كتبت: مروة أحمد
أكدت السفيرة ريهام خليل سفيرة جمهورية مصر العربية لدى مملكة البحرين أن القمة العربية المقبلة التي تستضيفها مملكة البحرين تعد حدثا مهما في ظرف دقيق، فجدول أعمالها يمتلأ بالملفات الساخنة، في طليعتها سُبل التعامل مع الحرب الإسرائيلية الدموية على غزة، فعيون أبناء الأمة تتطلع إلى قادتها آملين بلورة موقف عربي قوي وموحد، لا يُسهم في إنهاء مُعاناة أبناء فلسطين فحسب، وإنما يُمهد لحل سياسي شامل وعادل، يُفضي إلى إقامة الدول الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل 5 يونيو 1967، سعياً نحو إرساء الاستقرار ونشر التسامح والتعايش والأمان في الشرق الأوسط، وبالإضافة إلى القضية الفلسطينية، فستتطرق القمة بطبيعة الحال إلى الاوضاع في السودان وليبيا وسوريا، والصومال، واليمن وغيرها من الدول الشقيقة التي تشهد أزمات، فضلاً عن بحث قضايا التكامل الاقتصادي وآفاق الاندماج العربي، وتعزيز قيم التسامح والتعايش لمواجهة دعاوى التطرف والفرقة في المنطقة، لذا فقمة المنامة تحظى بأهمية استراتيجية وتوقيت مهم ومؤثر.
جهود ملموسة ومقدرة
وبشأن استعدادات المملكة لاستضافة القمة أوضحت السفيرة المصرية أن مملكة البحرين تبذل جهوداً ملموسة ومُقدرة للإعداد لاستضافة القمة على كافة الأصعدة، بدءاً من الاهتمام بالجوانب اللوجستية لتيسير استقبال واستضافة الوفود العربية المُشاركة، مروراً بالجوانب التقنية والفنية، حيث تعقد وزارة الخارجية البحرينية اجتماعات تنسيقية مكثفة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذا مع سفارات الدول العربية المُعتمدة بالمنامة للتعريف بإجراءات وترتيبات القمة، وصولاً إلى الجوانب السياسية، التي كان أبرزها جولة جلالة ملك البحرين المعظم الأخيرة في كل من عمان والقاهرة، وهو ما يبعث على التفاؤل ويُعطي مؤشراً واضحاً لنجاح القمة على ضوء الإعداد الجيد والمتميز من قبل كافة المؤسسات البحرينية، ولا يفوتني هنا الإعراب عن خالص الشكر والتقدير لوزارة خارجية البحرين، على كل ما تضطلع به من جهود لتيسير كافة الإجراءات ولضمان توفير كافة سُبل الراحة للوفود المُشاركة بما يُسهم في نجاح القمة.
وحول سبل دعم مسيرة العمل العربي المشترك لفتت السفيرة ريهام خليل إلى أن دورية وانتظام انعقاد الاجتماعات على مستوى القمة تُعد الآلية الأكثر أهمية في الحفاظ على زخم العمل بأي منظمة دولية أو إقليمية متعددة الأطراف، وهو ما ينطبق بالضرورة على الجامعة العربية كونها واحدة من أهم وأعرق المنظمات الإقليمية متعددة الأطراف، فاجتماع القمة هو جهاز صُنع السياسات واتخاذ القرارات، لذا فديمومة انعقاد القمم بمثابة المُحرك الرئيسي للجامعة العربية، وما يمنحها الديناميكية والنشاط والقدرة على تعزيز مسارات التعاون العربي بما يتواءم مع المتغيرات الدولية والإقليمية.
الاندماج الإقليمي والتعاون الاقتصادي
وعن أبرز الملفات المطروحة على القمة القادمة قالت السفيرة المصرية: ستتصدر ملفات الأمن الإقليمي بطبيعة الحال أجندة المناقشات بالقمة، فكما أشرتُ في مطلع حديثنا ستحتل القضية الفلسطينية صدارة اهتمامات القمة في ظل ما تشهده من تطورات مؤسفة، كما سيحرص القادة العرب على متابعة التطورات في كل من اليمن وسوريا وليبيا والسودان والصومال، فضلاً عن متابعة باقي ملفات الأمن الإقليمي الدائمة على أجندات القمة، بيد أنه من الضروري أيضاً أن تحظى ملفات الاندماج الإقليمي والتعاون الاقتصادي بنصيب وافر من النقاش، ولا سيما أن تسارع الاحداث وما شهده العالم من أزمات اقتصادية متتابعة منذ جائحة «كوفيد-19» حتى الآن يُحتم علينا إيلاء الكثير من الوقت والجهد والانتباه لملفات التكامل الإقليمي.
وعن انعقاد منتدى لمراكز البحوث على هامش أعمال القمة أكدت سفيرة جمهورية مصر العربية أن مراكز البحوث هي الذراع البحثي ومرجعية علمية مُهمة للدول والحكومات في العالم بأسره، ولقد لمسنا خلال الفترة الماضية تعاظم دورها، وأهمية إسهاماتها، وهو ما لمسه القادة العرب، لذا أوصت القمة العربية الثانية والثلاثين بجدة في مايو 2023 بالنظر في مبادرة إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية، التي من شأنها احتضان التوجهات والأفكار الجديدة في مجال التنمية المستدامة وتسليط الضوء على أهمية مبادرات التنمية المستدامة في المنطقة العربية لتعزيز الاهتمام المشترك ومتعدد الأطراف بالتعاون البحثي وإبرام شراكات استراتيجية. ومن هُنا؛ فمبادرة مركز «دراسات» بتنظيم المُنتدى المشار إليه تأتي كتفعيل عملي لتوصيات القمة العربية السابقة، ما يُعزز العمل العربي المُشترك، ويضع أساساً وتصوراً لخطوات المُضي قدما نحو إنشاء الحاوية الفكرية المنشودة، ونُقدر أهمية العمل على ديمومة التواصل الفكري والعلمي بين مراكز البحوث العربية، وتحديد المجالات الأكثر تأثيراً في تعزيز العمل العربي المُشترك بما يُسهم في تحقيق مُستقبل أفضل للشعوب العربية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك