العدد : ١٧١٠٣ - الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٣ - الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

المجلس الأعلى للمرأة.. 23 عاما من الإنجازات والجهود لتعزيز مكتسبات المرأة البحرينية وضمان استدامة تقدمها

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

يُصادف‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ذكرى‭ ‬مرور‭ ‬ثلاثة‭ ‬وعشرين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬وتتزامن‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مع‭ ‬احتفالات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬والذي‭ ‬انطلق‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬جلالته‭ ‬مشروع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم؛‭ ‬كجهة‭ ‬استشارية‭ ‬تابعة‭ ‬لجلالته،‭ ‬ليضع‭ ‬بدوره‭ ‬أسسًا‭ ‬ثابتةً‭ ‬ويكون‭ ‬مرجعًا‭ ‬رسميًّا‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭.‬

ونتيجة‭ ‬لنهج‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬وهو‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بدعم‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬استطاعت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬المجلس‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬مرحلة‭ ‬التمكين،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مجالات‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬نهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ (‬2007‭ ‬‭ ‬2012‭). ‬

 

ويحتفل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بالذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬على‭ ‬تأسيسه‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬بمنجزات‭ ‬وطنية‭ ‬ودولية‭ ‬لتتوّج‭ ‬مسيرته‭ ‬الممتدة‭ ‬لثلاثة‭ ‬وعشرين‭ ‬عامًا،‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬برامج‭ ‬ومبادرات‭ ‬وفعاليات‭ ‬تخدم‭ ‬جميع‭ ‬خطط‭ ‬المجلس‭ ‬واختصاصاته؛‭ ‬ولم‭ ‬تكتف‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬بإحداث‭ ‬الأثر‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تقدم‭ ‬وضع‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الخارجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬اسم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭.‬

ويمثّل‭ ‬اليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬لتولي‭ ‬جلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬فرصةً‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات؛‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والقضائية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬إرساء‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتطوير‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬للجميع،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬التقدم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬إنجازٍ‭ ‬حضاري‭ ‬كبير‭ ‬يعكس‭ ‬الدور‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬والكفاءة‭ ‬العالية‭ ‬والقدرات‭ ‬والخبرات‭ ‬الكبيرة‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات،‭ ‬كما‭ ‬يُعد‭ ‬فرصةً‭ ‬لاستذكار‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬لانطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬التنموي‭ ‬الشامل‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وما‭ ‬رافقه‭ ‬من‭ ‬تحديث‭ ‬شامل‭ ‬وانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬تجربة‭ ‬بحرينية‭ ‬أصيلة‭ ‬ومتطورة‭ ‬عززت‭ ‬دعائم‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة،‭ ‬إذ‭ ‬يشارك‭ ‬المواطن‭ ‬والمواطنة‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬ومساواة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬ميادين‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬وفي‭ ‬عمليات‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬لبناء‭ ‬وطنهم‭.‬

فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬مجلس‭ ‬أعلى‭ ‬للمرأة

على‭ ‬مدى‭ ‬حوالي‭ ‬عام‭ ‬شاركت‭ ‬شخصيات‭ ‬نسائية‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬لتأطير‭ ‬العمل‭ ‬النسائي‭ ‬الرسمي،‭ ‬وشهد‭ ‬قصر‭ ‬الروضة‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬لتلك‭ ‬الشخصيات‭ ‬واتسمت‭ ‬بالموضوعية‭ ‬والشفافية‭ ‬لإيجاد‭ ‬الشكل‭ ‬المناسب‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬النسائية‭ ‬الوطنية‭. ‬وقد‭ ‬مثلت‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ ‬الأعمال‭ ‬التمهيدية‭ ‬التي‭ ‬بلورة‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬العمل‭ ‬المؤسسي‭ ‬والمشاركة‭ ‬التنموية‭ ‬الفاعلة‭ ‬للمرأة‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬طرح‭ ‬من‭ ‬آراء‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬النسائية‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الخبرة‭ ‬والفكر،‭ ‬شكلت‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬لجنة‭ ‬مصغرة‭ ‬لدراسة‭ ‬ما‭ ‬قُدم‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬وإسهامات‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التمهيدية،‭ ‬وللنظر‭ ‬في‭ ‬التجارب‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية‭ ‬المماثلة،‭ ‬لتنتهي‭ ‬اللجنة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬التصور‭ ‬النهائي‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭.‬

إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة

وفي‭ ‬عام‭ ‬2001،‭ ‬أصدر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أمراً‭ ‬بإنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬2001،‭ ‬برقم‭ ‬44‭ ‬لسنة‭ ‬2001،‭ ‬وتعديلاته،‭ ‬ولإكساب‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬قوة‭ ‬وفاعلية،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬اتباعه‭ ‬بجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬مباشرة،‭ ‬ووضع‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬جلالته‭ ‬رئيسة‭ ‬له،‭ ‬وجعل‭ ‬المجلس‭ ‬مرجعاً‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشؤون‭ ‬المرأة،‭ ‬ويختص‭ ‬بإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬والبت‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬المرتبطة‭ ‬بمركز‭ ‬المرأة‭ ‬بصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشرة،‭ ‬وأن‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬أخذ‭ ‬رأيه،‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬بذلك‭.‬

مظلة‭ ‬وطنية‭ ‬رسمية

وجاء‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬بعد‭ ‬6‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬الاستفتاء‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬يومي‭ ‬14،‭ ‬15‭ ‬فبراير‭ ‬2001‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني،‭ ‬والذي‭ ‬صادق‭ ‬عليه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬فبراير‭ ‬2001،‭ ‬ليكون‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مفردات‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭. ‬وكانت‭ ‬المرأة‭ ‬شريكا‭ ‬قويا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مشروع‭ ‬الميثاق،‭ ‬وشاركت‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬تفعيل‭ ‬الميثاق‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬بموجب‭ ‬المرسوم‭ ‬رقم‭ ‬6‭ ‬لسنة‭ ‬2001‭ ‬برئاسة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬وضمت‭ ‬16‭ ‬عضوا‭ ‬منهم‭ ‬سيدتان‭.‬

أبرز‭ ‬دلالات‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس

ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬دلالات‭ ‬إنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬كمظلة‭ ‬وطنية‭ ‬رسمية‭ ‬توفر‭ ‬الأطر‭ ‬الدستورية‭ ‬والمدنية‭ ‬لرعاية‭ ‬مصالح‭ ‬وحقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬ودعم‭ ‬أنشطتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬الدلالة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تبعيته‭ ‬المباشرة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وتقدير‭ ‬جلالته‭ ‬لمكون‭ ‬المرأة‭ ‬واهتمامه‭ ‬بشكل‭ ‬شخصي‭ ‬لمسار‭ ‬أعماله‭ ‬وضمان‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬كافة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬المناسبة‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬للتوفيق‭ ‬بين‭ ‬عملها‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وواجباتها‭ ‬الأسرية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭. ‬

أما‭ ‬الدلالة‭ ‬الثانية‭ ‬فتتمثل‭ ‬بالتكليف‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬لصاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬لرئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬القدوة‮»‬‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتقديراً‭ ‬لدورها‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬وقيادة‭ ‬العمل‭ ‬النسائي‭ ‬وتمثيل‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المحافل‭. ‬وتمكنّت‭ ‬عبر‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬وخطواتها‭ ‬المدروسة،‭ ‬أن‭ ‬تترجم‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وضمان‭ ‬تمتعها‭ ‬بكافة‭ ‬حقوقها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬طوال‭ ‬مسيرة‭ ‬عمله‭ ‬على‭ ‬نهوض‭ ‬وتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬ليكون‭ ‬وكما‭ ‬وصفه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬‮«‬ثمرة‭ ‬مباركة‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الذي‭ ‬بوأ‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬مركز‭ ‬المواطنة‭ ‬الكاملة،‭ ‬فهي‭ ‬اليوم،‭ ‬بفضل‭ ‬تلك‭ ‬الجهود،‭ ‬مكون‭ ‬أصيل‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التحديث‭ ‬والتطوير،‭ ‬وليزداد‭ ‬فهمها‭ ‬لحقوقها،‭ ‬فكراً‭ ‬وممارسة،‭ ‬وفي‭ ‬تولي‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬بجدارة‭ ‬وثقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقدم‭ ‬البحرين‭ ‬ورفعتها‮»‬‭.‬

أما‭ ‬الدلالة‭ ‬الثالثة‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬اختصاص‭ ‬المجلس‭ ‬النوعي‭ ‬والفريد‭ ‬وتميزه‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬التقارير‭ ‬المباشرة‭ ‬الى‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬عن‭ ‬سير‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬للمجلس‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متابعاً‭ ‬مباشراً‭ ‬لقيام‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬باختصاصاتها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬ومبادرات‭ ‬المجلس‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدلالات‭ ‬اختصاصاته‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬بإنشائه‭ ‬فقد‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‮»‬‭ ‬بشخصيته‭ ‬الاعتبارية‭ ‬شريكاً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬شؤون‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬الدستورية‭ ‬والمدنية،‭ ‬ووضع‭ ‬مشروع‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمرأة‭ ‬والتي‭ ‬اعتمدت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬وأناط‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬دورا‭ ‬تمكينيا،‭ ‬حيث‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬اختصاصه‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬وإدماج‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬التنمية‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬ضدها،‭ ‬ووضعها‭ ‬كشريك‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬التنموي‭ ‬البحريني‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬كذلك‭ ‬جعل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬المبادئ‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمرأة‭ ‬ووضع‭ ‬الآليات‭ ‬المناسبة‭ ‬لذلك،‭ ‬وأناط‭ ‬به‭ ‬متابعة‭ ‬وتقييم‭ ‬تنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المرأة‭ ‬والتوصية‭ ‬بما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬مقترحات‭ ‬وملاحظات‭ ‬للجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭. ‬واختص‭ ‬بتقديم‭ ‬الاقتراحات‭ ‬بتعديل‭ ‬التشريعات‭ ‬القائمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمرأة،‭ ‬وإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬مشروعات‭ ‬القوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬وهو‭ ‬المرجع‭ ‬الرسمي‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمركز‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭. ‬

الشراكة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص

ولقد‭ ‬خطت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خطوات‭ ‬جادة‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬دعم‭ ‬وتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬وإدماج‭ ‬احتياجاتها‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬إيمانًا‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬بأهمية‭ ‬تواجدها‭ ‬لتأسيس‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التكافؤ،‭ ‬والشراكة‭ ‬الفاعلة‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬صراحةً‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبنود‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬عظيم‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الميادين‭ ‬والمجالات‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬عنصرًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬التنمية‭.‬

وقد‭ ‬اعتمد‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬النموذج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬مرجعا‭ ‬ودليل‭ ‬عمل‭ ‬وطني‭ ‬لواضعي‭ ‬السياسات‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬العامة‭ ‬والمشرعين‭ ‬ومنفذي‭ ‬البرامج‭ ‬والخطط‭ ‬حيث‭ ‬جرى‭ ‬وضع‭ ‬الإطار‭ ‬العام‭ ‬لعمل‭ ‬تلك‭ ‬الأطراف‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬إدماج‭ ‬حقيقي‭ ‬ومستدام‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التنموية،‭ ‬ويتكون‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬محاور‭ ‬رئيسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والموازنات‭ ‬وإدارة‭ ‬المعرفة‭ ‬وقياس‭ ‬الأثر‭. ‬

وإذ‭ ‬تعد‭ ‬الموازنة‭ ‬العامة‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬آليات‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬فقد‭ ‬حرص‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الموازنات‭ ‬مستجيبة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬المرأة،‭ ‬فكان‭ ‬تعاونه‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬الجهات‭ ‬بملء‭ ‬جداول‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬وتطوير‭ ‬جداول‭ ‬الميزانية‭ ‬لتكفل‭ ‬رصد‭ ‬ومتابعة‭ ‬مدى‭ ‬إدماج‭ ‬احتياجات‭ ‬المرأة‭ ‬وتفعيل‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬عند‭ ‬إعداد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الميزانية‭. ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬قياس‭ ‬الأثر؛‭ ‬قامت‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬النموذج‭ ‬الوطني‭ ‬لإدماج‭ ‬احتياجات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬بالتدقيق‭ ‬والرقابة‭ ‬على‭ ‬الأدوار‭ ‬المناطة‭ ‬لكل‭ ‬جهة‭.‬

الحضور‭ ‬الدولي

وقد‭ ‬استمر‭ ‬الدعم‭ ‬الملكي‭ ‬في‭ ‬مساندة‭ ‬الحضور‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬يتواصل‭ ‬حصاده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حضورها‭ ‬كعنصر‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فتولت‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2006،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬علامة‭ ‬بارزة‭ ‬على‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬غدت‭ ‬تحتلها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬كما‭ ‬تمكنت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬على‭  ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬ذلك‭ ‬إطلاق‭ ‬جائزة‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬العالمية‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمرأة‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬تجربة‭ ‬الجائزة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬اعتبارها‭ ‬إحدى‭ ‬الأدوات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بخصوص‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬وممارسات‭ ‬لتصبح‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وفئة‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتعزيز‭ ‬توجهها‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬منهجيات‭ ‬إدماج‭ ‬احتياجات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭.‬

ويواصل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬مساعيه‭ ‬لتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وإدماجها‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬كافة،‭ ‬وفي‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬عبر‭ ‬الخطط‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬والمبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬لمكانة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬لتبقى‭ ‬مسيرته‭ ‬المباركة‭ ‬شاهدةً‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬نجاح‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتجاوزها‭ ‬لمراحل‭ ‬التمكين‭ ‬التقليدية‭ ‬ونيل‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وغيرها؛‭ ‬لتصبح‭ ‬شريكًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬بمختلف‭ ‬أبعادها،‭ ‬وبما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬مؤشرات‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة،‭ ‬والمؤشرات‭ ‬العالمية‭ ‬لحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬ومشاركتها‭ ‬وانخراطها‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬المختلفة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا