10% من أمراض السرطان وراثية.. والفحص الجيني يسهم في التشخيص المبكر
أكدت استشارية الجينات والوراثة أهمية التطور التكنولوجي في تشخيص الأمراض، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دورًا متناميًا في السنوات الأخيرة في مجال فحوصات الأجنة. كما بينت أن الفحوصات الجينية تسهم في اكتشاف الأمراض بصورة أكثر دقة من الطرق التقليدية، وكشفت عن أن هناك توجهات مستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في علم الأجنة.
أكدت ذلك د. مريم فدا استشارية الجينات والوراثة وتحليل جينات الأجنة قبل الغرس، خلال الحوار الفكري الذي نظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» تحت عنوان «مستقبل علم الجينات والأجنة في عصر الذكاء الاصطناعي» أمس الأربعاء.
وتطرقت إلى أساسيات علم الجينات والوراثة، وحالات مصابة بأمراض سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم ومتلازمة لينج واعتلال عضلة القلب التوسعي، وحالات تأخر الحمل والاجهاضات المتكررة وكذلك تحليل جينات الأجنة قبل الغرس.
وبشأن تطور علم الجينات والأجنة، صرحت د. فدا لـ «أخبار الخليج» بأن هذا العلم يشهد تطورًا سريعًا، حيث يتم فحص الأجنة لإجراء عملية أطفال الأنابيب والتحقق منها باستخدام المايكروسكوب، والتوجهات المستقبلية تتجه إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في عملية أطفال الأنابيب للتحقق من الأجنة واختيار الأجنة السليمة ليتم غرسها في الأم.
وشددت د. مريم فدا على أهمية الفحص الجيني الذي يسهم في اكتشاف الطفرات السرطانية الوراثية، والطفرات التي يحملها الأبوان والتي قد تؤدي إلى إنجاب طفل مصاب. كما تساعد الفحوصات الجينية أحياناً على معرفة سبب تأخر الحمل والاجهاضات المتكررة.
وقالت إن مرض السرطان هو مرض جيني يؤدي إلى انقسام الخلايا بطريقة غير منتظمة وسريعة حتى يتكون الورم، ولدى معرفة الطفرة السرطانية المؤدية الى انقسام الخلايا يتم وضع المرضى على خطة علاجية من أجل التشافي.
وذكرت أن حوالي 10% من السرطانات وراثية، النسبة المتبقية وهي حوالي 90% غير وراثية، مشيرة إلى أن نسبة وراثة الطفرات الجينية السرطانية هي 50% إن كان أحد الأبوين حاملا للطفرة.
ودعت د. فدا العوائل التي لديها حالات إصابة بمرض السرطان الى إجراء الفحوصات الجينية واتباع نمط حياة صحي وذلك بتناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين والكحول.
وتطرقت الى الحديث عن أن هناك حالات كثيرة للإجهاضات المتكررة وتأخر الحمل بسبب مشكلة كرموسومية أو جينية، ولدى معرفة المشكلة يستطيع الأطباء مساعدة الزوج والزوجة للحمل بطريقة أطفال أنابيب واستخدام تحليل جينات الأجنة قبل الغرس لإنجاب طفل سليم غير مصاب بالمرض.
واستعرضت د. فدا بعض حالات سرطان الثدي التي تم تشخصيها، مشيرة إلى أن إن تم وراثة طفرات في الجين BRCA1 أو BRCA2 فإن نسبة إصابة الإناث بسرطان الثدي والمبايض تكون مرتفعة. كما أكدت أن 1% من الرجال يصابون بسرطان الثدي إن كانوا حاملين لطفرات في هذه الجينات وأن نسبة الإصابة بسرطان البروستات والقولون والبنكرياس تكون مرتفعة كذلك.
ولفتت إلى أنه إحدى الدراسات أثبتت أن حوالي 20% من حالات سرطان الثدي التي لم يتم التعرف عليها من خلال الماموقرام من قبل المختصين، تم اكتشافها بالذكاء الاصطناعي حيث يتم برمجة أجهزة الأشعة لتظهر الإصابة بالسرطان.
وبخصوص الجينوم، أوضحت أن فحص الجينوم يتم بأخذ عينة من الدم ليتم تحليل الـ DNA والذي يمكن من خلاله معرفه إمكانية إصابة الشخص بأمراض في المستقبل كمرض السكري أو إن كانت نسبة إصابته الشخص بالسمنة مرتفعة. كما يمكن معرفة ان كان لديه حساسية معينة من دواء أو أغذية معينة وهذه الأمور كلها يمكن معرفتها من خلال أخذ عينة دم لفحص الجينوم.
وتضمن الحوار الفكري مجموعة من الأسئلة من الحضور، منها عن استخدام الذكاء الاصطناعي في بناء رحم بديل، حيث بينت أن هناك تجارب سريرية استخدمت الخلايا الجذعية في زراعة بعض الأعضاء، وعن ظهور مشاكل أثناء أخذ الخزعة من الجنين لفحص جينات الأجنة بينت أن الخزعة تُؤخذ من المنطقة التي تكون المشيمة فلا تحدث مشاكل بهذا الخصوص، أما بالنسبة الى تجميد الأجنة فأشارت إلى إمكانية أن تتأثر الأجنة بسبب طريقة التجميد.
وعن تقنية كريسبر التي تعد من أحدث تقنيات الهندسة الوراثية والتي يمكن من خلالها تعديل الطفرة الجينية للمريض المصاب بمرض وراثي، نوهت د. مريم أنه بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تم إجازة استخدام تقنية كريسبر في البحرين لعلاج مرضى أنيميا الدم المنجلية لتكون البحرين ثاني دولة في العالم تجيز استخدام هذه التقنية وأول دولة إقليميًّا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك