشء هويته، وعندما تفقد الهوية يصبح كل البنيان بلا قيمة، لأن الأجيال القديمة لا تنتمي إلى المدينة للأسف، لننتبه لهوية الإنسان المحرقي والإنسان البحريني.
وأوضح صالح بن هندي أنه فيما يتعلق بقضية الهوية نعمل على 6 فرجان بالمحرق، وكانت المشاريع الإسكانية في المناطق الخارجية للمحرق، وعلى مدى 20 عاما لم يبن بيت من خلال الإسكان في المحرق القديمة، لذلك بدأت التركيبة تختل في المحرق القديمة، وقد بدأنا العمل للمحافظة على التركيبة السكانية للمحرق، وهذا هو الهدف الرئيسي من مشروعنا، لأن النسيج الاجتماعي المتناغم هو من يحفظ هوية المدينة.
وأضاف أن كل بيت يخرج منه الأجانب سوف تنزل فيه عائلة بحرينية، وهو ما يعني أن التركيبة السكانية للمحرق ستعود خلال سنوات قليلة، وبذلك نحافظ على الهوية المميزة للمنطقة، مشيرا إلى أننا نعمل على إعادة التركيبة السكانية للمحرق.
وقال السيد سلمان بن هندي إن جزءا من الهوية هو إعادة تأهيل الفرجان، مشددا على أن الهوية الصحيحة يجب غرسها في نفوس النشء بالمدارس، وعلى مدارسنا أن تؤسس ابن المحرق وابن البحرين.
الختام عند رئيس التحرير
واختتم الأستاذ أنور عبدالرحمن اللقاء بكلمة أكد فيها أن الأحداث والتجارب التي مرت بها مملكة البحرين أثبتت أن جلالة الملك المعظم يتميز بحكمة في القيادة، مشيرا إلى أن هيكل الحكم في البلاد مبني على العقل والمنطق والإنسانية والرحمة، وعلينا أن نترجم هذه الحقائق التاريخية لأولادنا وأحفادنا.
أما بشأن التأثيرات الأجنبية على الأجيال الجديدة فقال رئيس التحرير إن كل بيت في البحرين يعاني من مشكلة اعتماد الأطفال على اللغة الإنجليزية في التعبير عن أنفسهم، وهذا هو سطو الحضارة الغربية على العقول، بدايةً من مصطلحات العالم الجديد والعولمة والتغريب، والآن مع كل المحن التي تمر بها غزة، لا نرى أي رحمة من العقول الغربية سواء في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا.
وتابع قائلا: إنهم يفرضون علينا حقوق البشر وهم آخر أناس يعرفون حقوق الإنسان، فأين حقوق الفلسطينيين؟
يتاجرون بنا باسم حقوق الإنسان، وأنا أدري أن حقوق الإنسان لدينا أرفع مما هي في بلدانهم.
وأوضح أن عملية التغريب لا تقتصر على اللغة، ولكن تستهدف الحضارة بالكامل، من خلال الغزو الفكري والسلوكي، ولكن مازال الدين الإسلامي هو من يتصدى لهذا الغزو، مشيرا إلى أنه يجب على الآباء والأمهات والمسؤولين أن يتوخوا الحذر وألا ينجرفوا وراء أفكار الحضارة الغربية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك