العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

شرق و غرب

أحلام الطفولة تدفن تحت ركام الحرب في غزة

السبت ١٣ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

بقلم‭: ‬كلوديا‭ ‬ليفكو‭ ‬{

 

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬الأثر‭ ‬المدمر‭ ‬للعنف‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬الأطفال،‭ ‬كانت‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬أسوأ‭ ‬الأوقات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭. ‬وتظل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دولة‭ ‬شاذة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬برفضها‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭.‬

أصدرت‭ ‬لجنة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بيانا‭ ‬حول‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجسيمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفي‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023م‭.‬

جاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ‬

‮«‬نؤكد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬أن‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأطراف‭ ‬وجميع‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬احترام‭ ‬وضمان‭ ‬احترام‭ ‬قواعد‭ ‬القانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‭ ‬المطبقة‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأطفال‮»‬‭.‬

‮«‬وتهدف‭ ‬الاتفاقية‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬للأطفال‭. ‬ونحن‭ ‬ندعو‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الفاعلة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬السلام‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الأطفال‭ ‬وتعافيهم‭ ‬كأولوية‭ ‬فورية‭ ‬لهم‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬تعرض‭ ‬عدة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬للترهيب‭ ‬والقتل‭ ‬والتشويه‭ ‬واليتم‭ ‬منذ‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬ودمرت‭ ‬حياتهم‭. ‬إن‭ ‬حقوقهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المكرسة،‭ ‬وإلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬مستقبلهم،‭ ‬مدفونة‭ ‬تحت‭ ‬أنقاض‭ ‬المنزل‭ ‬والمدرسة‭ ‬والمستشفى‭ ‬والمسجد‭ ‬والكنيسة‭.‬

إن‭ ‬اتفاقية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬وهي‭ ‬وثيقة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأكثر‭ ‬إقراراً‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬تلزم‭ ‬زعماء‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬‭... ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬معاناتهم‭... ‬ودعم‭ ‬المبدأ‭ ‬البعيد‭ ‬المدى‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬لهم‭ ‬‮«‬القرار‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬عند‭ ‬استخدام‭ ‬جميع‭ ‬الموارد،‭ ‬وأن‭ ‬المصالح‭ ‬الفضلى‭ ‬للأطفال‭ ‬‮«‬سيأتي‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭... ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬الجيدة‭ ‬أو‭ ‬السيئة،‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬أو‭ ‬الحرب،‭ ‬في‭ ‬الرخاء‭ ‬أو‭ ‬الضائقة‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭ (‬كوفي‭ ‬عنان،‭ ‬2001‭).‬

ومما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الاستغراب‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬توقع‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬العالمية‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تكتسبه‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭. ‬

ربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بالصدمة‭ ‬حينها،‭ ‬عندما‭ ‬اعترفت‭ ‬مادلين‭ ‬أولبرايت،‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لها‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭ ‬مايو‭ ‬1996‭ - ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬نادرة‭ ‬وجريئة‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬الحقيقة‭ - ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬كانت‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬العراقيين‭ ‬ماتوا‭ ‬نتيجة‭ ‬للعقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تدعمها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وقالت‭ ‬في‭ ‬مقابلتها‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬60‭ ‬دقيقة‭: ‬‮«‬الثمن،‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬الثمن‭ ‬يستحق‭ ‬العناء‮»‬‭.‬

إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬بداية‭ ‬النهاية‭ ‬للأطفال‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬في‭ ‬بيان‭ ‬علني‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الاستهتار‭ ‬والصلف،‭ ‬أعلنت‭ ‬حكومة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الطفل‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يحق‭ ‬له‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬خاص‭ ‬ومحمي‭ ‬فحسب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬رفاهية‭ ‬الأطفال‭ ‬مسألة‭ ‬ثانوية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬

ولأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تمتلك‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬واقتصادية‭ ‬هائلة‭ ‬تهيمن‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬ومناطق‭ ‬وبحار‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مسألة‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬ورعاية‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬منتقصة،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بحمايتهم‭ ‬من‭ ‬الهلاك‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬يرتكب‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬فظائع‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال‭ ‬وغيرهم‭.‬

وقد‭ ‬دقت‭ ‬جراسا‭ ‬ماشيل،‭ ‬الممثلة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعنية‭ ‬بالأطفال‭ ‬والصراعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬بشأن‭ ‬الأطفال‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬تعليقات‭ ‬أولبرايت‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬1996‭. ‬

لقد‭ ‬قدر‭ ‬تقرير‭ ‬ماشيل‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬الأطفال‭ ‬أن‭ ‬مليوني‭ ‬طفل‭ ‬قتلوا‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬مع‭ ‬ثلاثة‭ ‬أضعاف‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬بجروح‭ ‬خطيرة‭ ‬أو‭ ‬إعاقات‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬‮«‬‭... ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إنقاذ‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬أو‭ ‬جعله‭ ‬مقدسًا‭ ‬أو‭ ‬محميًا‭ - ‬لا‭ ‬الأطفال‭ ‬أو‭ ‬الأسر‭ ‬أو‭ ‬المجتمعات‮»‬‭.‬

وكتبت‭ ‬جراسا‭ ‬ماشيل‭: ‬‮«‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الإحصائيات‭ ‬صادمة‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للخوف‭ ‬هو‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬استخلاصه‭ ‬منها‭: ‬المزيد‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬ينزلق‭ ‬إلى‭ ‬الفراغ‭ ‬الأخلاقي‮»‬‭.‬

‮«‬هذه‭ ‬مساحة‭ ‬خالية‭ ‬وخاوية‭ ‬وفارغة‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية؛‭ ‬مساحة‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬ذبح‭ ‬الأطفال‭ ‬واغتصابهم‭ ‬وتشويههم؛‭ ‬مساحة‭ ‬يتضورون‭ ‬جوعا‭ ‬فيها‭ ‬الأطفال‭ ‬ويتعرضون‭ ‬للوحشية‭ ‬الشديدة‮»‬‭.‬

‮«‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعنف‭ ‬غير‭ ‬المنظم‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬الإيذاء‭ ‬المتعمد‭. ‬هناك‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الأعماق‭ ‬الإضافية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للبشرية‭ ‬أن‭ ‬تغوص‭ ‬إليها‭. ‬‭[‬‮…‬‭]‬‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬أسباب‭ ‬الوحشية‭ ‬ضد‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬فقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬للتوقف‭. ‬‭[‬‭...‬‭]‬‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬أن‭ ‬يدين‭ ‬هذا‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬لأنه‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يطاق‭ ‬وغير‭ ‬مقبول‮»‬‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬التأثير‭ ‬المدمر‭ ‬للعنف‭ ‬والحرب‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬دعوتها‭ ‬الحماسية‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬فإن‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬أسوأ‭ ‬الأوقات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭. ‬والأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصفها‭ ‬بالكلمات‭.‬

إن‭ ‬قادة‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬نفسه‭ ‬الذين‭ ‬وقعوا‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬يكتفون‭ ‬اليوم‭ ‬بالمشاهدة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحقيقي،‭ ‬ويتفرجون‭ ‬على‭ ‬الموت‭ ‬والإصابة،‭ ‬والخوف‭ ‬والمعاناة،‭ ‬والتشريد‭ ‬واليتم‭ ‬لآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬ويشاهدون‭ ‬منازلهم‭ ‬ومدارسهم‭ ‬مدمرة؛‭ ‬وأفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬الذي‭ ‬يهلكون‭ ‬تحت‭ ‬أنقاض‭ ‬تلك‭ ‬المباني‭ ‬المنهارة؛‭ ‬يتم‭ ‬إنكار‭ ‬مشاهدة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مهم‭ ‬لدعم‭ ‬الحياة‭ - ‬ليس‭ ‬‮«‬فقط‮»‬‭ ‬للطفل،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ضروري‭ ‬لحياة‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬لدى‭ ‬أحد‭ - ‬لا‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬حكومة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭- ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬السلطة‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المستمرة‭ ‬للرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭.‬

لقد‭ ‬قيل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬وعن‭ ‬الأطفال‭. ‬لدي‭ ‬ما‭ ‬أضيفه‭. ‬لذا،‭ ‬سأقدم‭ ‬لكم‭ ‬نبذة‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬جراسا‭ ‬ماشيل‭ - ‬دعوتها‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ - ‬فرصة‭ ‬أخرى‭ ‬ليسمعها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬يعد‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬بمثابة‭ ‬دعوة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭. ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال‭ ‬تتعرض‭ ‬للانتهاك‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬ومستمر‭ ‬وأن‭ ‬نفشل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭. ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يغتفر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬وانتهاكهم‭ ‬وقتلهم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يثور‭ ‬ضميرنا‭ ‬ولا‭ ‬يتحدى‭ ‬إحساسنا‭ ‬بالكرامة‭. ‬وهذا‭ ‬يمثل‭ ‬أزمة‭ ‬أخلاقية‭ ‬أساسية‭ ‬لحضارتنا‭.‬

إن‭ ‬تأثير‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬موضع‭ ‬اهتمام‭ ‬الجميع‭ ‬وهو‭ ‬مسؤولية‭ ‬الجميع،‭ ‬سواء‭ ‬الحكومات‭ ‬أو‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬كل‭ ‬عنصر‭ ‬آخر‭ ‬فاعل‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

ويجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا،‭ ‬كل‭ ‬فرد،‭ ‬كل‭ ‬مؤسسة،‭ ‬كل‭ ‬بلد،‭ ‬أن‭ ‬يبادر‭ ‬ويدعم‭ ‬العمل‭ ‬العالمي‭ ‬لحماية‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬ومنطقة‭ ‬صراع‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ويجب‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬المحلية‭ ‬والوطنية‭ ‬وتعزيزها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعبئة‭ ‬الدولية‭.‬

فلنعتبر‭ ‬الأطفال‭ ‬‮«‬مناطق‭ ‬سلام‮»‬‭. ‬وبهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬ستعلن‭ ‬البشرية‭ ‬أخيرا‭ ‬أن‭ ‬الطفولة‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬انتهاكها،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬تجنيب‭ ‬جميع‭ ‬الأطفال‭ ‬الآثار‭ ‬الضارة‭ ‬للصراعات‭ ‬المسلحة‭. ‬يقدم‭ ‬لنا‭ ‬الأطفال‭ ‬دافعًا‭ ‬مقنعًا‭ ‬فريدًا‭ ‬لتعبئة‭ ‬صفوفنا‭ ‬والتجند‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال‭.‬

ويتيح‭ ‬الاهتمام‭ ‬العالمي‭ ‬بالأطفال‭ ‬فرصا‭ ‬جديدة‭ ‬لمواجهة‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬معاناتهم‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأطفال،‭ ‬سيبدأ‭ ‬السياسيون‭ ‬والحكومات‭ ‬والعسكريون‭ ‬والكيانات‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬إدراك‭ ‬مدى‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬يلحقونه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصراعات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬مدى‭ ‬ضآلة‭ ‬مكاسبهم‭.‬

فلنغتنم‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬لاستعادة‭ ‬غريزتنا‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬الأطفال‭ ‬وحمايتهم‭. ‬دعونا‭ ‬نحول‭ ‬غضبنا‭ ‬الأخلاقي‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬ملموس‭. ‬أطفالنا‭ ‬لديهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬السلام‭. ‬السلام‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬طفل‭.‬

{ ناشطة‭ ‬مدافعة‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الأطفال

 

كومونز

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا