بعد تعرض مملكة البحرين لموجة أمطار رعدية تواصلت «أخبار الخليج» مع أ. د. وهيب عيسى الناصر أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة الخليج العربي، الذي قال: لست بصدد تحليل أسباب الأمطار الغزيرة، مشيرا إلى أن المتنبئين الجويين أمامهم خرائط وقياسات وصور رادارات توضح أماكن تكون الغيوم ومن ثم المنخفضات الجوية، ولكن ما أود إيضاحه أنه خلال هذه الفترة تحدث أمطار السرايات، وتحديدًا بين منتصف أبريل ومنتصف مايو، حيث تتشكل المنخفضات الجوية بسرعة، مصحوبة بالعواصف الجافة، والعواصف الرملية، والأمطار الغزيرة، وهذه تتكون بسرعة بعد صفاء الجو، وعندما تهطل يكون هطولها بغزارة أي هطولا سريعا، ثم تنقطع ثم تعود، وهكذا، وأغلبها ليلا، وقد يصحبها «بردي»، فخلال هذه الفترة يمتزج الفصلان (نهاية فصل الشتاء مع اقتراب فصل الصيف)، حيث تتصادم الرياح وتحمل معها رطوبة في طبقات الجو العليا.
وأكد أن غزارة الأمطار التي هطلت على المملكة يوم الاثنين في مدة ساعة واحدة فقط قد بلغت 67 ملم، وهي كمية قياسية في تاريخ البحرين في الهطول في ساعة واحدة، مضيفاً أن غزارة الأمطار التي هطلت صباح أمس أيضاً تقارب 40 ملم، مما يجعل مستوى الهطول في الساعتين ما يقارب 107 ملم، وهي كمية قياسية (رقم قياسي بحريني) تعادل مجموعا تراكميا لغزارة أمطار سنة ونصف، إذ أن المتوسط السنوي للأمطار في المملكة بحسب بيانات الأرصاد هو 71 ملم.
وأشار الناصر الى أنه وبحسب تسجيلات الأرصاد الجوية البحرينية فإن تاريخ 12 مارس 1995 كان هو صاحب الرقم القياسي السابق، حيث كان متوسط الهطول في يوم، وليس ساعات، هو 76 ملم بينما المتوسط السنوي للأمطار هو 71 ملم.
وبين الناصر أن هذه الكمية غير المسبوقة مصحوبة بشدة الرياح التي وصلت إلى 40 عقدة (80 كم/ساعة) من شأنها التأثير بشكل غير قابل للسيطرة بالرغم من الاستعدادات المختلفة التي وضعتها الأجهزة المعنية بالدولة على مختلف الأصعدة.
وذكر أنه لاحظ البعض أنه رغم غزارة المطر الليلة قبل الماضية، وخصوصًا المناطق الوسطى، فإن المطر لم يصل إلى داخل البيوت عبر فتحات التكييف ومراوح شفط الهواء وفتحات النوافذ، بينما في اليوم التالي رغم قلة كثافة المطر فإن المطر وصل إلى داخل البيوت والسبب تغير اتجاه الرياح وشدتها على الأمطار.
وأكد أنه بات واضحًا من نمط الأمطار أن كوكبنا فعلا مصاب بداء الاحترار العالمي، فالسنة الماضية سجلت رقمًا قياسيًا حراريًا لكوكب الأرض وفي كل شهر، وهذا يعني شدة الإشعاع الشمسي واحتباس الحرارة في جو الأرض، وهذا بدوره يتسبب في زيادة تبخير مياه البحر ومن ثم زيادة كثافة الأمطار وغزارتها وإتلافها للبنى التحتية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك