الكويت تستعد لاستضافة القمة الخليجية
البحرين بيئة آمنة للاستثمارات الكويتية
الصحافة الوطنية أحد مقومات بناء الدول.. والكويت تدعم صحفها لتواصل رسالتها
أنور عبدالرحمن: نعتز بالمواقف الكويتية تجاه البحرين.. وموقفها الثابت من القضية الفلسطينية
الصحف هي خط الدفاع الأول عن مصالح الدولة وليس «البلوجرز»
استقبل الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير صباح أمس سعادة الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، سفير دولة الكويت الشقيقة لدى مملكة البحرين، حيث رحب رئيس التحرير بالسفير الكويتي، وأعرب عن الاعتزاز بأواصر العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة والراسخة التي تجمع بين مملكة البحرين وشقيقتها دولة الكويت وما يشهده التعاون والتنسيق المتبادل بينهما من نمو وازدهار مستمر في كافة المجالات.
رافق سعادة السفير الكويتي كلٌ من بشار المسلم الملحق الدبلوماسي، ويوسف النجار الملحق الدبلوماسي بحضور السيد زهره مدير التحرير، عبدالمجيد حاجي المدير العام، وأحمد عبدالحميد رئيس قسم الشؤون المحلية بالصحيفة.
اللقاء عكس أواصر الروابط المتينة التي تربط ما بين مملكة البحرين ودولة الكويت الشقيقة، وكذلك القيم الخليجية الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين، واستعرض أهمية دور الإعلام في تعزيز الهوية الخليجية، كما استعرض اللقاء مسارات التعاون في المجال الإعلامي بين سفارة الكويت وجريدة «أخبار الخليج» الصحيفة اليومية الأولى في مملكة البحرين.
في بداية اللقاء أكد الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير اعتزازه بزيارة الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، سفير دولة الكويت الشقيقة لدى مملكة البحرين لمقر الجريدة، منوها بحرصه على التواصل مع وسائل الإعلام البحرينية، مشيدا بالمواقف المشرفة لدولة الكويت الشقيقة مع مملكة البحرين، مستذكرا النهضة الإعلامية والصحفية التي تتمتع بها الدولة الشقيقة.
كما عبر رئيس التحرير عن اعجابه بما يتمتع به السفير الكويتي من ثقافة ورؤية تجاه القضايا الإقليمية والدولية، والتي تعكس المواقف الكويتية تجاه تلك القضايا.
بدوه، أكد الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، سفير دولة الكويت الشقيقة لدى مملكة البحرين اعتزازه وتقديره لدور الصحافة في خدمة القضايا الوطنية، وكذلك حرصه على متابعة الصحف البحرينية، مشيرا إلى أن التطورات التكنولوجية في الوقت الراهن تستلزم من وسائل الإعلام والصحف أن تواكب هذه التطورات حتى تتمكن من مواصلة دورها في التواصل مع الأجيال الجديدة، التي باتت تعتمد بصورة كبيرة على وسائل الاتصال الحديثة.
وشدد السفير الكويتي على أن الصحافة الوطنية إحدى مقومات بناء الدول من خلال إرساء القيم الوطنية المسؤولة وتعزيز الهوية، مؤكدا أهمية دور السلطة الرابعة في نقل نبض الشارع إلى صانع القرار.
بدوره استعرض رئيس التحرير جملة من التحديات التي تواجه الصحافة الورقية في الوقت الراهن على المستوى الخليجي، منها أن بعض الحكومات تتقبل الانتقاد ممن يسمون «Bloggers – البلوجرز» وحسابات الاخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تتفاعل مع ما يثار فيها، ولكن لا تقبل حتى مجرد الملاحظات من الصحف الرصينة الملتزمة بقواعد العمل الصحفي في النقد.
وشدد أنور عبدالرحمن على أن المؤسسات الرسمية عليها أن تعي أهمية وجود صحافة وطنية قوية تدافع عن مصالح الدولة، وأنه لا يمكن الاعتماد على «البلوجرز» في هذا الجانب، لأن خط الدفاع الأول عن مصالح الدولة هي الصحف وليس «البلوجرز».
وعلق السيد زهره مدير التحرير مؤكدا أن الصحافة ما زالت تتمتع بمكانتها لدى الدول الديمقراطية الكبرى، التي تنظر إلى الصحافة الورقية على أنها مسألة «أمن قومي»، وتقوم بتقديم الدعم اللازم لهذه الصحف حتى تواصل مهمتها، وإن تباينت أشكال الدعم.
وكشف السفير الكويتي أن السلطات الكويتية تحرص على توفير الدعم اللازم للصحف الكويتية إلى اليوم، وذلك إيمانا من الدولة بأن الصحافة تمثل السلطة الرابعة بالمعنى والمفهوم، لافتا إلى أن أشكال الدعم تتفاوت بين الدعم المادي والدعم العيني، وذلك على الرغم من إدراكنا بأن الجيل الحالي هو جيل التكنولوجيا، ولكننا مدركون في الوقت ذاته أهمية مساندة وسائل الإعلام كي تواصل رسالتها، لحماية الأجيال الجديدة من مخاطر التكنولوجيا الجديدة، ومنها ما يستهدف عاداتنا وتقاليدنا العريقة.
واتفق الجانبان على أهمية المحافظة على مقومات الهوية الخليجية العربية، ومنها الاعتزاز باللغة العربية التي تشكل جزءا من حضارة هذه الأمة وهويتها، حيث لفت السفير الكويتي إلى أن مجلس التعاون بصدد تخصيص يوم للاحتفاء باللغة العربية، مؤكدا أهمية دور الأسرة في تنشئة الأجيال الجديدة المعتدة بقيمها وعاداتها الأصيلة، داعيا إلى ضرورة معالجة الآفات الدخيلة على مجتمعاتنا.
قوة دول الخليج
وانتقلت دفة الحوار إلى الحديث عن الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث أكد الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، سفير دولة الكويت الشقيقة لدى مملكة البحرين أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تمتلك مقومات اقتصادية هائلة، وعلى رأسها الصناديق السيادية الخليجية التي يصل حجمها إلى 4.4 تريليونات دولار، كما قفز الناتج المحلي الإجمالي للدول الست إلى 2.2 تريليون دولار، والتبادل التجاري فيما بين الدول الخليجية وصل إلى 1.5 تريليون دولار، كما أن الدول الخليجية مجتمعة تتصدر دول العالم في النفط الخام والغاز الطبيعي، هذا بالإضافة إلى مستقبل الطاقة النظيفة والمتجددة، وهذه كلها عناصر قوة تعزز من مكانة دول مجلس التعاون.
وقال السفير الكويتي: إن المتغيرات الإقليمية والدولية متسارعة، الأمر الذي يستوجب علينا مراعاة هذه المتغيرات لاتخاذ قرارات مبنية على العقل بعيدا عن العاطفة التي أثرت على بعض قراراتنا خلال السنوات الخمسين الماضية، وذلك عبر بناء علاقاتنا الاستراتيجية مع الدول الصديقة، وذلك حتى لا نظلم الأجيال القادمة.
واستذكر الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح قصص النجاح التي حققتها الدول الخليج في مواجهة جائحة كوفيد 19، منوها بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في قيادة فريق البحرين أثناء الجائحة وما قدمته المملكة من نموذج لمواجهتها، مقارنة ببعض الدول الكبرى.
وعلق السيد زهره مدير التحرير قائلا إن الدول العربية تمتلك مقومات وقدرات تؤهلها لتبوء مكانة الصدارة عالميا، وذلك لن يتحقق إلا من خلال استثمار هذه القدرات وتحقيق التكامل الحقيقي، لافتا إلى إن المخططات الغربية تستهدف تعطيل التكامل والوحدة.
وشدد الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح السفير الكويتي على تمسك بلاده بدعم ومساندة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى الدور الذي قامت به خلال ترؤس المجموعة العربية في مجلس الأمن في عام 2019، والتصدي للمشروعات التي تستهدف القضية الفلسطينية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية من ثوابت الموقف الكويتي.
ونوه أنور عبدالرحمن رئيس التحرير بموقف الكويت من القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية الأمة العربية الأولى.
وتطرق إلى أهمية القمة الخليجية المقبلة التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة في الأول من ديسمبر المقبل، والتي تأتي في خضم تطورات جيوسياسية متسارعة إقليميا ودوليا، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتصعيد الخطير في لبنان.
وأكد الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح السفير الكويتي أن بلاده تواصل الاستعداد للقمة الخليجية، مشددا على حرص الكويت على تعزيز الروابط بين الدول الخليجية، لأن تجمعنا هو قوتنا.
وقال: القمة الخليجية هي عرس خليجي، لأنّ تجمع قادتنا هو مكنون جوهر قوتنا، والعالم ينظر إلى دول الخليج باهتمام متزايد، باعتباره نقطة الاتزان والوسيط النزيه، ومحل الأمن والاستقرار والثقل الاقتصادي.
وأضاف السفير الكويتي أن النهج الخليجي في الوقت الراهن يقوم على تعزيز الروابط الاقتصادية بين دول مجلس التعاون، باعتبار أن الاقتصاد قاطرة للعمل السياسي، لذا فإن هناك جملة من الحوارات الاستراتيجية مع كبرى الدول في العالم، مع الولايات المتحدة الأمريكية، والصين والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك بما يصب في مصالح كل الدول الخليجية، لأننا نحرص على الاستفادة من خبرات هذه الدول في استمرارية نهضة بلداننا.
وأشار إلى نجاحات مجلس التعاون الخليجي المتمثلة في الاتحاد الجمركي الموحد واتفاقية الدفاع المشترك ومساواة مواطني دول مجلس التعاون في الصحة والتعليم وامتلاك العقارات، مؤكدا أن الطموحات أكبر بما يتناسب مع مقوماتنا الأضخم.
ولفت السفير الكويتي إلى أن الكويت سوف تستضيف كأس الخليج لكرة القدم في 21 ديسمبر المقبل.
البحرين والكويت جسدان بقلب واحد
وأكد السفير الكويتي عمق العلاقات البحرينية الكويتية ومتأنة الروابط الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، واصفا هذه العلاقة بأنها جسدان بقلب واحد، معبرا عن اعتزازه بالتواجد بين أهل البحرين، بما يتمتعون به من تآلف، وما بين البلدين هو شراكة تنموية نحرص على تعزيزها.
وتطرق إلى أن مشاريع بيت التمويل الكويتي في البحرين تصل إلى 50 مليار دولار، وكذلك استثمارات بنك الكويت الوطني في البحرين تصل إلى 40 مليار دولار، ومشاريع الأفنيوز وصلت إلى 400 مليون دينار، وحجم التبادل التجاري بين البحرين والكويت يتجاوز 500 مليون دولار، وهذا يعكس ما تتمتع به مملكة البحرين من بيئة آمنة ومتنوعة استثماريا، كما أن صندوق الكويت للتنمية له مكتب فني في البحرين، ولديه مشاريع تنموية تصل إلى 4 مليارات دولار.
وأشار إلى أن هناك أكثر من ألف طالب وطالبة كويتيين يدرسون في الجامعات البحرينية في مجالات الطب والدراسات العليا.
في ختام اللقاء جدد رئيس التحرير ترحيبه بزيارة الشيخ ثامر جابر الأحمد الصباح، سفير دولة الكويت الشقيقة للجريدة، مؤكدا اعتزازه بها، مشددا على حرصه على متابعة نشاط السفارة الكويتية في البحرين، وترحيبه بالتعاون الإعلامي بين الجانبين بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك