كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه في كل عام، يدخل حوالي 2000 مليون طن من التراب إلى الغلاف الجوي، وهو ما يؤدي إلى اكتساء السماء باللون الأسود والإضرار بجودة الهواء في مناطق قد تبعد آلاف الكيلومترات، ويؤثر على الاقتصادات والنظم الإيكولوجية والطقس والمناخ. وجزء كبير من هذه العملية أمر طبيعي، ولكن شطراً كبيراً منها ينجم عن سوء إدارة المياه والأراضي.
صرح بذلك د. هشام عبدالغني موسى مدير المكتب الإقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية مع إصدار المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرها السنوي بمناسبة اليوم العالمي للعواصف الترابية والرملية الذي يصادف (12 يوليو من كل عام).
ونوه إلى أن المنظمة تابعت التقديم في نظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية، لافتة إلى أن هناك أكثر من 25 منظمة تقدم حالياً تنبؤات يومية عالمية أو إقليمية للتراب في مناطق جغرافية مختلفة، بما في ذلك 9 نماذج عالمية وأكثر من 15 نموذجاً إقليمياً تساهم في نظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية وتقييمها التابع للمنظمة، ويدمج نظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية وتقييمها التابع للمنظمة بين الدوائر المعنية بالبحوث ودوائر المستخدمين (المستخدمون في مجالات الطب والطيران والزراعة).
وأشارت المنظمة في الوقت الحالي، يجري إنشاء ثلاث عقد إقليمية: عقدة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا (مركزها في برشلونة، إسبانيا)، والعقدة الآسيوية (مركزها في بيجين، الصين) وعقدة البلدان الأمريكية (مركزها بريدجتاون، بربادوس).
وأوضح د. هشام عبدالغني أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية رحبت بنظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية وتقييمها التابع للمنظمة بالعقدة الإقليمية لمجلس التعاون الخليجي ومركزها الواقع في جدة. ويستضيف المركز الوطني للأرصاد الجوية في المملكة العربية السعودية مركز جدة الإقليمي، حيث بدأت العقدة الإقليمية لمجلس التعاون الخليجي بست دول في المنطقة (البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان وقطر والإمارات العربية المتحدة)، مشيرة إلى أن هذه العقدة تعزز بناء القدرات في المنطقة، وتوفر منصة لجمع وتوحيد الخبراء والعلميين وواضعي السياسات في إطار غاية مشتركة، وسيؤدي تعزيز التعاون الإقليمي تدريجياً إلى بناء مسار نحو حلول مستدامة وتعزيز القدرة على الصمود إقليمياً في المنطقة.
وكان تقرير المنظمة قد أوضح أن تركيزات التراب في المناطق الأكثر تضرراً في عام 2023 أعلى من المتوسط الطويل الأجل، ولكنها أقل قليلاً من عام 2022، لافتة إلى أن أشد عاصفة اجتاحت منغوليا في مارس 2023، وهو ما أثر على أكثر من 4 ملايين كيلومتر مربع، بما في ذلك 20 مقاطعة في الصين، وفقاً لنشرة التراب الجوي.
وقالت سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة: «علينا توخي الحذر في مواجهة التدهور البيئي المستمر وتغير المناخ الحالي والمستقبلي. فالأدلة العلمية تشير إلى أن الأنشطة البشرية لها تأثير على العواصف الرملية والترابية، فعلى سبيل المثال، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وارتفاع معدلات التبخر إلى انخفاض رطوبة التربة. وإذا اقترن ذلك بسوء إدارة الأراضي، فإنه يؤدي إلى المزيد من العواصف الرملية والترابية».
وقد شهدت السنوات الأخيرة تحسن دقة المراقبة والتنبؤ بفضل تقدم النماذج العددية ونظم الرصد، ويسعى نظام الإنذار بالعواصف الرملية والترابية وتقييمها التابع للمنظمة، الذي أنشئ في عام 2007، إلى تحسين الإنذارات من خلال مراكز إقليمية تكرس جهودها لهذا الغرض، ويجمع هذا النظام بين العمل البحثي والتشغيلي.
وأضافت سيليستى ساولو: «تسعى مبادرة الإنذار المبكر للجميع إلى جمع كافة الأخطار تحت مظلة واحدة، بما في ذلك الإنذارات المحسنة والتنبؤات القائمة على الأثر للعواصف الرملية والترابية».
وكان المتوسط العالمي لمتوسط تركيزات التراب السطحي السنوي في عام 2023 أقل قليلاً مما كان عليه في عام 2022، ويُعزى ذلك أساساً إلى انخفاض انبعاثات التراب من العديد من المناطق النشطة للتراب حول العالم، مثل شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والهضبة الإيرانية وشمال الهند ووسط أستراليا وشمال غرب الصين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك