في هذه الوقفة الطويلة التي تطلب منا في الملحق الرياضي في «أخبار الخليج الرياضي» أن نقدمها على دفعتين قدم من خلالها المحاضر العماني الدولي الدكتور شهاب الدين الريامي محاور مهمة تتعلق بلعبة الكرة الطائرة، وحاول من خلالها أن يستعرض خبرته العريضة من جانب واختصاصه الأكاديمي من جانب ثان ورؤيته من زاوية ثالثة، وتصدّر المدرب الوطني كافة المحاور التي أسهب فيها نظرا لأنه أيّ «المدرب» يمثل حجر الزاوية في تطوير أي لعبة رياضية سواء كانت فردية أم جماعية، بل رأى فيه أنه الاستثمار الحقيقي، ونترك تفصيل ذلك وغير من المحاور إلى السطور التالية.
المدرب الوطني والاستثمار الحقيقي
ويرى الدكتور شهاب الدين أنّ الكادر البشري الأساس في تطوير الألعاب الرياضية سواء كانت فردية أو جماعية، ويعدّ المدرب وخاصة المدرب الوطني هو الاستثمار الحقيقي في صناعة وتطور الألعاب الرياضية، وتأتي الاتحادات المصرية والتونسية والبحرينية في مقدمة الاتحادات التي تركت بصمتها خارج خريطة بلادها ليسهم مدربوها في تطوير هذه اللعبة أينما كان سواء في الأكاديميات أو الأندية أو المنتخبات الوطنية لجميع مراحلها ،والاستثمار في المدرب الوطني في التأهيل والتطوير في الجانب المعرفي والنظري بما يتوافق مع المدارس المتقدمة في الكرة الطائرة الحديثة والتكنولوجيا الفاعلة في التدريب الرياضي.
الاتحاد العربي يعود إلى عرينه
ولفت المحاضر الدولي إلى أنّ البحرين حظيت بثقة الاتحاد الدولي للكرة الطائرة في احتضان مركز التطوير للكرة الطائرة الذي يعد من أنشط مراكز التدريب الدولية في تأهيل وتطوير الكوادر التدريبية، ليست الوطنية فقط بل العربية والقارية والعالمية لما كان لمملكة البحرين البصمة الإيجابية في تطوير الكرة الطائرة في المنطقة، على مستوى مخرجاته من المدربين العرب والخليجيين في القيادات التدريبية والمنتخبات واللجان القارية بل ومحاضرين معتمدين في اللعبة، وأعقبه مجيء الشيخ علي بن محمد آل خليفة وما صاحب من تطور المراحل العمرية في الوطن العربي في أكثر من 17 اتحادا وطنيا، وشهدت تلك الفترة تنافسا كبيرا في بطولات الأندية والمنتخبات العربية، ومدى انعكاس ذلك على تطور اللعبة في البلدان العربية.
وشهد انتقال مقر الاتحاد العربي إلى الكويت فترة ركود، قبل أن يعود الاتحاد إلى داره الحقيقية لمملكة البحرين بالتزكية عبر تعيين الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيسا مرة أخرى للحفاظ على سيرة ورؤية هذه المنظومة التي استمرت ما يقارب الخمسين عاما منذ تأسيسها.
سنوات عمل طويلة ومعايشة
وتحدث الدكتور شهاب الدين الريامي عن مسيرة عمله مع الاتحاد الدولي للكرة الطائرة التي تمتد من عام 2008 حتي وقتنا الراهن والإشراف علي أكثر من 64 دورة دولية لمختلف المستويات في جميع قارات العالم، وتمثيل أكثر من 20 مهمة مع الاتحاد الآسيوي في قطاع التدريب والدورات، وكان للاطلاع علي البرامج التدريبية العالمية في مجال المدربين والتدريب الأثر الكبير في نقل المعرفة والمعلومات القيمة من خلال الأبحاث العلمية، والتدريب الميداني المرتبط بنظريات التعلم الحديثة للمهارات الفنية والجانب الخططي والتكتيكي والتركيز علي الجوانب المهمة لتطوير التدريب البدني والإعداد الذهني وهذا الذي يشكل فارقا كبيرا في الرياضة في مستواها العالي.
حيث كان العمل مع برامج المدربين للكرة الطائرة ومع اتحادات النخبة العالمية من الـ10 توب عالميا لها دور كبير في إثراء مدربي الكرة الطائرة في القارة الآسيوية ومدي أهمية استخدام التكنولوجيا في التدريب في تلك الدول التي عملنا وعايشناها عن قرب مع الاتحاد الكندي للكرة الطائرة، والبرنامج الأمريكي لمدربي الكرة الطائرة والبرنامج الإيطالي للمدربين الرياضيين وأخيرا سنوات العمل مع الكرة الطائرة الإيرانية وإقامة ما يقارب 12 دورة دولية و تعاون في البرنامج الإيراني للمدربين والإسهام في عدد من دورات المدربين والمؤتمرات التخصصية في العلوم الرياضية التي كانت لكل تلك الخبرة التمييز بين برامج المدربين في تلك الدول، ومدى تركيزها الأهم على الجانب البدني أو الفني مع مفارقات في البعض منهم في الإعداد الذهني والعمل علي تبادل تلك المعرفة والمعلومات مع المدربين في القارة العجوز عن طريق الدورات والمؤتمرات التدريبية والندوات التخصصية على الأون لاين.
وكان العمل كمحاضر للمدربين يتطلب العمل كثيرا على الصعيد الشخصي، وعدم الاكتفاء بالمسمى كمحاضر إن لم تملك الإعداد الأكاديمي والتدريبي والفني التخصصي والاطلاع على كل ما يستجد في عالم التدريب الرياضي والعلوم الرياضية الأخرى وخطط اللعب كإثراء للجانب المعرفي وتزويد المدربين بكل ما هو مستحدث في هذا المجال.
وأضاف قائلا: إنه كانت له القناعة التامة أن التكنولوجيا لها دور كبير في الارتقاء بالمستوي الأدائي للاعب والفريق وهذا ما لمسناه في قطاع تدريب الأندية في سلطنة عمان، وكذلك المدربين من خلال الدورات التدريبية والندوات الدولية، حيث كان العمل مع الاتحاد الامريكي مدربي الكرة الطائرة وحضور المؤتمرات السنوية في للعبة لها الدور الكبير للتعرف علي تفوق المدرسة الأمريكية في استخدام التكنولوجيا في التدريب والإعداد البدني والتحليل مثل أجهزة القياس للوثب وسرعة اللاعب والكرة والتحليل الفني خلال المسابقات.
وتابع: بأنّ دورات المعايشة مع المنتخبات والأندية العالمية كان لها الدور الكبير في اكتساب العديد من المعلومات والمهارات التدريبية من مختلف المدارس التدريبية والمدربين والتعرف على فلسفة المدربين عن قرب في الإدارة للوحدة التدريبية والإحماء والتعامل مع لاعبي المستوي العالي وطرق الإعداد والتحضير الذهني للاعبين بأساليب وطرق مختلفة من واقع خبرات ذهبية في مجال التدريب والاطلاع العلمي. وكان معايشتي مع منتخبات البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا وكندا وإيران والعديد من الأندية مثل ساداو ساسي وكمبينوس بالبرازيل وقازان بروسيا ومودنا في إيطاليا وكلا من جامعة تكساس ونبراسكا وبرينستون في الولايات المتحدة الامريكية لها بالغ الإثراء في تطوير الرصيد المعرفي والمهاري كمدرب في الكرة الطائرة ومحاضر دولي في التدريب، وتبادل تلك الخبرات التدريبية في تلك المنتخبات والأندية وفلسفة المدربين وإثراء مدربي اللعبة في البلدان العربية والقارة الآسيوية.
وأضاف: بأنه ومن واقع ما نقدمه لتطوير اللعبة في مجال التدريب والمدربين في الكرة الطائرة والتعاون مع برامج المدربين بالولايات المتحدة تم حصولي علي عضوية شرفية مدي الحياة في منظمة The Art of Volleyball Coaching .
اتحادا غرب آسيا والعربي بين الواقع والطموح
وتوقف الدكتور شهاب الدين الريامي عند الحديث عن اتحادي غرب آسيا والعربي إذ يرى في اتحاد غرب آسيا أنه أحد الاتحادات الخمسة بحسب التوزيع الجغرافي والإداري للاتحاد القاري الكونفدرالي للاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة والذي يسهم كل اتحاد في تطوير اللعبة عن طريق المسابقات وتأهيل الحكام والمدربين والإداريين في مجال اللعبة لينصب ايجابيا على مستوى اللعبة في المحفل القاري وبطولات الاتحاد الآسيوي للكرة الطائرة لجميع الفئات العمرية وللجنسين.
وتابع قائلا: اتحاد غرب آسيا الذي اتخذ قطر مقرا له نظرا لما تملكه من مقومات رياضية وفنية وادارية، ويضم ما يقارب 70% من الاتحادات الوطنية للكرة الطائرة في الاتحاد العربي وشهد في آخر 3 أعوام حراكا مميزا لم يشهد له من قبل من خلال إقامة العديد من الأحداث الرياضية الهامة مما أسهم في إثراء اللعبة وشهدت حراكا في الاتحادات الوطنية لأدراجها ضمن روزنامتها ورؤيتهم في تطوير اللعبة ورفع رصيد الخبرات الفنية للاعبين والفرق والسعي إلى تطوير القطاع الفني وخاصة الحكام وإقامة عديد من دورات التحكيم تحت مظلة الاتحاد الآسيوي لبث دماء جديدة في القطاع التحكيمي. حيث تم التركيز بشكل كبير على قطاع المسابقات والحكام وهذه اضافة مجيدة في رصيد اللعبة على مستوى المنطقة.
وقال الأساس هو تطوير الكادر الفني التدريبي والمحللين ومواكبة التكنولوجيا في التدريب الرياضي لتكون رؤية واضحة من الاتحاد بتفعيل اللجنة الفنية او استحداث لجنة التطوير والتدريب وإعطائها مساحتها الحقيقية في التطوير والتأهيل، ويضم الاتحادان غرب آسيا والعربي من الفنيين والقامات الكبيرة في التدريب ومحاضرين دوليين كان لهم الأثر الإيجابي في تطوير اللعبة في جميع أنحاء الكرة الطائرة العالمية والذي سيكون لهم دور كبير في رسم الخطط لتطوير الكادر التدريبي في المنطقة والاستثمار فيهم عن طريق برامج تدريبية وضعت لهدف واضح طويل المدي ليسهم في تطوير المدرب في المنطقة والمدرب العربي بالأخص وعدم الاستناد كليا فقط لبرامج الاتحاد الدولي أو القارية بل خلق برنامج للمدربين أو روزنامة لتطوير المدربين لدعم الرصيد المعرفي والميداني والاستفادة من المدارس المتقدمة في اللعبة عالميا خاصة في المجال الفني والبدني والتحليل وبالأخص رياضة النشء في الكرة الطائرة وآليات الاختيار والانتقاء مواكبة المدارس المتقدمة في اللعبة بالاستناد العلمي الحديث في مجال التدريب الرياضي.
وختم بالقول أن اللجان الفنية والتدريب تنشط في كلا الاتحادين والاستفادة من البرامج العالمية في اللعبة عن طريق الدورات التخصصية المكثفة المتقدمة والسيمنارات المتقدمة وورش العمل في جميع العلوم الرياضية المرتبطة بالكرة الطائرة، والمؤتمرات الفنية في مجال اللعبة لاستقطاب أكبر عدد من المدربين في الوطن العربي وبشراكة حقيقية مع اتحاد غرب آسيا وشمال أفريقيا والهدف الأسمى هو إنعاش الجانب الفني للمدرب العربي والذي سينعكس بشكل إيجابي علي صعيد اللعبة داخليا في المدارس والأكاديميات والأندية والمنتخبات الوطنية في جميع المراحل العمرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك