نرى في التجربة التي خاضها الممرن البدني الخلوق بدر يوسف مع الفريق الأول للكرة الطائرة في نادي النجمة تجربة مثلت له تحديا على مستويين، المستوى الأول ويتمثل في أنها التجربة الأولى له على مستوى إعداد الفرق، والمستوى الثاني في تغيير فكر الآخرين فيما يتعلق بالحكم على اللاعب من عمره وليس من أدائه، في هذا الحوار تطرقنا مع ممرننا البدني بدر يوسف إلى أمور مختلفة، رد فيه بواقعية وأدب، وكانت معه هذه التفاصيل.
1/ يمكن للممرن بدر يوسف أن يقيم تجربته مع طائرة النجمة للموسم 2023-2024؟
أولا تجربتي كممرن لطائرة النجمة خلال موسم 2022-2023 هي التجربة الأولى لي مع فريق رياضي، وأوجه شكري لأخي الكابتن حمد عيد مدرب الفريق الذي أتاح لي هذه الفرصة، والتي من خلالها تعرفت عن قرب على مشاكل لاعبي الكرة الطائرة البدنية في المملكة، ووقفت على احتياجاتهم ونقاط ضعفهم، لافتا إلى أن اللوم لا يقع على اللاعبين أنفسهم، وإنما على الجهات الأخرى ممثلة في المنتخبات والأندية والتي لا تحرص على توفير ممرنين بدنيين لهم.
ولكن فيما يتعلق بتقييم التجربة فهذا ينبغي أن يأتي من الآخرين وليس مني شخصيا، ولكن بصفة عامة أرى بأن التجربة كانت ناجحة لأن جميع الأطراف من مسؤولين وجهاز فني ولاعبين كانوا وراء هذا النجاح من خلال التعاون من جهة والانضباط والالتزام من جهة أخرى.
2/ يمكن نتعرف على بعض الصعاب التي واجهتك خلال التجربة؟
بدون شك كل عمل جاد لابد له من صعاب تمثل عامل تحد، ورغم أن فريق النجمة هو أول الفرق التي بدأت في الإعداد البدني، ولكن شخصيا كنت أحتاج إلى قرابة ثلاثة أيام خلال الفترة الصباحية للتدريب، ويمكن القول بأن هذا واحدا من الصعاب التي واجهنا، وكنا نعوض ذلك خلال الحصص التدريبية وبالتحديد إبان فترة الإحماء، وأعود لأقول بأن التزام اللاعبين كان له الأثر في التغلب على هذا الإشكال.
3/ هل الممرن بدر كان يتدخل في تنظيم وجبة الطعام للاعبين لينسجم مع عمله؟
لم يكن تدخلا بنسبة 100% واقتصر تدخلي على توجيه نصائح متعلقة بما يأكلونه وبما يحرصون على تجنبه، بل كنا نوفر لهم بعض المكملات الغذائية قبل وأثناء وبعد التدريبات والمباريات.
4/ ما مقاييس نجاح أو فشل أي ممرن بدني؟
هناك معايير ومقاييس كثيرة ومتنوعة، وأي عمل محكوم بنتائجه، وأرى شخصيا أن الأداء واحد من المقاييس المهمة، لافتا إلى أنهم حطوا رحالهم في بطولة الأندية العربية التي أقيمت في الأردن وكانوا جاهزين بدنيا، إذ استثمروا فترة الأسبوعين ما قبل البطولة في تجهيز الفريق من هذه الناحية، ومن خلال معايشتي للفريق في البطولة وجدتهم لا يجدون أي صعوبة في خوض مباراتين متتاليتين من خمسة أشواط، زد على ذلك خلو الفريق من الإصابات، كل ذلك وغيره يشير إلى الأمور كانت تسير بشكل صحيح.
5/ كانت هناك نغمة يرددها أصحابها وتتعلق بتقدم بعض عناصر الفريق في العمر، كيف تعامل الكابتن بدر مع هذا الواقع؟
شخصيا كنت أسمع مثل هذا الكلام، وكنت متخوف، غير أنني لدي قناعة بأن اللاعب البحريني يستطيع متى ما حافظ على كل شيء، وخاصة على إعداده البدني يمكنه أن يعطي حتى سن الـ42، وإذا ما تكلمنا عن لاعبي النجمة فهم يملكون خبرات وتجارب، ويعرفون كيف يكيفون أنفسهم، وبعيدا عن المجاملات وبدون ذكر الأسماء كلنا شاهدنا مستويات لاعبي النجمة والأداء القوي والراقي اللذين قدموه، وصحيح أن هناك علاقة بين العمر والأداء، ولكن علينا أن نغير فكرنا وثقافتنا وأن لا ينصب حكمنا على عمر اللاعب وإنما على عطائه وإنتاجيته في الملعب.
وتابع: التوقف الطويل لأي مسابقة أسميه (طامة) فاللاعب هنا لا يلام، وإنما من يوجه له اللوم هو الفكر، فاللاعب ينبغي بعد انتهاء أي مسابقة لا يتوقف مدة طويل، ولو توقف الأمر على بدر يوسف لبدأت الإعداد اليوم وليس من الغد إذا ما افترضنا أنني مع الفريق.
6/ مدرب الفريق حمد عيد أثنى على عملك وقال انك واحد من أفضل الممرضين البدنيين في المملكة، وطالب في تقريره التجديد لك كيف تفسر هذا الكلام؟
مثل هذا الكلام يسعدني ويثلج صدري، وبصريح العبارة الكابتن حمد عيد خلال عملي معه، منحني حرية العمل، ولم يتدخل من قريب أو من بعيد في عملي، ومتى ما جاء هذا الكلام على لسانه فهي شهادة أعتز لها، ودائما في مثل هذه الحالات الكلام يترك للآخرين.
7/ كيف وجدت تفاعل السويدي جاكوب محترف الفريق مع برنامجك الاعدادي؟ وهل كان يحصل على جرع إعدادية أكثر؟
بدون شك هو لاعب محترف، ومن الطبيعي مر عليه عديد من الممرنين البدنيين، وكل ما وجدته منه يتمثل في أخلاق عالية، وعلاقتي معه كانت حميمية، وكان يحرص حرصا ذاتيا على الحضور للتدريب الصباحي بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع، وقد استفاد كثيرا، وشخصيا كنت أستمتع معه، وكان إنسانا محترفا بمعنى الكلمة خاصة على المستوى الأخلاقي.
8/ لماذا في ثقافتنا الرياضية العربية نربط عطاء اللاعب بعمره لا بأدائه؟ وهل للإعداد البدني من وجهة نظرك دور في تغيير هذه النظرة؟ وكيف؟
يمكن التأكيد على أن المحافظة على الإعداد البدني هو أهم السبل في الاستمرار في الملاعب إلى فترة متأخرة، وكلما تقدم اللاعب في العمر كلما احتاج أكثر إلى الإعداد البدني.
9/ لماذا تصد بعض اتحاداتنا الرياضية عن كفاءاتنا الوطنية في مجال الإعداد البدني لمنتخباتنا؟
هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، وهذا الفكر لا بد أن يتغير، هناك كفاءات وطنية في هذا المجال تحتاج إلى منحها الفرصة، والتجربة هي خير برهان، والمدرب الأجنبي لا يثق في الممرن الوطني، فيطلب ممرنا أجنبيا، وأعلنها صراحة أنني من أجل الوطن مستعد للعمل (مجانا) وأوفر صالتي للاعبي منتخبي.
10/ يقال إن التقوية بالأوزان تزيد من كتلة العضل.. ألا يتعارض ذلك مع مرونة الرياضي ورشاقته؟
كل لاعب له احتياجات تختلف عن لاعب آخر، بعض اللاعبين يحتاجون الى زيادة الكتلة العضلية، وآخرون للإنقاص، وطرف ثالث للمحافظة على ما عنده.
11/ هل فرق الفئات العمرية المتنوعة تحتاج إلى إعداد بدني مثل الكبار؟
مدرب الفئات يعد أهم مدرب لأي فريق في النادي، ولاعبي الفئات هم لاعبون يتدرجون من تحت لأعلى في فرق النادي، وهذا اللاعب ينبغي أن يصل إلى الفريق الأول ويكون لائقا جسمانيا، لا أن تبدأ معه من الصفر، ولذا أرى من وجهة نظري الشخصية أن مدرب الفئات يتطلب منه أن يحصل على «كورسات» تتعلق بالإعداد البدني كي يقوم بالدورين البدني والفني بشكل أو بآخر مع اللاعبين الناشئة.
12/ كلمة أخيرة تريد توجيهها للاعبي الكرة الطائرة في الأندية.
تجربتي مع طائرة النجمة أفسحت المجال لي شخصيا لأتعرف على لاعبي الكرة الطائرة الذي وجدت فيهم الأخلاق العالية، ونصيحتي لكل لاعب منهم أن يختار له ممرن بدني ويتمرن معه للتغلب على التوقف الطويل الذي يضر اللاعب ولا ينفعه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك