العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

حفلات عودة الحجاج.. عادات وتقاليد أم بهرجة اجتماعية

الأربعاء ١٩ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

كتبت‭ ‬أمل‭ ‬الحامد‭:‬

 

بعد‭ ‬رحلة‭ ‬إيمانية‭ ‬يتوق‭ ‬إليها‭ ‬كل‭ ‬مسلم،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج،‭ ‬يعود‭ ‬الحاج‭ ‬إلى‭ ‬بلده‭ ‬محملا‭ ‬بمشاعر‭ ‬الفرحة،‭ ‬وكان‭ ‬قديما‭ ‬يحاول‭ ‬مشاركة‭ ‬ذويه‭ ‬وأهله‭ ‬مشاعر‭ ‬الفرحة‭ ‬عبر‭ ‬شراء‭ ‬بعض‭ ‬الهدايا‭ ‬والمقتنيات‭ ‬البسيطة‭ ‬مثل‭ ‬سجادة‭ ‬الصلاة‭ ‬والسبحة‭ ‬وماء‭ ‬زمزم‭ ‬وهدايا‭ ‬للأطفال‭ ‬تحمل‭ ‬تراث‭ ‬الأراضي‭ ‬المقدسة؛‭ ‬لتكون‭ ‬ذكرى‭ ‬جميلة‭ ‬تخلد‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬وتنقل‭ ‬إليهم‭ ‬ذكريات‭ ‬الزيارة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬والمدينة‭ ‬المنورة‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬تغير‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬تنظيم‭ ‬الحجاج‭ ‬حفلات‭ ‬استقبال‭ ‬بتكاليف‭ ‬باهظة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حفلات‭ ‬استقبال‭ ‬الولادة‭ ‬والعرائس،‭ ‬ويجد‭ ‬العائد‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬الحج‭ -‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬النساء‭- ‬نفسه‭ ‬مضطرا‭ ‬إلى‭ ‬حجز‭ ‬صالة‭ ‬لاستقبال‭ ‬الزائرين‭ ‬وتقديم‭ ‬الضيافة‭ ‬والحلويات‭ ‬وتوزيع‭ ‬الهدايا‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬الناس‭ ‬وهمساتهم‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬إعداده‭ ‬حفل‭ ‬استقبال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكلف‭ ‬الحاج‭ ‬حوالي‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مبلغ‭ ‬70‭ ‬دينارا‭ ‬كافيا‭ ‬لشراء‭ ‬هدايا‭ ‬رمزية‭.‬

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬استطلعت‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬العادة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تنتشر،‭ ‬مؤكدين‭ ‬انها‭ ‬عادة‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬سابقا‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬تطور‭ ‬لعادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬كان‭ ‬الحاج‭ ‬قديما‭ ‬فيها‭ ‬يجلب‭ ‬معه‭ ‬بعض‭ ‬الهدايا‭ ‬الرمزية،‭ ‬وأما‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬حاليا‭ ‬فهو‭ ‬بزخ‭ ‬وإسراف‭ ‬غير‭ ‬مستحب‭ ‬ويثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الأسرة‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أفرادها‭ ‬عائدا‭ ‬من‭ ‬الحج‭.‬

بهرجة‭ ‬اجتماعية

أم‭ ‬علي‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الاخيرة‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديدة،‭ ‬أتمنى‭ ‬ألا‭ ‬تستمر‭ ‬لكونها‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬عادتنا‭ ‬أو‭ ‬تقاليدنا‭ ‬وهي‭ ‬إقامة‭ ‬حفلات‭ ‬الاستقبال‭ ‬بعد‭ ‬الرجوع‭ ‬من‭ ‬الحج،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬توزيع‭ ‬الهدايا‭ ‬وتنظيم‭ ‬البوفيهات‭ ‬مثل‭ ‬مناسبات‭ ‬الأعراس،‭ ‬وأنا‭ ‬أجد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬سيئة‭ ‬وتعتبر‭ ‬‮«‬بهرجة‮»‬‭ ‬اجتماعية‭ ‬لأنها‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬عبء‭ ‬المصاريف‭ ‬على‭ ‬الحاج،‭ ‬وتكلف‭ ‬الفرد‭ ‬تكاليف‭ ‬إضافية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬شراء‭ ‬الهدايا،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أحيانًا‭ ‬يصاب‭ ‬الفرد‭ ‬بالحرج‭ ‬لكثرة‭ ‬الاستقبالات‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة،‭ ‬منها‭ ‬استقبالات‭ ‬الحج‭ ‬والزواج‭ ‬والولادة،‭ ‬وأضافت‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الطريف‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬حفلات‭ ‬الاستقبال‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬واجب‭ ‬على‭ ‬الحاج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سؤال‭ ‬الناس‭ ‬للحاج‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬إقامة‭ ‬الريسبشن،‭ ‬وكأنه‭ ‬سيكون‭ ‬مقصرا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬تنظيمه‭ ‬للاستقبال،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مقارنته‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‮»‬‭.‬

فيما‭ ‬تقول‭ ‬فاطمة‭ ‬العوامي‭ ‬إنها‭ ‬تسافر‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬لأداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج،‭ ‬وتحمد‭ ‬الله‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬حجاج‭ ‬بيته،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تخصص‭ ‬مبلغًا‭ ‬لشراء‭ ‬صوغة‭ ‬الحج،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بالإمكان‭ ‬استقطاع‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬نفقة‭ ‬الحج‭ ‬تقريبًا‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لشراء‭ ‬الصوغة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنك‭ ‬ستشتري‭ ‬أشياء‭ ‬رمزية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ماء‭ ‬زمزم،‭ ‬والتمر،‭ ‬والسبحات،‭ ‬وكلها‭ ‬هدايا‭ ‬بسيطة،‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬شراء‭ ‬صوغة‭ ‬الحج‭ ‬لا‭ ‬تشغل‭ ‬وقت‭ ‬العبادة‭ ‬لان‭ ‬الأهم‭ ‬والغاية‭ ‬الأساسية‭ ‬للحج‭ ‬هو‭ ‬التقرب‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬والانقطاع‭ ‬عن‭ ‬العلائق،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬المناسك،‭ ‬أو‭ ‬تخصيص‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬لشراء‭ ‬الصوغة،‭ ‬وهو‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬مشاركة‭ ‬فرحتها‭ ‬مع‭ ‬أهلها‭.‬

صوغة‭ ‬زمان

عدد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬كبيرات‭ ‬السن‭ ‬تحدثن‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عن‭ ‬اجواء‭ ‬استقبال‭ ‬الحجاج‭ ‬قديمًا‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تمتاز‭ ‬ببساطتها،‭ ‬وكانت‭ ‬الهدايا‭ ‬يجلبها‭ ‬الحجاج‭ ‬من‭ ‬الديار‭ ‬المقدسة‭ ‬للأطفال‭ ‬والكبار‭ ‬ويفرح‭ ‬بها‭ ‬الجميع،‭ ‬حيث‭ ‬ذكرت‭ ‬نورة‭ ‬القوتي‭ ‬المكناة‭ ‬‮«‬أم‭ ‬محمد‮»‬‭ ‬أن‭ ‬صوغة‭ ‬الحج‭ ‬سابقا‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬شراؤها‭ ‬من‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬مثل‭ ‬الحناء‭ ‬والتمر‭ ‬وعلك‭ ‬اللبان‭ ‬و«الشبه‮»‬‭ ‬والمسابيح‭ ‬و«المساويك‮»‬‭ ‬وبخور‭ ‬‮«‬الياوي‮»‬‭ ‬والفناجين‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير‭ ‬والقحافي‭ ‬والكحل‭ ‬وكذلك‭ ‬هدايا‭ ‬للأطفال‭ ‬مثل‭ ‬الكاميرا‭ ‬ومضاعد‭ ‬وقلادات‭ ‬مزينة‭ ‬بمجسم‭ ‬لمكة‭ ‬المكرمة‭ ‬أو‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة‭ ‬وألعاب‭ ‬للأطفال‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬هذه‭ ‬الهدايا‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬متوافرة‭ ‬مثل‭ ‬القلادات‭ ‬والكحل،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأسعار‭ ‬أصبحت‭ ‬غالية‭.‬

واتفقت‭ ‬معها‭ ‬لولوة‭ ‬محمد‭ ‬سلمان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬صوغة‭ ‬الحج‭ ‬سابقا‭ ‬كانت‭ ‬مختلفة‭ ‬ويتم‭ ‬انتظار‭ ‬عودة‭ ‬الحجاج‭ ‬بفارق‭ ‬الصبر،‭ ‬وفور‭ ‬سماع‭ ‬الأطفال‭ ‬خبر‭ ‬عودتهم‭ ‬يذهبون‭ ‬لزيارتهم‭ ‬ويوزع‭ ‬عليهم‭ ‬الحجاج‭ ‬هدايا‭ ‬بسيطة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأهالي‭ ‬يأخذون‭ ‬معهم‭ ‬حلويات‭ ‬وفواكه‭ ‬معلبة‭ ‬مثل‭ ‬الأناناس‭ ‬والخوخ‭ ‬ودلة‭ ‬قهوة‭ ‬للحجاج‭ ‬لدى‭ ‬زيارتهم‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحج‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬يستغرق‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬السفر‭ ‬بحرًا‭ ‬بالمراكب‭ (‬اللنجات‭) ‬ويتم‭ ‬الانتقال‭ ‬بالباصات‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬لأداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج،‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬يتم‭ ‬زيارة‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة‭ ‬وأداء‭ ‬40‭ ‬صلاة‭ ‬فريضة‭ ‬فيها،‭ ‬أما‭ ‬حاليًا‭ ‬فأصبح‭ ‬أداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬يستغرق‭ ‬أيامًا‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬و5‭ ‬أيام‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬زيارة‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬تحدثت‭ ‬لولوة‭ ‬المقبل‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعودة‭ ‬الحجاج‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬اختلفت‭ ‬عما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬السابق‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬زيارة‭ ‬الحجاج‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬ويتم‭ ‬تقديم‭ ‬ضيافة‭ ‬للزوار‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬وصوغة‭ ‬بسيطة،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فإن‭ ‬الوضع‭ ‬تغير‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬تجهيز‭ ‬الهدايا‭ ‬وإقامة‭ ‬حفل‭ ‬استقبال‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬وتحديد‭ ‬موعد‭ ‬لاستقبال‭ ‬الزوار،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬قد‭ ‬يبدي‭ ‬استياءه‭ ‬من‭ ‬‮«‬الصوغة‮»‬‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تعجبه،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬الأجواء‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬كانت‭ ‬مختلفة‭ ‬عما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬استذكرت‭ ‬لولوة‭ ‬محمد‭ ‬بوهنيدي‭ ‬أن‭ ‬الحجاج‭ ‬قديمًا‭ ‬كانوا‭ ‬يسافرون‭ ‬في‭ ‬المراكب‭ (‬اللنجات‭) ‬من‭ ‬الفرضة‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬الأهالي‭ ‬بتوديعهم‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ذي‭ ‬القعدة‭ ‬وكذلك‭ ‬استقبالهم‭ ‬لدى‭ ‬عودتهم‭ ‬من‭ ‬الحج‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬التكلفة‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬سنة‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬دينارًا،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬كن‭ ‬يلبسن‭ ‬ملابس‭ ‬خضراء‭ ‬اللون‭ ‬خصيصًا‭ ‬للحج‭ ‬ويزينّ‭ ‬أيديهن‭ ‬بالحناء،‭ ‬وبعد‭ ‬عودتهن‭ ‬يلبسن‭ ‬ملابس‭ ‬أخرى‭ ‬ويجلسن‭ ‬لاستقبال‭ ‬من‭ ‬يزورهن،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬ثوب‭ ‬نشل‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬منازل‭ ‬الحجاج‭ ‬لإعلان‭ ‬عودتهم‭ ‬بالسلامة‭.‬

وقالت‭ ‬موزة‭ ‬سعد‭: ‬قديمًا‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬يبتهج‭ ‬بعودة‭ ‬الحجاج‭ ‬والهدايا‭ ‬البسيطة‭ ‬التي‭ ‬يقدمونها‭ ‬لزوارهم‭ ‬والأطفال‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬شراؤها‭ ‬من‭ ‬الديار‭ ‬المقدسة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الزوار‭ ‬يأخذون‭ ‬معهم‭ ‬فواكه‭ ‬لدى‭ ‬زيارة‭ ‬الحجاج،‭ ‬أما‭ ‬حاليًا‭ ‬فأصبح‭ ‬الحجاج‭ ‬يقيمون‭ ‬حفلات‭ ‬استقبال‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬استقبالات‭ ‬الأعراس‭ ‬أو‭ ‬الولادة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬يعودون‭ ‬من‭ ‬الحج‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬لهم‭ ‬الزوار‭ ‬هدايا‭ ‬قيمة‭ ‬فإن‭ ‬الحجاج‭ ‬بالمقابل‭ ‬لا‭ ‬يقدمون‭ ‬لهم‭ ‬‮«‬صوغة‭ ‬الحج‮»‬‭.‬

الرأي‭ ‬الاقتصادي

عارف‭ ‬خليفة‭ ‬الباحث‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمحاضر‭ ‬المصرفي‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬حفل‭ ‬استقبال‭ ‬الضيوف‭ ‬بمناسبة‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬الحج‭ ‬دخل‭ ‬فيه‭ ‬التقليد‭ ‬الأعمى‭ ‬للمظاهر‭ ‬وحب‭ ‬التفاخر‭ ‬بمستوى‭ ‬حفل‭ ‬الاستقبال‭ ‬للحجاج‭ ‬والذي‭ ‬يعطي‭ ‬واقعًا‭ ‬غير‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬وأصبح‭ ‬يكلف‭ ‬الناس‭ ‬حرجًا‭ ‬ماديًا‭ ‬ونفسيًا‭ ‬وأعني‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬الحجاج‭ ‬والضيوف‭.‬

وقال‭ ‬إننا‭ ‬اتجهنا‭ ‬بعد‭ ‬التطور‭ ‬السلبي‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاستقبالات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬الحاج‭ ‬يجلب‭ ‬شيئا‭ ‬بسيطا‭ ‬جدًا‭ ‬وتوزيعات‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬السواك‭ ‬وماء‭ ‬زمزم‭ ‬وسجادة‭ ‬للصلاة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬نسميه‭ (‬صوغة‭ ‬الحج‭) ‬من‭ ‬الديار‭ ‬المقدسة‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬حبه‭ ‬للناس‭ ‬واشتياق‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬البقاع‭ ‬المقدسة،‭ ‬وما‭ ‬يجلبه‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬لا‭ ‬يفوق‭ ‬سعره‭ ‬ربما‭ ‬الـ50‭ ‬إلى‭ ‬الـ70‭ ‬دينارا،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬فإن‭ ‬الاستقبالات‭ ‬تصاحبها‭ ‬هدايا‭ ‬تتعدى‭ ‬في‭ ‬تجهيزها‭ ‬للشخص‭ ‬الواحد‭ ‬الـ5‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬دنانير‭ ‬وبعض‭ ‬الديكورات‭ ‬أصبحت‭ ‬تكلف‭ ‬الحاج‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الـ200‭ ‬والـ400‭ ‬دينار،‭ ‬ويشتريها‭ ‬من‭ ‬محلات‭ ‬تجلب‭ ‬خصيصًا‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الهدايا‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الديار‭ ‬المقدسة،‭ ‬ويشتريها‭ ‬ويجهزها‭ ‬قبل‭ ‬سفرة‭ ‬الحج‭ ‬ويتعنى‭ ‬لطلبه‭ ‬من‭ ‬كذا‭ ‬موقع‭ ‬إلكتروني‭ ‬ويكون‭ ‬مصمما‭ ‬خصيصًا‭ ‬باسمه‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬

وفي‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬بخصوص‭ ‬إقامة‭ ‬حفلات‭ ‬الاستقبال‭ ‬وتوزيع‭ ‬هدايا‭ ‬تثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الحجاج،‭ ‬أجاب‭ ‬خليفة‭: ‬للأسف‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬بتلك‭ ‬البدعة‭ ‬وهي‭ (‬حفل‭ ‬الاستقبال‭ ‬المكلف‭ ‬والبذخ‭) ‬وتوزيع‭ ‬الهدايا‭ ‬على‭ ‬الضيوف‭ ‬وأيضًا‭ ‬ما‭ ‬يجلبه‭ ‬الضيوف‭ ‬من‭ ‬هدايا‭ ‬للحجاج‭ ‬هم‭ ‬الطبقة‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المرتفع‭ ‬ثم‭ ‬قلدهم‭ ‬أبناء‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬ثم‭ ‬الآن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الطبقة‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض‭ ‬يقومون‭ ‬بهذا‭ ‬الاستقبال‭ ‬حرجًا‭ ‬منهم‭ ‬والذي‭ ‬للأسف‭ ‬أصبح‭ ‬يقارن‭ ‬الناس‭ ‬ويصنفهم‭ ‬حسب‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬الكمالية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للبذخ‭ ‬فيها‭ ‬وإهدار‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬محلها‭.‬

وقدم‭ ‬الباحث‭ ‬الاقتصادي‭ ‬نصائح‭ ‬توعوية‭ ‬لمن‭ ‬يقيم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات،‭ ‬قائلا‭ ‬تشددك‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬ميزانية‭ ‬لهذه‭ ‬الحفلات‭ ‬الكمالية‭ ‬يعطي‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التعقيدات‭ ‬البروتوكولية‭ ‬ومزيدا‭ ‬من‭ ‬الأعباء‭ ‬المالية‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬ممن‭ ‬ينوي‭ ‬زيارة‭ ‬الديار‭ ‬المقدسة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬ممن‭ ‬يأتي‭ ‬لزيارتك‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬الاستقبال‭ ‬من‭ ‬تكليف‭ ‬لشراء‭ ‬هدايا‭ ‬بعضها‭ ‬يكون‭ ‬مكلفا‭ ‬لذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬البساطة‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬الماديات‭ ‬وعدم‭ ‬التكلف‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬بقوة‭ ‬جدًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬للتخفيف‭ ‬على‭ ‬ميزانيتك‭ ‬وعدم‭ ‬تكليف‭ ‬الآخرين‭ ‬بمصاريف‭ ‬إضافية‮»‬،‭ ‬وأضاف‭: ‬‮«‬أكررها‭.. ‬البساطة‭ ‬ثم‭ ‬البساطة‭ ‬ثم‭ ‬البساطة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تفقد‭ ‬بريقها‭ ‬والهدف‭ ‬الذي‭ ‬تقام‭ ‬من‭ ‬أجله‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬استذكرت‭ ‬هدى‭ ‬حمود‭ ‬الحمود‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين‭ ‬ونادي‭ ‬ابراهيم‭ ‬بن‭ ‬خليل‭ ‬كانو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للوالدين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬صوغة‭ ‬الحج‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬قديمًا‭ ‬بسيطة‭ ‬وتنشر‭ ‬البهجة‭ ‬لأنها‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬فيها‭ ‬معان‭ ‬رمزية‭ ‬روحانية‭ ‬مثل‭ ‬الكاميرا‭ ‬القديمة‭ (‬العكاسات‭) ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬بها‭ ‬صور‭ ‬مقربة‭ ‬للكعبة‭ ‬فتكون‭ ‬فرحة‭ ‬الطفل‭ ‬غامرة‭ ‬وهو‭ ‬يتلقى‭ ‬الهدية‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬استقبال‭ ‬الحجاج‭ ‬بعد‭ ‬عودتهم‭ ‬من‭ ‬الحج‭ ‬وتوزيع‭ ‬الهدايا‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬وليست‭ ‬العبادات،‭ ‬والمعروف‭ ‬أن‭ ‬الأصل‭ ‬في‭ ‬العادات‭ ‬الاباحة‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الزينة‭ ‬بسيطة‭ ‬وبدون‭ ‬أية‭ ‬تكاليف‭ ‬باهظة‭ ‬لان‭ ‬الحج‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬العبادات‭ ‬الخفية‭ ‬يخاف‭ ‬إظهارها‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬إظهارها‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬الفرح‭ ‬بقدوم‭ ‬الحجاج‭.‬

ورأت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬بإكرام‭ ‬الحجاج‭ ‬بفرحة‭ ‬قدومهم‭ ‬عبر‭ ‬الاحتفال‭ ‬باستقبالهم‭ ‬ولكن‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬التبذير،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ردها‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها‭ ‬حول‭ ‬إقامة‭ ‬حفلات‭ ‬الاستقبال‭ ‬وتوزيع‭ ‬الهدايا‭ ‬التي‭ ‬يثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الحجاج،‭ ‬فيما‭ ‬وجهت‭ ‬آل‭ ‬حمود‭ ‬نصائح‭ ‬توعوية‭ ‬لمقيمي‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬وليمة‭ ‬مناسبة‭ ‬لعدد‭ ‬الحضور‭ ‬كمشاركة‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وقد‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تبارك‭ ‬وتعالى‭: (‬ولا‭ ‬تسرفوا‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬المسرفين‭) ‬وقال‭ ‬تعالى‭: (‬إن‭ ‬المبذرين‭ ‬كانوا‭ ‬إخوان‭ ‬الشياطين‭).‬

ظاهرة‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬صلاح‭ ‬الجودر‭ ‬إمام‭ ‬وخطيب‭ ‬جامع‭ ‬الخير‭ ‬بالمحرق‭ ‬إن‭ ‬حفلات‭ ‬الحجاج‭ ‬ظاهرة‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬الشديد،‭ ‬وما‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ولربما‭ ‬هذا‭ ‬عائد‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬أو‭ ‬الخير‭ ‬أو‭ ‬النعمة‭ ‬الزائدة،‭ ‬ولكن‭ ‬حقيقة‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬لعملية‭ ‬استقبال‭ ‬الحاج،‭ ‬ويقيمها‭ ‬الحاج‭ ‬للتهنئة‭ ‬والتبريكات،‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬معهودا‭ ‬بهذه‭ ‬الصورة،‭ ‬ومع‭ ‬الأسف‭ ‬الشديد‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬أحيانًا‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الهدايا‭ ‬والتوزيعات‭ ‬‏ويقوم‭ ‬بها‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬كبير‭ ‬وتشكل‭ ‬عبئا‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬الأسرة‭ ‬ورب‭ ‬الأسرة‭ ‬الذين‭ ‬عادوا‭ ‬من‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭.‬

ودعا‭ ‬إلى‭ ‬اكتفاء‭ ‬الإنسان‭ ‬بالتهنئة‭ ‬والتبريكات‭ ‬وسؤال‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬القبول‭ ‬ويقول‭ ‬للحجاج‭: (‬حج‭ ‬مقبول‭ ‬وذنب‭ ‬مغفور‭).‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحاج‭ ‬يتحمل‭ ‬تعب‭ ‬التسوق‭ ‬في‭ ‬المشاعر‭ ‬المقدسة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التنقل‭ ‬في‭ ‬المشاعر‭ ‬داخل‭ ‬مكة‭ ‬وعرفة‭ ‬ومنى‭ ‬ومزدلفة‭ ‬وعرفات،‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعب‭ ‬وزحمة‭ ‬وزيادة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مصروف‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬تكاليف‭ ‬الحج‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬باهظة،‭ ‬إذ‭ ‬تأخذ‭ ‬حملات‭ ‬الحج‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا‭ ‬ولربما‭ ‬هذا‭ ‬عائد‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬الحاج‭ ‬لدى‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬الحج‭ ‬لربما‭ ‬يكون‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬التعب‭ ‬أو‭ ‬يكون‭ ‬جسمه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المناعة،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬مراعاة‭ ‬الحاج‭ ‬بعد‭ ‬قدومه‭ ‬من‭ ‬الحج‭ ‬وعدم‭ ‬الإثقال‭ ‬عليه‭ ‬لدى‭ ‬زيارته‭ ‬والجلوس‭ ‬معه‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬وخصوصًا‭ ‬كبار‭ ‬السن‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬التوعية‭ ‬بمراعاة‭ ‬الحاج،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬وفقه‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مناسك‭ ‬الحج‭ ‬وعاد‭ ‬سالمًا‭ ‬إلى‭ ‬أهله‭ ‬وأبنائه‭ ‬وهذه‭ ‬نعمة،‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬النفقات‭ ‬والصرف‭ ‬فالحج‭ ‬ليس‭ ‬بالسهل‭ ‬ومصاريفه‭ ‬كثيرة،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬ننصح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬بتقليل‭ ‬مصاريف‭ ‬الحج‭ ‬والحفلات‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭ ‬إذ‭ ‬تثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الأسرة‭ ‬والخوف‭ ‬الشديد‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالات‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يقيمها‭ ‬تلحقه‭ ‬المعرة،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬القديمة‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬كأنها‭ ‬واجب‭ ‬يجب‭ ‬إقامتها‭ ‬ويتحرج‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬إقامتها،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬الدين،‭ ‬فلذلك‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬المستحدثة‭ ‬المباحة‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يدخل‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الصرف‭ ‬الزائد‭ ‬والإنفاق‭ ‬الزائد‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأسرة‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬وهذا‭ ‬الذي‭ ‬نوصي‭ ‬به‭ ‬دائمًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬معتدلا‭ ‬ووسطا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يصعب‭ ‬عليه‭ ‬توفير‭ ‬هذا‭ ‬المال‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا