العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩١ - الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

اكتشاف دليل على وجود مجتمع مسيحي عمره 1300 عام في البحرين

الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

نشرت‭ ‬جامعة‭ ‬إكستر‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬علماء‭ ‬آثار‭ ‬بريطانيين‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أحد‭ ‬أقدم‭ ‬المباني‭ ‬المسيحية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬قائلين‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬الرائد‭ ‬يعود‭ ‬عمره‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1300‭ ‬عام‭.‬

ويشير‭ ‬التأريخ‭ ‬بالكربون‭ ‬المشع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المبنى‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬سماهيج،‭ ‬إحدى‭ ‬قرى‭ ‬جزيرة‭ ‬المحرق‭ ‬التابعة‭ ‬للبحرين،‭ ‬كان‭ ‬مأهولا‭ ‬بين‭ ‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬ومنتصف‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عندما‭ ‬تم‭ ‬التخلي‭ ‬عنه‭ ‬بعد‭ ‬تحول‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭.‬

ووجد‭ ‬الفريق‭ ‬العلمي‭ ‬أن‭ ‬الموقع‭ ‬المكتشف‭ ‬كان‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الكنيسة‭ ‬النسطورية،‭ ‬وهي‭ ‬طائفة‭ ‬مسيحية‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الكنيسة‭ ‬النسطورية‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الحديثة‭.‬

وكشفت‭ ‬الحفريات‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬البريطانيون‭ ‬والبحرينيون،‭ ‬تحت‭ ‬تلة‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬القرية،‭ ‬عن‭ ‬مبنى‭ ‬كبير‭ ‬يضم‭ ‬ثماني‭ ‬غرف،‭ ‬شملت‭ ‬مطبخا‭ ‬وغرفة‭ ‬طعام‭ ‬وغرفة‭ ‬عمل‭ ‬محتملة‭ ‬وثلاث‭ ‬غرف‭ ‬معيشة‭. ‬وقد‭ ‬نجا‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬مسجد‭ ‬لاحقا‭ ‬فوقه‭.‬

ويعتقد‭ ‬الفريق‭ ‬أن‭ ‬المبنى‭ ‬كان‭ ‬يستخدم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كقصر‭ ‬لأسقف‭ ‬محلي،‭ ‬في‭ ‬سماهيج‭ (‬وتسمى‭ ‬مشماهيج‭ ‬أو‭ ‬مسماهيج‭ ‬في‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭) ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬إلى‭ ‬الإسلام‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬300‭ ‬عام‭.‬

وفي‭ ‬السابق،‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬المسيحية‭ ‬‭ ‬الكنائس‭ ‬والأديرة‭ ‬والمساكن‭ ‬‭ ‬المنتشرة‭ ‬حول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬نائية‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬والكويت‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬وشرق‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سماهيج‭ ‬مختلفة‭ ‬لأنها‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬مستوطنة‭ ‬حديثة‭.‬

وتم‭ ‬تشييد‭ ‬المبنى‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬للغاية‭ ‬بجدران‭ ‬حجرية‭ ‬ومغطاة‭ ‬بالجبس‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬وأرضيات‭ ‬من‭ ‬الجبس‭.‬

وتشير‭ ‬المقابس‭ ‬والثقوب‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فيها‭ ‬تثبيت‭ ‬الأبواب‭ ‬والمقاعد‭ ‬داخليا،‭ ‬ويحتوي‭ ‬المطبخ‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مواقد‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬أو‭ ‬قمم‭ ‬أمفورات‭ ‬مثل‭ ‬جرار‭ ‬التخزين‭.‬

وكان‭ ‬السكان‭ ‬يتمتعون‭ ‬بمستوى‭ ‬معيشي‭ ‬جيد،‭ ‬ويأكلون‭ ‬لحم‭ ‬الخنزير‭ ‬الذي‭ ‬انتهى‭ ‬بعد‭ ‬اعتناق‭ ‬الإسلام،‭ ‬والأسماك‭ ‬والمحاريات‭ ‬والمحاصيل‭ ‬المختلفة‭.‬

ويشير‭ ‬اكتشاف‭ ‬حبات‭ ‬العقيق‭ ‬شبه‭ ‬الكريمة‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬الفخار‭ ‬المكسورة‭ ‬ذات‭ ‬الأصل‭ ‬الهندي‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬مشاركين‭ ‬في‭ ‬التجارة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الهند‭.‬

كما‭ ‬استخدم‭ ‬المجتمع‭ ‬أيضا‭ ‬الأواني‭ ‬الزجاجية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كؤوس‭ ‬النبيذ‭ ‬الصغيرة‭. ‬وتشير‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬العملات‭ ‬النحاسية‭ ‬التي‭ ‬استعادها‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬استخدموا‭ ‬العملات‭ ‬المعدنية‭ ‬المسكوكة‭ ‬في‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬الساسانية‭.‬

وتم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬جدلات‭ ‬مغزلية‭ ‬وإبر‭ ‬نحاسية‭ ‬في‭ ‬المبنى،‭ ‬لذلك‭ ‬ربما‭ ‬تم‭ ‬إنتاج‭ ‬المنسوجات‭ ‬هناك‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬العبادة‭.‬

وتظهر‭ ‬الهوية‭ ‬المسيحية‭ ‬للسكان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬صلبان‭ ‬من‭ ‬الجص‭ ‬عثر‭ ‬عليها،‭ ‬اثنان‭ ‬منها‭ ‬ربما‭ ‬كانا‭ ‬يزينان‭ ‬المبنى،‭ ‬وواحد‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬حمله‭ ‬أو‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬به‭ ‬كتذكار‭ ‬شخصي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الرموز‭ ‬المنقوشة‭ ‬على‭ ‬الجدران،‭ ‬على‭ ‬الجص،‭ ‬والتي‭ ‬تتضمن‭ ‬جزءا‭ ‬مما‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬كاي‭ ‬رو‮»‬‭ (‬Chi‭-‬Rho‭) ‬وسمكة،‭ ‬وكلاهما‭ ‬من‭ ‬الرموز‭ ‬المسيحية‭ ‬المبكرة‭.‬

وتم‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬المبنى‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2019‭ ‬و2023‭ ‬ضمن‭ ‬مشروع‭ ‬مشترك‭ ‬بقيادة‭ ‬البروفيسور‭ ‬تيموثي‭ ‬إنسول‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬بجامعة‭ ‬إكستر‭ ‬والدكتور‭ ‬سلمان‭ ‬المحاري‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭.‬

وقال‭ ‬البروفيسور‭ ‬إنسول‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬دليل‭ ‬مادي‭ ‬يتم‭ ‬العثور‭ ‬عليه‭ ‬للكنيسة‭ ‬النسطورية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ويعطي‭ ‬فكرة‭ ‬رائعة‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬عيش‭ ‬الناس‭ ‬وعملهم‭ ‬وعبادتهم‮»‬‭.‬

ويجري‭ ‬الآن‭ ‬تحويل‭ ‬الموقع‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬التاريخية‭ ‬المهمة،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬إعادة‭ ‬فتح‭ ‬المعلم‭ ‬التاريخي‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا