العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العقاري

تحديات وفرص أمام تنفيذ البنية التحتية في مخططات التقسيم

{ عبدالله مراد.

الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬خطوة‭ ‬تعكس‭ ‬رؤية‭ ‬طموحة‭ ‬لمستقبل‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬أصدرت‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬قرارًا‭ ‬تنظيميًا‭ ‬مهمًا‭ (‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬788‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭) ‬يتعلق‭ ‬بتقسيم‭ ‬الأراضي‭ ‬المخصصة‭ ‬للتطوير‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭. ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬حاسم،‭ ‬حيث‭ ‬يشهد‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري‭ ‬نموًا‭ ‬متسارعًا‭ ‬وطرحًا‭ ‬لمخططات‭ ‬تلبي‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬المحدودة‭. ‬ويعكس‭ ‬القرار‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬واضحة‭ ‬ويُعد‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬التزام‭ ‬الحكومة‭ ‬بتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬التطوير‭ ‬العقاري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬بناء‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الإشراف‭ ‬والرقابة‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬ستنفذ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والمستثمرين‭. ‬إنه‭ ‬دعوة‭ ‬مفتوحة‭ ‬لمطوري‭ ‬العقارات‭ ‬والمستثمرين‭ ‬للمساهمة‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التعمير‭ ‬وفق‭ ‬منظور‭ ‬جديد‭ ‬يفتح‭ ‬أبواب‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ويجذب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

حددت‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬فترة‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬لتنفيذ‭ ‬القرار،‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬المطور‭ ‬أو‭ ‬المستثمر‭ ‬تحمل‭ ‬كلفة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المقسمة‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬فبراير‭ ‬2025‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬التكاليف‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬تُدفع‭ ‬كرسوم‭ ‬ثابتة‭ ‬عند‭ ‬تقديم‭ ‬طلبات‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء،‭ ‬وكانت‭ ‬تُحتسب‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬البناء‭ ‬بقيمة‭ ‬موحدة‭ ‬لجميع‭ ‬أنواع‭ ‬المشاريع‭ ‬بمقدار‭ ‬12‭ ‬دينارًا‭ ‬لكل‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬أُلغي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬وتيرة‭ ‬التطوير‭ ‬العقاري،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الكبيرة‭. ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فإن‭ ‬التكاليف‭ ‬الجديدة‭ ‬ستُحتسب‭ ‬بدقة‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬التكاليف‭ ‬الفعلية‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية،‭ ‬التي‭ ‬ستُدفع‭ ‬مباشرة‭ ‬للمقاولين‭ ‬والاستشاريين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬تجهيز‭ ‬الأراضي‭ ‬وربطها‭ ‬بشبكات‭ ‬الطرق‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬وتوصيلات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه،‭ ‬ما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬أكثر‭ ‬عدلاً‭ ‬لتقدير‭ ‬تكاليف‭ ‬البناء‭ ‬مقارنة‭ ‬بالنظام‭ ‬السابق‭.‬

تم‭ ‬تصميم‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بعناية‭ ‬ليكون‭ ‬إطارًا‭ ‬تنظيميًا‭ ‬يسهل‭ ‬عملية‭ ‬تقسيم‭ ‬الأراضي‭ ‬وتنفيذ‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بمرونة‭. ‬ويضمن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬وضوح‭ ‬الكلفة‭ ‬الفعلية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬بشفافية،‭ ‬مع‭ ‬حرية‭ ‬اختيار‭ ‬المقاول‭ ‬والاستشاري‭ ‬والتفاوض‭ ‬معهم،‭ ‬ما‭ ‬يخلق‭ ‬سوقًا‭ ‬تنافسية‭ ‬تحدد‭ ‬الأفضلية‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الجودة‭ ‬والسرعة‭ ‬والكلفة‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬ضمانات‭ ‬استباقية‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأخطاء‭ ‬وتعويض‭ ‬المتضررين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬معقولة‭ ‬بعد‭ ‬تسليم‭ ‬المشاريع‭ ‬للجهة‭ ‬الحكومية‭. ‬شخصيًا،‭ ‬أتفاءل‭ ‬بأن‭ ‬الوضع‭ ‬سيتحسن،‭ ‬وسيكون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬أراضٍ‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تقدير‭ ‬الوقت‭ ‬المتوقع‭ ‬لإنجاز‭ ‬المشاريع‭. ‬إن‭ ‬ضبابية‭ ‬المعلومات‭ ‬وعدم‭ ‬وضوح‭ ‬الجداول‭ ‬الزمنية‭ ‬لإنجاز‭ ‬المشاريع‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬المستثمرين‭ ‬والمطورين‭ ‬إلى‭ ‬المشاريع،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬والمال‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬نتفاداه‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭.‬‮ ‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الأراضي‭ ‬نتيجة‭ ‬زيادة‭ ‬كلفة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬السعر‭ ‬الإجمالي‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬ستدعم‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتحرك‭ ‬السيولة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشغيل‭ ‬شركات‭ ‬المقاولات‭ ‬والمكاتب‭ ‬الاستشارية،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬المالي‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

قد‭ ‬تكون‭ ‬زيادة‭ ‬الكلفة‭ ‬ذريعة‭ ‬لبعض‭ ‬الأطراف‭ ‬لرفع‭ ‬الأسعار‭ ‬وتحقيق‭ ‬أرباح‭ ‬مضاعفة‭. ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنشاء‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬شفافة‭ ‬توضح‭ ‬الكلفة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬وسعر‭ ‬الأرض‭ ‬الخام،‭ ‬مع‭ ‬تشجيع‭ ‬طرح‭ ‬المخططات‭ ‬بوتيرة‭ ‬متسلسلة‭ ‬لتجنب‭ ‬احتكار‭ ‬السوق‭ ‬وشح‭ ‬المعروض‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬قد‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬المجازفة‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الجديد،‭ ‬فإن‭ ‬السوق‭ ‬سيتكيف‭ ‬وسوف‭ ‬يصحح‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬بنايات‮»‬‭ ‬في‭ ‬المكاتب‭ ‬الإشراف‭ ‬والهندسة‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬انطلاقه‭.‬‮ ‬

ورغم‭ ‬الإيجابيات‭ ‬العديدة‭ ‬لهذا‭ ‬القرار‭ ‬فإنه‭ ‬يحمل‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬المتابعة‭ ‬والمعالجة‭ ‬قبل‭ ‬تفاقمها،‭ ‬مثل‭ ‬زيادة‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬ومتوسطي‭ ‬الدخل،‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يجدون‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬الكلفة‭ ‬الإضافية‭ ‬للأراضي‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬التمويلات‭ ‬قد‭ ‬تستدعي‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العبء‭ ‬المالي‭ ‬لاسترجاع‭ ‬كلفة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.‬

ومن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يواجهها‭ ‬السوق‭ ‬هو‭ ‬احتمالية‭ ‬المخالفة‭ ‬وبيع‭ ‬وتسويق‭ ‬القسائم‭ ‬قبل‭ ‬اكتمال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يستغلها‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬التخطيط‭ ‬الأولية‭. ‬ولتفادي‭ ‬هذا‭ ‬يمكن‭ ‬تنظيم‭ ‬عملية‭ ‬البيع‭ ‬المبدئي‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬قانونية‭ ‬رسمية‭ ‬تضمن‭ ‬حقوق‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬آلية‭ ‬مبدئية‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬المساحة‭ ‬والتسجيل‭ ‬العقاري‭ ‬أو‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬التنظيم‭ ‬العقاري،‭ ‬بما‭ ‬يحمي‭ ‬حقوق‭ ‬البائع‭ ‬والمشتري‭ ‬في‭ ‬حجز‭ ‬القسائم‭ ‬لتفادي‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الأطراف‭.‬‮ ‬

من‭ ‬المقترحات‭ ‬التي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬فيها‭ ‬الجهات‭ ‬التنظيمية‭ ‬هو‭ ‬اعتماد‭ ‬تمديدات‭ ‬الاتصالات‭ ‬مثل‭ ‬كابلات‭ ‬الألياف‭ ‬الضوئية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬لتجنب‭ ‬إعادة‭ ‬حفر‭ ‬الأرض‭ ‬لتمديد‭ ‬خطوط‭ ‬الإنترنت‭ ‬والاتصالات‭ ‬لاحقًا‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا