العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨١ - السبت ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

ألوان

عاصفة الطبعة.. ضحيتها 8 آلاف شخص في ساعة واحدة

السبت ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

كتبت‭: ‬زينب‭ ‬إسماعيل‭ ‬

 

أكد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬د‭. ‬إبراهيم‭ ‬مطر‭ ‬أن‭ ‬عاصفة‭ ‬الطبعة،‭ ‬التي‭ ‬يشاع‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬1925‭ ‬وفقا‭ ‬للمراجع‭ ‬الموثقة،‭ ‬والتي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬قرابة‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬خلال‭ ‬ساعة‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬ودمرت‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬قارب‭ ‬وسفينة‭.‬

وقال‭ ‬خلال‭ ‬محاضرة‭ ‬لجمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬سنة‭ ‬الطبعة‭.. ‬استذكار‭ ‬مشاهد‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬‮«‬إن‭ ‬العاصفة‭ ‬أحدثت‭ ‬أزمة‭ ‬فقر‭ ‬ومجاعة‭ ‬وأثرت‭ ‬على‭ ‬محصول‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬بشكل‭ ‬واسع،‭ ‬حيث‭ ‬ترك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الاشتغال‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬الصيد‭ ‬بسبب‭ ‬الخسائر‭ ‬الفادحة،‭ ‬وفقد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الغاصة‭ ‬أموالهم‮»‬‭.‬

وبين‭ ‬مطر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العاصفة‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬تجمع‭ ‬السفن‭ ‬التابعة‭ ‬لأهل‭ ‬البحرين،‭ ‬وأكثرها‭ ‬في‭ ‬هير‭ ‬مغاص‭ ‬‮«‬شتية‮»‬،‭ ‬بحكم‭ ‬موقعها‭ ‬المميز‭ ‬وكبر‭ ‬مساحتها‭ ‬وقربها‭ ‬من‭ ‬معظم‭ ‬المغاصات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المغاصات‭ ‬الواقعة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬هير‭ ‬شتيه‭ ‬مثل‭ ‬الميانة‭ ‬وأبوعمامة‭ ‬وأبولثاومة‭ ‬وبوحاقول‭ ‬وبوالجعل‭ ‬وبو‭ ‬الخرب،‭ ‬وذلك‭ ‬استعدادا‭ ‬لموسم‭ ‬القفال‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬يومان،‭ ‬ويكون‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬اكتوبر‭ ‬قبل‭ ‬طالع‭ ‬الصرفة‭ ‬ويطلق‭ ‬عليها‭ ‬البحارة‭ ‬‮«‬السابعة‮»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬هو‭ ‬نهاية‭ ‬موسم‭ ‬القفال،‭ ‬ووقت‭ ‬رجوع‭ ‬الغاصة‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ‬لاقتراب‭ ‬موسم‭ ‬الشتاء‭ ‬بسبب‭ ‬صعوبة‭ ‬الصيد‭.‬

وذكر‭ ‬مطر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العاصفة‭ ‬هبت‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬السواحل‭ ‬الخليجية،‭ ‬شملت‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭ ‬للسعودية‭ ‬والبحرين‭ ‬وقطر‭ ‬وجنوب‭ ‬الإمارات،‭ ‬حيث‭ ‬دمرت‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬سفن‭ ‬ومراكب‭ ‬الصيد‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬البحر‭ ‬لحظة‭ ‬حدوث‭ ‬العاصفة،‭ ‬كما‭ ‬ألحقت‭ ‬دمارا‭ ‬وخرابا‭ ‬واسعا‭ ‬بالمنازل‭ ‬والممتلكات‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية‭ ‬وخاصة‭ ‬بالقطيف‭ ‬شرق‭ ‬السعودية،‭ ‬وعم‭ ‬الحزن‭ ‬والخوف‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬السواحل‭ ‬الشرقية‭ ‬للخليج‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رملت‭ ‬العاصفة‭ ‬آلاف‭ ‬النساء‭ ‬ويتمت‭ ‬أطفالهم،‭ ‬أما‭ ‬الناجون‭ ‬منهم‭ ‬فعددهم‭ ‬قليل‮»‬‭.‬

وتابع‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬هبت‭ ‬رياح‭ ‬عاصفة‭ ‬وأمطار‭ ‬غزيرة‭ ‬فثار‭ ‬البحر‭ ‬وتعالت‭ ‬الأمواج‭ ‬فدفعت‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الاتجاهات‭ ‬وتلاطمت‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬وتعالت‭ ‬أصوات‭ ‬الناس‭ ‬فغرقت‭ ‬أكثر‭ ‬السفن‭ ‬والمراكب‭ ‬بمن‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الناس‭... ‬وهرعت‭ ‬سفن‭ ‬الإنقاذ‭ ‬من‭ ‬الموانئ‭ ‬القريبة‭ ‬حاملة‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬والإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬لكنهم‭ ‬شاهدوا‭ ‬الحطام‭ ‬واختفاء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السفن‮»‬‭.‬

وأردف‭ ‬مطر‭ ‬قائلا‭ ‬‮«‬في‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬تم‭ ‬تعيين‭ ‬أول‭ ‬طبيب‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الحكومي،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬لمعالجة‭ ‬بحارة‭ ‬سفن‭ ‬الغوص‭ ‬أثناء‭ ‬وجودهم‭ ‬في‭ ‬مغاصاتهم‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬سفينة‭ ‬الى‭ ‬أخرى‭ ‬عبر‭ ‬بوم‭ ‬تابع‭ ‬للحكومة‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬‮«‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يوكل‭ ‬أمر‭ ‬إعلان‭ ‬موسم‭ ‬الغوص‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬النواخذة‭ ‬الكبار‭ ‬ويطلق‭ ‬عليه‭ ‬أمير‭ ‬الغوص‭ ‬وفي‭ ‬التاريخ‭ ‬المحدد‭ ‬وعند‭ ‬الصباح‭ ‬ترفع‭ ‬السفينة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬أمير‭ ‬الغوص‭ ‬البنديرة‭ ‬‮«‬العلم‮»‬‭ ‬معلنة‭ ‬انتهاء‭ ‬موسم‭ ‬الغوص‭ ‬فتبدأ‭ ‬السفن‭ ‬برفع‭ ‬أشرعتها‭ ‬البيضاء‭ ‬مهممة‭ ‬شطر‭ ‬الوطن‭ ‬وتنطلق‭ ‬أصوات‭ ‬النهامة‭ ‬على‭ ‬ظهور‭ ‬السفن‭ ‬وتعم‭ ‬الفرحة‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬قريب‭ ‬لقاء‭ ‬الأحبة‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يطلع‭ ‬صباحها‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬الضحايا‭ ‬ومئات‭ ‬السفن‭ ‬المحطمة‮»‬‭.‬

واستطرد‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬كعادتهم‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬يتناولون‭ ‬وجبة‭ ‬العشاء‭ ‬قبل‭ ‬آذان‭ ‬المغرب‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عيش‭ ‬محمر‭ ‬وسمك‭ ‬ثم‭ ‬يؤدون‭ ‬الصلاة‭ ‬ليأوي‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬إلى‭ ‬فراشه‭ ‬المتواضع‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬تعبق‭ ‬فيه‭ ‬رائحة‭ ‬المحار‭ ‬المكوم‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬السفينة‭ ‬وبعد‭ ‬يوم‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬المتواصل‭ ‬يبدأ‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬الفجر‭ ‬ويمتد‭ ‬حتى‭ ‬غروب‭ ‬الشمس‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا