شهدت ساحات مواقع التواصل الاجتماعي حالة من التراشق وتبادل الاتهامات بين عدد من النواب بعد سقوط استجواب وزير المواصلات والاتصالات وسقوط الاستجواب، ففي الوقت الذي تعرض فيه النواب لهجوم من الشارع بسبب عدم تمكنهم من تمرير الاستجواب، وجدنا أيضا بعض النواب يهاجمون زملاءهم، ففي تغريدة للنائب باسمة المبارك ضد أحد النواب قالت فيها «يتظاهر بأنه مع ممارسة حقنا الرقابي، ويتصل عشية الاستجواب ليمارس ضغوطه على زملائه، وعندما ضمن سقوط الاستجواب صوت معنا.. الناس واعية وتصرفاتك الدجلية لن تلوي عنق الحقيقة».
وأكد النائب محمد المعرفي رئيس لجنة التحقيق النيابية بشأن طيران الخليج أن لكل نائب رأيه ووجهة نظره التي يجب أن تحترم بغض لنظر عن كونها تتماشى مع وجهة نظر الآخرين أم لا، فلكل منهم قناعاته وهذا هو ديدن العمل البرلماني الدستوري الديمقراطي ولا يصح أن يتراشق أي نائب بسبب وجهة نظر الآخرين.
وأوضح أن النواب أرادوا إصلاح الخراب في عش طيران الخليج ومحاسبة المقصرين بأي وسيلة كانت، وإحدى تلك الوسائل استخدام الأدوات الدستورية وأقواها الاستجواب، ولكن إذا لمسنا بوادر إيجابية من الحكومة والجهات المعنية بالأخذ بتوصيات لجنة التحقيق وحل المشكلة جذريا والانتقال من مرحلة الخسارة إلى الربح ووقف النزيف، فالهدف المرجو قد تحقق، فهدفنا ليس هو الاستجواب بقدر ما هو تصحيح الأوضاع، وبالتالي الإصلاح هو غايتنا بغض النظر عن الطريقة سواء عبر أدواتنا الدستورية والاستجواب أو عبر التعاون والتنسيق مع الحكومة.
ثم قام النائب حمد الدوي بتغريدة أخرى جاء فيها «الاستجواب ما هو إلا مسرحية قدمها بعض النواب لتكسبات شخصية وانتخابية، كان لدى النواب علم مسبق بقرار تغيير إدارة طيران الخليج باتفاق مع الحكومة ومشهد البطولة المزيفة جاء لتغطية فشل لجنة الدعوم وضياع الملايين بينما المواطن ينتظر ثمرة هذه اللجنة منذ سنتين».
بدوره قال النائب محمد الأحمد إنه عقب مناقشة تقرير لجنة التحقيق النيابية بشأن طيران الخليج انتظر النواب ردة فعل سريعة من الحكومة للتجاوب مع توصيات التقرير، فمنهم من رأى الحكومة تأخرت في رد الفعل والبعض الآخر رأى ضرورة منح الحكومة وقتا أطول لاتخاذ إجراء مناسب.
وتابع الأحمد في تصريح لـ«أخبار الخليج» إن النواب اتخذوا قرار تقديم استجواب لوزير المواصلات كونه المسؤول سياسيا عن طيران الخليج برغم علمنا جميعا انه وزير جديد ولم يكن له دخل في أي قرارات، نظرا إلى عدم قيام الحكومة بإجراء تغيير مجلس إدارة طيران الخليج، ولكن ما حدث قبل التصويت على الاستجواب هو أن رئيس مجلس النواب اجتمع بالعديد من مقدمي الاستجواب، وأوضح لهم أن الحكومة لا تحبذ النهج التصادمي مع المجلس، وأن طلب تغيير مجلس الإدارة سيجاب توحيدا لرؤية الحكومة مع المجلس في إصلاح طيران الخليج، وكان هذا كافيا لقيام العديد من النواب بسحب توقيعاتهم من الاستجواب.
وأرجع الأحمد ما حدث من بعض النواب عقب الجلسة من تراشق إلى أن الصورة كانت واضحة والجميع كان يعلم أن الحكومة ستتجاوب مع المجلس، ولكن ما يثار دائما في وسائل التواصل الاجتماعي أنه لا يجب التراجع عن الاستجواب، مؤكدا أن الضغط الذي يمارس من قبل مؤسسات المجتمع المدني والشارع لا يجب أن يؤثر على قرارات النائب لان النائب هو القريب والمطلع على مجريات الأمور، وطالما الحكومة متعاونة مع المجلس فيجب ترسيخ هذا النهج، وعدم اللجوء إلى أداة الاستجواب إلا في حالة الأزمات.
ورأى الأحمد ضرورة تكاتف النواب مع بعضهم لأن انقسامهم هو ما يولد ضغط الشارع عليهم، وأنه لو كان هناك اتفاق مشترك بين النواب على تأجيل الاستجواب كان أفضل بكثير من الشكل الذي ظهر عليه النواب كأنهم منقسمون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك