العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

إسبانيا تعيد اكتشاف نفسها

السبت ٢٢ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

دوناوشينغن‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬عندما‭ ‬اعتقد‭ ‬كثر‭ ‬أن‭ ‬إسبانيا‭ ‬التي‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬القارية‭ ‬والعالمية‭ ‬بين‭ ‬2008‭ ‬و2012،‭ ‬باتت‭ ‬من‭ ‬الماضي،‭ ‬جاء‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬بقيادة‭ ‬المدرب‭ ‬لويس‭ ‬دي‭ ‬لا‭ ‬فوينتي‭ ‬ليعيد‭ ‬البريق‭ ‬والجمالية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬لا‭ ‬روخا‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬اللعب‭ ‬المباشر‭ ‬والمواهب‭ ‬الشابة‭.‬

هيمنت‭ ‬إسبانيا‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬الكرة‭ ‬المستديرة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2008‭ ‬و2012،‭ ‬فأحرزت‭ ‬لقب‭ ‬كأس‭ ‬أوروبا‭ ‬مرّتين‭ ‬2008‭ ‬في‭ ‬النمسا‭ ‬وسويسرا‭ ‬و2012‭ ‬في‭ ‬بولندا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬ومونديال‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬2010‭.‬

لكن‭ ‬الكرة‭ ‬الإسبانية‭ ‬واجهت‭ ‬منذ‭ ‬حينها‭ ‬أزمة‭ ‬ثقة،‭ ‬فغابت‭ ‬عن‭ ‬منصات‭ ‬التتويج‭ ‬خلال‭ ‬11‭ ‬عاماً،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتصالح‭ ‬مجدّداً‭ ‬مع‭ ‬الانتصارات‭ ‬بفوز‭ ‬المنتخب‭ ‬بلقب‭ ‬مسابقة‭ ‬دوري‭ ‬الأمم‭ ‬الأوروبية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

ويبدو‭ ‬أنها‭ ‬تعلّمت‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أظهر‭ ‬في‭ ‬مباراتيها‭ ‬الرائعتين‭ ‬الأوليين‭ ‬اللتين‭ ‬خاضتهما‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬أوروبا‭ ‬المقامة‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬ألمانيا،‭ ‬حيث‭ ‬استحقت‭ ‬تماماً‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬كرواتيا‭ ‬3‭-‬0‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬تخلت‭ ‬خلالها‭ ‬عن‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الاستحواذ‭ ‬للوكا‭ ‬مودريتش‭ ‬ورفاقه،‭ ‬ثم‭ ‬إيطاليا‭ ‬حاملة‭ ‬اللقب‭ ‬1‭-‬0،‭ ‬ضامنة‭ ‬بذلك‭ ‬تأهله‭ ‬إلى‭ ‬ثمن‭ ‬النهائي‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬تعلّمها‭ ‬المنتخب‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬تخليه‭ ‬كلياً‭ ‬عن‭ ‬أسلوب‭ ‬اللعب‭ ‬المعروف‭ ‬بـ«تيكي‭ ‬تاكا‮»‬‭ ‬والمستوحى‭ ‬من‭ ‬نادي‭ ‬برشلونة‭ ‬أيام‭ ‬المدرب‭ ‬الهولندي‭ ‬الراحل‭ ‬يوهان‭ ‬كرويف‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬جوزيب‭ ‬غوارديولا،‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬بتحديثه‭.‬

وبعد‭ ‬الفوز‭ ‬الخميس‭ ‬على‭ ‬إيطاليا‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬نتيجتها‭ ‬بتاتاً‭ ‬المجريات‭ ‬والفرص‭ ‬التي‭ ‬سنحت‭ ‬لرجال‭ ‬دي‭ ‬لا‭ ‬فوينتي،‭ ‬كتبت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ماركا‮»‬‭ ‬الإسبانية‭ ‬‮«‬وداعاً‭ ‬لمباريات‭ ‬الألف‭ ‬تمريرة‭ (‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاز‭ ‬تيكي‭ ‬تاكا‭ ‬على‭ ‬التمرير‭ ‬القصير‭)‬،‭ ‬وأهلاً‭ ‬وسهلاً‭ ‬بكرة‭ ‬القدم‭ ‬المذهلة‭ ‬للامين‭ (‬جمال‭) ‬ونيكو‭ (‬وليامس‭) ‬والضغط‭ ‬الذي‭ ‬يحاصر‭ ‬الخصوم‮»‬‭.‬

وتابعت‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬كان‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬ضد‭ ‬كرواتيا،‭ ‬أن‭ ‬نمتلك‭ ‬الكرة‭ ‬بشكل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الخصم،‭ ‬فهذا‭ ‬لا‭ ‬يهم‭. ‬الفكرة‭ ‬واضحة‭: ‬خطف‭ ‬الكرة‭ ‬والخروج‭ ‬بسرعة‭ ‬بشكل‭ ‬عمودي‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬مباشرة‭ ‬نحو‭ ‬المرمى‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭ ‬الإمعان‭ ‬في‭ ‬التمريرات‭ ‬القصيرة‭.‬

وبعدها‭ ‬‮«‬جودة‭ ‬لاعبينا‭ ‬تتكفل‭ ‬بالباقي‮»‬‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬المدرب‭ ‬دي‭ ‬لا‭ ‬فوينتي،‭ ‬مهندس‭ ‬النهضة‭ ‬الإسبانية‭ ‬وأسلوب‭ ‬اللعب‭ ‬الجديد‭ ‬لمنتخب‭ ‬‮«‬لا‭ ‬روخا‮»‬‭.‬

 

جمال‭ ‬ووليامس‭ ‬القوة‭ ‬الضاربة‭ ‬الجديدة‭ ‬

بقيادة‭ ‬المدافع‭ ‬السابق‭ ‬لأتلتيك‭ ‬بلباو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مجهولاً‭ ‬لدى‭ ‬عامة‭ ‬الناس‭ ‬بعدما‭ ‬قضى‭ ‬سنوات‭ ‬عدّة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬فرق‭ ‬الشباب،‭ ‬وجد‭ ‬‮«‬لا‭ ‬روخا‮»‬‭ ‬لوناً‭ ‬وفضيلة‭ ‬أساسية‭: ‬التكيّف‭ ‬مع‭ ‬الخصم‭ ‬ونوعية‭ ‬لاعبيه‭.‬

تسلم‭ ‬دي‭ ‬لا‭ ‬فوينتي،‭ ‬الملقب‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬لويس‭ ‬الهادئ‮»‬‭ ‬خلافاً‭ ‬لسلفه‭ ‬البركاني‭ ‬المزاج‭ ‬لويس‭ ‬إنريكي،‭ ‬منتخباً‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬يرثى‭ ‬لها‭ ‬أوصلته‭ ‬لدرجة‭ ‬الخسارة‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬لمونديال‭ ‬قطر‭ ‬أمام‭ ‬اليابان‭ ‬1‭-‬2،‭ ‬قبل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬ثمن‭ ‬النهائي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المغرب‭ ‬بركلات‭ ‬الترجيح‭ ‬بعد‭ ‬مباراة‭ ‬كاريكاتورية‭ ‬استحوذ‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬الكرة‭ ‬بنسبة‭ ‬77‭ ‬بالمئة،‭ ‬لكن‭ ‬بتسديدة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬المرمى‭.‬

لكن‭ ‬تحت‭ ‬اشرافه،‭ ‬أعاد‭ ‬المنتخب‭ ‬اكتشاف‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬مقاربة‭ ‬دمج‭ ‬العناصر‭ ‬الجديدة‭ ‬تدريجياً‭ ‬مما‭ ‬أعطى‭ ‬وجهاً‭ ‬آخر‭ ‬للفريق‭ ‬وجعله‭ ‬أحد‭ ‬المرشحين‭ ‬للقب‭ ‬القاري،‭ ‬وذلك‭ ‬بقيادة‭ ‬اليافعين‭ ‬لامين‭ ‬جمال‭ (‬16‭ ‬عاماً‭) ‬ونيكو‭ ‬وليامس‭ (‬21‭ ‬عاماً‭).‬

ومن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬عقد‭ ‬وحسابات،‭ ‬دخل‭ ‬الجناحان‭ ‬السريعان‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬ومنحا‭ ‬المنتخب‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬العمق‭ ‬والديناميكية‭ ‬لدرجة‭ ‬أنهما‭ ‬باتا‭ ‬المحور‭ ‬الذي‭ ‬يرتكز‭ ‬عليه‭ ‬رفاقهما‭ ‬باستمرار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحداث‭ ‬الفارق‭.‬

تسبّب‭ ‬جناحا‭ ‬برشلونة‭ ‬وبلباو‭ ‬بالدوار‭ ‬للاعبي‭ ‬كرواتيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬بفضل‭ ‬المهارات‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬جعلتهما‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬لائحة‭ ‬أكثر‭ ‬المراوغين‭ ‬في‭ ‬نهائيات‭ ‬ألمانيا‭ ‬2024‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وبينهما‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الملعب،‭ ‬عاد‭ ‬صانع‭ ‬ألعاب‭ ‬برشلونة‭ ‬بيدري‭ (‬21‭ ‬عاماً‭)‬،‭ ‬وبعد‭ ‬تخلصه‭ ‬من‭ ‬لعنة‭ ‬الإصابات،‭ ‬ليذكر‭ ‬العالم‭ ‬بالأسباب‭ ‬التي‭ ‬رشحته‭ ‬كي‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬أعظم‭ ‬الواعدين‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬العالمية‭ ‬ومقارنته‭ ‬بنجم‭ ‬‮«‬لا‭ ‬روخا‮»‬‭ ‬والنادي‭ ‬الكاتالوني‭ ‬سابقاً‭ ‬أندريس‭ ‬إنييستا‭.‬

لكن‭ ‬هل‭ ‬يكفي‭ ‬ذلك‭ ‬لإعادة‭ ‬إسبانيا‭ ‬إلى‭ ‬مكانتها‭ ‬بين‭ ‬أفضل‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية؟

بالنسبة‭ ‬لدي‭ ‬لا‭ ‬فوينتي‭ ‬‮«‬المنافسون‭ ‬يتعرّفون‭ ‬عليك‭ ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬المباريات،‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬للغاية‭ ‬الفوز‭ ‬ببطولة‭ ‬كهذه،‭ ‬لكني‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فريق‭ ‬أفضل‭ ‬منا،‭ ‬ونحن‭ ‬بحاجة‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬واللعب‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬من‭ ‬قبل‮»‬‭. ‬لكن‭ ‬‮«‬ما‭ ‬زال‭ ‬إمكاننا‭ ‬التحسّن‭ ‬كثيراً،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬سنبقي‭ ‬أقدامنا‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬مباراة‭ ‬صعبة‭ ‬حقاً‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا