صحيح أنّ صفوف فريق دار كليب تضم لاعبين مميزين، وصحيح أنّ الفريق يلعب ويؤدي بحماسة وقتالية، ولكن الصحيح أيضا أنّ البرازيلي كاكاروتو وطاقمه المساعد بذلوا جهدا مضاعفا، وحاولوا استثمار الإمكانات المتوفرة، وإيجاد الحلول للتغلب على الصعوبات، وسعينا في الملحق الرياضي في « أخبار الخليج» إلى استثمار الفرصة لإجراء حوار مع كاكاروتو الذي حسب قوله لنا بأنه يقضي موسمه الأخير مع عنيد دار كليب، كي نتعرف على بعض تفاصيل تجربته التدريبية في مملكة البحرين التي بدأت من المنتخب وربما تعود إليه من جديد على اعتبار أنّ اسم البرازيلي مطروح ضمن أسماء على طاولة اتحاد الكرة الطائرة لاختيار خليفة للأرجنتيني روبن أدريان الذي قدم اعتذاره عن الاستمرار لقيادة المنتخب الأول.
1- بعد تجربة تدريبية استمرت ثلاث سنوات في البحرين مع المنتخب وفريق دار كليب .. كيف تقيّم التجربة من نواحيها المختلفة؟
-إنه ممتن جدا لفرصة العمل في مملكة البحرين، وإنه سعيد هنا، ويمتلك علاقة رائعة مع لاعبي فريقي دار كليب وغيرهم، فضلا عن المدربين والإداريين في الأندية الأخرى واصفا تجربته التدريبية بالمذهلة رغم الصعوبات إلا أنه بحسب تعبيره تمكن في النهاية من كتابة قصة جميلة هنا في البحرين.
2- هل ترى أن فريق رجال دار كليب وجد صعوبة في حصوله على ألقابه الثلاثة الأخيرة خلال الموسمين الأخيرين؟ ولماذا؟
-إنهم واجهوا العديد والعديد من الصعوبات، والقريبون منا وحدهم يعرفون صعوبة كل إنجاز تحقق، وكل ما تحقق تطلب الكثير من العمل الجاد والكثير من التفاني، والبحث عن الكثير من الحلول لمواجهة الصعوبات التي اعترضتهم خلال العمل.
3- هناك من يقول إن أي مدرب يمكن أن ينجح في قيادة دار كليب عطفا على نوعية لاعبيه والروح العالية التي يؤدون بها .. هل تتفق مع ذلك أم لك رؤية أخرى؟
-أفاد بأنه لا يدري إن كان هو أفضل من يتحدث في هذا الموضوع، وكل ما يعرفه أنه أول مدرب للنادي يتم التجديد له ثلاث سنوات منذ وصوله للبحرين حتى اليوم مع المنتخب الوطني والنادي، لافتا إلى أنه خاض 15 بطولة ووصل إلى 12 نهائيّا وحصل على اللقب 8 مرات، ويعتقد في قرارة نفسه أن هذا رقم كبير جدا، وهذا ليس كل ما يثبت العمل الجيد، على اعتبار أنّ هناك من يقدمون العمل الجيد غير أنهم لا يفوزون، وهذه هي الرياضة، غير أنه استمرّ وجوده في النادي مدة ثلاث سنوات ويعمل بجد حتى يترك النادي في الطبقة الأولى حين مغادرته.
4- هل هناك ما يميز دار كليب عن بقية الفرق الأخرى؟
-نعم، تعد دار كليب لها مكانة خاصة، الجميع هنا يمثل عائلة كبيرة واحدة، فاللاعبون متحدون للغاية، والمسؤولون مستعدون دائما لتقديم المساعدة، والأنصار تهتم بالنادي وتحبه كما لو أنه بيتهم الثاني، والكرة الطائرة هي واحدة من الرياضات الجماعية الموجودة هنا، فكل هذه الأمور تقف وراء هذا الاختلاف الموجود.
5- ما رأيك في دوري عيسى بن راشد «المختلط» الذي يجرب للموسم الثاني على التوالي؟ وما إيجابياته وسلبياته من وجهة نظركم؟
-مثله مثل أي نظام له ما له من المزايا والعيوب، من مزاياه الكبيرة أن فرق الدرجة الثانية لديها الفرصة كي تتغلب على فرق من الدرجة الأولى، ولهذه تحتاج الأندية إلى الاستثمار في اللاعبين الأجانب، والتعاقد مع لاعبين محليين جيدين، فضلا عن التخطيط الجيد، ومن المفاجآت التي كاد بني جمرة أن يحققها هو صعوده ليكون ضمن الدور السداسي، وتتمثل العيوب في أنّ أندية الدرجة الأولى غالبا تكون في مرحلة الإعداد عندما تبدأ منافسات الدوري ويوجد العديد من اللاعبين يمثلون المنتخب الوطني، زد على ذلك أن عدد المباريات في بعض الأحيان يلعب دورا في إطالة مدة الموسم.
6- هناك من يردد أن المسابقة المحلية قد شاخت ويعنون بذلك ارتفاع معدل أعمار الكثير من اللاعبين الذين ينشطون في المسابقات.. ما تعقيبك على ما يتردد؟ وهل مثل هذا الكلام يتردد في الدول المتقدمة على مستوى اللعبة؟
-من الواضح أن هذا الأمر موجود، غير أن التقدم في السن هو جزء طبيعي من الحياة، ولكن ما يجب القيام به هو الحفاظ على اللاعبين المهمين ليكونوا في حالة بدنية عالية، ولا ننسى في الوقت نفسه اللاعبين الأصغر سنا حتى يتمكنوا من أخذ المكان من اللاعبين الأكثر خبرة، وينبغي أخذ ذلك على محمل الجد حتى يتم تزويد الدوري والمنتخب الوطني بلاعبين جيدين، ويظل مستوى الرياضة مرتفعا.
ولفت إلى أنّ في بلاده البرازيل هناك لاعبون أكثر خبرة مثل «والاس» يلعبون أمام البطل الأولمبي لكنه في حالة بدنية لا تصدق، ولكن هناك تجديد كبير بأنّ لاعبين الشباب يأخذون مكان اللاعبين المهمين، فهذه حالة وصفها بالعملية الطبيعية.
7- بصراحة ما الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك التدريبية في البحرين سواء مع المنتخب أو النادي؟
-لفت كاكاروتو بأنّ الصعوبة الأكبر تتمثل في قصر فترة العمل مع منتخب البحرين، لم يكن لديه سوى خمسة أشهر للعمل، لم تتح له فرصة التأقلم، ومع ذلك وصل مع المنتخب إلى نهائي البطولة في ذلك العام وخسر الشوط الفاصل 15-9، أمام فريق يفوقهم خبرة، وبطبيعة الحال كان حزينا لأنه لم يعط اللقب للبحرين، غير أنّ ضميره بات مرتاحا لأنه بذل قصارى جهده بحسب تعبيره.
8- كارلوس عضو الجهاز الفني للمنتخب البرازيلي ومدرب دار كليب سابقا قال لنا في تصريح: إنه في دار كليب كأنه في البرازيل على مستوى البيئة الرياضية.. ماذا يقول كاكاروتو؟
هنا في دار كليب الأجواء لا تصدق، المشجعون يحبون النادي، الجميع يلعب الكرة الطائرة، ويشترون القمصان، ويشاهدون التدريب، فعلا أنه مكان خاص، في البرازيل لديهم هذه الحالة، ولكن تقتصر على الأندية الكبيرة، على اعتبار أنّ الكرة الطائرة هناك تأتي في المرتبة الثانية بعد كرة القدم، هناك الكثير من الشغف كذلك، ولكن هنا كل شيء أكثر كثافة نظرا لصغر المساحة والإحساس بذلك عن قرب.
9- بعد تقديم زميلك الأرجنتيني روبن أدريان اعتذاره عن الاستمرار في قيادة منتخبنا الوطني، طرح اسمك ضمن أسماء أخرى لقيادة المنتخب خلال الفترة القادمة، هل سمعت بذلك؟ وهل تكلم معك أحد في هذا الشأن؟
-قرأت خبر اعتذار روبن عن المنتخب في الانستغرام، وقرأت أنّ اسمي مطروح كذلك على طاولة الاتحاد ضمن أسماء أخرى، غير أنه لم يأت أحد ليفاتحه ويتحدث معه في الموضوع حتى الآن.
10- كيف تقيّم الأداء التحكيمي المحلي بشكل عام وما ملاحظاتك عليه؟
-التحكيم دائما موضوع مثير للجدل، لكنه دائما ما يحترم العمل الذي يقوم به الحكام، لأنهم يحتاجون إلى اتخاذ قرارات مهمة في ثوان، في ظل عدم رضا وشكوى المشجعين واللاعبين، موجها كلامه للمدربين واصفا الأمر بأنه ليس سهلا، وأنه يعتقد بأنّ الجميع يبذل قصارى جهده وسوف يرتكبون الأخطاء مثلهم مثل أي شخص آخر، فالتحكيم هنا مرضي للغاية، وهو يتطور باستمرار.
11- توفير اتحاد اللعبة لتقنية «الجلنج» للمسابقات.. ما تعليقك على ذلك؟
-جاءت هذه التكنولوجيا لتساعد كثيرا، قرارات عديدة يفصل بينها سنتيمترات والتي كان من الممكن أن تكون خطأ، واليوم لم تعد تحدث، وشخصيا يرى تطورا كبيرا مع كل مباراة للفريق الذي يعمل على التقنية،
فهم أسرع وأكثر دقة في تقييمهم، على اعتبار أن التقنية جديدة هنا، وستتطور مع الأعوام القادمة، وشخصيا من الذين يؤيدون استخدام التكنولوجيا في الرياضة بحسب قوله.
12- هل تتابع بطريقة أو بأخرى ما يكتب أو يتداول بشأن الكرة الطائرة محليا؟
-يتابع كل ما يستطيع متابعته على حساب الانستغرام، وهذا يساعده على معرفة ما يحدث، وكيفية عمل الفرق في الأندية، الصحافة الرياضية وظيفة مهمة جدا على حد قوله.
13- كيف ترى بصراحة مستقبل اللعبة في دار كليب على المستوى الكمي والنوعي؟
-يرى أن دار كليب يفكر دائما في تطور اللاعبين والنادي معا بشكل عام، ويرى أن هناك جيلا واعدا يتم تطويره ضمن الفئات الشبابية في النادي، ويعتقد إذا استمر التفكير على هذا المنوال فسيظهر لاعبون جيدون لتطعيم الفريق الأول.
14- لقد قدم محترف فريقك كايو أداء مختلفا في نهائيات الدوري مقارنة ببقية المباريات.. هل أنت راض عن عطائه بشكل عام؟
-إنه شخصيا راض جدا عن البرازيلي كايو المحترف في صفوف الفريق، قليل من الناس يعرفون ذلك، غير أن كايو يلعب وهو يعاني من إصابة خطيرة في عضلة الكتف منذ عودة الفريق من مشاركته في بطولة الأندية العربية التي أقيمت في الأردن، وقد أجرى فحصا طبيا وكان من المفترض أن ينتهي موسمه في البطولة العربية، غير أنه دخل في تحد مع نفسه وبعزيمة كبيرة وبمساعدة المدرب البدني ، وأخذ يبذل جهودا كبيرة من أجل تقديم أفضل ما لديه في نهائيات الدوري، والانخفاض في المستوى لم يقتصر عليه وحده بل على كل اللاعبين جراء قرب الموسم من نهايته، وتجلى ذلك خلال مباراة الأهلي والنجمة فكل اللاعبين يسري عليهم هذا الأمر.
15- كلمتك النهائية ماذا تريد أن تقول فيها؟
- يعتقد حقا أنه بعد ثلاث سنوات من العمل مع الفريق وقد بذل قصارى جهده ويحتاج إلى التغيير، وقال إنهم كمدربين دائما ما تقودهم التحديات، وأسباب مغادرته ترتبط بالاختيارات، وهو يبحث عن تحد جديد، وترك أبوابه مفتوحة مع النادي الذي يحمل له وللجميع هنا مودة كبيرة، وأنه سعيد باللاعبين والجماهير ومسؤولي النادي، وليس لديه أي شكوى مع النادي الذي رحب به بطريقة جيدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك