أوضح الدكتور هشام عبدالغني الممثل الإقليمي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية للمنطقة العربية بأن ارتفاع درجة الحرارة بصورة كبيرة هو أحد مظاهر التغيرات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري، ونظرا الى تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الصحة العامة ليس فقط للبشر ولكن لكافة الكائنات الحية وعلى العديد من القطاعات الاقتصادية، مثل قطاع الزراعة والطاقة وغيرها، فقد قام الأمين العام للأمم المتحدة بمشاركة عشر من منظمات الأمم المتحدة بالدعوة للعمل على الحد من الانبعاثات الكربونية واتخاذ كافة ما يلزم من إجراءات للتخفيف من آثار ارتفاع درجات الحرارة على الحياة والقطاعات الاقتصادية والخدمية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد أطلق الخميس دعوة عالمية للعمل من أجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى أن الأسبوع الماضي شهد تسجيل أعلى درجات حرارة على الأطلاق.
وأشار الأمين العام، إلى أن أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضية شهدت تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة العالمية، وفقا لبيانات صادرة عن خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي. ونبّه أنطونيو غوتيريش إلى أن درجات الحرارة القصوى أصبحت الآن قضية عالمية مستمرة وليست حوادث معزولة.
وأضاف الأمين العام أن الحرارة الشديدة تمزق الاقتصادات وتوسع عدم المساواة وتقوض أهـداف التنمية المستدامة وتقتل الناس. ومضى قائلا: «الأرض تصبح أكثر سخونة وخطورة على الجميع، في كل مكان. يواجه مليارات الأشخاص وباء من الحرارة الشديدة – حيث يذبلون تحت موجات حر مميتة بشكل متزايد، مع درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية في جميع أنحاء العالم. هذا يعادل 122 درجة فهرنهايت. ونصف درجة الغليان (100 درجة مئوية)». وأشار الأمين العام إلى أن الحرارة الشديدة تتفاقم بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة بشرية، حيث تقدر الوفيات المرتبطة بالحرارة بنحو نصف مليون سنويا، وهو ما يتجاوز بكثير تأثير الأعاصير المدارية.
وشدد الأمين العام على ضرورة مكافحة السبب الجذري الذي يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة: تكمن المشكلة الأساسية في الاعتماد على الوقود الأحفوري. ودعا القادة إلى الالتزام بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق الأهداف العالمية المتفق عليها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين حول المناخ، لمضاعفة قدرة العالم على إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات، وإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030. وشملت الوكالات الأممية المشاركة في الدعوة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، منظمة العمل الدولية، مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك