الفاتيكان - (أ ف ب): تطرّق البابا فرنسيس للمرة الأولى إلى اتهامات بـ«الإبادة الجماعية» في غزة ضد إسرائيل، في كتاب يصدر قريبا، نشرت مقتطفات منه أمس الأحد في إيطاليا. وقال البابا «بحسب بعض الخبراء، ما يحدث في غزة يحمل سمات إبادة جماعية. يجب درس ذلك بعناية لتحديد ما إذا كان (الوضع) يتوافق مع التعريف التقني الذي صاغه الحقوقيون والمنظمات الدولية».
ونشرت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية أمس الأحد مقتطفات من كتاب الحبر الأعظم الجديد بعنوان «الأمل لا يخيب أبدا. حجاج نحو عالم أفضل» المقرر نشره الثلاثاء في إيطاليا وإسبانيا وأمريكا الجنوبية. ويتطرق البابا الأرجنتيني بانتظام إلى محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية و«الإبادة الجماعية» للأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية أو للتوتسي في رواندا أو للمسيحيين في الشرق الأوسط.
وأعرب البابا مرارا عن أسفه لعدد الضحايا المدنيين في غزة، لكنها المرة الأولى التي يستخدم فيها علنا مصطلح الإبادة الجماعية، من دون أن يتبناه، في سياق العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. ولجأت جنوب إفريقيا في نهاية ديسمبر الماضي إلى محكمة العدل الدولية وتقدّمت بشكوى تتّهم فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية المبرمة عام 1948 في هجومها على غزة، ما تنفيه الدولة العبرية بشدة.
وانضمت إلى جنوب إفريقيا في الدعوى دول عدة بينها كولومبيا وليبيا والمكسيك وإسبانيا وتركيا. ومنذ بداية النزاع بين إسرائيل وحركة حماس، دعا البابا فرنسيس مرارا إلى الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين، منددا في الوقت نفسه بالمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون. واستقبل الخميس في الفاتيكان مجموعة تضم 16 من الرهائن الإسرائيليين السابقين الذين تم تحريرهم بعد أشهر من الأسر في قطاع غزة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وأسفر الهجوم عن مقتل 1206 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وأسفرت الحملة العنيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ردا على هجوم حماس عن 43846 قتيلا على الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفقا لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك