أكد سمير عبدالله ناس، رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، أهمية تعزيز الاستثمارات المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي وجمهورية أذربيجان وخاصة في المجالات الاقتصادية والتنموية والطاقة المتجددة إلى جانب قطاعات الأمن الغذائي والزراعي وغيرها من المجالات التي تخدم قضايا التنمية المستدامة وتعميق التعاون المشترك في مواجهة تبعات الأزمات الاقتصادية العالمية المتلاحقة، مشيراً إلى حرص القطاع الخاص الخليجي على إيجاد تكتلات إقليمية ودولية قوية تسهم في تحقيق المصالح الاقتصادية المشتركة.
وقال خلال كلمته في المنتدى الاقتصادي الخليجي - الأذربيجاني في نسخته الثانية الذي انطلقت أعماله أمس: إن جمهورية أذربيجان من الدول القريبة لدول الخليج وتربطها علاقات استراتيجية وثقافية راسخة وخاصة مع مملكة البحرين، كما لها علاقات اقتصادية مميزة بدول التعاون إذ شهد حجم التبادل التجاري بين الجانبين زيادة ملحوظة خلال 2024 حيث زاد بنسبة 28% ليصل إلى 1.8 مليار دولار خلال العام الماضي في حين بلغ حجم الاستثمارات الخليجية في أذربيجان 7 مليارات دولار، موضحاً أن حجم التبادلات التجارية الخليجية تجاوز الـ 1.5 تريليون دولار أمريكي وأن صناديقها السيادية بلغت 43% من الصناديق السيادية العالمية.
وشدد ناس على أهمية تعظيم الاستفادة من الفرص الاستثمارية والتجارية والصناعية بين دول التعاون وجمهورية أذربيجان وخلق المزيد من الشراكات الثنائية في قطاعات الأمن الغذائي والزراعي، والطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية والنقل، والكيماويات، والبنية التحتية، والصناعات، ومشاريع السكك الحديدية، إضافة إلى القطاعات التي من شأنها دعم فرص نمو حركة التجارة والاستثمار بين الجانبين، لافتاً إلى أن المناخ الاستثماري في أذربيجان يتمتع بمقومات اقتصادية جعلته محط اهتمام العديد من الدول الأخرى وبها مناطق معفية من الرسوم والضرائب لمدة 10 سنوات، موجهة الدعوة باغتنام هذا المنتدى كفرصة لتبادل الأفكار وإقامة شراكات قوية من أجل خلق مستقبل أكثر استدامة للاقتصادات الوطنية.
بدوره أكد وليد إبراهيم خليل كانو نائب الأمين المالي لغرفة البحرين رئيس المجموعة التنسيقية للجّان الدائمة أن تحفيز القطاع الخاص على المشاركة في مشروعات الطاقة المتجددة أصبح من الأمور الضرورية في الوقت الراهن لحماية البيئة من جانب وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من جانب آخر، مطالباً الحكومات بالعمل على تهيئة مناخ جاذب للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، وخلق سوق تنافسية تضمن تحقيق الأهداف المنشودة بما يصب في خدمة الأهداف المشتركة للقطاعين العام والخاص.
ولفت إلى حرص مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم على الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة والبديلة انطلاقاً من استراتيجيتها الوطنية لرفع كفاءة استخدام أنظمة الطاقة وجذب الاستثمارات الأجنبية، إذ إن استدامة المجتمعات والاقتصاديات تعتمد بصورة كبيرة على الاستخدام الأمثل للطاقة وهو السبيل الذى تنتهجه خطط واستراتيجيات الغرفة في دورتها الحالية للمساهمة في نمو الجذب الاستثماري إلى مملكة البحرين، منوهاً بجهود الحكومة في هذا الصدد برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
من جانبه دعا رئيس لجنة القطاع الغذائي بغرفة تجارة وصناعة البحرين خالد الأمين إلى أهمية أن تنشئ دول التعاون الخليجي هيئات للغذاء بهدف تأمين مسارات الغذاء وتطوير آليات الإنتاج الغذائي، مبيناً أن حجم سوق الحلال في العالم بلغ 5 تريليونات دولار، ونسبة الغذاء منه وصلت إلى 1.3 تريليون دولار، وسط اهتمام عالمي بالمنتجات والخدمات الحلال بما يستدعي الحاجة إلى وجود منظمة غذاء وزراعة خليجية دورها وضع السياسات والإجراءات التي تحكم النظام البيئي للأمن الغذائي المتعلق بسلامة وجودة المنتجات الحلال وفق المعايير والممارسات الموضوعة من جانب المنظمة في حال إقرارها وإنشائها بدول مجلس التعاون الخليجي.
وأضاف خلال مشاركته في جلسات المنتدى الاقتصادي الخليجي الأذربيجاني أن تبني سياسات مشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي وأذربيجان يعزز من مفهوم الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد.
ونوه الأمين بالدور المهم الذي يجب أن تلعبه الحكومات الخليجية والأذربيجانية في تعزيز الأمن الغذائي، كوضع تشريعات ولوائح تسهل استيراد وتصدير المواد الغذائية، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية وتسهيل الإجراءات الجمركية لتسريع نقل وتوزيع المواد الغذائية. كما دعا إلى تقديم حوافز لتأسيس شركات غذائية مشتركة بين دول الخليج وأذربيجان، مستشهدًا بتجربة البحرين الناجحة في تأسيس شركات غذائية متعددة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك