باريس – (أ ف ب): خسرت الأرجنتين أحد أبرز رموزها الكروية برحيل سيسار لويس مينوتي، مهندس التتويج المونديال الأول، الأحد عن 85 عاماً نتيجة إصابته بمرض السرطان في معدته وفق ما أفادت وسائل الإعلام المحلية لكن من دون أي تأكيد للسبب من الاتحاد الأرجنتيني للعبة.
كان مينوتي رجل اللعب الجميل في زمن ظلمة الديكتاتورية العسكرية، وحفر اسمه في تاريخ «لا ألبيسيليستي» بعدما قاد المنتخب إلى لقبه المونديالي الأول عام 1978 على حساب هولندا، قبل أن تضيف لاحقاً لقبين آخرين عامي 1986 و2022 بفضل الأسطورتين الراحل دييغو مارادونا وليونيل ميسي توالياً.
عندما حصلت الأرجنتين عام 1966 على حق استضافة مونديال 1978، لم يكن أبناؤها يتخيّلون أن منتخب التانغو سيحصد أول ألقابه العالمية تحت نير نظام «خونتا» دكتاتوري أخفى الآلاف منهم. ورغم خطورة تحدي النظام، تمتع مينوتي، المدخن الشره الذي أقلع عن التدخين عام 2011، بالجرأة ليقول قبل النهائي على مسألة الدعاية (بروباغندا) عبر منتخب «ألبيسيليستي»: «نحن الشعب، ننتمي للطبقة الكادحة، نحن الضحايا، نمثل الشيء القانوني الوحيد في هذا البلد كرة القدم».
أضاف «لن نلعب لمدرجات مليئة بالضباط، العسكريين، بل نلعب لأجل الشعب، لن ندافع عن الديكتاتورية، بل عن الحرية».
هذه الحرية ليست فقط في المواقف الوطنية والسياسية بل ترجمها مينوتي أيضاً في أرضية الملعب حيث اعتمد على اللعب الجميل السلس الذي قاد به المنتخب في مونديال بلاده حتى أوصله إلى النهائي الذي حسمته الأرجنتين 3-1 بعد التمديد حيث سجل ماريو كيمبس، أفضل لاعب في النهائيات، هدفين في مرمى منتخب برتقالي افتقد نجمه «الطائر» يوهان كرويف الذي رفض اللعب في المونديال الأرجنتيني.
تولى المدخن الشره مينوتي تدريب 11 نادياً خلال مسيرة امتدت طيلة 37 عاماً، بعضها أكثر من مرة، ومنتخبين وطنيين هما الأرجنتين والمكسيك (1991-1992).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك