«أخبار الخليج» ترافق مجلس النواب في زيارة الجمعية
الإدمان آفة خطيرة تهدد أي مجتمع، وتحرص مملكة البحرين بمختلف مؤسساتها على حماية المجتمع منها، وتوفير أفضل السبل لإنقاذ الشباب من السقوط في براثن هذه الآفة، وتتمثل أبرز الجهود في جمعية التعافي من المخدرات التي توفر حزمة من البرامج والمبادرات للشباب وتمكينهم من العودة إلى جادة الصواب، والطريق القويم وإنقاذ مستقبلهم من الضياع.
«أخبار الخليج» رافقت وفدا من مجلس النواب أثناء زيارته جمعية التعافي من المخدرات برعاية رئيس مجلس النواب أحمد بن سلمان المسلم وبحضور عدد من النواب ومسؤولين من وزارة التنمية الاجتماعية وإدارة الصحة العامة للاطلاع على قصة النجاح البحرينية في هذا المجال.
جمعية التعافي سجلت منذ عام 2021م حتى منتصف 2023م، 1530 متعافيا استفادوا من البرنامج العلاجي والتأهيلي على المستوى المحلي والخليجي والعربي والذي يشمل السكن والإعاشة والعلاج والتأهيل، منها 95 متعافيا في عام 2021م، و180 متعافيا في عام 2022م، و202 متعافٍ حتى منتصف 2023م.
كما قامت الجمعية بتقديم برامجها لـ400 نزيل بمركز الإصلاح والتأهيل في «جو» بالشراكة مع وزارة الداخلية متمثلة في إدارة الإصلاح والتأهيل منذ عام 2014.
وتحرص الجمعية على متابعة المتعافين، حيث وفرت جلسات متابعة لـ 70% من المتعافين استفادوا منها بعد انقضاء فترة البرامج العلاجية والتأهيلية، بالإضافة إلى 100 جلسة استشارية نفسية في العيادات الخارجية عبر المختصين بالجمعية، و3000 منشور إرشادي عبر المختصين بالجمعية لأسر المرضى عبر الهاتف أو مباشرةً لتحسين العلاقة الأسرية.
كما أسهمت الجمعية في مساعدة 24 متعافيا من الالتحاق بورش عمل يقدمها صندوق العمل «تمكين»، وساعدت 169 متعافيا على أداء مناسك العمرة، وتم تزويج 6 متعافين في مشروع الزواج بالجمعية وصرف 2000 دينار بحريني لكل شخص، كما تم التكفل بـ3 معالجين بدراستهم الجامعية عن طريق الجمعية.
ويتكلف المستفيد الواحد في البرنامج العلاجي 410 دنانير شهريا، و1230 دينارا مدة ثلاثة شهور، أما تكلفة المستفيدين والذين عددهم 30 شخصا فتبلغ مدة شهر واحد فقط 12230 دينارا.
مركز إقليمي في
مملكة البحرين
وكشف عادل بن راشد بوصيبع رئيس مجلس الإدارة، عن تدشين مكتب تابع للجمعية للاستشارات ومقابلات وجلسات المبدئية للنساء المدمنين تم التكفل به من قبل أحد المتبرعين.
وأضاف رئيس مجلس الإدارة، بأن الجمعية تقدم جميع الأدوات العلاجية للمدمنين، حيث نتطلع الى أن تكون الجمعية مركزا إقليميا في مملكة البحرين، بالإضافة إلى التطلع إلى الشراكة مع عدد من الجهات والوزارات، منها وزارة التربية والتعليم لتثقيف الطلبة من هذه الآفات، حيث إن اليوم لا تقتصر مهمة الجمعية على علاج المريض فقط ولكنها تهتم كذلك بالوقاية، لأن الوقاية خير من العلاج وهذه المؤسسة تشارك في بناء هذا الوطن.
وبيّن رئيس مجلس الإدارة بأن الجمعية تتطلع إلى وجود مقر لها لاستيعاب أكبر عدد من الأشخاص الذين يريدون التخلص من هذه الآفة، بما يسهم في توفير قاعات للمحاضرات والندوات، بالإضافة إلى العديد من الأقسام التي تم التخطيط لها إلا أن تكلفة البناء تقدر بـ500 ألف دينار بحريني، كما نتطلع إلى فتح قسم نسائي ولكن الإمكانيات المالية هي العائق الوحيد فالخطة والكوادر موجودة.
قائمة الانتظار
ومن جانب آخر، أكد المدير التنفيذي حسن محمد طيب المدير التنفيذي للجمعية، بأن جمعية «تعافي» هي الجمعية الوحيدة في مملكة البحرين التي تستقبل المدمنين من دون عائد مالي بحيث يتم توفير السكن والمعيشة والبرامج العلاجية والتأهيلية المصاحبة، موضحا أن الطاقة الاستيعابية للجمعية هي 30 مستفيدا يتم مباشرة علاجهم.
كما كشف المدير التنفيذي عن ارتفاع نسبة الاقبال على الالتحاق بالجمعية وبات لدينا قائمة الانتظار، حيث سجلت القائمة في عام 2022 حوالي 80 شخصا وفي عام 2023 وصلت إلى 120 شخصا أما في عام 2024 فوصلت إلى 170 شخصا بقائمة الانتظار، حيث إن الجمعية تستقبل جميع الذين لديهم نية التعافي على مستوى البحرين ودول مجلس التعاون والدول العربية.
وبين المدير التنفيذي بأنه يتم متابعة المتعافين حتى بعد خروجهم لضمان مدى استقرارهم مع الأسر والمجتمع، حيث نأمل من المؤسسات والجهات أن تدعم المشروع الجديد لأنه يشمل جميع احتياجاتهم، بالإضافة إلى أنه سيضم طابقا كاملا مخصصا للنساء، بالإضافة إلى الأرض الاستثمارية التي ستدعم المصاريف التشغيلية الكبيرة للجمعية.
لحياة أفضل
ومن جانب، آخر أكد عبدالله صويلح مدير مكتب رئيس مجلس النواب بأن الزيارة كانت برعاية كريمة من رئيس مجلس النواب دعمًا لجميع فئات المجتمع ودعما لمحاربي آفات الإدمان، بالإضافة إلى دعمنا لهذه الجمعية بنجاحاتها المتتالية مما يعني أنها تسير على الطريق الصحيح.
وأشار صويلح إلى أن مجلس النواب رصد حرص جميع الجهات في المملكة من هيئات ووزارات على مساندة الجمعية، وأكد بأن هذه الزيارة كانت تحت عنوان لحياة أفضل وسيكمل مجلس النواب هذا العنوان لتكون هناك زيارات أخرى لمساعدة الجمعية لتحقيق طموحها في بناء مقر أكبر وعمل قسم خاص لاستقطاب النساء.
تحقيق التكافل والتكامل لمكافحة الإدمان
ومن جانب آخر، أكدت بثينة عجلان القائم بأعمال مدير إدارة الصحة العامة، بأن الجهود المبذولة في الجمعية مع المتعافين من الإدمان في رحلة العلاج وما بعد العلاج كبيرة جدًا ومبهرة، حيث إن وزارة الصحة مؤمنة بأن الجهود يجب أن تكون متكاملة مع جميع الجهات المعنية.
وأضافت بأن علاج الإدمان لا يقتصر فقط على العلاجات الدوائية والعلاجات السلوكية ولكن هناك جزء كبير للدعم الاجتماعي والأسري الذي من الممكن أن يتم تطبيقه من خلال الجمعيات، حيث إن وزارة الصحة لديها مركز خاص مجاني لعلاج الإدمان لجميع المواطنين يتم تحويلهم من خلال مستشفى السلمانية مراكز الرعاية الصحية ويتم توفير الدعم الكامل لهم.
وأكدت أهمية دور مثل هذه الجمعيات في تحقيق التكامل والتكافل في الجهود بسبب وجود ثقافة الخجل والخوف من المجتمع وعواقبه الاجتماعية، حيث يتردد المدمن في الذهاب إلى الجهات الحكومية، حيث إن هذه الجمعيات تسهل الوصول ونحن مستعدون لتوفير جميع الدعم العلاجي والسلوكي لهم لتحقيق التكافل والتكامل لهدف مكافحة الإدمان.
قصص التعافي
أكد م. ن أحد النزلاء في جمعية المتعافين من الإدمان بأن اليوم أنهى 3 أشهر من مرحلة العلاج من الإدمان، مشيرا إلى أن الجمعية ساهمت في إعادة تأهيله كشخص صالح للعودة إلى المجتمع، كما فتحت له باب البدء من جديد خاصةً وأنه شخص متزوج ولديه طفل.
وأضاف بأن حياته كانت مدمرة تمامًا بحيث حاول التوقف عن الإدمان بشكل سري وشخصي ولكن لم يستطع، حيث كان يتعاطى المخدرات منذ كان عمره 16 سنة واستمرت مرحلة الإدمان إلى 10 سنوات بدون علم أحد.
وتابع حديثة قائلًا: بأن الفضول هو من دفعهُ إلى هذا الطريق الذي لا رجعت فيه وأشعر بالندم بحيث أخذت هذه الخطوة لمتابعة حياتي بشكل صحيح والتركيز على تربية طفلي الصغير.
كما أضاف ح. م مواطن من أحد الدول الخليجية بأن قدومه إلى مملكة البحرين خصيصًا للعلاج من الإدمان في الجمعية، حيث كانت بداياتي في طريق المخدرات وتعاطيها هم أصحاب السوء والضغوط ومشاكل الحياة، بالإضافة إلى البيئة التي أعيش فيها.
وتابع حديثة قائلًا إنه وقع في الإدمان منذ 2022م وأخذت خطوة العلاج من الإدمان في العام الماضي حيث سافرت إلى العديد من الدول للعلاج ولكن لم أحصل على العلاج الكافي الا في مملكة البحرين.
وقال ح . خ أحد النزلاء في الجمعية إنه سقط في براثن الإدمان منذ عام 2001م، حيث كان لرفاق السوء والمشاكل الأسرية دور كبير في التوجه إلى طريق الإدمان منذ الصغر.
وبين من حديثة بأنه كان دائم محاولة التوقف عن التعاطي إلا ان الطريق لم ينته بهذه السهولة، حيث خسر أهله وعائلته وحتى وظيفته، واكتشف أنه في حال لم يتخذ خطوة العودة ستكون نهايته اما الانتحار وإما الموت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك