العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العقاري

تنظيم الإعلانات العقارية بالتقنيات الحديثة

بقلم: عبدالله مراد المدير التنفيذي لشركة راكوون للخدمات

الأربعاء ٠٧ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

الذكاء الصناعي وروبوتات المحادثة حلول ممكنة لمعالجة المعطيات والتنبؤ بالمخالفات


18‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬هي‭ ‬نهاية‭ ‬المهلة‭ ‬التي‭ ‬حددتها‭ ‬مؤسسة‭ ‬التنظيم‭ ‬العقاري‭ ‬في‭ ‬التعميم‭ ‬الصادر‭ ‬بخصوص‭ ‬ضوابط‭ ‬الاعلانات‭ ‬العقارية‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشفافية‭ ‬والمصداقية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬أسس‭ ‬وقواعد‭ ‬تنظيمية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلكين‭ ‬وضمان‭ ‬الثقة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬والمطورين‭ ‬العقاريين‭ ‬التي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬سوف‭ ‬تنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬العقاري‭ ‬ودعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬بجذب‭ ‬وتدفق‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬لقد‭ ‬تفاعلت‭ ‬أغلب‭ ‬المكاتب‭ ‬العقارية‭ ‬بالتفاؤل‭ ‬مع‭ ‬صدور‭ ‬التعميم‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬مواكب‭ ‬للخطوات‭ ‬التصحيحية‭ ‬لتنظيم‭ ‬الإعلانات‭ ‬العقارية‭ ‬وتحسين‭ ‬أنشطة‭ ‬التسويق‭ ‬والترويج‭ ‬بالتوازن‭ ‬بين‭ ‬القيود‭ ‬التنظيمية‭ ‬وحرية‭ ‬الإعلان‭ ‬وتداول‭ ‬المعلومات‭ ‬بشفافية‭ ‬ومصداقية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التلاعب‭ ‬والتضليل‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬الإعلانات‭ ‬التقليدية‭ ‬مثل‭ ‬لوحات‭ ‬الشوارع‭ ‬وإعلانات‭ ‬الصحف‭ ‬أو‭ ‬البروشورات‭ ‬المطبوعة‭ ‬رغم‭ ‬تأثيرها‭ ‬المحدود‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تشكل‭ ‬صعوبة‭ ‬إدارية‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬والتنظيم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬بالمستجدات‭ ‬المتقلبة‭ ‬والمتغيرات‭ ‬المتسارعة‭ ‬وتستدعي‭ ‬وجود‭ ‬كوادر‭ ‬وإمكانيات‭ ‬متخصصة‭ ‬ترصد‭ ‬وتتابع‭ ‬سوق‭ ‬الإعلانات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وتتفاعل‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬البلاغات‭ ‬المخالفة‭ ‬للضوابط‭ ‬التنظيمية‭ ‬التي‭ ‬تلاحظ‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الإعلانات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬يتابعها‭ ‬أغلب‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العقارات‭ ‬والتي‭ ‬تتغير‭ ‬بسرعة‭ ‬فائقة‭ ‬وتتحدث‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬لتواكب‭ ‬الفرص‭ ‬العقارية‭ ‬المستجدة‭.‬

قد‭ ‬يكون‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الصناعي‭ ‬لتتبع‭ ‬البيانات‭ ‬الضخمة‭ ‬والتمكن‭ ‬من‭ ‬فرز‭ ‬ومعالجة‭ ‬المعطيات‭ ‬والتفاعل‭ ‬معها‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬اليد‭ ‬البشرية‭ ‬أحد‭ ‬الحلول‭ ‬مع‭ ‬الاستعانة‭ ‬بروبوتات‭ ‬المحادثة‭ ‬التلقائية‭ ‬للتجاوب‭ ‬الفوري‭ ‬مع‭ ‬المستفيدين‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬البيانات‭ ‬والصور‭ ‬ومقارنتها‭ ‬بالواقع‭ ‬الافتراضي‭ ‬للتمكن‭ ‬من‭ ‬اكتشاف‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬في‭ ‬الاعلانات‭ ‬المضللة،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المستبعد‭ ‬ان‭ ‬يتمكن‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬مستقبلا‭ ‬في‭ ‬التنبؤ‭ ‬عن‭ ‬المخالفات‭ ‬قبل‭ ‬وقوعها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرصد‭ ‬وتحليل‭ ‬الفرص‭ ‬والمخاطر‭ ‬واكتشاف‭ ‬الثغرات‭ ‬عبر‭ ‬محاكاة‭ ‬توجه‭ ‬السوق‭ ‬وتدفق‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭.‬

وشخصيا‭ ‬لا‭ ‬أشك‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬السوق‭ ‬العقاري‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬جذب‭ ‬المخالفين‭ ‬الذين‭ ‬يمارسون‭ ‬النشاط‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬في‭ ‬التسجيل‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬بناء‭ ‬بيئة‭ ‬تحفيزية‭ ‬تكافئ‭ ‬المرخصين‭ ‬وتخالف‭ ‬العمالة‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬التي‭ ‬خلقت‭ ‬منافسة‭ ‬غير‭ ‬متكافئة‭ ‬في‭ ‬الكلفة‭ ‬التشغيلية‭ ‬مع‭ ‬المكاتب‭ ‬العقارية،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والتعسف‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬الاشتراطات‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬بوجود‭ ‬عدد‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المخالفين‭ ‬والتي‭ ‬تتطلب‭ ‬اعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الاشتراطات‭ ‬لصالح‭ ‬المكاتب‭ ‬العقارية‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭.‬

وهذا‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬التساؤل‭ ‬هل‭ ‬ضوابط‭ ‬الاعلانات‭ ‬العقارية‭ ‬سوف‭ ‬تكبح‭ ‬الأعداد‭ ‬المتزايدة‭ ‬للمخالفين‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تسهم‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬العاملين‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬التنظيم‭ ‬العقاري؟‭!‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬حددت‭ ‬في‭ ‬التعميم‭ ‬الأخير‭ ‬أهم‭ ‬النقاط‭ ‬للضوابط‭ ‬التنظيمية‭ ‬في‭ ‬الإعلانات‭ ‬مثل‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالوضوح‭ ‬والشفافية‭ ‬وعدم‭ ‬إخفاء‭ ‬المعلومات‭ ‬الجوهرية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬العقار‭ ‬المعلنة‭ ‬لتفادي‭ ‬الإعلانات‭ ‬الوهمية‭ ‬والاستدراج‭ ‬لجمع‭ ‬البيانات‭ ‬من‭ ‬العامة،‭ ‬وأخذ‭ ‬موافقة‭ ‬مالك‭ ‬العقار‭ ‬والاتفاق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬التفاصيل‭ ‬والإعلان‭ ‬مع‭ ‬إضافة‭ ‬رمز‭ ‬القارئ‭ ‬السريع‭ ‬‮«‬QR‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يوضح‭ ‬معلومات‭ ‬الوسيط‭ ‬أو‭ ‬المكتب‭ ‬المرخص‭ ‬لدى‭ ‬مؤسسة‭ ‬التنظيم‭ ‬العقاري‭ ‬لمزاولة‭ ‬النشاط‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬تخصيص‭ ‬مهلة‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬لإزالة‭ ‬الاعلان‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬الغرض‭ ‬المحدد‭ ‬له‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬تشكل‭ ‬تحديا‭ ‬إداريا‭ ‬إضافيا‭ ‬قد‭ ‬يصعب‭ ‬متابعته‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا