على مسؤوليتي
علي الباشا
معقولة؟!
} بالأمس أرسل لي أحد الاصدقاء منشورا (post) لأحد نشطاء (السوشيال ميديا) يتحدث فيه عن طلب طلاق لزوجة من زوجها؛ على خلفية فوز العربي على القادسية في الدوري الكويتي الأسبوع الفائت، لكون الزوجة قدساوية حتى (النخاع) وهو عرباوي يجري اللون الأخضر في دمه؛ والمشكلة أن الأمر تحوّل إلى نزاع عائلي بتدخل شقيق الزوجة!
} قد تكون الغرابة في الامر هو الوصول الى قرار بطلب الطلاق؛ وإلا فإن الاختلاف داخل الأسرة الواحدة على تشجيع فريقين متضادين أمرٌ مألوف؛ وبالذات للأندية الشهيرة، ولكن الامر لا يّمكن ان يصل إلى حد الخلاف والتحارب إلا إذا كان (المختلفون) يفتقدون ثقافة التشجيع ويميلون إلى عصبيات ممقوتة، ومثل هذا نراه بين مشجعي الأندية العريقة.
} لكن أن يحدث ذلك في مجتمعاتنا (المحافظة) فهذا يعني أننا بحاجة إلى دورات في كيفية ادارة فن الاختلاف؛ لأنه ليس هناك سبب لوجود مثل هذا التضارب من قبل (المشجعين) المتضادين في البيوتات والدواوين؛ أُسرا وأصدقاء غير العصبية التي يُحاربها الدين وترفضها العادات والتقاليد. ولا يفعلها إلا أولئك الذين لا يؤمنون بالخسارة!
} والمشكلة ان هذه الاختلافات التي تتحول إلى خلافات وخصومات لا تحدث إلا حين يكون هؤلاء (المتضادون) يشاهدون الحدث في مكان واحد؛ سواء في مقهى أو ديوانية أو حتى إلى جنب بعضهما في الملعب؛ وحينها ترتفع الأصوات وتتحوّل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه؛ لأنهم في الحقيقة يحولون الأمور الاختلافية إلى خلاف.
} ولو عدنا بالزمن قليلا لوجدنا نوعية العصبيات بين الجماهير في البطولات الكبرى وحيث تتحوّل أحيانا الساحات إلى معارك بين المشجعين؛ بل وأحيانا تُزهق فيها أرواح؛ ولعل نهائي أبطال أوروبا بين ليفربول ويوفنتوس (1985) وحادثة (اسكوبار) وغيرها؛ دليل على ذلك، ولم توقفها القوانين والعقوبات التي يصدرها (فيفا)!
} على أي حال بقي أن ننوه بأن ملاعبنا المحلية اختفت منها العصبيّات التي يُمكن أن تحول الاختلافات إلى خلافات، والتي كنّا نشاهده أيام الملاعب المفتوحة، لكن الحمد لله أننا لم نشهد أي خلافات أسرية على النتائج النادوية؛ وحتى الاختلافات بين المشجعين على قمة الأرض الكروية في المجالس والمقاهي ليست سوى وقتية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك