العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٢ - الاثنين ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الرياضة

«عودة كرة القدم إلى موطنها» تأجلت مجددا

الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

برلين‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬بعد‭ ‬طول‭ ‬انتظار‭ ‬وتحديداً‭ ‬منذ‭ ‬مونديال‭ ‬1966‭ ‬على‭ ‬أرضهم،‭ ‬اعتقد‭ ‬الإنكليز‭ ‬أن‭ ‬حلمهم‭ ‬بـ«عودة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬إلى‭ ‬موطنها‮»‬‭ ‬قد‭ ‬يتحقق‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بعد‭ ‬بلوغ‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬أوروبا‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الألمانية،‭ ‬لكن،‭ ‬وكما‭ ‬حصل‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬أرضهم‭ ‬حين‭ ‬خسروا‭ ‬النهائي‭ ‬أمام‭ ‬إيطاليا‭ ‬بركلات‭ ‬الترجيح،‭ ‬تبخّر‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الإسبان‭ ‬بالخسارة‭ ‬أمامهم‭ ‬1‭-‬2‭ ‬في‭ ‬برلين‭.‬

صحيحٌ‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لإنكلترا‭ ‬قبل‭ ‬اليوم‭ ‬الفوز‭ ‬بلقب‭ ‬كأس‭ ‬أوروبا‭ ‬وأنها‭ ‬وصلت‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬النهائي‭ ‬لأوّل‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬ولم‭ ‬تفز‭ ‬بأي‭ ‬لقب‭ ‬كبير‭ ‬باستثناء‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬1966‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬توقعات‭ ‬جماهيرها‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬بطولة،‭ ‬فكيف‭ ‬الحال‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ترى‭ ‬لاعبي‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬بين‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬‮«‬الأسود‭ ‬الثلاثة‮»‬‭.‬

ولم‭ ‬يقدّم‭ ‬الإنكليز‭ ‬الكثير‭ ‬الذي‭ ‬يشفع‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬أوروبا‭ ‬ألمانيا‭ ‬2024،‭ ‬لكنهم‭ ‬بلغوا‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬النهائي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يسقطهم‭ ‬الإسبان‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬بهدف‭ ‬سجله‭ ‬البديل‭ ‬ميكيل‭ ‬أويارسابال‭ ‬قبل‭ ‬أربع‭ ‬دقائق‭ ‬على‭ ‬نهاية‭ ‬الوقت‭ ‬الأصلي‭.‬

هذه‭ ‬المرة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬منقذ‭ ‬للإنكليز‭ ‬ومدربهم‭ ‬غاريث‭ ‬ساوثغيت،‭ ‬خلافاً‭ ‬لما‭ ‬حصل‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مبارياتهم‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النهائيات‭.‬

ففي‭ ‬ثمن‭ ‬النهائي‭ ‬تخطوا‭ ‬سلوفاكيا‭ ‬2‭-‬1‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬تخلفوا‭ ‬خلاله‭ ‬حتى‭ ‬الدقيقة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬الأصلي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينقذهم‭ ‬جود‭ ‬بيلينغهام‭ ‬بتسديدته‭ ‬الأكروباتية‭ ‬الخلفية،‭ ‬ثم‭ ‬كانوا‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬الخروج‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬سويسرا‭ ‬في‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يسجل‭ ‬بوكايو‭ ‬ساكا‭ ‬التعادل‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬80‭ ‬ويفرض‭ ‬التمديد‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬ركلات‭ ‬الترجيح‭.‬

ومنذ‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬الذي‭ ‬حققوا‭ ‬فيه‭ ‬انتصاراً‭ ‬يتيماً‭ ‬مقابل‭ ‬تعادلين،‭ ‬واجه‭ ‬المدرب‭ ‬ساوثغيت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬رأت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يستغل‭ ‬بالشكل‭ ‬اللازم‭ ‬تشكيلة‭ ‬النجوم‭ ‬التي‭ ‬يملكها‭.‬

ووصل‭ ‬الأمر‭ ‬بالجمهور‭ ‬الإنكليزي‭ ‬إلى‭ ‬رشق‭ ‬ساوثغيت‭ ‬بأكواب‭ ‬الجعة‭ ‬بعد‭ ‬التعادل‭ ‬السلبي‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬المجموعات‭ ‬مع‭ ‬سلوفينيا‭.‬

لكن‭ ‬بعد‭ ‬الفوز‭ ‬على‭ ‬هولندا‭ ‬2‭-‬1‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬بفضل‭ ‬هدف‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الرمق‭ ‬الأخير‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬عبر‭ ‬أولي‭ ‬واتكينز‭ ‬انقلبت‭ ‬الانتقادات‭ ‬وصيحات‭ ‬الاستهجان‭ ‬إلى‭ ‬الإشادة‭ ‬بخيارات‭ ‬المدرب‭ ‬الجريئة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬ولخصت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬غارديان‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬التبدل‭ ‬في‭ ‬المزاج‭ ‬بقولها‭: ‬‮«‬تعرض‭ ‬للإهانة‭ ‬والانتقادات‭ ‬لكن‭ ‬إنكلترا‭ ‬بقيادة‭ ‬ساوثغيت‭ ‬بلغت‭ ‬النهائي‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خوض‭ ‬نهائي‭ ‬جديد،‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬أمام‭ ‬إيطاليا‭ ‬بركلات‭ ‬الترجيح‭ ‬‮«‬تقدم‭ ‬استثنائي‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬إنكلترا‮»‬‭.‬

قد‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬ساوثغيت‭ ‬كاريزما‭ ‬ألف‭ ‬رامسي،‭ ‬مدرب‭ ‬‮«‬الأسود‭ ‬الثلاثة‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بكأس‭ ‬العالم‭ ‬1966‭ ‬على‭ ‬أرضه،‭ ‬لكنه‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تثبيت‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬ربع‭ ‬النهائي‭ ‬مونديال‭ ‬2022،‭ ‬وقبله‭ ‬نصف‭ ‬نهائي‭ ‬مونديال‭ ‬2018‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬بلوغه‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬مرتين‭ ‬متتاليتين‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬أوروبا‭.‬

والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬خيبة‭ ‬نهائي‭ ‬برلين،‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬المستقبل،‭ ‬مع‭ ‬ساوثغيت‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬دونه؟‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬عقده‭ ‬يمتد‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وبدأ‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬عدم‭ ‬وجوده‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الأسود‭ ‬الثلاثة‮»‬‭ ‬في‭ ‬رحلتهم‭ ‬نحو‭ ‬مونديال‭ ‬2026‭.‬

ويُدرك‭ ‬ساوثغيت‭ ‬تماماً‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬الطريق‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬عناصر‭ ‬شابة‭ ‬مثل‭ ‬كول‭ ‬بالمر‭ (‬22‭ ‬عاماً‭) ‬الذي‭ ‬سجل‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬هدفه‭ ‬الدولي‭ ‬الثاني‭ ‬بإدراكه‭ ‬التعادل‭ ‬بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬دقائق‭ ‬على‭ ‬دخوله،‭ ‬جود‭ ‬بيلينغهام‭ (‬21‭ ‬عاماً‭)‬،‭ ‬بوكايو‭ ‬ساكا‭ (‬22‭)‬،‭ ‬فيل‭ ‬فودن‭ (‬24‭) ‬أو‭ ‬ديكلان‭ ‬رايس‭ (‬26‭).‬

وقال‭: ‬‮«‬تمتلك‭ ‬إنكلترا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬بعض‭ ‬اللاعبين‭ ‬الشباب‭ ‬الرائعين،‭ ‬وحتى‭ ‬اللاعبين‭ ‬الشباب‭ ‬لديهم‭ ‬الآن‭ ‬خبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬البطولات‭. ‬سيكون‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬موجودين‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬أو‭ ‬أربعة‭ ‬أو‭ ‬ستة‭ ‬أو‭ ‬ثمانية‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التطوّر‭ ‬الهائل‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬المنتخب‭ ‬تحت‭ ‬إشرافه،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬شكوك‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ساوثغيت‭ ‬الرجل‭ ‬الأمثل‭ ‬لتولّي‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬الغنية‭ ‬بالمواهب‭.‬

وبعد‭ ‬نهائي‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬تحسّر‭ ‬على‭ ‬افتقار‭ ‬فريقه‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬ومعاناته‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬بدنية،‭ ‬لكن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬نصيبه‭ ‬من‭ ‬اللوم‭ ‬نتيجة‭ ‬اعتماده‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬مجموعة‭ ‬اللاعبين‭ ‬طوال‭ ‬البطولة،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬امتلاكه‭ ‬بدلاء‭ ‬مميزين‭ ‬خارج‭ ‬الملعب‭.‬

وبدأ‭ ‬ثمانية‭ ‬لاعبين‭ ‬جميع‭ ‬المباريات‭ ‬السبع،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬يلجأ‭ ‬ساوثغيت‭ ‬إلى‭ ‬مقاعد‭ ‬البدلاء‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬التخلف‭ ‬أمام‭ ‬سلوفاكيا‭ ‬وسويسرا‭ ‬وإسبانيا‭.‬

وأقرّ‭ ‬ساوثغيت‭: ‬‮«‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬خسرنا‭ ‬أمام‭ ‬الفريق‭ ‬الأفضل‭ ‬وعلينا‭ ‬مراجعة‭ ‬كيف‭ ‬حصل‭ ‬ذلك‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬واضح‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬ذهني‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬سيأخذ‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬للتفكير‭ ‬في‭ ‬مستقبله،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مؤكد‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تعود‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬إلى‭ ‬موطنها‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا