أكد اختصاصيون واعلاميون أن احتضان البحرين لأول مرة قمة جامعة الدول العربية يعتبر حدثا تاريخيّا مهما يشير إلى دور المملكة المتنامي في العمل العربي المشترك، كما يأتي تأكيدا لالتزام المملكة بدعم التضامن العربي. وفي نفس الوقت تعكس هذه الخطوة نهج القيادة الرشيدة في القيام بدور مؤثر في مسيرة العمل العربي المشترك، من منطلق الإيمان بأن العلاقات العربية العربية هي مسـألة مصير ووجود ونهضة وبناء أكثر من أي وقت مضى.
الدور القيادي للبحرين
في هذا الشأن تؤكد المستشار الاجتماعي والإداري الأستاذة نادية موسى أن احتضان البحرين لأول مرة قمة جامعة الدول العربية يعتبر حدثا تاريخيّا مهمّا يشير إلى دور المملكة المتنامي في العمل العربي المشترك، ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تأكيد لالتزام مملكة البحرين بدعم التضامن والتكافل العربي، وتعزيز القدرات العربية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وتضيف: دبلوماسيا، تُعتبر البحرين نموذجًا للسلام والتعايش، وتُظهر استعدادها للدفاع عن القضايا العربية العادلة والمصيرية بتبني مواقف قوية تجاه القضايا التي تهم الدول العربية والإسلامية. كما أن استضافتها للقمة تأتي في وقت تواجه فيه الأمة العربية تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية متصاعدة، مما يعطي القمة أهمية خاصة في تقوية الروابط العربية.
كما تعدّ القمة العربية فرصة استثنائية لعرض القدرات التنظيمية والدبلوماسية المتميزة التي تتحلى بها مملكة البحرين ليبرز دورها التفاعلي في الساحة العربية والدولية.
ومن خلال هذه القمة العربية يتضح الدور التاريخي والقيادي البارز لجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة المساهم في رسم معالم التحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط، من خلال دعم القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وذلك من خلال تبني مواقف واضحة وصريحة تجاه القضايا الإنسانية وحل النزاعات الدولية بطرق سلمية، ويتجلى في الجهود والمبادرات التي تبناها العاهل المعظم والتي عكست الالتزام بدعم شؤون و تطلعات الأمة العربية والإسلامية، ولعب دور فاعل في تعزيز السلام والاستقرار، كما عززت المبادرات التعاون والتضامن مع الدول العربية في مواجهة التحديات المشتركة سواء كانت اقتصادية وسياسية أو أمنية والتي جعلت من مملكة البحرين مركزاً مهماً لإدارة الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات المختلفة والتي تعكس التوجيهات الملكية الدبلوماسية لما فيها من توازن وحكمة، وقد حظيت باحترام وتقدير المحافل العربية والإقليمية والعالمية.
وفيما يتعلق بالتوقعات وما ينتظره المواطن العربي من القمة، لخصت المستشار الاجتماعي والإداري نادية موسى الأمر في نقاط ركزت على الحرب على غزة، أهمها:
1- الموقف العربي الموحد والخروج بموقف عربي موحد يدين العنف ويطالب بوقف فوري للأعمال العدائية. واتخاذ مواقف جريئة وفعالة لحماية المدنيين وضمان تقديم المساعدات الإنسانية.
2- المطالبة بالتدخل الدولي للعب دور أكثر فعالية في إنهاء النزاع.
3- خط للإغاثة وإعادة الإعمار.
4- الدعم الاقتصادي والسياسي لفلسطين.
5- المساهمة في وضع آلية عمل استراتيجية أمنية واضحة وفق سياسات سلمية مستدامة ترضي جميع الأطراف.
مسألة مصيرية
وفي تعليقه على استضافة البحرين للقمة العربية، يؤكد الإعلامي علي حسين أن هذه الخطوة تؤكد نهج حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بدعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في القيام بدور مؤثر في مسيرة العمل العربي المشترك، من منطلق الإيمان بأن العلاقات العربية العربية هي مسـألة مصير ووجود ونهضة وبناء. ومن جهة أخرى تعكس هذه الاستضافة المكانة والمصداقية التي تتمتع بها مملكة البحرين لدى أشقائها العرب وعلاقاتها المتميزة والمتينة مع كافة الأطراف العربية، ومن هذا المنطلق فإن البحرين قادرة بإذن الله على قيادة العمل العربي المشترك والخروج بنتائج إيجابية. وللعلم فلقد ترأست البحرين القمة العربية الخامسة عشرة التي عقدت في مدينة شرم الشيخ عام 2003م.
واستطرد بقوله: نستطيع أن نقول إن العلاقات العربية العربية اليوم -أكثر من أي وقت مضى- هي مسـألة مصيرية لأبناء هذه الأمة، وأن التعاون والترابط خيار استراتيجي لا غنى عنه لتحقيق الأمن والاستقرار والنماء للشعوب العربية، ونعم «قمة المنامة» ستنعقد في ظل أوضاع إقليمية ودولية تاريخية وتحديات وسياسية وأمنية واقتصادية إقليمية وعالمية، وللإجابة عن سؤالك فإن البحرين أكدت دائما استمرار دعم القضية الفلسطينية للتوصل إلى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط يقوم على حلّ الدولتين لتثبيت الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم وعاصمتها القدس الشرقية، ولا بد أن التطورات الأخيرة على الأرض ستأخذ حيزا مهما من أعمال القمة القادمة، ونتمنى أن تخرج بقرارات فاعلة يتطلع إليها المواطن العربي في كل مكان، ومن جديد نؤكد أننا على ثقة بأن البحرين قادرة بإذن الله على قيادة العمل العربي المشترك والخروج بنتائج إيجابية على كافة الأصعدة.
البحرين تقود العالم العربي
ويؤكد الكاتب والناشط السياسي عباس العماني ان استضافة البحرين للقمة تأتي ترجمةً لإيماننا كبحرينيين قيادةً وشعبا بأن العلاقات العربية تشكل تكاملًا مصيريًا لأبناء الأمة الواحدة، وأن التعاون خيارنا الاستراتيجي لمواجهة التحدّيات الجمّة التي تحيط بنا، السياسية منها والاقتصادية وحتى المناخيّة.
كما ان البحرين بتاريخها الناصع وقيادتها الرشيدة وشعبها المثقّف المدرك للتحديات الراهنة قادرة على قيادة العالم العربي في هذه الظروف الاستثنائية لما لها من موقع مميز جغرافيًا ودبلوماسيًا مع مختلف القوى الفاعلة إقليميًا ودوليًا. وبسؤاله عن دور البحرين في دعم القضايا العربية والإسلامية بقيادة جلالة الملك المعظم، أجاب العماني: قدّم جلالة الملك المعظم العديد من المبادرات الرائدة لتدعيم العمل العربي، من بينها مبادرة احتضان مملكة البحرين لمشروع البورصة العربية المشتركة، مبادرة جلالته بإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان، وغيرها، وهذا يدل أن جلالته يولي القضايا العربية والإسلامية اهتماما خاصًا كما ينص الدستور البحريني، وهذا ما يعطي انطباعًا مبدئيًا بأن البحرين قيادة وشعبا متوافقون على أن البعد العربي والإسلامي يشكّل الهوية الوطنية الجامعة لمملكة البحرين وأن البحرين جزء لا يتجزأ بجغرافيّتها ومصيرها من الوطن العربي الكبير.
شعوب محبة للسلام
من جانبه يعلق الإعلامي المتخصص في العلاقات العامة محمود النشيط واصفا استضافة المملكة للقمة العربية وقيادة العمل العربي المشترك بأنها مسؤولية كبيرة أثبتت البحرين أنها أهل لها، وقال: الحمد الله الذي وفق مملكة البحرين لهذه المهمة المتمثلة في القيادة العربية لتواصل مسيرتها الطويلة الخيرة في دعم الدبلوماسية الخارجية على مختلف الأصعدة، وكان لها مواقف مشرفة في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وهذا الدور الحيوي أكسبها ثقة الدول التي كانت تهتم لمشاركة البلاد في دعم مواقفها في عمليات السلام تحديدا. والمتتبع لدور المملكة في القضايا العربية يجد ان هذا الدور لم يقتصر على البيانات المتنوعة، بل إن الأمر تطور إلى أبعد من ذلك بفضل حرص وإيمان جلالة الملك على أن مملكة البحرين تمتلك من القدرة والخبرة ما يؤهلها لأن تكون شرياك فاعلا في المحافل العالمية ومناقشة القضايا المختلفة حتى إيجاد الحلول الفاعلة التي تجعلها شريكا في إحلال السلام عبر قنواته الرسمية بعيداً عن الصراعات المسلحة، وتعزيز دور الحوار بين الأطراف. وأردف النشيط: مواقف البحرين إزاء ما يجري في قطاع غزة الجريح والمنكوب واضحة وصريحة، وهي مواقف من أجل تعزيز لغة الحوار والوقف الفوري للمجازر الصهيونية التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى والمشردين على مدى الأشهر الماضية. وهذه المواقف سوف تعزز بقوة خلال القمة العربية، وسوف تكون البصمة والقرارات البحرينية والعربية مجتمعة حاضرة بقوة حتى يصل صداها إلى المجتمع الدولي حتى يتخذ القرارات الصارمة والفورية للحدّ من سفك الدماء والتشريد الذي يطول أبناء غزة. كما أن شعوب العالم العربي والدولي تأمل أن تكون مخرجات هذه القمة قوية وفعالة بحيث تكون ملزمة بالتنفيذ الفوري لتخليص غزة من مصابها الأليم والمنطقة بشكل عام من تهديد الحروب بين الحين والآخر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك