العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أمن الطاقة في الصراعات الإقليمية

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬إلى‭ ‬تأثير‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تهديد‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬لنقل‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬خلال‭ ‬كافة‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬،‭ ‬مروراً‭ ‬بالغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬وجميعها‭ ‬أحداث‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬بالغ‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬وكانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬عسكرية‭ ‬استهدفت‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬وطرق‭ ‬مرورها،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬لأمن‭ ‬الطاقة‭ ‬أبعادا‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬كيفية‭ ‬حماية‭ ‬مناطق‭ ‬الإنتاج‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬سواء‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬الإقليمية،‭ ‬حيث‭ ‬طالت‭ ‬تلك‭ ‬الأخيرة‭ ‬أيضاً‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬وكان‭ ‬المثال‭  ‬الأبرز‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬استهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬بشركة‭ ‬أرامكو‭ ‬السعودية‭ ‬بطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬درونز‮»‬،‭ ‬والمنشآت‭ ‬التابعة‭ ‬أدنوك‭ ‬الإماراتية،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬ذو‭ ‬جوانب‭ ‬متعددة،‭ ‬ولكن‭ ‬أهمها‭ ‬كيفية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬الإنتاج‭ ‬ذاتها‭.‬

ولعل‭ ‬الحادث‭ ‬المستجد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭  ‬هو‭ ‬إغلاق‭ ‬حقول‭ ‬النفط‭ ‬الليبية‭ ‬وتأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬عائد‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬المورد‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقول،‭ ‬ولا‭ ‬تكمن‭ ‬مخاطر‭ ‬تهديد‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الحقول‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬تعرض‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬لهجمات‭ ‬إرهابية،‭ ‬وكان‭ ‬المثال‭ ‬الأبرز‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬محاصرة‭ ‬مسلحين‭ ‬لحقل‭ ‬غاز‭ ‬أميناس‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬وكان‭ ‬به‭ ‬800‭ ‬عامل‭ ‬من‭ ‬الجنسيات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وقد‭ ‬تمكن‭ ‬الجيش‭ ‬الجزائري‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬حصار‭ ‬الحقل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التدخل‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬وقتل‭ ‬فيه‭ ‬40‭ ‬عاملاً‭  ‬و39‭ ‬مسلحاً‭.‬

‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭  ‬كانت‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬لاستراتيجيات‭  ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬التي‭ ‬تتصدرها‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬وكذلك‭ ‬المنظمات‭ ‬الدفاعية‭ ‬مثل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬،‭ ‬ففي‭ ‬استراتيجية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكية‭ ‬الصادرة‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬تضمنت‭ ‬أن‭  ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لن‭ ‬تتهاون‭ ‬مع‭ ‬تهديد‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬المضائق‭ ‬والمعابر‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬كمضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وباب‭ ‬المندب‮»‬،‭ ‬ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تشر‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬صراحة‭  ‬إلى‭ ‬الآليات‭ ‬المحددة‭ ‬لذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬النص‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتعاقبة‭- ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين‭- ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تضع‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬ضمن‭ ‬أولوياتها‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬من‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬تجاوزها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬إقليمي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬تأسيس‭ ‬تلك‭ ‬التحالفات‭ ‬العسكرية،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬مثار‭ ‬اهتمام‭ ‬في‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الثامن‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬احتدام‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬صدور‭ ‬ذلك‭ ‬المفهوم‭ ‬وتصريح‭  ‬ينس‭ ‬ستولتنبرغ‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للحلف‭ ‬آنذاك‭ ‬بأن‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يواجه‭ ‬تهديدات‭ ‬عديدة‭ ‬محذراً‭ ‬دولاً‭ ‬بعينها‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬تعد‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬كافة‭ ‬القوى‭ ‬العالمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬مصالح‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تعلن‭ ‬خططا‭ ‬محددة‭ ‬لحماية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬الأبعاد‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لقضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ -‬كانت‭- ‬ولاتزال‭ ‬تمثل‭ ‬محط‭ ‬اهتمام‭ ‬كافة‭ ‬الدول،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بالأولوية‭ ‬ضمن‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬للدول‭ ‬بالنظر‭ ‬لاستمرار‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للنفط‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬وتقدم‭ ‬الحالة‭ ‬الليبية‭ ‬نموذجاً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭  ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تهديد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الليبية،‭ ‬وكان‭ ‬لذلك‭ ‬تداعيات‭ ‬عالمية‭ ‬منها‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭%. ‬ويعيد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬الليبية‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬عندما‭ ‬ناهزت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬112‭ ‬دولاراً‭ ‬للبرميل‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬سبباً‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬تدخل‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة‭ ‬لتأثيرها‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬الجوهرية‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أبعادا‭ ‬ثلاثة‭ ‬لأمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬فالأمر‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بالصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬تأمين‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭  ‬أمر‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عاملين،‭ ‬الأول‭: ‬ما‭ ‬تراه‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬وحقول‭ ‬النفط‭ ‬هدفاً‭ ‬سهلاً‭ ‬يمكن‭ ‬استهدافه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التوظيف‭ ‬السيئ‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عديدة،‭ ‬والثاني‭: ‬امتداد‭ ‬بعض‭ ‬خطوط‭ ‬نقل‭ ‬النفط‭ ‬مسافات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬صحراوية‭ ‬مكشوفة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬عرضة‭ ‬للاستهداف،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لحماية‭ ‬تلك‭ ‬المنشآت‭ ‬بل‭ ‬والاهتمام‭ ‬بتمرينات‭ ‬محاكاة‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بإدارة‭ ‬أزمة‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديد‭ ‬تلك‭ ‬المنشآت‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هجوم‭ ‬بالوسائل‭ ‬التكنولوجية‭ ‬عسكرية‭ ‬أم‭ ‬سيبرانية،‭ ‬أو‭ ‬مواجهة‭ ‬هجوم‭ ‬إرهابي‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المنشآت‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية،‭ ‬فإن‭ ‬احتدام‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬سواء‭ ‬مناطق‭ ‬الإنتاج‭ ‬أو‭ ‬طرق‭ ‬النقل‭ ‬البحرية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تنسيق‭ ‬وتعاون‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬متطلبات‭ ‬أخرى‭ ‬تتجاوز‭ ‬حماية‭ ‬طرق‭ ‬النقل‭ ‬ومنها‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬تلوث‭ ‬بحري‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬جراء‭ ‬غرق‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬وهو‭ ‬تحدي‭ ‬أصبح‭ ‬ماثلاً‭ ‬مع‭ ‬توتر‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬دائماً‭ ‬ما‭ ‬تثار‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬الأدوار‭ ‬الدولية‭ ‬لحماية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭  ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيادة‭ ‬تحالفات‭ ‬والتي‭ ‬نجحت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭  ‬ولكن‭ ‬لاتزال‭ ‬هناك‭ ‬متطلبات‭ ‬ثلاثة‭ ‬بشأن‭ ‬أدوار‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬أولها‭ ‬وأهمها‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والتي‭ ‬تتيح‭ ‬الفرص‭ ‬للجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬لتوظيف‭ ‬ورقة‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات،‭ ‬وثانيها‭: ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬واضحة‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬وجود‭ ‬إجراءات‭ ‬استباقية‭ ‬وخطط‭ ‬مسبقة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬تهديدات‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬وثالثها‭: ‬دعم‭  ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬قدرات‭ ‬الدول‭ ‬الشريكة‭ ‬سواء‭ ‬حماية‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬أو‭ ‬تدريبات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬لحماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭.‬

ومجمل‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬أن‭ ‬تهديد‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالصراعات‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬الإقليمي‭ ‬ذاته‭ ‬وهو‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬لاحتدام‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات،‭ ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬المفهوم‭ ‬قضية‭ ‬ذات‭ ‬أبعاد‭ ‬مختلفة،‭ ‬فإن‭ ‬التعاون‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬يعد‭ ‬المرتكز‭ ‬الأساسي‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬سواء‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬أو‭ ‬طرق‭ ‬نقل‭ ‬النفط‭ ‬بالإضافة‭ ‬لحماية‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطط‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬شاملة‭ ‬لكون‭ ‬النفط‭ ‬سيظل‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيسي‭ ‬للدخل‭ ‬القومي‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬المنظور‭.   ‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا