السفير اليمني لـ«أخبار الخليج»:
عدم تجاوب الحوثيين يجهض كل المبادرات الأممية والعربية بشأن اليمن
توحيد الجهد البحثي والفكري العربي خطوة في اتجاه القرار العربي الموحد
أكد الدكتور علي حسن الأحمدي سفير جمهورية اليمن الشقيقة لدى مملكة البحرين الأهمية الاستراتيجية لقمة البحرين العربية في ظل الظرف الراهن الذي تنعقد فيه والتحديات التي تواجه الأمة العربية وفي مقدمتها الحرب على الشعب الفلسطيني والتي بلغت فيها الجرائم الوحشية ضد الفلسطينيين ما لا تشهده أي حرب في التاريخ الحديث، مضيفا أن هذه الحرب شملت القتل الوحشي المباشر والتدمير والتجويع وانتهاك الحرمات والاعتداء على المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والطواقم الصحية والدفاع المدني والصحافة.
وقال الأحمدي في تصريحات خاصة لـ «أخبار الخليج» إن العدو الصهيوني لم يترك أيا من المحرمات في قوانين الحروب والقانون الإنساني والأعراف الدولية إلا انتهكها وقد تجاوز في سلوكه هذا سلوك النازيين في الحرب العالمية الثانية لذلك فإنه من المهم جدا أن تقف القمة العربية أمام هذه الجرائم وتعمل على ما من شأنه إيقاف هذه الحرب وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة وهذه ضرورة أولوية نأمل أن تجد بالقمة الإجراءات والقرارات الكفيلة بتحديدها.
وأضاف السفير اليمني أن مملكة البحرين كبلد مستضيف للقمة العربية تشهد استعدادات واسعة لتنظيمها وتوفير سبل نجاحها وقد لاحظنا التحضيرات الواسعة التي تجري على قدم وساق تحضيرا لهذه القمة مما يبشر وييسر سبل نجاحها، بالإضافة إلى أن ترؤس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم للقمة سوف توفر سبل نجاحها والخروج بنتائج ترتقي إلى مستوى التحديات التي تواجهها الأمة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة، في ظل ما يعرف به جلالته من خبرة وحكمة مشهودة.
وجدد الأحمدي التأكيد أن القضية الفلسطينية هي أبرز القضايا المطروحة على هذه القمة بالإضافة إلى الشؤون العربية والأمن القومي، ودعم لبنان، وتطورات الوضع في سوريا، ودعم السلام والتنمية في السودان، وتطورات الوضع في ليبيا، والصومال، والشؤون السياسية والدولية، القمة العربية الصينية، الشراكة مع أسيان، ودعم مرشحي الدول العربية للمنظمات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والقانونية.
وفيما يتعلق بالشأن اليمني أشار الدكتور علي حسن الأحمدي سفير جمهورية اليمن الشقيقة، إلى أن الملف اليمني سيطرح على جدول أعمال القمم العربية، ولكن لا ينتظر الكثير بشأنه في ظل عدم تجاوب الحوثيين مع كل المبادرات الأممية والعربية واعتمادهم على منطق القوة والإرهاب. وقال: لقد كان هناك أمل عبر المبادرة السعودية للسلام في اليمن بأنها ستأتي ثمارها وقد قطعت السعودية شوطا كبيرا في ذلك إلا أن الحوثيين في اللحظات الأخيرة ماطلوا ومازالوا يماطلون في المضي نحو السلام وقد تكون هذه المماطلة مرتبطة بالأجندة الإيرانية في المنطقة وحرص إيران على استخدام الحوثيين كورقة في معادلاتها ومناوراتها السياسية في ملفات أخرى.
وبشأن دعم العمل العربي المشترك، أوضح السفير اليمني أن دعم مسيرة العمل العربي المشترك تتطلب جهودا كبيرة ما بعد انعقاد القمم العربية، لترجمة القرارات التي تصدر عنها إلى فعل ملموس وهذا منوط بدرجة أساسية باللجان المتخصصة ومؤسسات جامعة الدول العربية المنوط بها تنفيذ هذه المخرجات واستجابة الدول لتنفيذها ونحن نأمل أن تشكل قمة البحرين نقطة تحول نحو تفعيل العمل العربي المشترك بما يتناسب مع حجم التحديات التي يواجهها العالم العربي في الوقت الراهن وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
أما بخصوص انعقاد منتدى لمراكز البحوث على هامش أعمال القمة قال السفير الأحمدي: إن مراكز البحوث تمثل العقل الذي يغذي صناع القرار بالمعلومات والمشورة لاتخاذ القرارات الصائبة تجاه كل القضايا على أسس علمية مدروسة واقعية بعيدا عن المزاجية والأهواء وإذا ما اجتمعت الرؤية عبر محفظة أو محصلة عربية من خلال دمج مخرجات هذه المراكز في تحديد رؤية عربية موحدة تجاه كل القضايا الاستراتيجية للأمة العربية سوف يكون ذلك مصدرا للقرار العربي الموحد، وهذا ما أوصت به قرارات مؤتمر القمة العربية والإسلامية المنعقدة مؤخرا في الرياض ومبادرة مملكة البحرين ممثلة بمركز البحوث والدراسات الاستراتيجية والطاقة «دراسات» بالدعوة إلى عقد منتدى لمراكز البحوث في الوطن العربي يعد خطوة في الاتجاه الصحيح ومبادرة طيبة جدا في توحيد الجهد البحثي والفكري العربي والاستراتيجيات التي تمكن صانعي القرار في الوطن العربي من اتخاذ القرارات الصائبة لما يحقق تطور الوطن العربي وتكامله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك