العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٧ - الثلاثاء ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

السياحي

الذكاء الاصطناعي يبحث عن مواقع أثرية مدفونة تحت الرمال

الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

طوّر‭ ‬باحثون‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬خليفة‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الإماراتية‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬حلاً‭ ‬عالي‭ ‬التقنية‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬مواقع‭ ‬أثرية‭ ‬محتملة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬القاحلة‭ ‬الضخمة‭.‬

تقليديًّا،‭ ‬استخدم‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬المسوحات‭ ‬الأرضية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬المواقع‭ ‬المهمة‭ ‬المحتملة،‭ ‬ولكن‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬ذلك‭ ‬وقتًا‭ ‬طويلاً،‭ ‬كما‭ ‬يصعب‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬وسط‭ ‬التضاريس‭ ‬القاسية‭ ‬مثل‭ ‬الصحاري‭.‬

وفي‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬اكتسب‭ ‬الاستشعار‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬باستخدام‭ ‬صور‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬البصرية،‭ ‬من‭ ‬منصات‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬Google‭ ‬Earth‮»‬،‭ ‬شعبيةً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬سمات‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬المساحات‭ ‬الشاسعة‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬الصحراء،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تحجب‭ ‬العواصف‭ ‬الرملية‭ ‬والغبار‭ ‬اليابسة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الصور،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬لأنماط‭ ‬الكثبان‭ ‬الرملية‭ ‬أن‭ ‬تُصعِّب‭ ‬من‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواقع‭ ‬المحتملة‭.‬

وقالت‭ ‬عالمة‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬وواحدة‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬المشروع،‭ ‬ديانا‭ ‬فرانسيس‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬كنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬شيء‭ ‬يرشدنا،‭ ‬ويجعل‭ ‬بحثنا‭ ‬مركّزًا‮»‬،

وابتكر‭ ‬الفريق‭ ‬خوارزمية‭ ‬تعلم‭ ‬آلي‭ ‬لتحليل‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬جمعها‭ ‬بواسطة‭ ‬رادار‭ ‬الفتحة‭ ‬التركيبية‭(‬SAR‭) ‬،‭ ‬وهي‭ ‬تقنية‭ ‬تصوير‭ ‬بالأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬تستخدم‭ ‬الموجات‭ ‬الراديوية‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬الأشياء‭ ‬المخفية‭ ‬تحت‭ ‬الأسطح،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النباتات،‭ ‬والرمال،‭ ‬والتربة،‭ ‬والجليد‭.‬

ولا‭ ‬تُعد‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬التقنيتين‭ ‬جديدتين،‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬استُخدِمت‭ ‬صور‭ ‬رادار‭ ‬الفتحة‭ ‬التركيبية‭ ‬منذ‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬واكتَسب‭ ‬التعلم‭ ‬الآلي‭ ‬زخمًا‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الآثار‭.‬

وأشارت‭ ‬فرانسيس‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬استخدام‭ ‬الاثنين‭ ‬معًا‭ ‬أمر‭ ‬جديد،‭ ‬إذ‭ ‬برأيها‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬تطبيق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬علم‭ ‬الآثار‭.‬

ودرّبت‭ ‬فرانسيس‭ ‬الخوارزمية‭ ‬باستخدام‭ ‬بيانات‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬معروف‭ ‬بالفعل‭ ‬لعلماء‭ ‬الآثار،‭ ‬أي‭ ‬‮«‬ساروق‭ ‬الحديد‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مستوطنة‭ ‬تُشير‭ ‬أدلتها‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬نشاط‭ ‬دام‭ ‬لـ5‭ ‬آلاف‭ ‬عام‭ ‬فيها،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬أسرارها‭ ‬تُكتشف‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬خارج‭ ‬دبي‭.‬

وأوضحت‭ ‬فرانسيس‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بمجرد‭ ‬تدريبها،‭ ‬أعطتنا‭ ‬مؤشرًا‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬محتملة‭ ‬أخرى‭ (‬قريبة‭) ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التنقيب‭ ‬عنها‭ ‬بعد‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬أنّ‭ ‬مستوى‭ ‬دقة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬سنتيمترًا،‭ ‬ويمكنها‭ ‬إنشاء‭ ‬نماذج‭ ‬ثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬للهيكل‭ ‬المتوقع،‭ ‬ما‭ ‬سيعطي‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬فكرة‭ ‬أفضل‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬مدفون‭ ‬في‭ ‬الأسفل‭.‬

وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬دبي‭ ‬للثقافة‮»‬‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬الموقع،‭ ‬أجرت‭ ‬فرانسيس‭ ‬وفريقها‭ ‬مسحًا‭ ‬أرضيًا‭ ‬باستخدام‭ ‬رادار‭ ‬اختراق‭ ‬الأرض‭ ‬‮«‬كرّر‭ ‬ما‭ ‬قاسه‭ ‬القمر‭ ‬الصناعي‭ ‬من‭ ‬الفضاء‮»‬‭ ‬حسبما‭ ‬ذكرت‭.‬

والآن،‭ ‬تخطط‭ ‬‮«‬دبي‭ ‬للثقافة‮»‬‭ ‬التنقيب‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬رُصِدت‭ ‬حديثًا،‭ ‬وتأمل‭ ‬فرانسيس‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الكنوز‭ ‬الأثرية‭ ‬المدفونة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

لا‭ ‬يُعد‭ ‬استخدام‭ ‬صور‭ ‬رادار‭ ‬الفتحة‭ ‬التركيبية‭ ‬أمرًا‭ ‬شائعًا‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الآثار‭ ‬نظرًا‭ ‬للكلفة‭ ‬ومستوى‭ ‬التعقيد‭.‬

ولكن‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬لتحديد‭ ‬المواقع‭ ‬المدفونة‭ ‬‮«‬مثير‭ ‬حقًا‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬طالبة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬ماكس‭ ‬بلانك‮»‬‭ ‬لعلم‭ ‬الإنسان‭ ‬الجيولوجي،‭ ‬إيمي‭ ‬هاتون،‭ ‬والتي‭ ‬تجري‭ ‬أبحاثًا‭ ‬في‭ ‬نماذج‭ ‬التعلم‭ ‬العميق‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬الهياكل‭ ‬الأثرية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭.‬

وأفادت‭ ‬هاتون‭ ‬أنّه‭ ‬باستخدام‭ ‬صور‭ ‬رادار‭ ‬الفتحة‭ ‬التركيبية،‭ ‬التي‭ ‬تتغلب‭ ‬على‭ ‬مشكلة‭ ‬تشتت‭ ‬الضوء‭ ‬بسبب‭ ‬جزيئات‭ ‬الغبار،‭ ‬تمكنت‭ ‬فرانسيس‭ ‬وفريقها‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬التفاصيل‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬الاستشعار‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬أمرًا‭ ‬صعبًا‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الصحراوية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا