العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

العرب في الصين.. التوافق والشراكة والأمل في المستقبل

عندما‭ ‬تتأمل‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية،‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ووزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المنخرطة‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني،‭ ‬تلحظ‭ ‬حجم‭ ‬التوافق‭ ‬الإيجابي‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬والتقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬بينهما،‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬القيم‭ ‬الحضارية‭ ‬للطرفين‭.‬

وكشف‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬التاريخي‭ ‬حجم‭ ‬التوافق‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والصينيين‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬التنمية‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬كما‭ ‬كشف‭ ‬مساعي‭ ‬الصين‭ ‬الجادة‭ ‬نحو‭ ‬تعميق‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

التقارب‭ ‬بين‭ ‬الجانب‭ ‬العربي‭ ‬والصيني‭ ‬ظهر‭ ‬جليا‭ ‬في‭ ‬كلمات‭ ‬القادة‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عبّر‭ ‬عنه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬عندما‭ ‬أكد‭ ‬جلالته‭ ‬تقدير‭ ‬جهود‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬العريقة‭ ‬بين‭ ‬الحضارتين‭ ‬العربية‭ ‬والصينية‭ ‬المتجذرة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭. ‬بدوره‭ ‬أكد‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬هذا‭ ‬التقارب‭ ‬عندما‭ ‬عبّر‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬عن‭ ‬‮«‬إحساسه‭ ‬العميق‭ ‬بالألفة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الصداقة‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والشعب‭ ‬الصيني‭ ‬والدول‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬التبادلات‭ ‬الودية‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬طريق‭ ‬الحرير‭ ‬القديم‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬الألفة‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬المثمرة‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬الصيني،‭ ‬إذ‭ ‬زاد‭ ‬حجم‭ ‬التبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬10‭ ‬أضعاف‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬المنتدى،‭ ‬كما‭ ‬قفزت‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬213‭.‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2005‭ ‬و2021‭ ‬لتكون‭ ‬بكين‭ ‬أكبر‭ ‬مستثمر‭ ‬أجنبي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬دفعت‭ ‬الأسباب‭ ‬الجيواقتصادية‭ ‬الصين‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬إمداداتها‭ ‬بالطاقة‭ ‬وخاصة‭ ‬النفط‭.‬

وتلاقت‭ ‬الرؤى‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬بوضوح‭ ‬عندما‭ ‬أكد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬إيمان‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بدعم‭ ‬وتطوير‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬كافة‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات،‭ ‬وصيانة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وحماية‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬والتجارة‭ ‬الدولية‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬

وهو‭ ‬ما‭ ‬اتسق‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬طرحه‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬عندما‭ ‬قال‭: ‬‮«‬في‭ ‬العالم‭ ‬المضطرب‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه،‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لتحقيق‭ ‬التعايش‭ ‬المتناغم،‭ ‬والإنصاف‭ ‬والعدالة‭ ‬هما‭ ‬الأسس‭ ‬للأمن‭ ‬الدائم‮»‬‭.‬

وفرضت‭ ‬غزة‭ ‬نفسها‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المنتدى‭ ‬باعتبارها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الساخنة‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اتفاق‭ ‬تام‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتجسد‭ ‬ذلك‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيس‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬عندما‭ ‬أكد‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬الواضحة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬وحشد‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لهدف‭ ‬السلام‭ ‬الدائم،‭ ‬ودعا‭ ‬جلالته‭ ‬إلى‭ ‬سرعة‭ ‬انعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام،‭ ‬لدعم‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وقيام‭ ‬دولته‭ ‬الوطنية،‭ ‬واستعداد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لاستضافة‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر‭ ‬المهم‭.‬

وشدد‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬لن‭ ‬تدخر‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وتسهيل‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬الذي‭ ‬كفلته‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والشرائع‭ ‬السماوية‭.‬

المبادرة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬ووافق‭ ‬عليها‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬بالإجماع،‭ ‬ثم‭ ‬دعوة‭ ‬جلالته‭ ‬روسيا‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬المؤتمر،‭ ‬نالت‭ ‬اليوم‭ ‬أيضا‭ ‬دعما‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬دولية‭ ‬كبرى‭ ‬عندما‭ ‬دعا‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬سلام‭ ‬دولي‭ ‬‮«‬واسع‭ ‬النطاق‮»‬‭ ‬لحل‭ ‬النزاع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفلسطينيين،‭ ‬محذرا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العدالة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تغيب‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‮»‬‭.‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬للاعتراف‭ ‬الدولي‭ ‬الكامل‭ ‬بفلسطين،‭ ‬ومنحها‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعلنه‭ ‬الرئيس‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬عندما‭ ‬جدد‭ ‬دعمه‭ ‬لحصول‭ ‬فلسطين‭ ‬على‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

الصين‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬رئيسها‭ ‬أكدت‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬إطار‭ ‬تعاون‭ ‬متعدد‭ ‬الجوانب‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬العربي‭ ‬لتحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬للطرفين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارية‭ ‬أكثر‭ ‬توازنا‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الطرفين،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الصين‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطاقة‭ ‬الحديثة‭ ‬وإنتاج‭ ‬المعدات‮»‬‭.‬

الخطوة‭ ‬الصينية‭ ‬هذه‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬لمن‭ ‬حسن‭ ‬الطالع‭ ‬أن‭ ‬ينعقد‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬قمة‭ ‬البحرين،‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بما‭ ‬طرحته‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬ذات‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى،‭ ‬وبما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬مهمة‭ ‬ومبادرات‭ ‬طموحة‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬لتوفير‭ ‬خدمات‭ ‬التعليم‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمتأثرين‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طرح‭ ‬مبادرة‭ ‬نوعية‭ ‬تهتم‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المالية‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬استثمارية‭ ‬ومجالات‭ ‬عمل‭ ‬واعدة‭ ‬للشباب‭ ‬العربي‮»‬‭.‬

التوافق‭ ‬العربي‭ ‬الصيني‭ ‬اللامحدود‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬توسيع‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬للصين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والرغبة‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬سيطرة‭ ‬الأحادية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬إذ‭ ‬تتسع‭ ‬رقعة‭ ‬حلفاء‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الدعم‭ ‬الأعمى‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والدول‭ ‬الغربية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬الذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬مجازر‭ ‬ومحارق‭ ‬للأبرياء‭ ‬ببشاعة‭ ‬تفوق‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬الحروب‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬التاريخ‭.‬

تحول‭ ‬بوصلة‭ ‬الثقل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العربي‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الغرب‭ ‬يتعزز‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬ومع‭ ‬حلول‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬بكين‭ ‬عام‭ ‬2026،‭ ‬سوف‭ ‬تتغير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬اللعبة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وقد‭ ‬ينذر‭ ‬التحول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بتحولات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬قد‭ ‬يتصور‭ ‬الغرب‭ ‬أنه‭ ‬يمسك‭ ‬بمقبضها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الملفات‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية،‭ ‬ولعل‭ ‬نجاح‭ ‬المبادرة‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران‭ ‬باستعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬وما‭ ‬تبعه‭ ‬من‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬النبرة‭ ‬الإيرانية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وتجاوبها‭ ‬مع‭ ‬دعوة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬طهران،‭ ‬يعد‭ ‬مؤشرا‭ ‬جديدا‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬التوترات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احترام‭ ‬قواعد‭ ‬حسن‭ ‬الجوار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬عاملا‭ ‬مؤثرا‭ ‬في‭ ‬تغير‭ ‬معادلة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬في‭ ‬الختام،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬أننا‭ ‬نشهد‭ ‬تحركا‭ ‬عربيا‭ ‬فاعلا‭ ‬تجاه‭ ‬تصحيح‭ ‬مسارات‭ ‬قواعد‭ ‬العمل‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬بعد‭ ‬الإحباط‭ ‬السائد‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬الحالية‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬أبسط‭ ‬الحقوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬وهو‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

 

 

 

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا