الطالب حمزة علي حسن طالب إعلام بجامعة البحرين
الذكاء الاصطناعي أصبح أمرًا حيويًا في وسائل الإعلام، مع إمكانيات مثيرة للاهتمام وفرص تحسين وتعزيز وظائف الإعلام ومع ذلك، يترتب على ذلك مخاطر وتحديات يجب التعامل معها بعناية، ومن خلال استطلاع لآراء الطلاب والمتخصصين حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام والإمكانيات التي يوفرها، بالإضافة إلى التركيز على المخاطر المحتملة أكدوا أن أحد أبرز تلك المخاطر هو تأثيره على مصداقية الأخبار وصحة المعلومات، وتهديد الخصوصية والأمان السيبراني، وتأثيره على وظائف الصحافة التقليدية وفرص العمل. يتعين التعامل مع هذه المخاطر بطرق مسؤولة وأخلاقية لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام بشكل مستدام ومفيد.
نمط يدعم مختلف التخصصات
يقول الدكتور أشرف عبدالمغيث المختص في الإعلام الرقمي في جامعة البحرين، ان الذكاء الاصطناعي هو نمط حياة له القدرة على دعم العمل في مختلف التخصصات ويقوم بإعادة بناء نفسه باستمرار بناءً على المدخلات الجديدة التي يتلقاها.
ويضيف أنه عند طرح سؤال عليه، يتعلم منه ويعتبره مدخلًا جديدًا، مما يؤدي إلى تراكم المعلومات لديه وتحسين قدراته يستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة، ولكن يجب على البشر أن يتساءلوا ما إذا كان هذا المستقبل الذي يرغبون فيه، فالبشر لهم خصائص وقدرات مختلفة عن الآلات، لذلك الثقة في الذكاء الاصطناعي فيما لا نعرفه قد تكون محدودة، بشكل عام، الذكاء الاصطناعي حاليًا هو مجرد أداة بحث متقدمة تعتمد على المدخلات التي يتلقاها من الأفراد، ولا يخترق البشرية بالطريقة المذكورة.
فيما تقول الدكتورة أماني الحلواجي المختصة في الإعلام الرقمي في جامعة البحرين، ان عالم الإعلام، الذكاء الاصطناعي هو شريك إبداعي يفتح آفاقًا جديدة لصناعة المحتوى. يتنوع استخدامه مع الوقت بسبب تسارع تقدم التكنولوجيا. يمكن تلخيص أهم استخداماته كالتالي:
إنشاء المحتوى: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إعداد محتوى إخباري بسيط مثل تقارير الطقس والأخبار المالية والرياضية، مما يوفر وقت الإعلاميين للتركيز على المحتوى الأكثر تعقيدًا. كما يمكن استخدامه في إنشاء محتوى للصور والفيديو والرسوم المتحركة وفقًا للسيناريو المطلوب. تحرير المحتوى: يمكن للذكاء الاصطناعي تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية وتحسين جودة الصوت والصورة والفيديو. ترجمة المحتوى: ونرى ذلك واضحا في تطبيق يوتيوب، حيث يمكن الترجمة إلى لغات مختلفة بسرعة ودقة.
يسهم الذكاء الاصطناعي في الإعلام بطرق غير مباشرة، مثل أداء المهام الروتينية والمملة، وهو ما يتيح للعاملين التركيز على المهام الإبداعية والاستراتيجية. كما يساعد في تخصيص وترجمة وتوزيع المحتوى بشكل فعال، مما يزيد الطلب على الاختصاصيين في الإعلام الرقمي والإعلان. ومع ذلك، فإن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف يختلف في المجال، حيث قد يحل مهامًا تقليدية ويترك وظائف أخرى للبشر مثل التحقيق الاستقصائي وكتابة التقارير التحليلية. ويتطلب ذلك تأهيل وتدريب العاملين على المهارات الجديدة. وعلى الرغم من التأثير الإيجابي على سوق العمل، فهناك مخاطر تتراوح مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل فقدان الوظائف، والتحيز في التوصيات، وانتشار الأخبار الزائفة. لذلك، لا يزال هناك حاجة الى المراجعة البشرية للمحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي لضمان الدقة والملاءمة والأخلاقية.
ويضيف الدكتور حاتم المختص في الإعلام الرقمي في جامعة البحرين، يُستخدم الذكاء الاصطناعي في عدة جوانب ضمن مجال الإعلام والاتصال، منها استخدامه في غرف التحرير لإدخال بيانات معينة وإنشاء الخبر تلقائيًا، واستخدامه في عمليات البحث عن المعلومات عبر الربط بقواعد البيانات، وكذلك في مجال التصميم والجرافيك لتسهيل المهام وتنفيذها بشكل سريع. ستكون هناك تداعيات لاستخدام الذكاء الاصطناعي على المهن والوظائف المرتبطة بالإعلام والاتصال، لكن ستكون هناك أيضًا حاجة الى مختصين في استخدام هذه التقنية في هذا المجال. لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار التطورات التقنية والتكنولوجية في مجال الإعلام والاتصال والتكيف معها والحصول على التدريب اللازم لممارستها.
مهم ولازم للتطوير
والاعتماد عليه بحرص
وعند سؤال طلاب جامعة البحرين عن رأيهم في استخدامات الذكاء الاصطناعي، فيقول الطالب عبدلله المادح طالب إعلام جامعة البحرين ان الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه في تحرير وإنتاج المحتوى، بما في ذلك توليد مقالات وتقارير صحفية، ومع ذلك توجد مخاطر تتعلق بجودة المحتوى الذي يتم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي، فقد يكون من الصعب على الأنظمة الذكية تمييز الأخبار الزائفة والشائعات، لذا فإن الوسائل الإعلامية تحتاج إلى المراجعة البشرية والتدقيق الدقيق لضمان جودة المحتوى.
ويشير إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي كان تطورًا تاريخيًا يحمل إيجابيات وسلبيات في جميع المجالات، بما في ذلك التلفزيون. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُدخل صوتًا غير مرتبط بالمشهد المصور، ولكن يشكل تهديدًا حقيقيًا، حيث يمكن استخدامه لإلقاء تهم كاذبة على الأشخاص. بشكلٍ عام، يجب أن نحقق توازنًا بين الإيجابيات والسلبيات لاستخدام الذكاء الاصطناعي بوعي. ومن بين المخاطر الرئيسية للذكاء الاصطناعي هو الاستغناء عن العنصر البشري في العمل، فهو يمكنه من أداء المهام بسرعة وأقل كلفة. لذا، يجب تحقيق توازن مناسب بين الجانب النظري والعملي في التعليم لتحقيق تطوير شامل للطلاب.
كما يشير محمد خليل الحمد إلى أن استخدامات الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام متعددة ومتنوعة، حيث يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانات متنوعة في تحسين البرامج وإدارة الأنظمة الإعلامية وجعلها أكثر فعالية وتأثيرًا ومن الجوانب الإيجابية الأخرى للذكاء الاصطناعي في الإعلام هو تطويره وتسريع انتشار المعلومات وجعلها أكثر وصولًا وتأثيرًا. ومع ذلك، ينبغي التعامل مع مخاطره المحتملة بحذر، مثل استبدال العمل البشري وتهديد وظائف العديد من الأفراد. يجب وضع الذكاء الاصطناعي في إطاره الصحيح واستثماره بشكل مناسب لتحقيق مستقبل واعد.
استفادة وسائل الإعلام من تطور الذكاء الاصطناعي أمر حيوي وضروري، حيث توفر هذه التقنية إمكانيات مثيرة للاهتمام وفرص لتحسين وتعزيز وظائف الإعلام ومع ذلك، ينطوي هذا التطور على مخاطر وتحديات يجب التعامل معها بعناية لذلك، يتعين على وسائل الإعلام والمؤسسات الإعلامية التعامل مع هذه المخاطر بطرق مسؤولة وأخلاقية لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مستدام ومفيد للجمهور وهذا يتطلب وضع سياسات وإرشادات واضحة، بالإضافة إلى التدريب والتوعية المستمرة للعاملين في هذا المجال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك