نواصل في الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» من خلال الحلقة الثانية والأخيرة استعراض تفاصيل المحاور التي تطرق إليها المحاضر العماني الدولي الدكتور شهاب الدين الريامي والتي تتعلق بلعبة الكرة الطائرة، إذ لم يفته أن تطرق إلى الجانب التكنولوجي في التدريب، على اعتبار أنّ التكنولوجية قد اخترقت كل المجالات، بل اعتبر أنّ التعليق الرياضي والتحليل الفني هما ثقافة ورسالة في آن واحد لمختلف شرائح المجتمع، وأمور أخرى نترك تفاصيلها لقارئنا الكريم.
استراتيجية وبرامج
أوضح الدكتور شهاب الدين ومن خلال واقع خبرته العميقة في برامج الاتحادات الدولية والقارية والاطلاع على العديد من برامج المدربين في الكرة الطائرة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الشرقية وشرق القارة العجوز، ومن واقع معايشته للمنطقة العربية من قرب في إقامة العديد من دورات برامج الاتحاد الدولي والقاري والدورات الوطنية منذ 15 عاما، والاطلاع على برامج المدربين والتدريب في المنطقة ومدي معرفة احتياج الكرة الطائرة العربية في تطوير برامج المدربين والعمل علي إثراء الجانب النظري وخاصة العلوم الرياضية بما يتعلق في التدريب البدني والتخطيط لبرامج التدريب اليومية والفترية والسنوية والخطط الفنية المتقدمة في الكرة الطائرة الحديثة ومدى تأثير الإعداد الذهني والتحضير البدني في المنتخبات ذات المستويات العالية على الصعيد العالمي.
وساهمت اللجان الأولمبية بشراكة حقيقية مع الاتحادات الرياضية للألعاب الرياضية في خلق كيان حقيقي للبرامج الوطنية للمدربين في كل من جمهورية مصر العربية وتونس والجزائر ومملكة البحرين التي تمتلك برنامج شهادة المدرب الوطني والذي يعتبر من أكثر البرامج تميزًا في الوطن العربي للشراكة الحقيقية مع أفضل البرامج العالمية للمدربين والبرنامج الكندي للمدربين والذي كان له بصماته الواضحة في جودة وتميز المدرب البحريني في آخر عشرة أعوام.
ويرى أنّ تلك البرامج قد ساهمت وبلا شك في تكوين المدرب الوطني وتفوقه على الساحة العربية في جميع الألعاب الرياضية والدليل الاستثمار في الكوادر الرياضية في المدربين والذين يتواجدون كمدربين محترفين في الكرة الطائرة خارج أسوار خريطة بلدانهم مما يعطي مؤشرا واضحا على تفوق تلك المدارس في الألعاب الرياضية وكرة الطائرة بالأخص في الوطن العربي وغرب آسيا.
ولفت إلى أنّ سلطنة عمان قد أنشأت مؤخرا برنامج شهادة المدرب الوطني تحت إشراف الأكاديمية الأولمبية الرياضية وبقناعة المسؤولين بأهمية تأهيل الكوادر الوطنية الرياضية ببرامج للمدربين قبل الانخراط في الدورات الدولية وذلك لتحسين البنية التحتية المعرفية والميدانية والتخصصية للالتحاق فيما بعد بالدورات المتقدمة في الاتحادات القارية وبرامج المدربين المتقدمة للجنة الأولمبية الدولية أسوة ببرامج المدربين التي ذكرت وتميزت في استثمار الكوادر البشرية في المجال الرياضي.
ويوجه المحاضر الدولي الدكتور شهاب الدين رسالة إلى جميع الاتحادات الوطنية للكرة الطائرة في الوطن العربي أن تهتم في المقام الأول بتأهيل الكادر الفني الأساسي للألعاب الرياضية ألا وهو المدرب الوطني وتضع خطة واضحة للتطوير وتأهيل المدرب والكوادر الفنية التخصصية في الأجهزة الفنية ومواكبة الأجهزة الفنية الاحترافية كالمدرب والمعد البدني والمحلل الأدائي والمعالج الطبيعي عن طريق البرامج الوطنية والاستفادة من التجارب المجاورة في البلدان العربية أو من البرامج العالمية المتقدمة في مجال تأهيل المدربين والتدريب في المجال الرياضي.
ويرى أنّ الاعتماد علي البرامج الوطنية للمدربين في المقام الأول مرحلة أولى في خلق أكبر قاعدة من المدربين الوطنيين المؤهلين ولا يقتصر فقط علي برامج الاتحاد الدولي للكرة الطائرة أو الاتحادات القارية بل اعتبارها مكملة للبرامج الوطنية في إيفادهم برخصة دولية كمرحلة نهائية والاستفادة من برامج التضامن الأولمبي لدورات الدبلوم المتقدمة في التدريب الرياضي والتي سوف تسهم في رفع المستوي المعرفي والتدريبي للكوادر التدريبية الوطنية والتي من شأنها أن تسهم بشكل فعال في الارتقاء بالمستوى الفني للاعبين والمنتخبات الوطنية إذا وظفت يشكل علمي صحيح ومعايير واضحة لتصنيف المدربين الوطنيين.
التمثيل القاري والعالمي والكفاءات
وأكد الدكتور شهاب الدين أنّ الكوادر العربية الرياضية القيادية والفنية قد أثبتت وبلا شك حضورها في الاتحادات القارية والعالمية في الكرة الطائرة ويعتبر هذا رصيدا إيجابيا للكفاءات العربية سواء كانوا من صناع القرار على رأس اتحاداتهم الوطنية أو الإقليمية وتواجدهم في اللجان الفنية كلجان المدربين والحكام والمسابقات والأحداث الرياضية واللجان المالية ولا يقتصر الأمر علي ذلك إذ يمتلك الوطن العربي كفاءات وقامات كمحاضرين دوليين أسهموا بشكل كبير في تطوير قطاع المدربين في بلدانهم والوطن العربي في عالم الكرة الطائرة مما يدل على أن الكفاءات العربية أثبتت وجودها وبحضور قوي ومميز علي الصعيد القاري والدولي .
ويرى أنّ استمرار وجود تلك الكفاءات الرياضية وخاصة الفنية مرهون دائما بالدعم وخاصة من أثبتت وجودها في الاتحادات القارية وأسهمت بشكل واضح في تطوير اللعبة عن طريق اللجان العاملة في الاتحادات القارية أو الدولية والذين عكسوا قيمة الكادر العربي الفني المؤهل تأهيلا علميا وفنيا في مجال اللعبة أثبتت حضورها العربي في تلك المنظمات القارية والدولية .
ويضع المحاضر الدولي العماني ثقته التامة في الاتحادين العربي واتحاد غرب آسيا للكرة الطائرة، ويقدر مدى الأهمية الكبيرة للمرحلة القادمة والتي تتطلب التوافق والاتفاق على ترشيح ووجود الأجدر من تلك الكوادر سواء كانت إدارية أو فنية على الصعيدين القاري والدولي وليس سباقا على المقاعد الدولية عوضا عن الكيفية لتمثيل المقاعد العربية في تلك المنظمات الرياضية وبلا شك أن الاتحادات الوطنية العربية تمتلك تلك الكوادر المميزة التي سوف يعكس وجودها في تلك المنظمات رسم وتطوير المقترحات والبرامج التدريبية للكرة الطائرة العربية وليست كحضور فقط.
رسالة في غاية الأهمية
ولفت إلى مدى أهمية التعليق والتحليل الرياضي وخاصة في جميع البطولات الإقليمية أو القارية للكرة الطائرة لما لهما من دور كبير في إثراء الجانب المعرفي والفني للمشاهد، وكذلك المستمع فهو يخاطب أكبر شريحة من الرياضيين ومحبي اللعبة الراقية وجمهور من خلف الشاشات والوطن العربي يمتلك قامات فنية من معلقين ومحللين ومدربين مخضرمين وجودهم خلف الشاشات سوف يثري المشاهد والمستمع وخاصة الفنيين عن التحليل الفني لأساسيات اللعبة والمركبات الفنية فهي رسالة ثقافية رياضية موجهة لابد من أخذها بعين الاعتبار عوضا عن اجتهاد فردي أو سرد لنتائج المباريات أو سرد تاريخي شخصي حيث يستحب الاختيارات الصحيحة المتوافقة مع قيمة الحدث أو الفعالية المقامة والجهاز التحليلي الذي يضيف قيمة جمالية في طرح القيمة الفنية للكرة الطائرة من محتوي فني وخططي وفق أسس علمية واضحة ومصطلحات فنية متعامل بها في الكرة الطائرة العالمية وخاصة للفنيين المدربين حيث تشمل الاستفادة كذلك للمدربين المتابعين للبطولة أو حتي المشاركين في هذا الحدث المقام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك