العدد : ١٦٩٩٤ - الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٤ - الأربعاء ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في حوار مع «أخبار الخليج»:
للبحرين مكانة كبيرة لدى الدول العربية

أجرى‭ ‬الحوار‭: ‬إسلام‭ ‬محفوظ‭ ‬

الخميس ١٦ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

المملكة قامت بجهد كبير من أجل إخراج القمة العربية في أفضل صورة ممكنة

ما يتعرض له أهلنا في فلسطين من عدوان فاقت فظاعاته كل التصورات

تصاعد حملات الرأي العام العالمي لكشف فظاعات إسرائيل والدعوة إلى عزلها دوليا


أكد‭ ‬السفير‭ ‬حسام‭ ‬زكي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬لمست‭ ‬عبر‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬قامت‭ ‬بجهد‭ ‬كبير‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إخراج‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬صورة‭ ‬ممكنة،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التنظيم‭ ‬أو‭ ‬الناحية‭ ‬الموضوعية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مخرجات‭ ‬القمة‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬والإعلان‭ ‬الختامي‭ ‬لها،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الملفات‭ ‬السياسية‭ ‬تستأثر‭ ‬بجز‭ ‬ء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬القمة،‭ ‬فهناك‭ ‬أزمات‭ ‬مشتعلة‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬القضية‭ ‬الرئيسية؛‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭. ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬خطيرة‭ ‬تزداد‭ ‬تدهوراً‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬وهناك‭ ‬أزمات‭ ‬مُجمدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭.. ‬وأزمات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والصومال،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬جرى‭ ‬الإعداد‭ ‬لخطة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬وهذا‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تبعات‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬تمخض‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬هائلة‭ ‬تحتم‭ ‬التدخل‭ ‬العربي‭ ‬لتخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬إخوتنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭. ‬

 

وحول‭ ‬الموقف‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قال‭ ‬السفير‭ ‬حسام‭ ‬زكي‭ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الموقف‭ ‬الدولي‭ ‬تحرك‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ناحية‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬الجانب‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬الآن‭ ‬الجميع‭ ‬تقريباً‭ ‬يُطالب‭ ‬بالوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حدث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التلكؤ‭ ‬والمماطلة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬الموقف‭ ‬تغير،‭ ‬ونتابع‭ ‬الرفض‭ ‬الأمريكي‭ ‬الواضح‭ ‬لاجتياح‭ ‬رفح‭. ‬كما‭ ‬نتابع‭ ‬أيضاً‭ ‬تصاعد‭ ‬حملات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬لكشف‭ ‬فظاعات‭ ‬إسرائيل‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عزلها‭ ‬دولياً‭ ‬ومقاطعتها،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬تطورات‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬لأننا‭ ‬مقتنعون‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬يُحقق‭ ‬استفادة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الغطاء‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يحميه‭ ‬والذي‭ ‬تقدمه‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭.. ‬وسقوط‭ ‬هذا‭ ‬الغطاء‭ ‬يجعل‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬العراء‭ ‬السياسي‭ ‬إذا‭ ‬جاز‭ ‬التعبير‭.‬

وهذا‭ ‬نص‭ ‬الحوار

*بداية،‭ ‬ستكون‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬العادية‭ ‬القادمة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تستضيفها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كيف‭ ‬تقيم‭ ‬الجامعة‭ ‬استعدادات‭ ‬وتحضيرات‭ ‬المملكة‭ ‬للقمة؟

‭- ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬لمست،‭ ‬عبر‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬قامت‭ ‬بجهد‭ ‬كبير‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إخراج‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬صورة‭ ‬ممكنة،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التنظيم‭ ‬أو‭ ‬الناحية‭ ‬الموضوعية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مخرجات‭ ‬القمة‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬والإعلان‭ ‬الختامي‭ ‬لها‭.‬

*نحن‭ ‬أمام‭ ‬قمة‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬استثنائية،‭ ‬ما‭ ‬أبرز‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬مطروحة‭ ‬أمام‭ ‬القادة‭ ‬العرب،‭ ‬وهل‭ ‬الوضع‭ ‬العربي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬استثنائية؟‭ ‬

‭- ‬الظروف‭ ‬استثنائية‭ ‬بالفعل‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬يُخيم‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬ويستأثر‭ ‬بقسم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬أعمالها‭ ‬ومخرجاتها‭. ‬ونتطلع‭ ‬جميعاً‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬تواكب‭ ‬توقعات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬الذي‭ ‬يستشعر‭ ‬ألماً‭ ‬كبيراً‭ ‬وغضباً‭ ‬هائلاً‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬عدوان‭ ‬فاقت‭ ‬فظاعاته‭ ‬كل‭ ‬التصورات‭. ‬

*ماذا‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬تمثيل‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬القمة؟

‭- ‬مستوى‭ ‬التمثيل‭ ‬جيدٌ‭ ‬للغاية‭.. ‬وما‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬تبليغات‭ ‬يُفيد‭ ‬بمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلثي‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬البحرين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬للبحرين‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬لدى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الأعضاء‭ ‬وتتمتع‭ ‬بعلاقات‭ ‬طيبة‭ ‬معها‭.‬

*القمة‭ ‬الماضية‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬ملفات‭ ‬اقتصادية،‭ ‬هل‭ ‬الملف‭ ‬السياسي‭ ‬العربي‭ ‬سيتصدر‭ ‬أعمال‭ ‬قمة‭ ‬البحرين؟

‭- ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬الملفات‭ ‬السياسية‭ ‬تستأثر‭ ‬بجز‭ ‬ء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأعمال،‭ ‬وهذا‭ ‬طبيعي‭.. ‬فهناك‭ ‬أزمات‭ ‬مشتعلة‭ ‬أخرى،‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬القضية‭ ‬الرئيسية؛‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭. ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬خطيرة‭ ‬تزداد‭ ‬تدهوراً‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬وهناك‭ ‬أزمات‭ ‬مُجمدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭.. ‬وأزمات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والصومال‭. ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬يُقلل‭ ‬من‭ ‬المساحة‭ ‬والاهتمام‭ ‬الواجب‭ ‬إيلاؤه‭ ‬للقضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يُعد‭ ‬لها‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬الإشارة‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الملفات‭ ‬مرتبطة‭ ‬ومتشابكة‭.. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬جرى‭ ‬الإعداد‭ ‬لخطة‭ ‬الاستجابة‭ ‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭.. ‬وهذا‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تبعات‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬تمخض‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬هائلة‭ ‬تحتم‭ ‬التدخل‭ ‬العربي‭ ‬لتخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬إخوتنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭. ‬

*هل‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬مشاركة‭ ‬أجنبية‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مشاركة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬القمة‭ ‬الماضية؟

‭- ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬مشاركة‭ ‬للمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والتجمعات‭.. ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬سكرتير‭ ‬عام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.. ‬ورئيس‭ ‬المفوضية‭ ‬الإفريقية‭.. ‬وأمين‭ ‬عام‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭. ‬

*هل‭ ‬الأحداث‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أعادت‭ ‬ملف‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬صدارة‭ ‬الأجندة‭ ‬العربية؟

‭- ‬لا‭ ‬أقول‭ ‬أعادتها‭ ‬إلى‭ ‬الصدارة‭ ‬لأن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬تغب‭ ‬أبداً‭ ‬عن‭ ‬الأجندة‭ ‬العربية‭.. ‬ويُمكن‭ ‬لأي‭ ‬أحد‭ ‬متابعة‭ ‬مخرجات‭ ‬القمم‭ ‬السابقة‭ ‬لإدراك‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭. ‬ولكن‭ ‬أحداث‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬والعدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم‭ ‬الذي‭ ‬تلاها،‭ ‬أكسبت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قدراً‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الإلحاح‭.. ‬لضرورة‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬العدوان‭ ‬عبر‭ ‬تحرك‭ ‬عربي‭ ‬متواصل،‭ ‬منذ‭ ‬قمة‭ ‬الرياض‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭.. ‬وحشد‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭.. ‬ومن‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تُمثل‭ ‬قمة‭ ‬المنامة‭ ‬محطة‭ ‬أخرى‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭. ‬

*بعد‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭.. ‬كيف‭ ‬تقيم‭ ‬الموقف‭ ‬الدولي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬مما‭ ‬يجري،‭ ‬وكيف‭ ‬ترى‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬–‭ ‬الأوروبي‭ ‬بشكل‭ ‬خاص؟

الموقف‭ ‬الدولي‭ ‬تحرك‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ناحية‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬الجانب‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭. ‬الآن‭ ‬الجميع‭ ‬تقريباً‭ ‬يُطالب‭ ‬بالوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حدث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التلكؤ‭ ‬والمماطلة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذا‭ ‬الموقف،‭ ‬بل‭ ‬استخدام‭ ‬الفيتو‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لمنع‭ ‬صدور‭ ‬قرارات‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭. ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬الموقف‭ ‬تغير،‭ ‬ونتابع‭ ‬الرفض‭ ‬الأمريكي‭ ‬الواضح‭ ‬لاجتياح‭ ‬رفح‭. ‬كما‭ ‬نتابع‭ ‬أيضاً‭ ‬تصاعد‭ ‬حملات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الجامعات،‭ ‬لكشف‭ ‬فظاعات‭ ‬إسرائيل‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عزلها‭ ‬دولياً‭ ‬ومقاطعتها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬يُشبه‭ ‬تجربة‭ ‬مقاطعة‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بما‭ ‬أدى‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬انهياره‭. ‬وهذه‭ ‬تطورات‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬لأننا‭ ‬مقتنعون‭ ‬أن‭ ‬الاحتلال‭ ‬يُحقق‭ ‬استفادة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الغطاء‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يحميه‭ ‬والذي‭ ‬تقدمه‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭.. ‬وسقوط‭ ‬هذا‭ ‬الغطاء‭ ‬يجعل‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬العراء‭ ‬السياسي‭ ‬إذا‭ ‬جاز‭ ‬التعبير‭.‬

*هل‭ ‬المبادرة‭ ‬العربية‭ ‬للسلام‭ ‬مازالت‭ ‬صالحة‭ ‬لتكون‭ ‬إطار‭ ‬لحل‭ ‬القضية؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬للجامعة‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬التوافق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬–‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لإيجاد‭ ‬توافق‭ ‬شامل؟

‭- ‬بالطبع‭. ‬المبادرة‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬الصيغة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المقبولة‭ ‬عربياً‭ ‬وإسلامياً‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حلاً‭ ‬شاملاً‭ ‬ونهائياً،‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تُمثل‭ ‬الإطار‭ ‬السياسي‭ ‬للموقف‭ ‬العربي‭ ‬الجماعي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭. ‬والصيغة‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬هي‭ ‬صيغة‭ ‬مقبولة‭ ‬عالمياً‭ ‬أيضاً،‭ ‬وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬انتبه‭ ‬الكثيرون‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬والحل‭ ‬الواقعي‭ ‬الذي‭ ‬تطرحه،‭ ‬بخاصة‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬كصيغة‭ ‬مقبولة‭ ‬للحل‭ ‬النهائي‭ ‬والتي‭ ‬تحظى‭ ‬بإجماع‭ ‬عالمي‭.‬

*‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬تحرك‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬السداسية‭ ‬العربية‭ ‬مجددا‭ ‬بشأن‭ ‬طلب‭ ‬انضمام‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بعد‭ ‬الرفض‭ ‬الأول؟

التحرك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬حصول‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬سوف‭ ‬يتواصل‭ ‬بالتأكيد‭. ‬وقد‭ ‬شهدنا‭ ‬مؤخراً‭ ‬التصويت‭ ‬الكاسح‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ (‬143‭ ‬صوتاً‭ ‬بالموافقة‭ ‬والتأييد‭)‬،‭ ‬ونفهم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عقبة‭ ‬الفيتو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬ولذلك‭ ‬يحتاج‭ ‬التحرك‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬وأن‭ ‬يدرس‭ ‬الخطوات‭ ‬القادمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬النتيجة‭ ‬المرجوة‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التحرك‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬مواقف‭ ‬الأطراف‭ ‬المعرقلة‭ ‬وإحراجهم،‭ ‬كما‭ ‬يُزيد‭ ‬من‭ ‬الثقل‭ ‬السياسي‭ ‬لموقف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذي‭ ‬يكتسب‭ ‬أنصاراً‭ ‬جدداً‭ ‬باستمرار‭ ‬لديهم‭ ‬اقتناع‭ ‬راسخ‭ ‬كما‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬قرار‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬الأخير‭- ‬بأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لديهم‭ ‬أهلية‭ ‬واستحقاق‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭. ‬

*ماذا‭ ‬عن‭ ‬تمثيل‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬القمة،‭ ‬وما‭ ‬رؤية‭ ‬الجامعة‭ ‬لحل‭ ‬أزمة‭ ‬السودان،‭ ‬وهل‭ ‬تراجع‭ ‬الاهتمام‭ ‬العربي‭ ‬بذلك‭ ‬الملف‭ ‬بسبب‭ ‬أحداث‭ ‬غزة؟

‭- ‬السودان‭ ‬ممثل‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬بوزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬السيد‭ ‬حسين‭ ‬عوض‭. ‬وبالتأكيد‭ ‬لم‭ ‬يتراجع‭ ‬الاهتمام‭ ‬العربي‭ ‬بهذا‭ ‬الملف‭ ‬المهم‭ ‬والمؤلم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬وربما‭ ‬لاحظت‭ ‬أن‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬قد‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬إفراد‭ ‬قسم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬كلمته‭ ‬أمام‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬التحضيري‭ ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬بالأمس‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬السودان،‭ ‬والوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬الخطير‭ ‬الذي‭ ‬تعانيه‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬نازح،‭ ‬و25‭ ‬مليوناً‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬حاد‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬يقترب‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬المجاعة‭. ‬ووجه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬نداءً‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬لمختلف‭ ‬الأطراف‭ ‬بوقف‭ ‬القتال‭ ‬فوراً،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬الخطير‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬الفاشر‭ ‬عاصمة‭ ‬الإقليم‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬فيها‭ ‬800‭ ‬ألف‭ ‬للحصار،‭ ‬وسيؤدي‭ ‬اجتياحها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬إن‭ ‬حدث‭- ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬إنسانية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬

وبالتالي‭ ‬أزمة‭ ‬السودان‭ ‬حاضرة‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬القمة‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬وسيصدر‭ ‬قرار‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭. ‬

*كيف‭ ‬تقيم‭ ‬الجامعة‭ ‬استمرار‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬اللبنانية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬نواحي‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وهل‭ ‬الجامعة‭ ‬مطلعة‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬ونتائج‭ ‬أعمال‭ ‬اللجنة‭ ‬الخماسية‭ ‬الدولية؟

الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬اللبنانية‭ ‬تُعاني‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التجميد‭ ‬الخطير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬حالة‭ ‬الشغور‭ ‬الرئاسي‭. ‬ونقول‭ ‬خطير‭ ‬لأنه‭ ‬قابل‭ ‬للارتداد‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أسوأ،‭ ‬ولأن‭ ‬عدم‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬السياسية‭ ‬يعني‭ ‬استمرار‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب،‭ ‬وأيضاً‭ ‬لأن‭ ‬البلاد‭ ‬تُعاني‭ ‬اليوم‭ ‬أزمة‭ ‬أمنية‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬جراء‭ ‬المواجهات‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭. ‬ولا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تختفي‭ ‬من‭ ‬الأجندة‭ ‬العربية‭ ‬بسبب‭ ‬تزاحم‭ ‬الأزمات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولا‭ ‬يتعين‭ ‬أن‭ ‬نشعر‭ ‬بـ«التطبيع‮»‬‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

*هل‭ ‬عودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬خففت‭ ‬من‭ ‬وطأة‭ ‬أزمتها‭ ‬السياسية،‭ ‬وهل‭ ‬ترى‭ ‬الجامعة‭ ‬أفقا‭ ‬سياسيا‭ ‬قريب‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة؟

‭- ‬عودة‭ ‬سوريا‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬محطة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬الأزمة‭ ‬السورية‭ ‬حلاً‭ ‬شاملاً،‭ ‬لأنها‭ ‬أولاً‭ ‬أعادت‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬محيطها‭ ‬العربي‭ ‬الطبيعي‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬مؤسسة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭.. ‬وأعادت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لتحمل‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬وواجبها‭ ‬نحو‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الخطيرة‭ ‬ومساعدة‭ ‬السوريين‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬آثارها‭. ‬ومازال‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬متواصل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬معالجة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تؤرق‭ ‬جيران‭ ‬سوريا‭.. ‬مثل‭ ‬الإرهاب‭ ‬والمخدرات‭ ‬واللاجئين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا