تجربة يونس الهدار مدرب الكرة الطائرة في نادي التضامن مع فرق الفئات العمرية كانت تجربة ناجحة بمقاييس النجاح، ونرى فيها أنها تستحق أن تستنسخ هنا أو هناك، ولم تخن الذاكرة عندما سعى الهدار إلى الاستئناس برأيي بشأن الاستمرار في قيادة الفريق الأول فقلت له: لو كنت مكانك لعدت من جديد وبدأت من درجة الصفر لأكرر التجربة الناجحة مع فرق الفئات، في هذه الوقفة أمطرنا مدرب التضامن بوابل من الأسئلة ومن كل حدب وصوب، غير أنه أشبعها في ردوده للملحق الرياضي في «أخبار الخليج» تفصيلا ووضوحا وصدقا، وكان معه من خلالها هذا اللقاء.
1- نريد من يونس الهدار أن يعطي تقييما دقيقا لفريقه عطفا على ظروفه وما قدمه خلال الموسم 2023-2024 فماذا يقول؟
بعيدا عن النتائج التي تحققت، فالفريق حصل على تقييم جيد إلى جيد جدا، وكان هناك مجموعة من الأهداف قد وضعت، وحققنا منها عددا كثيرا على المستويات البدنية والفنية والذهنية والنفسية، ولولا ظروف الإصابات التي مر بها الفريق، لكان الأمر أفضل مما كان.
2- هل يمكن أن تحدثنا عن الأهداف التي وضعتها مع بداية الموسم؟ وماذا تحقق منها؟
كان هناك هدف طموح وبعيد المدى ويتمثل في تطوير أداء اللاعبين ليكون فريق التضامن مع حلول 2027 من ضمن أفضل سبعة فرق محلية، وبناء على ذلك وضعت أهداف خاصة بكل موسم، والتركيز على جوانب معينة أهمها العمل على تطوير القدرات البدنية والمهارية والنفسية وفق مؤشرات محددة، ومنح أولوية للتدريب بنسبة 60%، وإشراك كافة اللاعبين في المنافسات، فضلا عن تحديد أهداف للاعبين، والتشجيع على الانضباط الذاتي للفريق.
3- ما الصعوبات إن وجدت التي واجهتك خلال الموسم؟
التحديات في هذا الموسم كانت جدا مزدحمة، منها عطل مكيف صالة التدريب من شأنه صعب مهمة الأحمال التدريبية، ولخبط الأوراق، وأتمنى أن يتم حل هذا الإشكال حتى لا نصطدم به من جديد في الموسم القادم، فضلا عن غياب ركيزتين أساسيتين وهما سيد أمين مصطفى للإصابة، وتحول مجتبى الشاخوري للعب في الدوري السعودي، إضافة عن التحاق الليبرو يوسف حبيل بالمجموعة متأخرا جراء الإصابة، ولم يحصل على الجرعة الإعدادية المنتظمة، وإصابات أخرى ترتب عليها عملية تأهيل جدا بطيئة، وهناك تحد آخر ولا يتعلق بالتضامن وحده وإنما تشترك فيه كل الأندية ويتعلق بالمناسبات الدينية التي من شأنها سببت إرباكا للجميع، وأخيرا ظلت بعض المراكز في الفريق شاغرة، ونظرا لمحدودية الموازنة لم نستطع استقطاب بعض العناصر لسد الشواغر، فلم يكن أمامنا إلا إحلال اللاعبين للتغلب على هذا المنحى.
4- ما هي مرجعية يونس الهدار الفنية أو القيادية التي يستأنس برأيها كلما دعت الضرورة لذلك؟
بعيدا عن «الأنموذج العالمي» الذي أميل إليه، وعندما نتكلم على المستوى الوطني فأنا دائما على تواصل لأستأنس وأستفيد من المدربين الأكفاء سوى كان على مستوى الكرة الطائرة أو المتخصصين في الجوانب الرياضية الأخرى كالذهني والبدني أو الاستشفاء وغيرها، والبحرين مليئة بالمدربين الذين لا يختلف على كفاءتهم، ومتى ما تبادلنا المعارف والخبرات واستفدنا من بعضنا بعض، فإن ذلك من شأنه أن ينعكس على فرقنا الرياضية، وشخصيا استفدت كثيرا من احتكاكي بكوكبة من المدربين خلال البرنامج الوطني، وحاليا أنا على مشارف الانتهاء من المستوى الرابع، وفي هذا البرنامج تعرفت على العديد من المدربين كان لهم فضل كبير في تعديل وتصحيح وتطوير بعض الجوانب التي كنت في أمس الحاجة إليها، والتي دائما ما تكون لدي تساؤلات حولها.
5- كان تحقيق كأس الاتحاد فرصة وأي فرصة ليونس الهدار والتضامن .. ما الذي حصل؟
كان هذا الطموح مشروع، وعملنا عليه بجدية، غبر أن الإصابة المفاجئة التي طالت كابتن الفريق حسين اللمعي عشية الاستعداد، وهذا حال دون التعويل على بعض الخطط والتكتيكات، فضلا عن بعض الإصابات لدى بعض العناصر التي تحاملت عليها،وزاد الطين بله إصابة الليبرو يوسف حبيل الذي لم يكمل المباراة فتصعبت مهمتنا أمام فريق البسيتين الذي كان يضم عناصر من ذوي الخبرة يعرفون كيف يتعاملون مع هكذا ظروف نهائية.
6- هل غياب الثنائي سيد أمين ومجتبى الشاخوري وراء النتيجة التي حققها التضامن أم هناك أسباب أخرى؟
وهل سيكتمل عقد الفريق خلال الموسم القادم أم أن الصورة غير واضحة؟
بدون شك غياب الثنائي المذكور لما يمتلكانه من إمكانات، وكنا في ظل وجودهما نلعب بنظام معين، وغيابهما إضافة إلى آخرين ترك فراغا وربكة، ورغم استقطابنا لمعد ولاعب مركز 3 إلا أن الوقت لم يسعفنا وكنا في ربكة، ويبقى أن اللاعبين اجتهدوا أقصى الاجتهاد، وسيثمرون خلال الفترة القادمة.
7- ما تقييمك الشخصي لدوري الدمج بعد موسمين؟
بدون شك دوري الدمج يحتوي على الكثير من الإيجابيات، وإن كان هناك صعوبات وتحديات أوجدها هذا الدمج، ويبقى الأخير أنه منح فرقا فرصة الاحتكاك بالفرق المتقدمة واكتساب الثقة، فضلا أن هناك فرقا قد استثمرت مقاعد البدلاء، وتوزيع الحمل التدريبي، وهناك فرق فرضت عليها الحاجة تدعيم صفوفها، أما بالنسبة للتحديات فإن الفرق ذات الإمكانات المادية المتواضعة والمحدودة، لم تكن في الموعد والجاهزية لخوض تجربة الدمج والاستفادة منها الاستفادة الأمثل، وتحد آخر يتمثل في الفرق التي لم تتأهل للسداسي إذ واجهت تنافسا جديدا من دور واحد، وهذا شكل ضغطا عليها، ويحتاج إلى إعادة النظر فيه، وفارق المستوى بين الدرجتين كان واضحا، وهذا من شأنه قلل حجم الاستفادة، ولو كان متقاربا نوعا ما لكانت الاستفادة مغايرة.
8- هل يرى يونس الهدار أن الوقت قد حان ليبحث له عن تجربة جديدة خارج التضامن؟ أم أن الرد سابق لأوانه؟
نعم هذا حصل، إذ تكلمت مع المسؤولين في النادي في هذا الشأن وبات من الملح أن أترك التضامن ليس بعنوان الابتعاد، وإنما إفساح المجال لحصول الفريق على نفس تدريبي جديد، ومدرب يغطي الاحتياجات الأخرى على الجماعي كفريق أو الفردي كلاعبين، ويبقى الموضوع متاح أمام المسؤولين في نادي التضامن الذي تربيت فيه، ومنحني مسؤولوه الثقة خلال الفترة السابقة لقيادة الفريق، وعلى المسؤولين أن يأخذوا الموضوع بجدية، ومصلحة التضامن العامة تفرض ذلك.
9- يمكن أن تطلعنا على الخطوط العريضة للتقرير الفني الذي سترفعه لمسؤولي النادي بشأن الفريق؟
من التوصيات ضرورة استقطاب لاعبين لسد العجز في بعض المراكز، إضافة إلى الاستقرار الفني من خلال الحفاظ على اللاعبين الذين يملكون أداء عاليا، رغم عدم جاهزيتهم، ومتى حصلوا على الظروف المواتية سيكونون في الموعد سوى كنت مدربا أم لا، فيحتاجون إلى التطوير ومنح الفرص، فضلا عن استكمال الخطة المنهجية الموضوعة. فهناك أهداف تحققت، وأخرى تنتظر دورها على مستوى رفع المستوى البدني والمهاري والذهني، وأخيرا الحرص على بدء فترة الإعداد مبكرا حتى يتسنى للمدرب أن يصحح ويعدل المهارات.
10- هل سيحافظ يونس الهدار على قوام الفريق متى كان على رأس الجهاز الفني أم له رأي آخر؟
وكما أوضحت بأنه من الضرورة بمكان المحافظة على الاستقرار الفني، فالفريق به مواهب تحتاج إلى العمل ومزيد من الفرص، مع تعزيز الصفوف على مستوى المراكز الشاغرة.
11- ماذا كان ينقص الفريق ليفوز بدوري الاتحاد؟
كان الفريق غير جاهز نظرا لافتقاده لركبزتين أساسيتين، وكان التعويل على وجوه شابة قادرة على أن تقول كلمتها لاحقا بعد خوضها التجربة.
12 - هل ترى بأن إعلام الكرة الطائرة سوى كان ورقيا أو إلكترونيا قد غطى المسابقة كما تأملون؟
بلا شك شخصيا أنا راض عن التغطية الإعلامية للموسم سوى تعلق الأمر بدوري عيسى بن راشد العام أو دوري الاتحاد، فكانت هناك تغطية وتصريحات متنوعة سوى من المدربين أو اللاعبين، فالتغطية أفضل من الموسم السابق، ونأمل أن تكون أفضل خلال الفترة القادمة.
13- كلمة تريد أن توصلها إلى اتحاد الكرة الطائرة؟
كلمة تقدير أوجهها للشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس الاتحاد على الجهود المبذولة للارتقاء بالكرة الطائرة، وأتمنى أن تكلل تلك الجهود بالنجاح، وأتمنى من الاتحاد بعد الانتهاء من منافسات كأس ولي العهد عقد جلسة أسرية تضم مسؤولي الاتحاد ومدربي وإداريي الأندية للوقوف على تجربة الدمج، ومناقشتها بشكل فاحص ومتأن، وتقييم وتقويم نقاط القصور الموجودة، والاستفادة من الفرص المتاحة للارتقاء باللعبة، والشيخ علي حريص كل الحرص على تطوير اللعبة، ونحن نتوق إلى مثل هذا اللقاء.
14- كلمة أخرى تود أن تقولها لمسؤولي نادي التضامن؟
أشكر المسؤولين في نادي التضامن على الثقة التي أولوها لي لقيادة الفريق خلال الفترة السابقة، وأحب في الوقت نفسه أن أنوه بأن هناك رغبة ملحة وواضحة وملموسة من المسؤولين في النادي لترجمة هذا الطموح وفق خطط ممنهجة تلبي الأهداف التي نسعى جميعا إلى تحقيقها على مستوى منظومة نادي التضامن، وإيلاء الاهتمام الكبير بقاعدة اللعبة.
15- كلمتك للاعبي فريقك.. ماذا تريد أن تقول لهم؟
بأمانة أنا مدين للاعبين عطفا على إخلاصهم وتفانيهم وتضحياتهم رغم التحديات ومحدودية الموازنة، أتمنى أن أراهم في أحسن حالاتهم سوى كنت على رأس الجهاز الفني أم كان زميل آخر لي، فهم يستحقون الكثير.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك