كتبت: مروة أحمد
أكد السفير طه محمد عبدالقادر سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين الأهمية الاستراتيجية لانعقاد قمة البحرين العربية المقبلة، مشددا على أن قمة المنامة تنعقد في ظروف استثنائية في ظل التحديات الكبيرة والخطيرة التي تمر بها المنطقة العربية بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، هذه التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة أولا والأمن والسلم الدوليين ثانيا.
وقال السفير الفلسطيني في لقاء خاص مع «أخبار الخليج» إن هذه التحديات تتطلب وحدة الصف وتوحيد الرؤى والمواقف العربية لمواجهة هذه المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي والاستقرار والازدهار في منطقتنا العربية، بداية بما يجري في فلسطين وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب مسعورة وإبادة جماعية تقوم بها العصابات الصهيونية لكل ما هو فلسطيني من بشر وشجر وحجر على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبمباركة أمريكية وغربية عمياء -هذه الدول التي تدعي الديمقراطية ورعاية حقوق الانسان- والتي تعرقل عمل مجلس الأمن في اتخاذ قرار لوقف المجزرة الصهيونية ضد الأطفال والنساء الفلسطينيين.
وأضاف أن ما يجري في قطاع غزة من جرائم إنسانية وعدوان صهيوني مستمر منذ أكثر من سبعة أشهر خلف أكثر من 35 ألف شهيد وأكثر من 80 ألف جريح وأكثر من 15 ألف مفقود تحت الأنقاض جلهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 70% من مباني قطاع غزة (أبراج سكنية، بيوت، أبراج تجارية، مدارس، جامعات، مستشفيات مراكز صحية، مؤسسات حكومية، مراكز ثقافية وغيرها)، وما يجري في باقي الاراضي الفلسطينية والقدس من حرب مسعورة تشنها قوات الاحتلال ومستوطنيه ضد المدنيين الفلسطينيين الآمنين ومحاولة تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وطردهم خارج فلسطين وفق خطط ممنهجة مستمرة منذ عام 1948 إلى الآن، مشددا على أن ما يحصل في فلسطين هو محاوله لطمس الهوية الفلسطينية وتصفية القضية الفلسطينية بدعم وتبن أمريكي غربي.
وأوضح السفير الفلسطيني أن التحدي الآخر أمام القمة العربية ما يحصل في السودان من حرب أهلية؛ فعلى مدى أكثر من سنتين الحرب مشتعلة ولم تبق أخضر أو يابسا، والقتل والتدمير استنفد موارد الدولة ماديا وبشريا، وآن الأوان لوقف هذه الحرب العبثية وتوحيد البلاد وجمع الاشقاء السودانيين ووقف الحرب وإعادة اللحمة السودانية.
استعدادات البحرين
لاستضافة القمة العربية
وقال سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين إن القمة العربية في 16 مايو تعد حدثا تاريخيا بارزا ومهما، وتأتي استضافة البحرين للقمة العربية في ظروف دقيقة وغير طبيعية وتحديات كبيرة تهدد المنطقة العربية، وهو ما تدركه مملكة البحرين بقيادتها الحكيمة والذي عبر عنه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفه ملك البلاد المعظم في كل المناسبات واللقاءات بأهمية العمل العربي المشترك ووحدة الموقف العربي في كل القضايا العربية تحت مظلة الجامعة العربية للوصول إلى الاستقرار والسلام ولتنعم الشعوب العربية بالتقدم والازدهار.
وأضاف أن مملكة البحرين بدأت اتصالاتها ومشاورتها مع الأمانة العامة للجامعة العربية والدول العربية للإعداد المشترك للقمة العربية المنتظرة، هذه المشاورات والجهود التي تبذلها القيادة البحرينية على رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تؤكد حرص البحرين حكومة وملكا على إنجاح القمة العربية والخروج بمخرجات عملية ومثمرة تعزز العمل العربي المشترك وموقف عربي موحد لكل القضايا العربية لتكون رسائل واضحة لكل الطامعين بأن العالم العربي وحدة واحدة، وأن أمن وسلامة أي دولة عربية من امن وسلامة كل الدول العربية.
وأشار السفير الفلسطيني إلى أن الجهود الكبيرة التي تقوم بها البحرين والقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة لإنجاح قمة المنامة تعكس الايمان الثابت لجلالته بأهمية العمل العربي المشترك ووحدة الموقف لمواجهة كافة التحديات والتدخلات الخارجية والخروج بمخرجات وقرارات عملية وقابلة للتنفيذ تكون بداية توحيد الصف العربي لتكون هذه القمة قمة لم الشمل العربي.
وقال السفير الفلسطيني: «أنا على قناعة تامة بأن البحرين وقيادتها الحكيمة قادرة على إنجاح هذه القمه والوصول إلى مخرجات تعبر عن تطلعات وآمال شعوبنا العربية، انطلاقا من ايمانها الراسخ ورسالتها التاريخية بأهمية العمل العربي المشترك، والمكانة والاحترام التي تحظى بها مملكة البحرين الشقيقة وحضرة صاحب الجلالة الملك بين شعوب وقاده الدول العربية تؤهلها للعب دور محوري في لمّ شمل الدول العربية وتوحيد الموقف العربي لما فيه مصلحة قومية عربية تعيد صفحات المجد العربي المشرق وترسل رسائل إلى كل العالم القريب والبعيد بأن الامن القومي العربي خط أحمر لا يمكن السماح لأحد بتجاوزه».
وأعرب عن تمنياته أن تكون هذه القمة التاريخية قمة وحدة الصف العربي ولمّ الشمل العربي، وأن تكون نتائجها مميزة وتعبر عن تطلعات الدول العربية جمعاء على رأسها فلسطين وقضيتها العادلة.
اجتماع منتدى مراكز البحوث
وحول أهمية انعقاد منتدى مراكز الأبحاث أوضح السفير الفلسطيني أن هذه الأهمية تنبع من كونها جاءت بناء على توصية من القمة العربية في دورتها الثانية والثلاثين التي عقدت في المملكة العربية السعودية لإنشاء حاضنة فكرية للبحوث والدراسات في الاستدامة والتنمية الاقتصادية، مشيدا بجهود الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» في دعوة مراكز البحوث العربية للمشاركة في أعمال منتدى «دراسات» في نسخته السابعة على هامش اجتماعات القمة العربية في المنامة، بهدف تأسيس «مجمع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية» لمساعدة صنّاع السياسات في العالم العربي على صياغة سياسات فعالة وتنفيذها من خلال تزويدهم بتحليلات وتوصيات مستندة إلى الأدلة العلمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك