مركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري: انخفاض حالات الإرشاد والتوجيه في الشهر الفضيل
تسجيل 13 حالة جديدة فقط في رمضان
أكد عدد من المتخصصين أن شهر رمضان كان بمثابة فرصة ذهبية للتغيير الأسري والاستقرار وتعزيز روابط المودة والرحمة بين أفراد المجتمع، إذ ساهمت قيم التسامح والروحانية التي تتمتع بها أيامه في الحد من المشاكل الأسرية والتقليل منها، مع أهمية تسليط الضوء بشكل جدي على النمط الاستهلاكي والمالي للعائلة حتى لا تكون جزءاً من المشاكل الأسرية المتكررة.
كشفت إيمان الفلة أخصائية إرشاد وتوجيه بمركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري، عن انخفاض المتابعة مع طالبي خدمات الإرشاد والتوجيه الاجتماعي والأسري بالمركز في شهر رمضان بشكل ملحوظ حيث سجل المركز 13 حالة جديدة فقط تتوزع بين حالات عبر الهاتف، ومواقع التواصل الاجتماعي، وجلسة افتراضية، ومقابلة شخصية.
وأضافت الفلة عن وجودت 106 حالات متابعة في شهر رمضان تتوزع بين استقبال اتصال، واتصال صادر، ومقابلة شخصية، وجلسة افتراضية، بالإضافة إلى زيادة وتيرة المتابعات الرقيمة ومواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشهر الكريم.
وفي هذا الخصوص، أكدت د. إيمان شرف استشاري طب العائلة أن العلاقات الأسرية في رمضان كانت أكثر قرباً وتواصلاً نظراً لامتداد تجمع الأسرة على وجبة الفطور وزيادة اللقاءات الاجتماعية التي قد تقل طوال السنة بسبب الانشغالات وظروف العمل والدراسة، فضلاً عن كون التواصل يعد صلة رحم يدعو لها ديننا باعتبارها سبباً للأجر والثواب، مؤكدةً أن قدسية الشهر تجعل من الإنسان يتسامى عن المشاكل ويُغلب الهدوء والرحمة والمودة.
وتتفق مع ذلك الأخصائية النفسية والاجتماعية ليلاء العرادي، وتضيف أن الجوع والعطش قد يؤثران على البعض فيكونون غير قادرين على التعامل مع الموقف بعد قضاء يوم مجهد، مما قد يزيد من التوتر تجاه الآخرين، وعلى وجه الخصوص عند وجود توقعات كثيرة حول كمية الطعام، وأنواع الأطباق، فيتذمرون من الطعام إن لم يتوافق مع توقعاتهم.
وترى الأخصائية الاجتماعية أمل الغانم أن العلاقات الاجتماعية تزيد من خلال التجمعات الرمضانية التي تميز هذا الشهر على عكس الأيام العادية التي بالكاد تجتمع الأسرة على وجبة غداء أو عشاء، بل إن رمضان تميز أيضًا بالتزاور بين الأهل والأصدقاء والجيران وتوزيع نقصات الشهر، ووجود عدد من المناسبات الاجتماعية التي يجتمع فيها الناس.
أما منى المحروس اختصاصية الإرشاد الاجتماعي وتعديل السلوك، فتؤكد أن شهر رمضان كان فرصة لإذابة جليد المشاكل الأسرية نظراً للأجواء الرحمانية التي تهيئ الإنسان ليكون أكثر تسامحا مع الآخرين إلا أن تغير الروتين والنظام في المنزل قد تسهم في خلق بعض المشاكل والمشاحنات، فضلاً عن أن الانشغال في العبادة والطاعات والاعتكاف قد تسبب بعض الفتور.
وفي الجانب الاقتصادي، يرى عارف خليفة باحث اقتصادي، أن كيفية التعامل مع الميزانية قد تثير بعض المشاكل الأسرية، فقد يضطر رب الأسرة للاستدانة لسداد المصروفات التي قد يراها البعض أنها من الضروريات، وكذلك التبضع العشوائي وشراء أشياء لا حاجة للمنزل فيها، فضلاً عن وجود 3 مصروفات مكلفة جداً خلال شهر رمضان، تتمثل في تعديلات المنزل الضرورية، ومصاريف ملابس وغداء العيد، وهو ما يتطلب من جميع أفراد العائلة التشارك في اتخاذ القرارات والإنفاق بحسب الميزانية المتاحة والدرجة المعيشية للعائلة.
وبيّنت منى حبيل مدربة الموارد البشرية أن الأنشطة الدينية والاجتماعية تساعد على غرس مجموعة من القيم داخل الأسرة، وإضفاء أجواء المودة والتواصل بشكل فعال، إضافةً إلى أن الشهر الفضيل كان فرصة لممارسة بعض الهوايات كتنظيم المسابقات والطبخ والأشغال اليدوية وغيرها والتي تكثر عادة في رمضان.
وقالت صبا العصفور عضو مجلس إدارة جمعية البحرين النسائية إن تغيير الروتين اليومي قد يؤثر سلباً أحياناً فيؤدي إلى مشاكل اقتصادية تتمثل في زيادة نفقات الأسرة بشراء المنتجات غير الضرورية التي ترهق ميزانية الأسرة، والإقبال على المناسبات الاجتماعية بشكل مبالغ فيه كتنافس البعض على إقامة الغبقة الرمضانية بحيث لا تقل عن مستوى الآخرين، إضافةً إلى رغبة البعض في وجود أصناف مختلفة من الأطعمة والمطالبة بها مما يزيد الضغط على الأسرة، والانشغال بالبرامج التلفزيونية والمسلسلات التي غالباً ما تخلو من القيم السليمة وتكثر بها سلوكيات تخلق جيلاً غير مسؤول.
وتؤكد رقية المزعل الأخصائية الأسرية والإرشاد والصحة النفسية أن شهر رمضان كان فرصة لتحسين جودة العلاقات الأسرية، إذ إن قضاء الأوقات معاً والمشاركة والالتزام بالأدوار لكل فرد تعد من العوامل المهمة التي يتفق عليها المرشدون الأسريون في تعزيز الروابط والعلاقات الأسرية، كما أن شهر رمضان كان فرصة جديدة لبداية طابع مختلف تسير عليه الأسرة في بقية الشهور.
وعلى العكس مما سبق، ترى الأخصائية الاجتماعية أميرة درويش أن تحسين العلاقات الأسرية في شهر رمضان تعتمد بدرجة كبيرة على الفرد نفسه، إذ قد يتخذ البعض من الشهر فرصة لتحسين علاقاته بأسرته، فيحرص على صلة الرحم وتحسين التواصل مع الآخرين، في حين أن آخرين لا يؤثر فيهم شهر رمضان، بل قد يزداد سوءاً مع أهله بحجة أنه صائم وفي حالة ضيق وهو أمر منافٍ لقيم الصوم ورسالته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك