اعتبر كتاب وروائيون أن احتضان مملكة البحرين لقمة جامعة الدول العربية في منتصف مايو الجاري يجسد الدور الفاعل الذي تمارسه المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي. وهو دور بالغ الأهمية كون هذه القمة تمثل الحدث السياسي الأبرز الذي يحدد الكثير من القضايا المصيرية المشتركة للدول العربية.
وأكدوا أنه أمام قادة الدول العربية تحديات غير مسبوقة، وخاصة أن أنظار الشعوب العربية شاخصة نحو المنامة انتظارا لقرارات القمة. مضيفين أن البحرين قادرة باقتدار على قيادة العمل العربي المشترك، وتقديم رؤية واضحة للتحديات التي تواجه المنطقة وتعزيز الحوار والتفاهم والتعاون بين الدول العربية.
وقالوا إن المواطن العربي يأمل في أن تسهم القمة في تحقيق الاستقرار من خلال تعزيز الأمن والسلام والتعاون بين الدول العربية، والتضامن العربي والوحدة العربية في مواجهة التحديات والقضايا المشتركة.
تحديات غير مسبوقة
وقال الكاتب الصحفي والروائي كريم خليفة بوعركي إن احتضان مملكة البحرين لقمة جامعة الدول العربية الثالثة والثلاثين في منتصف مايو الجاري يأتي تجسيدًا وامتدادًا للدور الفاعل الذي تمارسه المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو دور بالغ الأهمية، إذ يعتبر هذا الحدث السياسي الأبرز الذي في ضوء معطياته تتحدد الكثير من القضايا المصيرية المشتركة للدول العربية؛ السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ومجمل العلاقات ذات المصالح المشتركة، والتي تدفع بشعوبها إلى مزيد من الرخاء والسلام، ولسوف يبرز مكانة مملكة البحرين وترسيخ دورها التاريخي من خلال احتضانها الدورة الثالثة والثلاثين لقمة الجامعة العربية لتتجلى بشكل واضح مدى أصالة مملكة بقيادة ملك مملكة البحرين المعظم حمد بن عيسى الخليفة بمواقفه الصلبة أمام التحديات الإقليمية والدولية ووقوفها صفًا واحدًا مع الإخوة والأشقاء في الدول العربية لإرساء قواعد ومبادئ المحبة والأمن والسلام العالمي، انطلاقًا من عمق جذورها التاريخية وقوميتها العربية الأصيلة المستمدة من هويتها الإسلامية المتسامحة، التي تجعلها في موقع المسؤولية تجاه قضايا الجغرافيا العربية وجزء أصيل من واقعها المشترك.
وأضاف الروائي كريم خليفة: في اعتقادي أن أمام قادة الدول العربية ومن خلال قمة الجامعة العربية المنعقدة في منتصف شهر مايو المقبل تحديات غير مسبوقة، وفي مقدمتها الحرب على غزة. لذلك فإن أنظار الشعوب العربية شاخصة أبصارها نحو العاصمة البحرينية (المنامة) مدينة المحبة والسلام منذ سالف العصور، وما سيتمخض عن هذه القمة من قرارات نافذة تعيد إلى قاموس الأمة وشعوبها مكانتها وهيبتها الأصيلة في قول الحق تعالى: «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ..».
وهي قرارات جوهرية ومفصلية تليق بمكانة البحرين قيادة وشعبًا وما يتطلعون إليه بعميق إدراك ووعي ومسؤولية إنسانية في إرساء مبادئ المحبة والسلام في العالم والعيش بطمأنينة على كوكب الأرض الذي أغرقته الحروب والدمار والفتن ما ظهر منها وما بطن!
أدوار إقليمية ودولية فاعلة
من جانبها تؤكد الكاتبة حنان الخلفان، أن استضافة مملكة البحرين لأول مرة قمة جامعة الدول العربية تعني أن المملكة تلعب دوراً مهماً في تنظيم هذا الحدث العربي البارز، كما أنها فرصة للمملكة لعكس دور قيادي يؤكد أهمية مملكة البحرين كدولة عربية تسعى لتعزيز التعاون والحوار بين الدول العربية والتصدي للتحديات المشتركة.
واستطردت: البحرين تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي وتاريخ ثقافي غني، وهو ما تحتاج إليه قيادة العمل العربي المشترك، وقدرتها على تقديم رؤية واضحة ومستدامة للتحديات التي تواجه المنطقة وتعزيز الحوار والتفاهم بين الدول العربية، وتعزيز التعاون في مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك الاقتصاد والأمن والثقافة، فإن القدرة على تحقيق التوافق والتعاون العربي وتعزيز الاستقرار وتفاعل الدول الأعضاء الأخرى هي أهم العوامل لقيادة العمل العربي المشترك بنجاح.
وأردفت الكاتبة حنان الخلفان: البحرين بقيادة جلالة الملك تلعب دورا فاعلاً في دعم القضايا العربية والإسلامية، وتلعب الدبلوماسية البحرينية والعلاقات الخارجية دورا محوريا في تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الزيارات الرسمية وتوقيع الاتفاقيات والمذكرات الاتفاقية والتعاون الاقتصادي الذي تقوم به المملكة من خلال اتفاقيات التجارة الحرة وتنمية العلاقات التجارية لتعزيز التنمية الاقتصادية مع الدول.
وإلى جانب ذلك، تعمل البحرين أدوارا فاعلة في مكافحة التطرف والإرهاب وتعزز التعاون الأمني للحد من تهديدات الإرهاب مع الدول العربية والإسلامية والترويج للتسامح الديني والتعايش السلمي ودعم القضايا الإنسانية بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمناطق المتأثرة بالنزاعات والكوارث الطبيعية وحقوق الإنسان.
وحول طبيعة الظروف الحالية التي تعقد بها القمة العربية، علقت الخلفان: من وجهة نظري قد يتم تأكيد أهمية تعزيز التضامن العربي ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات الراهنة وتأكيد ضرورة حماية حقوق الإنسان وتناول سبل تعزيز الجهود الدبلوماسية ودعم إحياء عملية السلام، وقد تتم مناقشة وقف العنف وحماية المدنيين في غزة، وقد تبحث القمة سُبل دعم إعمار غزة بعد انتهاء النزاع، بما في ذلك توفير التمويل والمواد اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة من المستشفيات والمدارس وغيرها.
ويأمل المواطن العربي أن تسهم القمة في تحقيق الاستقرار من خلال تعزيز الأمن والسلام والتعاون بين الدول العربية، والتضامن العربي والوحدة العربية في مواجهة التحديات والقضايا المشتركة، وتعزيز الجهود الدبلوماسية لدعم حقوق المدنيين الفلسطينيين وتحقيق السلام وتعزيز دور الدول العربية في حل النزاعات.
إرادة القادة
بدوره يقول الكاتب الصحفي والباحث في الشؤون الأكاديمية الدكتور جاسم المحاري: إن احتضان مملكة البحرين لقمة جامعة الدول العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، يُعبر عن الاهتمام البالغ والحرص الكبير الذي تُوليه المملكة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، من خلال أدوارها المشهودة في دعم العمل العربي المشترك، الأمر الذي ترجمت فيها المواقف الدائمة في عراقة الدبلوماسية الهادئة التي تمثلّت في الحرص الأكيد على التنسيق والتكامل العربي والعالمي.
وأضاف الدكتور المحاري: للبحرين دور مشهود في دعم القضايا العربية والإسلامية بقيادة جلالة الملك. ونهج السلام العادل والشامل من أجل استقرار المنطقة في إطار المساعي العربية، يظل ركنا مهما لبلورة نظام عالمي متوازن، وهو ما أثبتته على أرض الواقع الدعوات البحرينية التي نادت -ومازالت- من أجل تحقيق التكامل والتنسيق العربي والإسلامي في مجمل القضايا من جانب. وما كانت تؤكده الكلمة السامية لجلالة الملك المعظّم في كل المحافل من جانب آخر بما تتضمنه من تأكيد حماية الحقوق المشروعة وتعزيز المكتسبات بالإرادة الحرة والتصميم الذاتي المفعم بروح التضامن الجماعي الذي يؤسسّ لثوابت الرخاء والاستقرار لشعوب المنطقة والعالم أجمع.
وتابع بقوله: تُعبّر القمة التي تعقد في ظروف استثنائية صعبة عن إرادة القادة العرب المشاركين فيها، وهي ظروف متحركة وأحداث متصاعدة وسط أجواء محفوفة بالمخاطر في ظل العملية الإسرائيلية المتصاعدة. لذلك لا بد أن تكون نتائج القمة مواكبة للحدث بما يُلبي تطلّعات الرأي العام العربي والإسلامي، وخصوصا أنّ الوضع في قطاع غزة المُحاصر يُلقي بتبعات شديدة الإيلام على الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي ككل بما يُخلّفه من آثار إنسانية وأمنية بصورة يومية على المنطقة والعالم. فما نتأمله -دونما ريب- وقف العدوان فوراً على الشعب الفلسطيني بمنع آلة القتل الهمجية في قطاع غزة ورفض سياسة التهجير القسري وفتح المعابر من أجل إدخال المساعدات الإنسانية وصولاً إلى مارشالات الإعمار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك