العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

شراء الوهم.. صحفيون عرب وسوريون ضحايا تضليل مدرسة باريس

السبت ٣١ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

لم‭ ‬يصدّق‭ ‬عامر‭ ‬مراد‭ ‬أن‭ ‬شهادة‭ ‬‮«‬الماجستير‮»‬‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬العليا‭ ‬للصحافة‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬بلا‭ ‬قيمة‭ ‬أكاديمية،‭ ‬شأنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬عشرات‭ ‬الصحفيين‭ ‬السوريين‭ ‬المغرر‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تلك‭ ‬المدرسة،‭ ‬رغم‭ ‬محاولتنا‭ ‬عرض‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أدلة‭ ‬التحقيق‭ ‬عليه،‭ ‬لكنه‭ ‬فضّل‭ ‬التأكد‭ ‬بنفسه‭.‬

وبالفعل،‭ ‬أرسل‭ ‬عامر‭ ‬بريداً‭ ‬إلكترونيّاً‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭ ‬باريس‭ ‬الثانية،‭ ‬بهدف‭ ‬التسجيل‭ ‬لدراسة‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السيناريو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يخشاه‭ ‬قد‭ ‬حصل،‭ ‬إذ‭ ‬رفضت‭ ‬الجامعة‭ ‬طلبه‭ ‬‮«‬لأن‭ ‬شهادة‭ ‬الماجستير‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬مدرسة‭ ‬خاصة‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬شهادتها‭ ‬لدراسات‭ ‬الدكتوراه‮»‬‭.‬

ويقول‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬أنهى‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المدرسة،‭ ‬ودفع‭ ‬2000‭ ‬يورو،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينتقل‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭: ‬‮«‬لم‭ ‬أصدّق‭ ‬رفض‭ ‬الجامعة‭ ‬طلب‭ ‬التسجيل‭.. ‬كانت‭ ‬صدمة‭ ‬قوية‭ ‬جداً‮»‬‭.‬

وعامر‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قابلناه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق،‭ ‬فبعد‭ ‬رحلة‭ ‬تتبّع‭ ‬طويلة‭ ‬عبر‭ ‬عشرات‭ ‬المصادر‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وجمع‭ ‬الوثائق،‭ ‬وإجراء‭ ‬مقابلات‭ ‬حصرية‭ ‬تحدّث‭ ‬فيها‭ ‬أصحابها‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬للصحافة،‭ ‬توصلنا‭ ‬إلى‭ ‬أدلة‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬المدرسة‭ ‬العليا‭ ‬للصحافة‭ ‬في‭ ‬باريس‭ (‬ESJ‭) ‬ليست‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المدارس‭ ‬الأربع‭ ‬عشرة‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬

كما‭ ‬خلصت‭ ‬نتائج‭ ‬تقصّي‭ ‬أنشطة‭ ‬القسم‭ ‬العربي‭ ‬للمدرسة،‭ ‬وتتبّع‭ ‬خيوط‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص؛‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬شبكة‭ ‬مروّجين،‭ ‬تجاهلت‭ ‬الخسائر‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬ستلحق‭ ‬باللاجئين،‭ ‬أو‭ ‬الشباب‭ ‬الباحث‭ ‬عن‭ ‬شهادة‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬داخل‭ ‬سوريا‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭. ‬وبالفعل‭ ‬تمكّنت‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬من‭ ‬إثارة‭ ‬اهتمام‭ ‬الكثيرين‭ ‬وخصوصاً‭ ‬الصحفيين،‭ ‬وسجّل‭ ‬عبرها‭ ‬العشرات‭ ‬بغرض‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمدرسة‭.‬

ووفقا‭ ‬للجزيرة‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الفائت،‭ ‬تغيّرت‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬للقسم‭ ‬العربي‭ ‬للمدرسة،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التغيّر‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مثيراً‭ ‬للدهشة،‭ ‬فمنذ‭ ‬نحو‭ ‬أربعة‭ ‬أعوام‭ ‬اعتادت‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬على‭ ‬تغييرات‭ ‬متناقضة‭ ‬لمسمياتها‭ ‬الرسمية‭.‬

وتزامناً‭ ‬مع‭ ‬نشر‭ ‬صور‭ ‬عشرات‭ ‬الطلبة‭ ‬المتخرّجين‭ ‬ضمن‭ ‬دفعة‭ ‬2024‭ ‬أصبح‭ ‬القسم‭ ‬العربي‭ ‬يعرف‭ ‬الآن‭ ‬بالعلامة‭ ‬EAD‭ ‬AR‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬بالعلامة‭ ‬SSJC‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التحوّل‭ ‬لم‭ ‬يشمل‭ ‬أيّ‭ ‬تغيير‭ ‬إيجابي،‭ ‬إزاء‭ ‬نهج‭ ‬عمليّة‭ ‬التضليل‭ ‬الواسعة‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬المدرسة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬ووقع‭ ‬ضحيّتها‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬200‭ ‬صحفي‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ودفعوا‭ ‬مبالغ‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬2000‭ ‬و4000‭ ‬يورو،‭ ‬لقاء‭ ‬شهادات‭ ‬تدريب‭ ‬مهنيّ‭ ‬‮«‬غير‭ ‬معترف‭ ‬بها‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا