قال فيصل بن حارب البوسعيدي، سفير سلطنة عمان لدى مملكة البحرين، إن استضافة مملكة البحرين في السادس عشر من مايو المقبل لأعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين، وذلك للمرة الأولى في تاريخ انعقاد القمم العربية العادية والطارئة، تشكل أهمية كبرى وحدثاً سياسياً بارزاً له دلالاته من حيث المكان، وأهميته من حيث التوقيت، إذ ستكون المرة الأولى التي تستضيف فيها مملكة البحرين أعمال قمةٍ عربية، وهو ما يكسب هذه الدورة مزيداً من الخصوصية من حيث التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به الدبلوماسية البحرينية العريقة والرصينة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم.
وقال في تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج»: لقد كانت الاستعدادات جادة وملموسة ومحسوسة تتضمن عملية الإعداد اللوجيستي والموضوعي، إذ رأينا منذ إعلان الاستضافة في «قمة جدة» 2023 الاستعدادات التحضيرية لاستضافة مملكة البحرين أعمال القمة العربية الثالثة والثلاثين، وذلك بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، حيث تشكل ذلك من خلال توجيه جلالة الملك المعظم بتشكيل لجنة الإعداد والتحضير للقمة برئاسة الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، للوقوف على الجهود التحضيرية الوطنية والإجراءات التنظيمية اللوجستية والموضوعية، إضافة إلى عقد الاجتماعات التنسيقية والتشاورية المكثفة مع الأمانة العامة لمجلس جامعة الدول العربية، والتي بدورها شكلت لجنة عامة للإعداد للقمة برئاسة السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
وأضاف: كما لا ننسى الدور الكبير الذي يقوم به الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، إذ قام بعدة زيارات للدول العربية للتباحث حول برنامج عمل القمة والموضوعات والقضايا المقرر إدراجها على جدول أعمال اجتماع أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية، لما من شأنه تحقيق أهداف العمل العربي المشترك وخدمة مصالح الأمة العربية.
وأشار السفير البوسعيدي إلى أن القمة تنعقد في ظل ظروف اقتصادية استثنائية فرضتها حالة الاضطراب وعدم الاستقرار الأمني في منطقة الشرق الأوسط، لذا سيكون الوضع الأمني إضافة إلى التأثيرات المتسارعة للتغيرات المناخية وانعكاساتها على مجمل الملفات الاقتصادية والتنموية الأخرى من أبرز الملفات المطروحة خلال القمة العربية الثالثة والثلاثين.
تؤسس لمرحلة جديدة
وبشأن دعم مسيرة العمل العربي المشترك من خلال ديمومة انعقاد القمم العربية، أكد السفير العماني أن القمة العربية تؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة علاقات التعاون المتميزة بين الدول العربية، وتنطلق بها إلى آفاق أرحب، ارتكازًا على ما يجمع بين الدول العربية من رغبة في توثيق أطر العلاقات المشتركة بما يتناسب مع معطيات العصر، ومع ما يمتلكه الأطراف من إمكانيات بشرية وموارد طبيعية هائلة، وحرص متبادل على تحقيق نوع من التكامل في مختلف المجالات، في ظل عالم تتسارع فيه خطى التعاون شرقا وغربًا. وأضاف: كما تشكل القمم العربية مرحلة جديدة من مراحل البناء للتقارب العربي بما يتناسب ومعطيات الواقع الإقليمي والدولي، من شأنه أن يدعم مسيرة العمل العربي المشترك.
تعميق عرى التعاون والترابط
وبخصوص كيف ستفرض التطورات الراهنة في الشرق الأوسط نفسها على أجندة القمة القادمة، أوضح السفير العماني: تشهد هذه الفترة العديد من التحديات والتهديدات والنزاعات الإقليمية، سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو الجيوسياسي، لعل أهمها والتي ستكون على أول السطر في جدول أعمال القمة الأوضاع في غزة جراء ما يتعرض له القطاع من عدوان، والتي تستوجب من الجميع لمّ الشمل والتكاتف والوقوف صفًا واحدًا تحقيقًا للتضامن العربي المشترك في نصرة قضية العرب والمسلمين التاريخية والأولى، حيث تهدف قمة البحرين إلى تعميق عرى التعاون والترابط والدفع بآليات العمل العربي المشترك، والإبقاء على تشاور وتنسيق مستمر مع الأشقاء لبحث القضايا ذات الاهتمام والمصير المشترك، وتغليب المصلحة العربية، واستثمار هذا الحدث لرسم مسارات الازدهار لأبناء المنطقة ومستقبلها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك