مبادرات البحرين حظيت بدعم ومباركة الزعماء العرب
أكد وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني ان قمة المنامة أرسلت إلى العالم رسالة قوية كانت جميع شعوب المنطقة تنتظرها، وهي رسالة التضامن ورسالة السلام للعالم. كما أطلقت القمة دعوة عربية لعقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وقال إن المبادرات التي قدمتها البحرين تنطلق من استراتيجية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم التي تركز على أن شعوب منطقتنا تستحق ان تنعم ببيئة آمنة ومزدهرة. وأول ما يجب تحقيقه في هذا الشأن هو حل الازمة الحالية وهي الحرب على غزة وصولا الى الهدف الأعلى وهو حل الدولتين. لافتا الى البحرين قد بدأت فعلا التنسيق مع اليونسكو من اجل تنفيذ بعض المبادرات وتحديد اليات التنفيذ والتنسيق مع الجامعة العربية والمنظمات الدولية المعنية.
وقال في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: إن عدم قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ قرارات مجلس الامن يعود الى طبيعة المنظومة الدولية التي تحتاج الى إصلاح وتطوير بما في ذلك حق الفيتو، وهذا ما تطالب به العديد من الدول، حيث تدعو الى إعادة تنظيم مجلس الامن.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن العمل الاقتصادي العربي واتفاقية التجارة العربية الشاملة تسير في الطريق الصحيح على الرغم من التوترات. وأضاف ان المبادرات التي قدمتها البحرين في القمة حظيت بمباركة ودعم جميع القادة العرب، لافتا الى أن قمة المنامة تعتبر من أكثر القمم العربية التي شهدها نجاحا، كما تميزت بمشاركة واسعة من قادة الدول العربية و21 وزير خارجية عربي لأول مرة. وهذا ما يعكس احترام الدول العربية لمملكة البحرين بشكل عام ولصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم بشكل خاص.
وقال ان هذه القمة تميزت بتكليف كل من قدم مبادرة بأن يشرف على تنفيذها وتحقيقها، وعدم تركها للجامعة العربية أو المجتمع الدولي.
وفي سؤال حول تفاصيل المبادرات التي قدمتها البحرين في القمة، أشار وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني إلى ان المنطقة العربية شهدت وعلى مدى 15 عاما الماضية نزاعات مستمرة انعكست سلبا على جيل كامل، وهو جيل يستحق أن نزرع له الامل، لأن حق الحياة الآمنة والمستقرة ضمنته كافة القوانين الدولية، وهذه أول المبادرات التي يجب التركيز عليها.
وأضاف: تشير احصائيات اليونسكو الى ان أكثر من 10 ملايين طفل عربي في عمر 5-15 عاما لا يحصلون على التعليم. ومن هنا جاءت نظرة جلالة الملك المعظم في المبادرة الثانية وهي توفير التعليم لمن تضرر من النزاعات والصراعات بمن فيهم أطفال فلسطين.
ثم تأتي مبادرة حق الصحة لمن تأثر بالنزاعات في المنطقة وهي ضمان الحصول على الرعاية الصحية والدواء المناسب. يضاف الى ذلك العمل على زيادة عدد الدول التي تعترف بفلسطين كدولة، وثم تكليف وزراء الخارجية العرب التحرك بجهود دبلوماسية لتحقيق هذا الهدف.
كما ركز جلالته على تعزيز الشبكة المالية العربية والاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والابتكار والاقتصاد الرقمي.
وفي تعليقه على سؤال حول مدى جدوى الدعوة لعقد مؤتمر دولي والمطالبة بالحقوق الفلسطينية مع وجود أطراف دولية تعرقل ذلك، قال الأمين العام للجامعة العربية: إن فرص عقد المؤتمر واردة وقابلة للتنفيذ خاصة وان الاتحاد الأوروبي يدفع بهذه الفكرة أيضا الى جانب الجامعة العربية، ولكي ينعقد مثل هذا المؤتمر يجب ان يتوقف أولا إطلاق النيران، ثم تنطلق عملية سياسية لتسوية الازمة تشمل عقد مؤتمر دولي للسلام يطلقه مجلس الأمن، وهذا ما يتطلب اقتناع الدول الخمس دائمة العضوية. ولكن إذا فشل مجلس الامن في ذلك فإن اللجوء الى الجمعية العامة التي تضم 194 دولة شاملة فلسطين يعتبر خيارا متاحا لعقد المؤتمر الدولي. علما بأن مملكة البحرين أعربت عن استعدادها لاستضافة المؤتمر، وكذلك فعلت اسبانيا. ومن الممكن ان تكون الاستضافة عربية أوروبية. فالمؤتمر الدولي مسألة وقت وسيتم عقده. والظروف الحالية تدفع الى ذلك، حيث ان ما حدث في فلسطين كشف عن خلل غير مسبوق يجب على المجتمع الدولي أن يعالجه وأن يضيق الخناق على إسرائيل التي عرضت نفسها لمأزق دولي وكشفت عن عدوانية غير مسبوقة لكل من كان يؤيدها على مدى السنوات الماضية. وهذا بحد ذاته تطور كبير في وضع المنطقة، فلم يعد يدافع عنها سوى طرف واحد فقط. كما أن وجود الأمين العام للأمم المتحدة في قمة المنامة وجلوسه إلى جانب الزعماء العرب، يعكس دعما امميا لتوجه الدول العربية.
وعلى ذلك عقب وزير الخارجية الدكتور عبداللطيف الزياني لافتا الى ان الدعوة الى المؤتمر الدولي قد لا تكون جديدة، ولكن لأول مرة يصدر زعماء العرب مجتمعين دعوة عربية خالصة، وهي رسالة تؤكد ان كل العرب يدعون الى السلام. لذلك كان الحرص على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة وممثلي الدول الخمس دائمة العضوية. علما بأن المؤتمر لن يكون مدة يوم أو يومين وينتهي، وانما تركز المبادرة التي قدمتها البحرين على سلسلة من الاجتماعات واللقاءات والمبادرات التي تساهم في الوصول الى حل شامل وعا دل على مراحل.
وبسؤاله عن أسباب عجز المجتمع الدولي عن وقف إطلاق النار وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، قال الزياني: نعم النظام الدولي عاجز بسبب طبيعة النظام المتبع وهو الفيتو. فالمنظومة الدولية تحتاج الى اصلاح وتطوير، وهذا ما تطالب به العديد من الدول بما فيها دول أوروبية والهند والبرازيل وغيرها. حيث تدعو الى إعادة تنظيم مجلس الامن. وهذا ما نأمله أن يتحقق.
وعلى ذلك علق الأمين العام للجامعة العربية احمد ابوالغيط مؤكدا أن الأيام الماضية كشفت عن سقوط ادعاءات اخلاق السياسة على مدى عقود، وهو سقوط كامل لكل من يدافع عن إسرائيل بما فيها الهيئات التي تدعي الاستقلال، حيث أثبتت وجود عنصرية كبيرة. فلو كانت هذه الدماء التي تسيل في أوروبا لما سمحوا بذلك. في حين ان غزة شهدت سقوط 35 ألف شهيد و75 ألف جريح.
وفيما يتعلق بأهمية التكتلات الإقليمية في دعم التوجهات العربية، شدد الدكتور عبداللطيف الزياني على دور المنظمات الإقليمية كجزء مهم من المنظومة الدولية في تحقيق السلم والتنمية. لذلك فإن اعلان المنامة وما يحتويه من مبادرات يركز على أهمية تحقيق السلم والامن بالمنطقة من خلال منظومة متكاملة مع الشركاء من التكتلات والمنظمات. ومن اجل ذلك تركز الجامعة العربية على الحوارات والشراكات الاستراتيجية مع مختلف الجهات، مثل الاتحاد الأوروبي والمنظمات الإقليمية. وهناك قمة عربية صينية ستعقد، وقمة عربية يابانية، كما ان مجلس التعاون الخليجي نفسه مكمل للجهود العربية.
وبشأن التقارير التي تتحدث عن ارسال قوات عربية لحفظ السلام في غزة بعد الحرب، أكد الأمين العام للجامعة العربية ان ما يدور في المصادر الغربية وتحديدا الصحف الامريكية مجرد افتراضات، ولم تناقش أي جهة أو طرف هذا الامر مع الجامعة العربية. ففي الوقت الذي تطرح فيه فرضيات مثل خلق سلطة جديدة في قطاع غزة، ودحول قوات حفظ سلام عربية او دولية في المرحلة الانتقالية، نجد ان العمليات العسكرية مستمرة بلا توقف.
وحول قدرة الجامعة العربية على المحافظة على الزخم الاقتصادي مع استمرار التوترات في المنطقة، أكد أبو الغيط أن العمل الاقتصادي العربي واتفاقية التجارة العربية الشاملة تسير بهدوء رغم التوترات، وقد تكون المنجزات بطيئة ولكنها تسير في الطريق الصحيح.
وقال: إن الدور البارز إعلاميا للجامعة العربية هو الدور السياسي، ولكن هناك أدوار اقتصادية واجتماعية وثقافية وأخرى تتعلق بالصحة والتعليم والمرأة والتكنولوجيا وغيرها تقوم بها الجامعة العربية، كما أن هناك 13 مجلسا وزاريا يعمل في المجالات الفنية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك