العدد : ١٦٩٩٨ - الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٨ - الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ ربيع الآخر ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

بعد قرار النائب العام إنشاء مكتب الصلح في قضايا الأسرة والطفل..
رئيس المكتب محمد بوحجي في أول حوار: حماية الأسرة والطفل والنشء أولوية قصوى

الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

نستهدف حل النزاعات الأسرية وديا بضوابط قانونية وبموافقة الأطراف


مكافحة الجريمة لا تقتصر على المعالجة القانونية بل تمتد إلى إزالة بواعث ارتكابها


أجرى‭ ‬الحوار‭ ‬إسلام‭ ‬محفوظ‭:‬

 

أصدر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬فضل‭ ‬البوعينين‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬قرارا‭ ‬بإنشاء‭ ‬مكتب‭ ‬بنيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬بمسمى‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‮»‬‭ ‬يختص‭ ‬باتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬الصلح‭ ‬فيما‭ ‬يحال‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬المقيدة‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الأسرة،‭ ‬والجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬طفل‭ ‬تجاوز‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬ميلادية‭ ‬ولم‭ ‬يتجاوز‭ ‬ثماني‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬ميلادية‭ ‬كاملة‭ ‬وقت‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬يجوز‭ ‬فيها‭ ‬الصلح‭ ‬أو‭ ‬التصالح‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬قانوناً،‭ ‬والتي‭ ‬ترى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬إمكان‭ ‬حسم‭ ‬النزاع‭ ‬وإنهاء‭ ‬الخصومة‭ ‬فيها‭ ‬بما‭ ‬يجيزه‭ ‬القانون،‭ ‬ووفقاً‭ ‬للاعتبارات‭ ‬والمصالح‭ ‬المُقدرة‭ ‬قانوناً‭.‬

ويعد‭ ‬المكتب‭ ‬خطوة‭ ‬للأمام‭ ‬تخطوها‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تعزيز‭ ‬دورها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وكسب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬قضاياه‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مشاكله‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يتوافر‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬ومعطيات‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تباشره‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬أسرية،‭ ‬حيث‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬إحالتها‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬الوشائج‭ ‬الأسرية‭ ‬أو‭ ‬مصالح‭ ‬الطفل‭ ‬الفضلى‭ ‬وتستدعي‭ ‬لظروفها‭ ‬وأبعادها‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬حسمها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات‭ ‬الصلح‭ ‬وفقاً‭ ‬للقواعد‭ ‬والمعايير‭ ‬المراعية‭ ‬لتلك‭ ‬المصالح‭ ‬والواردة‭ ‬بالقانون‭ ‬الوطني‭ ‬والصكوك‭ ‬الدولية‭ ‬المنضمة‭ ‬إليها‭ ‬المملكة‭.‬

 

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬رئيس‭ ‬النيابة‭ ‬محمد‭ ‬عبدالحكيم‭ ‬بوحجي‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل،‭ ‬ورئيس‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬بقضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬حوار‭ ‬له‭ ‬ليتحدث‭ ‬عن‭ ‬اختصاصات‭ ‬المكتب‭ ‬والضوابط‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ودور‭ ‬المكتب‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الأسرة‭ ‬والجرائم‭ ‬الواقعة‭ ‬من‭ ‬وعلى‭ ‬الطفل،‭ ‬وهل‭ ‬إن‭ ‬انشاء‭ ‬مكتب‭ ‬خاص‭ ‬لقضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬يعكس‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬القضايا،‭ ‬ام‭ ‬إنها‭ ‬خطوات‭ ‬استباقية‭ ‬من‭ ‬النيابة‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر؟‭ ‬هل‭ ‬المكتب‭ ‬معني‭ ‬بالقضايا‭ ‬التي‭ ‬أحد‭ ‬أطرافها‭ ‬الأطفال،‭ ‬أم‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟‭ ‬وهل‭ ‬قضايا‭ ‬الأزواج‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬اختصاصات‭ ‬المكتب؟‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المكتب‭ ‬فهل‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭ ‬تعارض؟

إلى‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭: ‬

‭- ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بإنشاء‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل،‭ ‬فما‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬هذا‭ ‬المكتب؟‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬اختصاصاته؟

القضايا‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬اختصاص‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬دائما‭ ‬تدخلها‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الأسرية،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬نهج‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬والتصرف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬يتطلب‭ ‬قدراً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬إعمال‭ ‬المواءمة‭ ‬مراعاة‭ ‬لتلك‭ ‬الاعتبارات‭ ‬والعلاقات‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬الوشائج‭ ‬الأسرية‭ ‬وضمان‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة‭ ‬وتنشئة‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬صحية‭ ‬سليمة،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬وجود‭ ‬آليات‭ ‬قانونية‭ ‬مناسبة‭ ‬تمكن‭ ‬النيابة‭ ‬من‭ ‬حسم‭ ‬الخصومة‭ ‬الجنائية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭.‬

لهذا‭ ‬واتباعاً‭ ‬لما‭ ‬أجازه‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬إمكان‭ ‬حسم‭ ‬بعض‭ ‬الدعاوى‭ ‬صلحاً،‭ ‬فقد‭ ‬أنشئ‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬إنجاز‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬باستعمال‭ ‬هذه‭ ‬الإتاحة‭ ‬القانونية،‭ ‬وقد‭ ‬نظم‭ ‬قرار‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬كيفية‭ ‬مباشرة‭ ‬المكتب‭ ‬اختصاصاته‭ ‬بأن‭ ‬يتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬الصلح‭ ‬فيما‭ ‬يحال‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬المقيدة‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الأسرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الطفل‭ ‬الذي‭ ‬تجاوز‭ ‬سنه‭ ‬الخمس‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬ولم‭ ‬يتجاوز‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬وقت‭ ‬ارتكابه‭ ‬الجريمة‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الجريمة‭ ‬مما‭ ‬يجيز‭ ‬القانون‭ ‬فيها‭ ‬الصلح‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭. ‬وترى‭ ‬النيابة‭ ‬إمكان‭ ‬حسم‭ ‬النزاع‭ ‬وإنهاء‭ ‬الخصومة‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬تقدره‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬والمصالح‭ ‬المعتبرة‭. ‬

‭- ‬س‭: ‬وعلى‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬سيباشر‭ ‬المكتب‭ ‬اختصاصاته‭ ‬تلك؟‭ ‬

يتلقى‭ ‬المكتب‭ ‬القضايا‭ ‬المحالة‭ ‬إليه‭ ‬بعد‭ ‬دراستها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ظروف‭ ‬وقائعها‭ ‬وأبعادها‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وتقييم‭ ‬الظروف‭ ‬الشخصية‭ ‬للجاني‭ ‬وحالته‭ ‬الجنائية،‭ ‬ومدى‭ ‬قابلية‭ ‬الخصومة‭ ‬لإنهائها‭ ‬صلحاً‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬اعتبارات‭ ‬مصلحة‭ ‬الأسرة‭ ‬والمصالح‭ ‬الفضلى‭ ‬للطفل،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يعرض‭ ‬المكتب‭ ‬الصلح‭ ‬أو‭ ‬التصالح‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬مع‭ ‬إحاطتهم‭ ‬بما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬انقضاء‭ ‬الدعوى،‭ ‬ويثبت‭ ‬الصلح‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬في‭ ‬محاضر‭ ‬وإقرارات،‭ ‬ويتم‭ ‬ذلك‭ ‬بمعرفة‭ ‬الباحث‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالباحث‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إذا‭ ‬اقتضى‭ ‬الأمر،‭ ‬وذلك‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬أو‭ ‬نائبه،‭ ‬وهناك‭ ‬ضوابط‭ ‬يتعين‭ ‬اتباعها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عرض‭ ‬الصلح‭ ‬والتنازل‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬وفي‭ ‬حيادية‭ ‬تامة،‭ ‬واشتراط‭ ‬موافقة‭ ‬الأطراف‭ ‬جميعاً‭ ‬للسير‭ ‬في‭ ‬الإجراءات،‭ ‬وحضور‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬المسؤول‭ ‬عنه‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬وضمان‭ ‬حق‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المشورة‭ ‬القانونية،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬الإجراءات‭ ‬بصدد‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يتهم‭ ‬فيها‭ ‬طفل‭ ‬مُقدمةً‭ ‬على‭ ‬سائر‭ ‬الإجراءات‭ ‬أو‭ ‬التدابير‭ ‬القضائية،‭ ‬وأن‭ ‬تُعطى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأولوية‭ ‬بهدف‭ ‬إنهاء‭ ‬الدعوى‭ ‬صلحاً‭ ‬أو‭ ‬تصالحاً‭ ‬أو‭ ‬تنازلاً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنجاز‭ ‬المكتب‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬مدة‭ ‬أقصاها‭ ‬أسبوعان‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬ورود‭ ‬القضية‭ ‬يجوز‭ ‬تمديدها‭ ‬بموافقة‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬لمدة‭ ‬مماثلة‭ ‬ولمرة‭ ‬واحدة‭.‬

‭- ‬س‭: ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬حد‭ ‬سيكون‭ ‬للمكتب‭ ‬واختصاصاته‭ ‬آثار‭ ‬اجتماعية‭ ‬إيجابية؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬فيما‭ ‬أجازه‭ ‬من‭ ‬الصلح‭ ‬والتنازل‭ ‬في‭ ‬الدعاوى‭ ‬الجنائية،‭ ‬وبالأخص‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل،‭ ‬مع‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬المرسوم‭ ‬بقرار‭ ‬إنشائه‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬الطفل‭ ‬بأطر‭ ‬تسوية‭ ‬نزيهة‭ ‬وسريعة،‭ ‬والجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬مهام‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الإجراءات‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬آنفاً،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬مهام‭ ‬أخرى‭ ‬أسندها‭ ‬إليه‭ ‬قرار‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الأسرة‭ ‬والجرائم‭ ‬الواقعة‭ ‬من‭ ‬وعلى‭ ‬الطفل،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬إجراء‭ ‬وإعداد‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬لرصد‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬وإبداء‭ ‬المقترحات‭ ‬والتوصيات‭ ‬لمعالجتها‭. ‬

‭- ‬س‭: ‬نرى‭ ‬اهتماما‭ ‬من‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بقضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬بشكل‭ ‬العام‭ ‬وقضايا‭ ‬الطفل‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬هل‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬يعكس‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل،‭ ‬أم‭ ‬إنها‭ ‬خطوات‭ ‬استباقية‭ ‬من‭ ‬النيابة‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر؟

ج‭: ‬الاهتمام‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬خصوصية‭ ‬أطراف‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية‭ ‬وهم‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬والطفل،‭ ‬وهذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬هو‭ ‬انعكاس‭ ‬للحرص‭ ‬البالغ‭ ‬الذي‭ ‬يوليه‭ ‬سعادة‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬فضل‭ ‬البوعينين‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬ولقضاياهم،‭ ‬وذلك‭ ‬حرصاً‭ ‬على‭ ‬الروابط‭ ‬الأسرية‭ ‬ومستقبل‭ ‬الطفل،‭ ‬ولهذا‭ ‬تلاحظون‭ ‬التطوير‭ ‬المستمر‭ ‬غير‭ ‬المنقطع‭ ‬لنيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬بهدف‭ ‬رفع‭ ‬كفاءتها‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬وأطرافها،‭ ‬ولتواكب‭ ‬أية‭ ‬مستجدات‭ ‬واقعية‭ ‬أو‭ ‬قانونية،‭ ‬ومكتب‭ ‬الصلح‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬مظاهر‭ ‬ذلك‭ ‬التطوير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حسم‭ ‬الخصومة‭ ‬الجنائية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة،‭ ‬ويرعى‭ ‬المصالح‭ ‬الفضلى‭ ‬للأطفال‭ ‬التي‭ ‬جعل‭ ‬لها‭ ‬القانون‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬والأحكام‭ ‬والقرارات‭.‬

‭- ‬س‭: ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬إنشاء‭ "‬مكتب‭ ‬الصلح‭" ‬أحد‭ ‬ثمار‭ ‬ومخرجات‭ ‬نظام‭ ‬الوساطة‭ ‬القضائية؟‭ ‬ومتى‭ ‬بدأت‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬المكتب؟

الوساطة‭ ‬الجنائية‭ ‬لها‭ ‬نظام‭ ‬معين‭ ‬وإجراءات‭ ‬خاصة،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬يلتقي‭ ‬مع‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬الوساطة‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬اختصاصاته‭ ‬وإجراءاته‭ ‬مختلفة‭ ‬لحسم‭ ‬الخصومة،‭ ‬فهو‭ ‬يباشر‭ ‬مهامه‭ ‬دون‭ ‬التدخل‭ ‬برأي،‭ ‬فمن‭ ‬بعد‭ ‬دراسة‭ ‬الواقعة‭ ‬موضوع‭ ‬القضية‭ ‬وأبعادها‭ ‬ومدى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وتقييم‭ ‬الظروف‭ ‬الشخصية‭ ‬للجاني‭ ‬وحالته‭ ‬الجنائية،‭ ‬ومدى‭ ‬قابلية‭ ‬الخصومة‭ ‬لإنهائها‭ ‬صلحاً‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬اعتبارات‭ ‬مصلحة‭ ‬الأسرة‭ ‬والمصالح‭ ‬الفضلى‭ ‬للطفل،‭ ‬يعرض‭ ‬المكتب‭ ‬الصلح‭ ‬أو‭ ‬التصالح‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬مع‭ ‬إحاطتهم‭ ‬بما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬انقضاء‭ ‬الدعوى،‭ ‬ويثبت‭ ‬الصلح‭ ‬أو‭ ‬التنازل‭ ‬في‭ ‬محاضر‭ ‬وإقرارات،‭ ‬ويتم‭ ‬ذلك‭ ‬بمعرفة‭ ‬الباحث‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالباحث‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إذا‭ ‬اقتضى‭ ‬الأمر،‭ ‬وكما‭ ‬أوضحت‭.. ‬هناك‭ ‬ضوابط‭ ‬يتعين‭ ‬اتباعها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عرض‭ ‬الصلح‭ ‬والتنازل‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬وفي‭ ‬حيادية‭ ‬تامة،‭ ‬واشتراط‭ ‬موافقة‭ ‬الأطراف‭ ‬جميعاً‭ ‬للسير‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬الصلح‭. ‬

‭- ‬س‭: ‬هل‭ ‬كان‭ ‬إنشاء‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬دراسات‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬وقفت‭ ‬عليه‭ ‬النيابة‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬تستدعي‭ ‬الاستعانة‭ ‬فيها‭ ‬باختصاصات‭ ‬ذلك‭ ‬المكتب؟

ج‭: ‬جميع‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬اجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تحديد‭ ‬المراكز‭ ‬القانونية‭ ‬للأطراف،‭ ‬وأحياناً‭ ‬كثيرة‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬نتاج‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬إمكان‭ ‬حسم‭ ‬الخصومة‭ ‬مبكراً‭ ‬دون‭ ‬استكمال‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬بتقديمها‭ ‬للمحكمة،‭ ‬وذلك‭ ‬للعلاقات‭ ‬والروابط‭ ‬الوثيقة‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬ولإدراك‭ ‬مصلحتهم‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬النزاع‭ ‬بشكل‭ ‬ودي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬إفاقتهم‭ ‬إلى‭ ‬جواز‭ ‬الصلح‭ ‬والآثار‭ ‬القانونية‭ ‬المترتبة‭ ‬عليه،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬إنشاء‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬رصدتها‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬سيقوم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬تخصصي‭ ‬وبإجراءات‭ ‬محددة‭.‬

‭- ‬س‭: ‬هل‭ ‬المكتب‭ ‬معني‭ ‬بالقضايا‭ ‬التي‭ ‬أحد‭ ‬أطرافها‭ ‬الأطفال،‭ ‬أم‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬بشكل‭ ‬عام؟‭ ‬وهل‭ ‬قضايا‭ ‬الأزواج‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬اختصاصات‭ ‬المكتب؟‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المكتب‭ ‬فهل‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭ ‬تعارض؟

كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فإن‭ ‬دور‭ ‬واختصاص‭ ‬مكتب‭ ‬الصلح‭ ‬المنشأ‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬بأن‭ ‬يتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬الصلح‭ ‬المبينة‭ ‬بالقرار‭ ‬فيما‭ ‬يحال‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬نيابة‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل،‭ ‬أي‭ ‬القضايا‭ ‬المقيدة‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬الأسرة،‭ ‬أي‭ ‬بين‭ ‬أفرادها،‭ ‬وهذا‭ ‬يشمل‭ ‬الزوجين‭ ‬والأطفال‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬وذلك‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الجريمة‭ ‬مما‭ ‬يجيز‭ ‬القانون‭ ‬فيها‭ ‬الصلح‭ ‬أو‭ ‬التنازل،‭ ‬وترى‭ ‬النيابة‭ ‬إمكان‭ ‬إنهاء‭ ‬الخصومة‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬تقدره‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬والمصالح‭ ‬المعتبرة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬الخلافات‭ ‬الزوجية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المكتب‭ ‬لا‭ ‬يطرح‭ ‬اتفاقات‭ ‬تسوية‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬نظام‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يلتقي‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأثر‭ ‬والنتيجة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاجتماعية‭. ‬

‭- ‬س‭: ‬مبادرات‭ ‬نوعية‭ ‬تتعلق‭ ‬بحماية‭ ‬المجتمع‭ ‬أطلقتها‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬جعلت‭ ‬لها‭ ‬السبق‭ ‬خليجياً‭ ‬وعربياً،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬قد‭ ‬رسخت‭ ‬دورها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دورها‭ ‬القضائي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجريمة‭ ‬وآثارها؟

صحيح‭ ‬أن‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬نوعها‭ ‬تتطلب‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة؛‭ ‬ينتظمها‭ ‬القانون،‭ ‬وتباشرها‭ ‬سلطات‭ ‬وأجهزة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إنفاذ‭ ‬أحكامه،‭ ‬وللنيابة‭ ‬العامة‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬دور‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اختصاصها‭ ‬ومباشرة‭ ‬مهامها‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬أن‭ ‬الجريمة‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬سلبية،‭ ‬ومن‭ ‬نتاج‭ ‬ظروف‭ ‬تحيط‭ ‬أو‭ ‬تعتري‭ ‬الجاني،‭ ‬فإن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬المكافحة‭ ‬الجادة‭ ‬للجريمة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬المعالجة‭ ‬القانونية،‭ ‬بل‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تمتد‭ ‬لإزالة‭ ‬البواعث‭ ‬والظروف‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬لارتكابها،‭ ‬ولهذا‭ ‬رأت‭ ‬النيابة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬مساهمات‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكشف‭ ‬عما‭ ‬ترصده‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬اجتماعية‭ ‬وشخصية‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬الجريمة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إزالتها‭ ‬أو‭ ‬الحد‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير،‭ ‬وأذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬سعادة‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناسبات‭ ‬بأن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬ليست‭ ‬بمعزلٍ‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬وشواغله‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا