قال الكاتب أسـامة عجاج مدير تحرير صحيفة «الأخبار» المصرية إن أعمال القمة العربية في دورتها الـ33 التي تستضيفها مملكة البحرين للمرة الأولى تأتي في ظرف استثنائي يوفر لها ان تكون احدى القمم المفصلية في تاريخ القمم العربية، مضيفا أن كل المؤشرات تذهب إلى مشاركة كبيرة من القادة العرب وخاصة في ظل العلاقات الطيبة التي تربط مملكة البحرين بكل الدول العربية، فنحن نتحدث عن (صفر مشاكل) بين المنامة ومختلف العواصم العربية.
وأضاف أن قمة البحرين هي الاولي عربيا بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مما يضفي على قمة المنامة اهمية كبيرة واستثنائية مع استشعار الجميع للأهمية الاستثنائية للقمة التي تأتي في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة مع استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة اشهر، وما يعيشه الفلسطينيون من مأساة انسانية غير مسبوقة ومعاناتهم من مخططات تسعى الى تجويعهم ودفعهم الى الهجرة القسرية والنزوح الى دول الجوار.. يضاف الى ذلك تداعيات العدوان الإسرائيلي على الاقليم في ظل مخاوف حقيقية من توسيع مساحة الصراع والتي كشفت عنها الهجمات المتبادلة بين اسرائيل وإيران وما تمثله من مخاطر للجوار الجغرافي في المنطقة.
واعتبر عجاج أن استضافة القمة العربية لأول مرة في البحرين تعبير وتجسيد للانتماء العروبي للمملكة وسعيها الى المشاركة بإيجابية في النهوض بالعمل العربي المشترك، مشيرا إلى أن احمد أبوالغيط الامين العام للجامعة العربية أعرب عن ثقته بقدرة البحرين على استضافة قمة ناجحة.
وتطرق مدير تحرير جريدة الأخبار المصرية إلى أن هناك اجتماعات تسبق القمة لوزراء الاقتصاد والمالية العرب في إطار اعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي للاتفاق على مشاريع القرارات ذات الصلة والتي يتم رفعها الى مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب ليتم اعتمادها من قبل القادة، وأستطيع أن أؤكد ان هناك العديد من الملفات السياسية المطروحة، في مقدمتها القضية الفلسطينية حيث سيتم الاتفاق بين القادة على خطة عمل للمرحلة القادمة تستهدف العمل على وقف العدوان وتوفير آلية لتوصيل المساعدات الانسانية للفلسطينيين بشكلٍ دائم، والبدء في الضغط باتجاه إيجاد حل دائم للأزمة بإعلان قيام دولة فلسطينية موحدة ومستقلة عاصمتها القدس الشرقية، يضاف الى ذلك ملفات الوضع في السودان واليمن وليبيا والصومال وعلاقات المجموعة العربية مع دول الجوار، ناهيك عن ملفات تعزيز التعاون المشترك على الصعيد الاقتصادي وتحقيق الأمن الغذائي العربي وغيرها.
وعن أبرز التحديات التي تواجه القمة قال عجاج إن التوصل إلى توافق عربي تجاه القضايا وتنحية الخلافات الثنائية بين الدول العربية جانبا والسعي إلى تخفيف التدخلات الخارجية في الملفات العربية في ظل تعارض المواقف وتضارب المصالح بين الجانبين، ونذكر هنا ان هناك مرحلة مهمة من تطبيع العلاقات مع العالم العربي، وكل من تركيا وإيران، وتبقى اثيوبيا التي تؤثر من خلال سد النهضة على كل من مصر والسودان وهناك موقف عربي داعم لهما.
وتابع قائلا: لعل من اهم التحديات التي تواجه القمم العربية التوافق بين المواقف الرسمية وبين تطلعات الشارع العربي، فالمواطن من الطبيعي ان تكون طموحاته بلا سقف، وعلينا ان نعترف بأن السياسة فن الممكن وليست طلب المستحيل، وقد يكون تفسير الامر ان المواطن ليس جزءا من كواليس الأزمات او على اطلاع كامل على تفاصيل الملفات، ومع ذلك فدور القادة العرب الذين يسعون اليه هو السعي الى تحقيق تطلعات الشارع بكل الوسائل او استخدام المصارحة والمكاشفة وتوضيح الأمور.
وأكد أن البحرين دولة ذات حس عروبي اصيل ولها دور بارز في إطار اعمال الجامعة العربية بصفة عامة والعمل العربي المشترك من خلال المشاركة الايجابية في كل الاجتماعات والفعاليات العربية على الأصعدة كافة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك