العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٨٠ - الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

ألوان

المنامة القديمة حلقة الوصل ما بين العالم الخارجي والداخلي

الأحد ١٠ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

كتبت‭ ‬زينب‭ ‬إسماعيل‭: ‬

أكدت‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والباحثة‭ ‬في‭ ‬العمارة‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬د‭. ‬وفاء‭ ‬الغتم‭ ‬أن‭ ‬المنامة‭ ‬القديمة‭ ‬كانت‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬العالم‭ ‬ومدن‭ ‬وقرى‭ ‬الداخل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬ويربط‭ ‬المحرق‭ ‬بالقرى‭ ‬ومن‭ ‬حيث‭ ‬ميناؤها‭ ‬الرئيسي‭ ‬لجزيرة‭ ‬البحرين‭. ‬

وقالت‭ ‬الغتم‭ ‬خلال‭ ‬محاضرة‭ ‬‮«‬تشكل‭ ‬النسيج‭ ‬العمراني‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬وتطوره‭ ‬الفضائي‮»‬‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬جمعية‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬إن‭ ‬قرب‭ ‬المنامة‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬الشمالية‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬سهولة‭ ‬وصول‭ ‬سكانها‭ ‬إلى‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬المركزي‭ ‬لبيع‭ ‬بضائعهم،‭ ‬حيث‭ ‬تتصل‭ ‬بها‭ ‬عبر‭ ‬طريق‭ ‬النخيل‭ ‬وطريق‭ ‬البديع‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معبدة‭.‬

وأشارت‭ ‬الغتم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬الجغرافية‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬وصلها‭ ‬بالعالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تتمتع‭ ‬شواطئها‭ ‬بمياه‭ ‬عميقة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تمكن‭ ‬السفن‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬بكل‭ ‬سهولة،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬المحرق‭ ‬بمياهها‭ ‬الضحلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستطيع‭ ‬السفن‭ ‬الصغيرة‭ ‬فقط‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬منحها‭ ‬أيضا‭ ‬حماية‭ ‬طبيعية‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬سور‭ ‬يحميها‭ ‬من‭ ‬الغزوات‭ ‬الخارجية،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بوماهر‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بها‭ ‬المياه‭ ‬العميقة،‭ ‬فكانت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قلعة‭ ‬حماية‭. ‬

وفرقت‭ ‬الغتم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مدينتي‭ ‬المنامة‭ ‬والمحرق،‭ ‬حيث‭ ‬تتقارب‭ ‬قرى‭ ‬المسافات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المنامة‭ ‬وقراها،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬المحرق،‭ ‬فالمدينة‭ ‬الأولى‭ ‬تتقارب‭ ‬قراها‭ ‬بسبب‭ ‬ارتباطها‭ ‬بالسوق‭ ‬المركزي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المحرق‭ ‬تتباعد‭ ‬قراها‭ ‬الست‭ ‬لارتباطها‭ ‬بمواقع‭ ‬المياه‭ ‬والتربة‭ ‬الزراعية‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬قرى‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬كانت‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الشريط‭ ‬الساحلي،‭ ‬وتتركز‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الشمالية‭ ‬والغربية‭. ‬وبينت‭ ‬أن‭ ‬عاملين‭ ‬مؤثرين‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬القرى،‭ ‬هما‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬والقنوات‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الساسانيين،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬تشكل‭ ‬القنوات‭ ‬المائية‭ ‬والعيون‭ ‬كان‭ ‬بسبب‭ ‬انخفاض‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬الذي‭ ‬سهل‭ ‬عملية‭ ‬تجمع‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬البحرين‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬طرق‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬مواقعها‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬الحاضر‭. ‬

وتحدثت‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نشرت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1975،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تركيز‭ ‬كبير‭ ‬للقرى‭ ‬والمراكز‭ ‬الحضرية‭ ‬حول‭ ‬مدينتي‭ ‬المنامة‭ ‬والمحرق‭ ‬داخل‭ ‬دوائر‭ ‬قطرها‭ ‬5‭-‬8‭ ‬كيلومترات‭. ‬أما‭ ‬المدن‭ ‬السبع‭ ‬فيزيد‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬على‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬نسمة‭. ‬

والمناطق‭ ‬السكنية‭ ‬الأخرى‭ ‬هي‭ ‬قرى‮»‬‭. ‬وتواصل‭: ‬‮«‬جزيرة‭ ‬سترة‭ ‬ومدينة‭ ‬جدحفص‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القرى‭ ‬الصغيرة‭ ‬المتجاورة‭ ‬التي‭ ‬اندمجت‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬بسبب‭ ‬قصر‭ ‬المسافات‮»‬‭.‬

وتطرقت‭ ‬الغتم‭ ‬خلال‭ ‬المحاضرة‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والسياق‭ ‬الذي‭ ‬نشأت‭ ‬فيه‭ ‬والكشف‭ ‬عن‭ ‬العوامل‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬تأثير‭ ‬الشكل‭ ‬الحضري‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬سلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬التطور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السجلات‭ ‬التاريخية‭. ‬وأسقطت‭ ‬نظرية‭ ‬المدن‭ ‬المتأصلة‭ ‬على‭ ‬مدن‭ ‬البحرين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا